محمد الفاتح
كتبت/ زينب محمود عيسى
محمد الفاتح:
يعتبر من أعظم سلاطين “بني عثمان”، وهو الذى أسس مُلك “بني عثمان”، والذي قام بفتح القسطنطينية.
المولد والنشأة:
ولد السلطان “محمد الفاتح” سنة (١٤٢٢م) فى شهر مارس، والذي كان بداية النهاية للعصور الوسطى، والذي انتهى العصر بفتح القسطنطينية، وبدأ عصر جديد على يد هذا السلطان وهو العصر الحديث، وقد تربى السلطان في طفولته تربية صارمة، وقد أحيط بمجموعة من العلماء وهو صغير السن، والذين ساهموا فى تشكيل شخصية هذا الأمير، وكان “محمد الفاتح” شاعراً له ديوان شعر بالتركية، وقد عُين أمير على مغنيسيا تحت إشراف مجموعة من العلماء، وكانت من الفترات الهامة في حياته، وكان يهتم بالعلم فأنشأء مدارس كبيرة وأدخل فيها العلوم العلمية إلى جانب العلوم الدينية.
إصلاحاته الداخلية:
عندما إرتقى “محمد الفاتح” عرش الدولة العثمانية بعد وفاة أبيه “مراد الثاني”، وكان عمره (اثنان وعشرون عاماً)، بدأ بإصلاحات داخلية مهمة منها: إعادة تنظيم الإدارات المختلفة، وقام بتطوير كتائب الجيش، وزاد مرتبات الجند، وطور من إدارة الأقاليم، وطور البلاط السلطاني وأمده بالخبرات العسكرية.
فتح القسطنطينية:
القسطنطينية مدينة لها جاذبية على مر التاريخ، وقيل أنها خلفت روما كعاصمة للإمبراطورية الرومانية العظيمة، وأنها أُنشِأت فوق موقع مدينة أقدم منها ببضعة قرون وهي بيزنطة، وأنها تتميز بموقع مهم وإستراتيجي؛ حيث يحدها من مدخلها البحر الأسود، وخليجها الطويل شمالاً الذى يعرف بالقرن الذهبي، لكن أصبحت ضعيفه أواخر العصر الأوسط، والذي كان يحكمها في ذلك الوقت “قسطنطين”، وقد قال رسول الله ﷺ: لتفتحن القسطنطينية، فلنعم الأمير أميرها، ولنعم ذلك الجيش.
والواقع أن القسطنطينية كانت هدفاً للمسلمين منذ البداية، وقد حاول “معاوية” فتحها وإقامة أسطول قوي لكن فشل بفضل موقعها وقوة الإمبراطورية، والخطط الإستراتيجية القائمة على أساس غير صحيح، وكان “محمد الفاتح” يعلم أن ما هو مقدم عليه عمل خطير لذلك بدأ التخطيط والتجهيز، حيث بذل جهود كبيرة في تقوية الجيش العثماني بالقوى البشرية، واعتنى بالتدريب وفنون القتال وحثهم على الجهاد وذكرهم بوصية الرسول بفتحها.
وقد قام بخطوة تمهدية للحرب ولفتح القسطنطينية، وهي بناء القلعة روملى حصار، وهي تقع على الشاطئ الأوروبي إلى جوار القسطنطينية، وبذلك يكون السلطان قد إكتسب موقعاً إستراتيجياً وإقتصادياً.
وقد أعلن الحرب رسمياً على الدولة البيزنطية، وعين “فيروز أغا” على القلعة روملى، وترك معه (أربعمائة) من خيرة جنوده الانكشارية، وأمره ألا يسمح لأى سفينة أجنبية بالمرور إلا بعد التفتيش الدقيق ودفع الضريبة، وإن رفضت أطلق عليها القذائف.
وقد كان قد أوشك السلطان “محمد الفاتح” على تطويق الإمبراطورية، عندئذٍ صرخ “قسطنطين” صرخة استغاثة، وكانت استغاثته عبارة عن رسائل إلى الغرب، ولكن الدول الغربية كانت منهمكة في الثورات الداخلية فلم يُسمع “لقسطنطين” صوت في الغرب، أما “محمد الفاتح” فقد انهمك كلياً في الإستعداد والتأهب لحصار القسطنطينية المقبل.
وبدأت مدافع العثمانيين تدك بقذائفها الهائلة سور القسطنطينية الضخم، وظلت على ذلك ليلاً ونهاراً لا تكاد تنقطع إلى آخر يوم حصار، وقد إستطاعت المدافع العثمانية الضخمة أن تهدم جزءًا كبيراً من سور القسطنطينية عند وادى ليكوس.
دخول القسطنطينية:
وقد دخل “محمد الفاتح” القسطنطينية بعد عدة أيام من القتال وتدمير السور، ولعل من أسباب تحقيق النصر الغالي هو ذهن “محمد الفاتح” المتوقد دائماً بالأفكار وفنون الحرب والقتال.
المرجع /
سيرة محمد الفاتح.
——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ