الصوفية ليست مذهب من المذاهب الإسلامية الأربعة المعروفة، البعض يراها طريقة للعبادة والزهد والبعض يراها انها مدخل للشيطان وترك الدين الصحيح واتباع مجموعة من البدع والشركيات مثل النذور والذبح لغير الله بحجة حب الاولياء.
في تلك المقالة سوف ندخل لعالم التصوف والصوفية ونعرف كيف بدأت الصوفية وما هي اشهر الطرق المعروفة فيها، ونعرف ما هو التصوف وما هو معناه ايه وهل التصوف الحقيقي هو التبرج بالموتى والاولياء واهل القبور؟ اليوم سوف نعرف مع بعض معنى التصوف بالكامل
الصوفية أو التصوف هو طريقة من الطرق اللي فيها تعبد وروحانية، بداية البعض ذهب الى ان التصوف يعود لأهل الصوفة وهم كانوا جماعة من النساج يجلسوا فوق دكة في مسجد المدينة وقت العهد النبوي الشريف،
والبعض قال انهم تم تسميتهم بذلك الاسم لانهم كانوا من الصف الأول من صفوف المسلمين في الصلاة او انهم كانوا من قبيلة بدوية اسمها بني صوفة، لكن المعنى الثابت هو نسبه للعابد الناسك الذي يلبس الصوف دليل على الزهد والعيش الخشن.
وأول من عرف بالتصوف هو جابر بن حيان والذي كان متصوف شيعي من اهل الكوفة وذلك كان في القرن الثامن الميلادي وكان له مذهب خاص به.
التصوف في البداية كان عبارة عن مجموعة من النساج فضلوا العزلة والفقر والزهد في الحياه للتفرغ للصلاة وقراءه القرآن والغرض الأساسي هو التقرب من الله.
الصوفية ليست مذهب إسلامي ولكن هي طريقة للسمو بالروحانية وتربية النفس والقلب والعمل على تطهيرهم.
البعض ذهب ان مصطلح الصوفية مأخوذ من اليونانية وبالتحديد كلمة صوفيا او الحكمة وان اصل التصوف مشتق من الثيوصوفية والتي تعني عشق الله.
وردت اراء كثيره لبعض العلماء في اصل التسمية للصوفيين فمثلا ابن تيمية يقول انهم ينسبون الى صوف ابن ادبل وأول قبيلة بدوية عرف عنها التعبد والتنسك،
وقال ان كلمة الصوفية ظهرت للمرة الأولى قرب انتهاء القرن الثاني الهجري سنه 199 هجرية وانها اطلقت على مدرسة شيعية نشأت بالكوفة وكان زعيمها شخص اسمه عيدك البنائي وهو توفي في بغداد سنه 210 هجريا.
اما ابن الجوزي فقال بنسب الصوفية لصوفى بن مر والذي نذرته امه انها تعلقه في ستار الكعبة وهنا اصبحوا يطلقوا اسم صوفي على كل شخص زاهد في الدنيا متفرغ للعبادة.
أهل التصوف يقولوا عنه انه علم لتربية النفس وتصفيه الاخلاق وإصلاح القلوب والاقبال على العبادات وجهاد النفس، في حين ان البعض يرى الصوفية حالة قريبة الشبه من الرهبنة البوذية مثلا.
لكن البعض ارجع التصوف لعهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته وانه كان يعطي بعض الصحابة او كلهم ورد معين منهم سيدنا أبو بكر ذلك غير انهم قالوا انه اختص به سيدنا علي رضي الله عنه وحسب ذلك الرأي ده تسلسل وجود شيخ اعلى ثم مريدين لذلك الشيخ ويأخذوا منه الورد الخاص بالطريقة خاصته.
وبعد ذلك تطور الامر لوجود عدد من الطرق الصوفية والاولياء والاوراد فمنهم من يهذب تلامذته بالصيام او الصمت او كثرة الخلوات واعتزال الناس والبعض يفضل طريقه اكثر له من غيره فيجعل مورديه يقيموا الليل ويكثروا الذكر ما عدم اعتزال الناس بالخلوات والدخول في كل خلق يعود للسنة والبعد عن أي خلق دنيء.
ابن خلدون قال عن التصوف ان اصل طريقة التصوف لم تزل عند سلف الامة وكبارها من الصحابة والتابعين ومن بعدهم، واصلها العكوف على العبادة وترك زخرف الدنيا.
المتصوفة في الأصل يتبعوا الكتاب والسنة وذلك الأساس وان علمهم كما يقولون مأخوذ من كتاب الله وسنة نبيه، فقال أبو الحسن الشاذلي اذا عارض كشفك الصحيح الكتاب والسنة فاعمل بالكتاب والسنة ودع الكشف وقل لنفسك ان الله ضمن للعصمة في الكتاب والسنة ولم يضمنها لي في جانب الكشف والالهام.
يعني كلامه ده يؤكد على التزام المتصوفة بكتاب الله وسنة نبيه ومن يعارض ذلك فعليه التوقف عنه فورا.
الصوفية فيها مصطلحات كثيرة مثل:
التجريد مثلا وهو انك تتجرد من كل المظاهر الخارجية والاهتمام بها وتركز فقط على داخلك.
الاتصال هو ان ينفصل العبد بسره عما سوى الله فلا يرى ولا يسمع الا من خلال الله سبحانه وتعالى.
الغيبة: وهي ان الصوفي لابد ان يغيب عن الاهتمام بنفسه واشباع رغباته.
الصوفية قائمة على اساسيات ومن أهمها
ذكر الله وهو التخلص من الغفلة ولابد من حضور القلب وترديد اسم الله او صفة من صفاته بغرض التقرب من الله سبحانه وتعالى بدون أي غرض اخر.
ويستحب كثره الذكر في السر والعلن وفي الانفراد للشخص بنفسه او مع مجموعة من الذاكرين سواء كان الذكر بالقلب او باللسان.
ثانيا الخلوة وهي ان الشخص ينقطع عن البشر لفتره ويترك الاعمال الدنيوية ولا يصنع شيء غير العبادة وجهاد النفس.
المتصوفة لهم عقيده في الاولياء ويروا ان الوالي هو عبد ربنا اختصه واصطفاه وفضلوا عن غيره وقسموا مراتب الاولياء حسب الفكر الصوفي لكذا مرتبة.
الصوفية يؤمنوا بمساله التبرك وهو طلب البركة من الله او كيان شخص كالولي، البعض يرفض مسألة التبرك بغير الله لما فيها من شبهه الشرك ولعياذ بالله، ذلك غير التوسل وهو في نظرهم طريقة من طرق الدعاء وان الولي المتوسل بيه ما هو الا عبارة عن واسطة ووسيلة للقرب من الله.
وذلك يرفضه اهل السنة والجماعة فلا وسيط بين العبد وربه ولا توسل بغير الله.
ويقول جلال الدين السيوطي ان التصوف في نفسه هو علم شريف وان مداره على اتباع السنه وترك البدع، لكن البعض ادخل على منهج التصوف العديد من البدع التي ليس لها اصل في السنة الشريفة مثل الذي يحصل في المآتم وغيرها.
وانهم ادخلوا بعض المستحدثات على التصوف مثل التبرك بالأضرحة وطلب الغوث من أهلها.
الصوفية المعاصرة البعض يري انها خرجت عن الأصل للتصوف وتم مزجها بالبدع والغلو وظهور الشركيات وتسلل البعض من المذاهب الفلسفية المحرمة مثل فكرة الحلول وان الذات الإلهية ممكن تحل في الولي.
وذلك غير الغلو في المشايخ وتقديم العبادة للأضرحة خاصتهم والنذر لها والذبح والطواف حول المقام أيضا وذلك خارج عن السنة وكتاب الله واستند البعض منهم لتبرير ذلك ببعض الاحاديث المكذوبة.
بعض المتصوفة يزعموا ان النبي صلى الله عليه وسلم اختار علي بن ابي طالب لكي يكون شيخ الصوفية الأول وان الامام علي رضي الله عنه اختار الحسن البصري من بعده وانه متلقي الاسرار الباطنية وانه يحتفظ بالأسرار الصوفية وجعلوه احق بذلك عن الصحابة والعشرة المبشرين بالجنة وأصحاب بدر والغزوات.
الصوفي يمر بأربع مراحل مهمة وهي :
عقيدة الصوفية في الاولياء اخذت اتجاه المغالاة لدرجة ان البعض منهم يعتقد ان الاولياء يدبروا أمور العالم ويتصرفوا في الكون ورفع الاولياء لدرجه الألوهية وإخضاع الناس للأولياء والتبرك بهم.
وقال فيهم ابن تيمية “واما سؤال السائل عن القطب الغوث الفرد الجامع فهذا قد يقوله طوائف من الناس ويفسرونه بأمور باطلة في دين الإسلام، مثل تفسير بعضهم ان الغوث هو الذي يكون مدد الوثائق بواسطته في نصرهم ورزقهم وهذا كفر صريح يستتاب منه صاحبه”
الصوفية فيها عدد مختلف من الطرق ولكل طريقة ولي او شيخ واوراد خاصة بها ومن امثله الطرق ما يلي :
البعض انحرف بالمعنى الحقيقي للتصوف من كونه حالة او مجموعة من الممارسات غرضها نبذ الدنيا والتفرغ للطاعة ومجموعة من الاوراد والاذكار لممارسات فيها غلو لدرجة ان بعض اهل الطرق الصوفية يؤكد ان اتباعهم لا يجوز لهم قراءة الورد الا بإذن من الشيخ ويتعبوا مقوله من لا شيخ له فالشيطان شيخه.
وانه لكي تتعبد لله لابد من اخذ الاذن من شيخ الطريقة طبعا ذاك الذي رفضه اهل العلم ووجدوا فيه بعد عن صحيح الدين واخذت الصوفية طريق آخر دخل فيها النذور والتبرك بالأضرحة والذبح فيما يعرف بالموالد.
كل ذلك لا وجود له في التصوف بمعناه الحقيقي.
ومن اشهر المتصوفين
والذين ظهروا كأكثر الشخصيات جدلا ما بين مؤيد لفكرهم وبين المعارضين .
وبذلك تكون انتهت مقالتنا لليوم يا ريت تقول لنا ما هو رايك في التعليقات وشاركنا مواضيع جديده تحب ان نتكلم عنه، ابقوا في امان الله والسلام.
مقالات موقع المنصة المعرفية
تعليقات