مسجد المرسي
كتب/ أحمد كامل المرجل
مسجد المرسي أبو العباس:
المُنشئ:
هو “أحمد بن عمر الأنصارى المرسي” نسبة إلى مرسيه بالأندلس، ويُكنى “أبا العباس”، وكان متصوفاً زاهداً حَمل راية الطريقة الشاذلية بعد شيخه “أبي الحسن الشاذلي” الذي إلتقى به بتونس وأتيا معاً إلى الإسكندرية.
الموقع:
أقيم المسجد على مدفنة، وتم تجديده عام (١١٨٩هـ / ١٧٧٥م)، وتم إعادة بناء المسجد وتخطيط ميدان المساجد المحيط به منذ عهد الملك “فؤاد الأول” عام (١٣٤٧ – ١٣٤٨ هـ / ۱۹۲۹م) ليتم في عهد الملك “فاروق” فى أوائل سنة (١٣٦٢هـ / ١٩٤٣م)، وبلغ مجموع التكاليف النهائية حوالي (١٤۰,۰۰۰) جنيه مصري، وقام المهندس المعماري الإيطالي “ماريو روسي” بوضع التصميم.
تم استخدام الآبار الميكانيكية المعروفة باسم سميلكس لأساسات المسجد حيث تم دق (۷۳۰) بئراً ميكانيكياً للمسجد، وتم ربط رؤوس الآبار مع بعضها البعض بميدات مسلحة ذات قطاعات كافية لتوزيع الأثقال على الأبار، وتم بناء الجداران بالخرسانة المسلحة والطوب الأحمر، وتم حمل الأسقف على أكتاف بنائية وأعمدة جرانيتية بطول (تسع أمتار) وبقطاع مثمن وارد من محاجر يافينو بإيطاليا وردية اللون مزخرفة ببانوهات ببدنها مع التتويج بتيجان مشكلة من أرواق المراوح النخيلية تحمل أشكال كوابيل، واستخدم الحجر الصناعي في تكسية الواجهات من الخارج والداخل، وكذلك البوية في طلاء السقف الخرساني للمسجد، كما نجد استخدام الخشب في المنبر وكرسي المقرئ.
التخطيط:
بشكل عام يتكون المسجد من طابقين السفلي يمثل البدروم، والعلوي المسجد متكوناً من مساحة مركزية وسطى مثمنة قائمة على (ثمان) أعمدة كبيرة تحمل عقود كان مصمم أن يعلوها قبة، ولكن تم تنفيذ باذهانج بدلاً عنها، وكذلك مثمن خارجي يمثل الجدران ذو أكتاف يتقدمها أعمدة أو دعائم بواقع (ثمان) أعمدة و(ثمان) دعائم بواقع عمودين فدعامتين بالتبادل ليحملوا الكرادي والمعابر العمودية على المثمن الداخلى بمجموع (ستة عشر) معبرة بواقع معبرتين على كل عمود من أعمدة المثمن الداخلي، وسقفت تلك المساحة المثمنة بينهم بالسقف المحمول على كمرات خرسانية بشكل كرادي ومعابر محمولة على أعمدة المثمن الأوسط والخارجي لتقمسه إلى مساحات مستطيلة وأخرى على شكل حرف T يعلو منطقة تقاطعه قبة بالتبادل بينهم مناطق بشكل رباعي رمحي، وكذلك نجد الميضأة بشكل مستطيل بارز ذو تقسيم (ثلاثي) الأوسط ينتهى بشكل نصف دائري.
مئذنة المسجد:
ذو قاعدة مربعة المسقط الأفقي يمتد ارتفاعها حتى سطح المسجد لتعلو ذلك بطابق مربع المسقط الأفقي ذو (أربع) مشترفات، وينتهي بصفوف المقرنصات الحاملة للشرفة الأولى التي يتوسطها البدن الدائري ذو التضليع والمنتهي بعدد من صفوف المقرنصات الحاملة للشرفة (الثانية) التي يتوسطها الجوسق فالقمة ذو القطاع المخموس المدينة المعروف باسم القلة فالتتويج ذو القائم فالهلال، ونجد القباب (الأربعة) بالمسجد ذو مستويين السفلي يظهر من الداخل بالزخارف الهندسية المفرغة ثم نجد المستوى (الثاني) الخارجي بالقطاع المدبب والمزخرف بالحجر الصناعي ذو الزخارف النباتية بداخل أشكال البخاريات والوحدات المعمارية والعناصر الزخرفية ليمثل الطراز الإسلامي المستحدث التلقيطي حيث نجد العقود المدببة (الثلاثية) والدخلات ذو العقود المثلثة والمدببة والزخارف المشعة والكرادي والمعابر والكوابيل ذو الوسائد والأعمدة المدمجة والأعمدة ذات التيجان الكورنثية والبحور الكتابية وإن كانت بدون كتابات في الواجهات وأشكال البخاريات وأشكال الرنوك الكتابية ذات أشطب دون الكتابات وذات الزخارف بالشطب الأوسط والزخارف النباتية المتنوعة، ونجد الحشوات الخشبية المجمعة لأطباق نجمية بالمنبر ودكة المقرئ، ونجد الفتحات المتوجة بالعقد الزخرفي ذات التحديب والتقعير لتشبه فتحات المآذن الفاطمية والأيوبية والمملوكية البحرية وبالدخلات الزخرفية بالباب الأخضر للمشهد الحسيني.
ويمكن أن نقارن تخطيط ذلك المسجد وكذلك مسجد السلطان “حسين” بمصر الجديدة بالكنائس القائمة على الصليب الداخلي الإغريقي، والذي يعلو مساحاته (الخمسة) قباب أعلاهم القبة الوسطى، والذي بدأ ظهوره منذ الفترة البيزنطية مثل كنيسة القديس “مرقص” بفنسيا (١٠٦٣ – ۱۰۷۱ م)، وكنيسة “القديس فرانت” (۱۱۲۰م) و the pantheon بباريس (١٧٥٥ – ۱۷۸۱م) وسانت “بولس” بلندن (١٦٧٥ – ۱۷۱۰م)، وخاصة أن التصميم الأصلي للمسجد كان معد أن يتوسط سقفه قبة وليس باذهانج، وكذلك نجد تخطيط الميضأة (الثلاثي) المنتهي الجزء الأوسط منه بحنية نصف دائرية، ورغم ذلك فغلبت الوحدات والعناصر الإسلامية لتحول بين ذلك التأصيل.
المرجع/
العمارة الإسلامية بالوجه البحري د/ محمد صلاح محمد.
——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ
