في 22-4-2024م خرج المواطن السعودي هتان شطا البالغ من العمر 40 عاما من شقته الواقعة في حي الرحاب الفاخر في شرق العاصمة المصرية القاهرة، رصدته كاميرات المراقبة الخاصة بالمبنى وهو يغادر وكانت تلك آخر اللقطة التي تشاهد له قبل أن يختفي في ظروف غامضة.
لغز اختفاء المواطن السعودي هتان في مصر
كان هتان شطا مقيما في مصر لفترة ليست بالقصيرة حيث وصل بعد عيد الفطر ببضعة أيام فقط، وبقي في القاهرة لإنجاز بعض المهام.
طوال تلك الفترة كان هتان يتواصل مع أسرته بشكل دائم، إما عبر الاتصال الهاتفي، ومن خلال الرسائل النصية عبر الإنترنت، ومع ذلك إنقطع تواصله مع أسرته تماما بعد خروجه من منزله في ذلك اليوم.
أين ذهب هتان؟ وهل ستتمكن أسرته والسلطات من العثور عليه في الوقت المناسب؟ أم أن مكروها قد ألم به بالفعل؟ وما هي ملابسات هذه القضية الغريبة التي حيرت النشطاء والمتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة؟
إذا كان لديك الفضول الكافي لمعرفة الإجابة على هذه الأسئلة؟ تابع معنا هذه المقالة للنهاية .
عندما عجزت أسرتها التان عن التواصل معه بكل الطرق، أبلغت السفارة السعودية في القاهرة عن اختفاءه، تواصلت السفارة بدورها مع السلطات المصرية المختصة للشروع في البحث عن هتان.
بالإضافة إلى ذلك بدأت أسرة هتان حملتها الخاصة للبحث عنه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وحظيت القضية بالزخم علمي غير مسبوق.
بعد أن تعاطف عدد كبير من رواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مع الأسرة، وقاموا بنشر تفاصيل اختفاء هتان على نطاق واسع.
كان هتان متزوجا وله ابنة، ويعمل في مجال التنمية البشرية، كان يزور القاهرة بانتظام للحصول على دورات تدريبية في مجال عمله.
إشارت بعض المصادر إلى أن هتان كان يزور العاصمة المصرية هذه المرة للحصول على دورة في التمثيل، حيث كان جنوب تغيير مهنته.
بدأت الشرطة المصرية عملها في البحث عن هتان بفحص سجلات كاميرات المراقبة في المنطقة التي كان يقيم فيها.
حيث تمكنوا من تتبع خيط سيرها التان منذ خروجه من شقته في حي الرحاب حتى وصوله إلى حي تجمع الخامس القريب قبل أن يختفي تماما بعد أن توارى خلف حافلة نقل ركاب.
اشتبهت السلطات المصرية في احتمال يا يكون الشاب السعودي قد هرب من أسرته بطريقة ما، خصوصا بعدما علموا من مسؤولي السفارة أن هاتان كان يعاني من بعض الاضطرابات النفسية في الآونة الأخيرة.
لذلك قامت الشرطة بتفتيش شقة هتان في حي الرحاب، وأدى ذلك التفتيش إلى دحض هذه النظرية على الفور، حيث عثروا على جواز سفره وأمواله و كافة متعلقاته الشخصية هناك.
بالتنسيق مع الأسرة والسفارة السعودية، كثفت الأجهزة الأمنية المصرية جهودها للبحث عنه هتان في نطاق المدن القريبة من منطقة التجمع الخامس وكذلك في منطقتي 6 من أكتوبر والشيخ زايد.
تم نشر صور الشاب السعودي ومواصفاته على مراكز الشرطة المختلفة ونقاط التفتيش في كافة مداخل ومخارج مدينة القاهرة.
كما نشرت السفارة السعودية عدت بيانات تطالب المواطنين بالتواصل مع الشرطة في حال في معلومات تخص هتان .
تفاعل العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي السعوديين مع هذه البيانات، وساهموا في إعادة نشرها على حساباتهم الشخصية، مما أعطى القضية زخما إعلاميا أكبر.
انتقلت المناقشة من وسائل التواصل الاجتماعي إلى شاشات التلفاز، وبدأت الصحف المصرية والسعودية على حد سواء بتغطية مستجدات القضية أولا بأول.
جهود البحث المكثفة عن هتان
أدت الجهود المكثفة في البحث ونشر القضية على نطاق واسع إلى وصول أجهزة الأمن المصرية إلى طرف خيط كاد يوصلهم إلى مكان الشاب المختفي،
حيث تواصل معهم أحد المواطنين وأخبارهم أنه شاهد شابا تنطبق عليه المواصفات المنشورة في إحدى الحدائق العامة بمنطقة الشويفات القريبة من حي التجمع الخامس.
أشار المتصل في حديثه مع السلطات، إلى أن ذلك الشاب كان حليق الرأس وحافي القدمين، وكان يجلس في الحديقة بهدوء ويتناول الطعام.
على الفور، انتقلت فرقة من رجال الشرطة إلى المكان الذي ذكره شاهد العيان آملين في العثور على هتان هناك، لكنهم لم يصلوا في الوقت المناسب وكان شاب قد رحل من الحديقة بالفعل، ولكنهم عثروا على بقايا الطعام التي يشار إليها الشاهد.
قام المحققون بعد ذلك بفحص سجلات كاميرات المراقبة الموجودة بالقرب من تلك الحديقة العامة وتبين من خلال تسجيلات أن الشاب المذكور كان بالفعل هو هتان.
رغم محاولتهم تتبعه مجددا عن طريق تسجيلات كاميرات المراقبة، فقد المحققون آثارها هتان، ولم يتمكنوا من الوصول إليه.
بعد فترة قصيرة وصل إلى الشرطة بلاغ اخر يفيد بمشاهدة هتان في منطقة القطامية، وهي منطقة صحراوية في القاهرة، حيث أنشأت الحكومة مشروعا سكنيا ضخما يدعي مشروع سكن مصر، لا تزال وجزاء كثيرا من تلك المنطقة قيد الإنشاء، ومازالت بعض المباني غير مأهولة بالسكان.
أرسلت الشرطة فرق البحث إلى تلك المنطقة وقاموا بتنشيطها بشكل كامل، حيث فتشوا الشقق السكنية والمناطق غير المأهولة، وحتى الجزء الذي لا يزال قيد الإنشاء، لكن دون جدوى، إذا لم تتكلل تلك الجهود بالعطور على هتان في النهاية.
بالرغم من جهود البحث الكبيرة التي لم تتوقف لحظة، مرة عدة أيام دون ان يتمكن أحد من العثور على هتان، بدأ الإحباط يتسلل إلى نفوس أسرته وأحبائه الذين تملكهم القلق من احتمال ان يكون هتان قد تعرض لمكروه ما،
خصوصا مع معاناته الأخيرة من الاضطرابات النفسية. تسببت في تدهور حالته الصحية بشكل كبير.
العثور علي جثة المواطن السعودي هتان
في 3-6-2004م عثرت السلطات المصرية على جثة شاب في أحد شوارع القاهرة، لاحظ رجال الشرطة أن مواصفات ذلك الشاب تشبه إلى حد كبير مواصفاتها هتان الشاب السعودي المفقود.
فأخطروا السفارة السعودية بالأمر، وتعاونت السلطات المصرية مع السلطات السعودية للتحقق من هوية الضحية عن طريق مطابقة عينة من حمضه النووي مع أحد أقربائه في السعودية،
وتأكد في النهاية أن الجثة تعود لهتان شطا، لكن كيف انتهى الأمر بالشاب السعودي الذي حضر للقاهرة لدراسة التمثيل بأن يصبح جثة هامدة يتم العثور عليها في أحد شوارع العاصمة المصرية؟
للإجابة على هذا السؤال، أخضعت السلطات المصرية جثمان الضحية للتشريع والفحص الطبي على يد المعمل الجنائي.
حيث أثبتت الفحوصات الطبية عظمة وجود أي شبهة جنائية خلف وفاة المواطن السعودي، وإن الوفاة كانت طبيعية بشكل كامل.
أشار تقرير المعمل الجنائي هنا صحة هتان تدهورت بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، مما أدى في النهاية إلى وفاته.
اخطرت السلطات المصرية سفارة السعودية وأسرة الضحية بما توصلت إليه من مستجدات، سرعان ما بدأت الأخبار تتسرب إلى الصحافة والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة كان نبأ وفاتها هتان بمثابة صدمة لأسرته،
حيث أن شقيقه هاني أنكر في البداية أن تكون الجثة التي تم العثور عليها تعود لشقيقه.
لكن خبر وفاة هتان أصبح مؤكدا بعد أن أصدرت كل من وزارة الداخلية المصرية والسفارة السعودية الخبر بشكل رسمي.
وأكدت البيانات الرسمية، عدم وجود أي شبهة جنائية خلف الحادث، وأشارت إلى أن السلطات بدأت رسميا في إجراءات نقل جثمان هتان إلى المملكة العربية السعودية.
في النهاية أغلقت قضية اختفاء هتان شطا بعد العثور على جثته، على الرغم من الحزن الذي خيم على أسرته وأصدقائه، أثبت التعاون بين السفارة السعودية والجهات الأمنية المصرية فعاليته في كشف ملابسات القضية.
تبقى هذه الحادثة تذكارا مؤلما لعائلته، لكن أيضا درسا في أهمية التعاون الدولي في مثل هذه الحالات الإنسانية.