المفضلة
اضافه موضوع

عن معركة أوترانتو فانها واحده من المعارك التي كادت تغير مجرى التاريخ البشري الى الابد معركة استهدف فيها السلطان العثماني محمد الثاني فاتح القسطنطينية فتح إيطاليا والوصول الى روما مقر البابوية ومركز المسيحية في العالم لينال شرفا اخر بهذا الفتح،

وبالفعل فقد وصلت الجيوش العثمانية الى أوترانتو وسيطرت عليها، وقبل ان تتابع الجيوش العثمانية فتح إيطاليا تدخل إرادة الله لينتهي ذلك الحلم الذي طالما راود السلطان محمد الفاتح.

حلم السلطان محمد الفاتح بفتح روما

أي المدينتين تفتح أولا القسطنطينية ام روميه هكذا سال الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرد عليهم مدينه هرقلة أولا مدينه هرقلة هي القسطنطينية اما رومية فيعتقد ان انها مدينه روما.

وبالفعل فقد تحققت بشاره النبي صلى الله عليه وسلم الخاصة بفتح القسطنطينية على يد السلطان العثماني محمد الثاني عام 857 للهجرة 1453 للميلاد لينال بذلك الشرف النبوي (- لَتُفتَحنَّ القُسطنطينيةُ ولنِعمَ الأميرُ أميرُها ولنعم الجيشُ ذلك الجيشُ) المصدر : التاريخ الكبير للبخاري

لكن يبدو ان الفاتح كان يطمح أيضا الى نيل شرف فتح روما وكان هذا الحلم يراود الفاتح في أحلام اليقظة والمنام حتى انه اقسم ان لا يهدأ له بال حتى يربط حصانه في بوابه كاتدرائية القديس بطرس الشهيرة في قلب روما.

الصراع العثماني الأوروبي قبل غزو إيطاليا

دعونا الان ننطلق الى أوروبا لنتعرف على الصراع العثماني الأوروبي قبل اقدام الفاتح على غزو إيطاليا، فبعد فتح القسطنطينية انطلقت الجيوش العثمانية لتغزو معظم صربيا بالرغم من عجزها عن افتتاح عاصمتها الحصينة بلجراد.

كما سيطرت على البوسنا والهرسك وخاضت الجيوش العثمانية حروبا ضارية مع فلاد الثالث او كما يعرف بدراكولا حاكم إقليم ولاشيا الروماني والذي غدر بعهده مع العثمانيين وقتل الالاف من رعاياهم الامنين في بلاده كما قتل جيشا عثمانيا بالخوازيق.

فانتزع منه محمد الفاتح بلاده وسيطر لفترة على حاضرة ملكه مدينة بوخارست كما دخلت الدولة العثمانية في صراعات مع إسكندر بيك امير البانيا والذي استقل بحكم البانيا عن العثمانيين لأكثر من ربع قرن.

وخاضت عده حروب في اليونان حتى أصبحت اليونان كلها تحت سيادة الدولة العثمانية باستثناء بعض المناطق القليلة التابعة للبندقية، ثم اندلعت حروب عديده بين الدولة العثمانية والدولة البندقية في الفترة بين عامي 1463 و1479 للميلاد والتي نقلت الدولة العثمانية من لاعب إقليم قوي الى اعتاب البروز كقوة عالمية يحسب لها الف حساب في كافة الميادين.

الحملة العثمانية علي رودس

بعد معاهدة الصلح مع البندقية عام 1479 للميلاد صارت الفرصة متاحه امام الفاتح لكي يحقق حلمه بفتح إيطاليا ويغزو البابا في عقر داره وكان يعلم ان هناك خطوات محدده لابد ان يقوم بها كي يتيسر له هذا الفتح،

ومنها وضع قدم في مدخل البحر الادرياتيكي لتكون نقطة انطلاق الى إيطاليا ومنها احكام السيطرة على البحر الأسود لكي لا يضرب من ظهره حين يغزو إيطاليا غربا ومنها السيطرة على بحر ايجة ولن يكون هذا الا بالتصدي لفرسان القديس يوحنا ومنها غزو جنوب إيطاليا ومملكة نابولي ليكون قريبا بريا من روما.

هكذا وجه محمد الفاتح بصره ناحية جزيرة رودس مقر فرسان القديس يوحنا او كما يعرفون بالإسبتارية لكن عددا من الأخطاء العسكرية التي وقع فيها الجيش العثماني حالت بينه وبين فتح رودس بعد ان اوشك بالفعل على فتحها وانتهت تلك الحملة بالفشل عام 1480 للميلاد.

قبل شهر تقريبا من فشل الحملة العثمانية على رودس كان الفاتح قد جرد جيشا الى إيطاليا الامر الذي دفع البعض الى التساؤل لماذا فتح السلطان جبهتين في ان واحد احداهما في رودس والأخرى في إيطاليا.

يذكر الدكتور الراغب السرجاني ان السلطان محمد الفاتح ربما وصلته اخبار اجتماع البابا مع سفراء الامارات الإيطالية لإنقاذ رودس وكان محمد الفاتح الذي وصلته اخبار صعوبة الفتح في رودس يدرك انه في حال وصول مثل هذا المدد العسكري الإيطالي فان فتح رودس سيصبح امرا مستحيلا تماما بل قد يهلك الاسطول العثماني هناك.

واكثر من ذلك فقد تؤثر هذه الاحداث المتلاحقة في البندقية فتنقض عهدها مع الدولة العثمانية وتشارك اخوانها الصليبيين في حرب المسلمين وعندها ستكون الكارثة ماحقه على الجيش العثماني، لهذا السبب قرر غزو إيطاليا ولم يكن يهدف الى فتح روما الان انما يقصد أهدافا عسكريه لا يمكن تأجيلها منها:

  • منع الاعدادات السريعة التي قرر البابا وملك نابولي تجهيزها والحركة في اتجاه رودس
  • ومنها تشتيت انتباه الايطاليين فينشغل سياسيا وعسكريا بأنفسهم ويتركوا مسالة رودس
  • ومنها السيطرة على البحر الادرياتيكي لان العثمانيين لو نجحوا في السيطرة على احدى المدن في الساحل الشرقي لإيطاليا يكونون قد حازوا السيطرة على مدخل الادرياتيكي من شرقه وغربه وهكذا يصعب على أي اسطول غربي ان يمر من خلال هذا المدخل.
  • ومنها اتخاذ هذه المنطقة التي سيسيطرون عليها في إيطاليا كقاعدة يمكن ان ينطلقوا منها بعد ذلك لحرب نابولي او لفتح روما او لغزو إيطاليا بكاملها.

معركة أوترانتو

معركة أوترانتو

اما الدكتور محمد سالم الرشيدي فيذكر في كتابه السلطان محمد الفاتح ان الفاتح رأى ان الظروف العامة ملائمه لغزو إيطاليا فقد استتب السلام على جميع الحدود الشرقية للدولة العثمانية واصبح في مقدورها توجيه قواها الى الغرب وكانت إيطاليا نفسها في ذلك الوقت مقطعة الاوصال قد استحكم العداء بين دولها.

ومن جهة أخرى فان نابولي لم تحترم معاهدة التحالف بينها وبين الفاتح اذا أرسلت سفن لنجدة رودس ابان محاصرته لها، لذا عزم الفاتح على غزو إيطاليا ومهد لذلك بان سيطر على بعض الجزر مثل سانت موري وكفالونيا التي تعتبر مراكز امامية.

ثم ابحر الجيش العثماني بقيادة كادك احمد باشا ورسي بأسطول في اوترانتو وشرع بعد ذلك في حصار قلعه المدينة، قد تستغرب عندما نخبرك ان الايطاليين الذين عانوا من ظلم الحكام والامراء قد رحبوا بقدوم العثمانيين حتى ان بعضهم قد انضموا الى العثمانيين.

في الحادي من أغسطس من عام 1480 للميلاد نجح العثمانيون في فتح مدينة اوترانتو فاستولى الفزع على البابا سيكستوس الرابع ولاح له ان روما ستسقط في يد العثمانيين فاخذ يستنفر امراء إيطاليا ويحثهم على نبذ الخلافات وان يوجهوا جميع قواهم ضد العثمانيين.

وقد ارسل فرديناند مالك نابولي حملة عسكرية قوامها 20 الف مقاتل وصارع امراء إيطاليا الى مناصرة فيرديناند ومده بالجنود والعتاد كما جاءت عده سفن من البرتغال واسبانيا واصطدمت هذه القوات بالعثمانيين لكنها لم تنجح في اثنائهم وهزيمتهم، بل اخذ العثمانيون يشنون الهجمات على المواقع الداخلية في إيطاليا واضطرت القوات الأوروبية الى الفرار هاربين الى نابولي مع قدوم الشتاء .

عاد كاديك باشا سرا الى القسطنطينية تاركا خلفه قوة عسكرية قوامها 8000 جندي في قلعة اوترانتو حيث تذكر بعض المصادر ان رسالة ربما وصلت لكادك باشا من السلطان الفاتح تامره بانتظاره في ربيع العام التالي لينطلقا معا ثوب روما وشمال إيطاليا لإتمام عمليات الفتح.

وبالفعل في أوائل الربيع التالي عام 1481 للميلاد 886 للهجرة غادر الفاتح القسطنطينية ووصل الى منطقه اسكدار وكان الفاتح قد أصيب بوعكة قبل خروجه من القسطنطينية،

لكنه لم يحفل بها غير ان المرض تضاعف عليه عقب وصوله الى اسكدار وما لبث ان توفي بعد عده أيام في الرابع من ربيع الأول عام 886 للهجرة الثالث من مايو عام 1481 للميلاد لتنتهي بذلك محاوله فتح إيطاليا.

نامل بان يكون المحتوى قد نال اعجابكم.

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في التاريخ
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف التاريخ
  • الاكثر شيوعا