كتبت/ لين مهنا عن ما هي مدينة بصرى الشام وما تاريخها
ما هي مدينة بصرى الشام
مدينة بصرى الشام هي مدينة سورية حيث تقع أطلال بصرى القديمة في سوريا، حيث كانت يوماً ما مدينة تجارية للأنباط العرب، وعاصمة للمقاطعة الغربية إبان الحكم الروماني، حيث تعني كلمة بصرى في الكتابات السامية القديمة الحصن، مما يوحي بأنها كانت منذ تأسيسها موقعاً محصناً.
إن أول ذِكر لمدينة بصرى جاء في لوحات تل العمارنة المكتشفة في مصر، والتي يعود تاريخها للقرن (الرابع عشر قبل الميلاد)، وهي كتب متبادلة بين مصر وسوريا، فعلى سهول هذه البقعة عاشت القبائل والدول الأكادية والكنعانية والآرامية.
مخطط مدينة بصرى القديمة
يشبه تخطيط المدن الرومانية واليونانية القديمة، فتبدوا أسوارها مستطيلة ذات أبواب معينة في أماكن متقابلة، وكان تخطيط الشوارع المتقاطعة مع المستطيل الكبير في غاية الدقة والإتقان، فقد حرصوا على أن تكون عريضة ومزينة بالأعمدة والأروقة التي تضمن الظل أمام واجهات المخازن التجارية الضخمة.
مسرح بصرى وتصميمه المعماري
يعتبر مسرح بصرى وتصميمه المعماري: من المسارح القديمة، التي صمدت أمام كوارث الطبيعة، ويجمع بين روعة البناء وقوة العمارة، ويعطي مدينة بصرى خلوداً أبدياً لكونه المسرح الوحيد الكامل في سائر أنحاء العالم الذي بقي محتفظاً بمعظم أقسامه.
فالمدرج منحوت من الحجر البازلتي يظهر بكامل أقسامه، وتبدو منصة التمثيل غير منقوصة وهي مزينة بمحاريب وأبواب كبيرة ويتوج البناء رواق مسقوف على الشكل المعروف في الملاعب الرومانية، ولكنه اندثر فيها جميعاً.
يتسع المدرج لأكثر من (عشرة آلاف) متفرج، والمدرج مقسوم إلى (ثلاث) أقسام مفصولة عن بعضها بواسطة ممشى تفتح عليه الأبواب المعدة لدخول وخروج المتفرجين، وكانت أرضها مصنوعة من الخشب الذي يستند على قواعد مبنية من الحجر.
الجامع العمري في بصرى
يعد من أروع الآثار الإسلامية القديمة المحتفظة بتفاصيلها المعمارية وهيكلها الأصلي العظيم، وهو أول مسجد بناه المسلمون في سوريا عند الفتح ويعرف بالجامع العمري نسبة إلى الخليفة “عمر بن الخطاب”، حيث يسميه السكان (جامع العروس).
يوجد على جميع أعمدته كتابات يونانية ولاتينية وعربية ونبطية في خارج المسجد وداخله، أما مئذنته الجميلة ذات الشكل المربع فيرجع تاريخ إنشائها إلى القرن (الثاني عشر للميلاد).
نهاية مدينة بصرى القديمة
في عام (٦١٤م) اجتاح الفرس حوران وقضوا على الكثير من مظاهر مدينة بصرى القديمة فيها، وأصاب بصرى شيء ليس بالقليل من هذا التخريب، وفي عام (٩٠٦م) دمر القرامطة كثيراً من ابنيتها عندما هاجموا شمال أراضي الأردن.
وكانت الخسارة العظيمة أثناء الزلزلة الشديدة التي وقعت في منتصف القرن (الثامن للميلاد)، فقد تساقطت أكثر أبنية بصرى الرائعة التي كانت ولا تزال باقية إلى ذلك الحين، ولم تَسلم آثار بصرى من التخريب والتشويه بعد ذلك.
خاتمة عن ما هي مدينة بصرى الشام وما تاريخها
المراجع:
- كتاب بصرى مدينة أزلية، لسليمان عبد الله المقداد.
- الأماكن الأثرية في بصرى، لدريد المقداد.
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ)) ولمعرفة المزيد عن تاريخ سوريا يمكنك الاطلاع عليه من هنا
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الرابع
#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ