مذبحة الأقصر 1997 اللي جعلت الرئيس حسني مبارك يقف قدام وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، ويهزأ وزير الداخلية، وبعدها بدقائق كان يقيله من منصبه، ورفض يخليه يرجع معه للقاهرة علي متن نفس الطائرة،
حادثة ضربت السياحة في مصر، ورجعتنا للعصور المظلمة، وجعلت الدول تمنع رعاياها من السفر للمدن المصرية، وعلاقتنا بالعالم أصبحت في أسوأ أحوالها.
مقدمة حول مذبحة الأقصر أو مجزرة حتشبسوت
كان ضحايا مذبحة الأقصر أكتر من 80 قتيل وجريح، وعدد الضحايا السويسريين كان أكتر من اللي قتلوا في الحرب العالمية الثانية، وكل ذلك بسبب ستة مسلحين. مذبحة استمرت 45 دقيقة والمنفذين انتحروا بطريقة غريبة لكي يتركوا ورائهم. رسالة غامضة. فتحت الباب لتساؤلات كثيرة،
في الوقت اللي أكد صفوت الشريف وزير الإعلام وقتها، إن قوات الأمن نجحت في قتل العناصر الستة الإرهابيين، بعد مطاردة استمرت داخل مغارة بأحد جبال الأقصر.
بسببها طلع 16,000 من الجماعات الإسلامية والجهاديين من السجون المصرية، وبسببها أيضا عين حبيب العدلي في منصب وزير الداخلية لكي يكمل معنا حتي ثورة 25-1-2011م ويصبح صاحب أطول مدة وزير داخلية في عصر مبارك.
مصر قبلها كانت حاجة وبعدها أصبحت حاجة تانية خالص خصوصا مع مبادرة الصلح بين الدولة وجماعات الإسلام السياسي.
صديق القارئ لو تريد ان تعرف ما هي حكاية المذبحة اللي حصلت في معبد حتشبسوت بالدير البحري سنة 1997؟ وكيف قدر ستة مسلحين يخترقوا الأجهزة الأمنية. ويقتلوا 62 شخص، ومن كان وراء تلك العملية ؟ وتأثيرها على علاقة مصر بالعالم؟ اذا اكمل المقالة للنهاية .
مذبحة الأقصر في معبد حتشبسوت
في 17-11-1907م، ووبالتحديد، الساعة 8:45 صباحا كان يقتحم ستة أفراد مسلحين معبد الدير البحري المعروف بمعبد الملكة حتشبسوت والموجود في البر الغربي بمدينة الأقصر، واللي لا يعرف فذلك المعبد شيدته الملكة حتشبسوت في الزمن الأسرة 18 لتأدية الطقوس الدينية وقتها.
ويعتبر أشهر المعالم الأثرية في الأقصر و العالم ويأتي له السياح خصيصا من كل مكان في العالم.
الستة المسلحين، واللي تخفوا في زي قوات الأمن المركزي كانوا يضعون أشرطة سودا على رؤوسهم مكتوب عليها حتى الموت، وفي إيد كل واحد منهم رشاش روسي الصنع، رجحت التحقيقات إنهم مسروقين من هجمات على مراكز الشرطة في الصعيد.
وبدأوا يطلقوا النار علي مجموعة من السياح الأوروبيين كانوا موجودين في المعبد، غالبيتهم من سويسرا، وقبل ما تسأل فين رجال الشرطة في مكان مثل ذلك؟
فأريد ان أقول لك يا صديقي، إن التأمين كان ضعيف، وأول ناس سقطوا في الحادث كانو رجال الشرطة، لكي يستمر اطلاق النيران لمدة 45 كاملة، وبعدها يتحول المعبد لعبارة عن بركة من الدماء.
قتل فيه المسلحين، حراس المعبد من الأمن وهما جندي وصول وصول مسيحي، اللي مجرد ان راوا في يده الصليب جريوا عليه وقطعوا رأسه.
ده غير المرشد السياحي، عادل همام، واللي رفض يبعد عن الجروب السياحي المرافق ليه و وقف في وش المسلحين.
المجزرة في مذبحة الأقصر لم تكن عادية وتصنف تك أكبر عمل إرهابي يحصل في مصر خلال ال30 سنة الأخيرة، وذلك ليس عشان الأربعة المصريين اللي راحوا في الحادث فقط بل أيضا بسبب عدد السياح اللي قتلوا واصيبوا،
فيكفي إنك تعرف إنهم قتلوا في ال45 دقيقة 58 سائح منهم 36 سويسري، وذلك رقم يفوق عدد الجنود السويسريين اللي قتلوا في الحرب العالمية الثانية كلها.
ده غير عشرة يابانيين وستة بريطانيين وأربعة ألمان وفرنسي و كولومبي، ومن بين الضحايا كانت طفلة بريطانية عندها خمس سنين، واتصاب 26 سائح تم إنقاذهم من الموت.
مع وصول تعزيزات الشرطة واللي تأخرت بشكل غريب استمر تبادل إطلاق النار، ولما شعر المسلحين إنهم لن يقدروا يواجهوا القوات اللي وصلت اقتحموا أتوبيس سياحي وهددوا السواق والركاب بالسلاح اللي معهم، وفعلا يتحرك بيهم السواق، بس أخدهم لحد كمين شرطة،
وهناك نطو من الأتوبيس وجريوا على الجبل يستخبوا في مغارة، لكن وهما يهربوا. فيه رسالة وقعت من جيب واحد منهم، والرسالة دي فكت شفرة لغز من اللي يقف وراء ذلك الهجوم الإرهابي في مذبحة الاقصر؟ وسوف نرجع لتلك الرسالة في محتوي المقالة.
الشرطة وصلت المغارة لكن المفاجأة إن المسلحين كلهم كانوا مقتولين بعد ما قرروا ينتحروا لكي لا يعترف منهم أحد بشيء وخلصوا على بعض جوا الجبل.
لكن قبل ما يوصلوا المغارة وهما يحاولوا يهربوا قرروا يخلصوا على واحد منهم اتصاب بطلقة قوات أمن، ففتحوا النار في دماغه لكيي لا يقع في قبضة رجال الشرطة.
من وراء مذبحة الأقصر 1997
السؤال المهم هنا الا وهو من وراء مذبحة الأقصر 1997؟ ما هو سر الرسالة التي وقعت من جيب واحد من منفذي الهجوم؟
“تدعوني أمانة الكلمة وشجاعة الرأي لأعلن عن عميق أسفي وحزن لما وقع في الأقصر، و سقوط هذا العدد الضخم من الضحايا الأبرياء، ومهما كانت الدوافع والمبررات، فإنه لا يوجد مبرر يدعو لهذا القتل العشوائي، الذي يعد سابقة لا مثيل لها،
ويتناقض تماما مع الأدبيات الشرعية و السياسية للجماعة الإسلامية التي كانت تستهدف صناعة السياحة وليس السياح الأجانب.”
ده كان نص بيان أسامة رشدي المتحدث الرسمي للجماعة الإسلامية وقتها، واللي يطلع ينفي فيه صلة الجماعة بالحادث، لكن هل الكلام ذلك حقيقي؟
البيان ده جه للرد على رفع طه القيادي في الجماعة الإسلامية واللي خرج بعد الحادث مباشرة من مقر إقامته في لندن وأعلن مسؤوليته عن المذبحة في بيان بثته وكالات الأنباء العالمية.
إلا إن تلك الحادثة كشفت انقسام الموجود في الجماعة الإسلامية وقتها، بعد ما طلع أسامة رشدي وكذب رواية رفاعي طه، وأكد إنه بعيد عن القرار داخل الجماعة، وليس له أي صلة بالحادث.
وللعلم الجماعة الإسلامية استفحلت في فترة التسعينات ونفذت هجمات كثيرة ضد السياح في مصر، ووصل الأمر، إنها تورطت في محاولة اغتيال الرئيس مبارك في أديس أبابا سنة 1995.
كانت في توقيت مذبحة الأقصر تمد خيوط الود والمصالحة مع الحكومة، وحصلت مناقشات على مبادرة لنبذ العنف ووقف الهجمات الإرهابية.
لكن لو فاكر موضوع الورق اللي قلت لك عليها في أول المقالة سوف تكتشف مفاجأة كبيرة بتأكد تورط الجماعة الإسلامية في مذبحة الأقصر،
فالورقة اللي وقعت من جيب أحد الجناة كان مكتوب فيها “نعتذر لقيادتنا عن عدم تمكننا من تنفيذ المهمة الأولى” وذلك يجعلنا نسأل سؤال اخر ما هي المهمة الأولى؟ ولماذا لم تنفذ؟
تحقيق مهم أجراها التليفزيون السويسري كشف وجود اسم مصطفى حمزة في السجلات اللي أرسلها النائب العام المصري لسويسرا بعد انتهاء التحقيقات في الحادث،
واتضح إن مصطفى حمزة اللي كان وقتها مسؤول الجناح العسكري للجماعة الإسلامية موجود في أفغانستان مع جماعة طالبان، وسبق وتورط محاولة اغتيال مبارك في إثيوبيا واتحبس سبع سنين في اتهامه باغتيال الرئيس أنور السادات.
أصدر أوامر لخلية كونها تحت اسم علاء عبد الرازق وكانت ناشطة في منطقة قنا وأسوان.
وقبل حادث معبد الدير البحري أعطى مصطفى حمزة أوامر للخلية إنهم ينفذوا عملية في موقع حفلة أوبرا عايدة بالأقصر واللي يحضرها آلاف السياح،
والمهمة كانت اختطاف بعض السياح الموجودين في الحفلة ومقايضتهم ببعض كبار قادة الجماعة الموجودين في السجون، وفي مقدمتهم الشيخ عمر عبد الرحمن، مفتي الجماعة اللي كان مسجون في أمريكا.
وثائق المخابرات الأمريكية كشفت إن مصطفى حمزة كان العقل المدبر لحادث مذبحة الأقصر، خاصة إن المجموعة فشلت في تنفيذ عملية أوبرا عايدة بسبب التشديدات الأمنية الكبيرة، ولجئت لتنفذ مهمة معبد الدير البحري اللي الحراسة الأمنية في كانت محدودة للغاية.
والمفاجأة الكبيرة إن أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة كان الممول الرئيسي للعملية بالتنسيق مع مصطفى حمزة، اللي حاليا موجود داخل السجون المصرية، بعد ما تم القبض عليه في 2013.
ولو فاكر إن الحكاية خلصت هنا يبقى يتهيأ لك، لأن في روايات غريبة وعجيبة قيلت على موضوع مذبحة الأقصر اللي ضربت السياحة في مصر، وخلت الأقصر عبارة عن مدينة أشباح مفيش فيها سائح واحد.
ناجح إبراهيم مؤسس الجماعة الإسلامية في مصر، واللي تراجع عن أفكاره في وقت لاحق كشف إن قادة الجماعة حاولوا يحققوا مكسب زائف من ورا الحادث وينسبوا اللي حصل ليهم كوسيلة تهديد للدولة لتنفيذ مطالبهم،
واللي كان على رأسها طرد السفير الإسرائيلي من مصر، و تطبيق حكم الشريعة الإسلامية.
لكن الحقيقة إن منفذي الحادث كانوا طلاب في كلية طب بيطري في جامعة أسيوط منتمين للجماعة الإسلامية اللي كانت تنشط في محافظات الصعيد بشكل عام، وأسيوط بشكل خاص.
وعملوا كده للانتقام لزميلهم ال اعتقلته قوات الأمن وعذبته حتى الموت، لكن بدون توجيهات الجماعة أو علم قادتها.
والرواية الأغرب اللي انتشرت في صحف دولية كبيرة مثل التايمز البريطانية/ كانت عن وجود ثأر بين عيلتين في الصعيد، وذلك سبب إطلاق النار الكثيف اللي حصل داخل المعبد.
ورواية أغرب كمان لما مرشد سياحي قال للسياح الموجودين معه إن الأصوات دي لمحبي صيد الحمام، ويمارسوا هوايتهم في سماء الأقصر، بس الكارثة الكبيرة أتت على لسان شهود عيان في موقع الحادث، قالوا إن إطلاق النار استمرت 3 ساعات كاملين.
من هم منفذي مذبحة الأقصر
بحسب الإندبندنت البريطانية في تحقيق موسع نشرته وقتها قبل ما ينتهي بتصفية العناصر المسلحة، واللي تم التعرف عليهم واكتشاف منفذي مذبحة الأقصر وهم
- مدحت عبد الرحمن من أسيوط،
- ومكرم محمد إسماعيل السيد من سوهاج،
- وحامد أحمد عريان،
- وسعيد محمد سلامة،
- ومحمود محمد عبد الكريم من قنا.
في الوقت اللي لم الأجهزة تتعرف على الجثة السادسة.
توبيخ حسني مبارك لوزير الداخلية حسن الألفي
حادثة مثل تلك قلبت مصر كلها، وجعلت الرئيس مبارك اللي نجي من الموت بأعجوبة في استهداف الجماعة الإسلامية له شخصيا، لما حاصروا موكبه في أثيوبيا أثناء ذهابه لحضور القمة الإفريقية سنة 1995 في موقف لا يحسد عليه.
خصوصا مع الكم الكبير من الضحايا الأجانب، وضغوط دولهم على مصر لكشف ملابسات الحادث، ومن اللي وراءه، وتقديم المتورطين للعدالة، لكي يعمل اجتماع طارئ بقيادات الجيش والشرطة.
ويكلف رئيس الحكومة وقتها كمال الجنزوري بإعداد تقرير لتحديد المسؤولين عن الحادث والمقصرين.
مبارك في خلال ساعات من المجزرة كان يستقل طيارته من القاهرة تجاه الأقصر، ومعه رئيس الحكومة كمال الجنزوري، ووزير الدفاع محمد حسين طنطاوي، ووزير الداخلية حسن الألفي ويزور موقع الكارثة.
والمثير للدهشة إن الرئيس قرر يوبخ المسؤولين على الهواء وقدام وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وقال لوزير الداخلية كنتوا فين؟ هي البلد فاضية ولا إيه؟ واللي حصل ده مش مقبول بالمرة.
وقبل ان يتحرك من المعبد كان يصدر قراره بإقالة وزير الداخلية حسن الألفي، ومنع ركوب الطيارة الرئاسية معه، وهو راجع للقاهرة .
القرار كان فوري وليس فيه اي رجعة ومبارك، قرر يضحي بوزير الداخلية الخامس في عهده، واللي كان بقاله في المنصب أكتر من أربع سنين.
تعيين حبيب العادلي في منصب وزير الداخلية
لكن ليس ذلك المهم، لإن البديل كان حبيب العادلي، واللي أتي في ظرف طارئ لكي يكون أقوى وزير داخلية في تاريخ مصر، حبيب العادلي وقت الحادث كان يشغل منصب مدير قطاع أمن الدولة، الأمن الوطني حاليا.
وبعد 24 ساعة على مذبحة الاقصر أو مجزرة حتشبسوت كان يصدر قرار بترقيته وتوليه منصب وزير الداخلية بعدما سبق له العمل لفترة طويلة في قطاع أمن الدولة.
ووقتها مبارك كان يريد وزير بخلفية معلوماتية ومطلع على تحركات الجماعات الإسلامية المتشددة، واللي خطرها كان يهدد عرش حكمه، وكمان وزير قادر يوصل لتسويات مع قيادات الجماعات المتشددة لكي ينهي مسلسل العنف اللي كان مستمر ضد السياح في مصر في تسعينيات القرن الماضي.
حبيب العادلي وقتها امتلك صلاحيات واسعة في ظل الرغبة في إحكام القبضة الأمنية والسيطرة على العمليات الإرهابية المستمرة، ومع بداية الألفية الثالثة كانت صلاحياته بتزيد يوم ورا الثاني لكي يصنف كأقوى وزير داخلية أتي في تاريخ مصر.
ولو فاكر إن آثار وتبعيات الحادث داخل مصر وقفت عند إقالة الألفي وتعيين حبيب العادلي كوزير للداخلية تبقى غلطان، لأن مصر قبل الحادث حاجة وبعده حاجة تانية خالص.
تبعيات ونتائج مذبحة الأقصر
حادث مذبحة الأقصر كان البداية الفعلية للمصالحة بين تيارات الإسلام السياسي والجماعة الإسلامية مع الدولة، وبسببه قررت الجماعة إنها تكمل في ملف المصالحة ومبادرة نبذ العنف ووقف العمليات اللي تنفذها داخل الدولة.
بعدما كان فيه انقسام بين قيادات الجماعة وفريق يؤيد وفريق يرفض، ومصر على الاستمرار.
الجماعة الإسلامية وقتها قررت وقف عملياتها داخل مصر وقيادتها في السجون، أصدرت فتاوى تجرم شرعيا العمليات الإرهابية، وعملت مراجعات فقهية للجماعة لكي تكون مذبحة الأقصر آخر عمل مسلح ينفذه أفراد من تنظيم الجماعة الإسلامية.
وبعده خرج نحو 16,000 من أعضاء هي المعتقلات والسجون في أكبر مصالحة بين الدولة والجماعات الإسلامية تحصل في التاريخ.
الرئيس مبارك، طالب وقتها وزير الخارجية البريطاني جاك سترو بضرورة اتخاذ أي إجراء ضد قيادات الجماعة الإسلامية في الخارج، واللي كانوا يعيشون في لندن، خصوصا إن قيادات الجماعة في الخارج كانوا رافضين المصالحة مع الدولة على عكس قيادات الداخل.
كل اللي قلناه كان آثار وتبعات الحادث داخليا، لكن على المستوى الخارجي الموضوع كان مختلف تماما، فيعتبر ذلك الحادث الضربة التي قسمت ظهر السياحة في مصر، فبعد ساعات قليلة على المجزرة وانتشار أخبارها، قررت دول كثيرة حظر السفر رعاياها إلى مصر،
وشركات الطيران لغت الحجوزات اللي كانت باتجاه المدن المصرية، وأثرت المذبحة على العلاقات السياسية بين مصر وسويسرا، بسبب رفض مصر مطالب سويسرا بالحصول على تعويضات.
ذلك غير التأثير الكارثي على قطاع السياحة، واللي عاش سنوات من العزلة، مع رفض الدول إرسال مواطنيها لمختلف المدن السياحية المصرية.
العلاقات المصرية السويسرية خدت منعطف خطير في تلك الفترة، فسويسرا طالبت مصر بدفع تعويضات كبيرة لأسر الضحايا كتعويض ليهم عن الحادث، ومصر في المقابل رفضت دفع أي مقابل.
لكي يستمر الشد والجذب بين الطرفين، لحد ما أعلنت السلطات السويسرية بعد ثلاث سنين على الحادث إغلاق التحقيقات في مذبحة الأقصر.
وقتها ذكر تقرير للشرطة الاتحادية السويسرية إن السلطات المصرية ردت على مطالب سويسرا بالحصول على مساعدة قانونية بعد ست شهور كاملين على وقوع الحادث، وكمان رفضت ترجع المتعلقات الشخصية للسائحين السويسريين اللي قتلوا في المذبحة.
والتحقيقات اللي أجرتها السلطات المصرية لم تتوصل لأي أدلة كافية.
وبخلاف كل ده السلطات السويسرية كشفت إن مصر لم تقدم تقرير الطب الشرعي أو الوثيقة الأصلية للتحقيقات لكي يتم إغلاق التحقيق في القضية بعد زيارة وزير الخارجية جوزيف ديس للقاهرة سنة 2000.
ووقتها صرح إن أزمة مذبحة الأقصر أصبحت من الماضي، وسويسرا تريد ان تفتح فصل جديد في العلاقات الثنائية مع مصر.
المفارقة الغريبة اللي حصلت بعد 16 سنة على حادث مذبحة الأقصر كان بطلها المحافظ الجديد للأقصر، واللي الأهالي تجمعوا قدام مبنى المحافظة لكي يمنعوه من الدخول.
وده حصل سنة 2013 لما قرر الرئيس الراحل محمد مرسي تعيين عادل أسعد الخياط اللي يعتبر واحد من قادة الجماعة الإسلامية وقت مذبحة الأقصر 1997، وأحد المتهمين في المذبحة في منصب محافظ الأقصر.
ولكن ذلك التعيين تم ليوم واحد بس، والرجل لم يقدر ان يدخل مبني المحافظة في ظل الرفض الشعبي وتجمهر الأهالي.
القرار وقتها أثار ضجة كبيرة محليا وعالميا، وكان فيه انتقاد كبير لاختيار واحد من المتهمين في جريمة مثل تلك لكي يكون محافظ لأهم مدينة سياحية وأثرية في العالم.
وذلك كان سبب رئيسي إن وزير السياحة وقتها الدكتور هشام زعزوع يقدم استقالته من منصبه رفضا لقرار تعيين محافظ الأقصر الجديد اللي اعتبره نوع من الموامئات السياسية على حساب الوطن.
في النهاية التاريخ لن ينسي المجرمين ولن ينسي جريمة بشعة مثل تلك.
وبذلك تكون انتهت مقالتنا عن مذبحة الأقصر سوف انتظر رأيكم في التعليقات، ابقوا في امان الله والسلام.