معركة هاجوفا المعركة التي كسرت أوروبا علي يد العثمانيين

معركة هاجوفا المعركة التي كسرت أوروبا علي يد العثمانيين
معركة هاجوفا المعركة التي كسرت أوروبا علي يد العثمانيين

جدول المحتوي

معركة هاجوفا المعركة التي كسرت أوروبا علي يد العثمانيين إنها الصراع جديد بين الإمبراطورية العثمانية والقوى الأوروبية، صراع اندلع، إنه صراع جديد بين الإمبراطورية العثمانية والقوى الأوروبية، صراع اندلع بعد وفاة السلطان العثماني سليمان القانوني،

ليستغل الأوروبيون موت هذا السلطان القوي ودخول الدولة العثمانية مرحلة من الضعف السياسي والعسكري، ويوحد الأوروبيون قواهم ويعتدوا على الدولة العثمانية، لتندلع معركة حامية الوطيس كانت البداية فيها لصالح الصليبيين، قبل أن تنقلب دفة القتال، ويحقق العثمانيون نصرا عظيما أعاد للدولة العثمانية هيبتها.

إنها معركة هاجوفا، أو كما تعرف بمعركة كرزت تابعون للنهاية في تلك الصفحة الهامة من التاريخ العثماني.

أحوال الدولة العثمانية بعد وفاة السلطان سليمان القانوني

كان السلطان سليمان القانوني واحدا من أعظم سلاطين بني عثمان، فقد بني دولة مترامية الأطراف امتدت من الشرق إلى الغرب و من الجنوب إلى الشمال، وأضاف إلى أملاك الدولة العثمانية العديدة من البلاد والأراضي التي لم يتسنى لغيره السيطرة عليها.

ولم يصل إلى ذلك سلطان قبله ولا بعده، فارضا هيبة الدولة العثمانية على العالم كله، لذا لا عجب من أن تعم الفرحة كل أرجاء أوروبا بعد وفاته عام 1566 للميلاد، خاصة وقد دخلت الدولة العثمانية من بعده مرحلة الضعف والتنازع على السلطة،

ليجد الأوروبيون في تلك الظروف الفرصة ليوجه ضربات قوية للدولة العثمانية.

وبالفعل فقد تمكن الأوروبيون من التوسع على حساب أملاك الدولة العثمانية من بينها قلعة استركون المركزية التي استولت عليها الإمبراطورية الرومانية المقدسة.

ثم حلت بالدولة العثمانية كارثة جديدة فقد قام أمير رومانيا بتعدي على الجيش العثماني في المنطقة بقيادة الوزير سينام باشا، وطارد الجيش العثماني في انسحابه حتى تعقب خيرة فرق الصاعقة بالجيش العثماني، وقام بإغراقهم أثناء عبورهم نهر الدانوب.

وارتكب من المجازر ما يشيب لها الولدان بحق الأهالي المسلمين، ولم يسلم من تلك المجازر النساء ولا الأطفال.

ليس هذا فحسب، فقد أعدم أمير روماني 3500 مسلم على الخوازيق، وكان من بين من أعدموا بتلك الوسيلة البشعة كبار الضباط العثمانيين، كما قام أمير رومانيا بشي لحوم بعض الضحايا وأكلها.

مع هذا التحدي الصارخ للدولة العثمانية، كان لابد من الرد بحسم قبل أن يتفاقم الوضع أكثر من ذلك، فقرر سلطان محمد الثالث الخروج على رأس حملة لتأديب الرومان واستعادة هيبة الدولة،

كان ذلك عام 977 للهجرة 1569 للميلاد، حيث عبر السلطان مدينة صوفيا ليصل إلى بلجراد، وبعدها عبر الجيش العثماني نهر سافا ليدخل النمسا، حيث قرر سلطان محمد أن يفتح قلعة أكري أو أرلو التي عجز السلطان سليمان القانوني عن فتحها،

وتكمن أهمية هذه القلعة في أنها تتحكم في طرق المواصلات بين النمسا ورومانيا، كما كانت القلعة تحت سيطرة الألمان، وبالفعل فقد ضرب الجيش العثماني الحصار على هذه القلعة.

وفي تلك الأثناء، إذ بالأخبار المروعة تصل للسلطان العثماني بقيام النمساويين بحصار قلعة هاتافان ردا على حملة السلطان العثماني على قلعة أكري أو أرلو،

وتمكن النمساويون من إسقاط القلعة وقتلوا جميع العثمانيين فيها، لذا قرر السلطان محمد الرد على ذلك، وبعد 18 يوما من حصار أكري أو أرلو، سقطت القلعة في يد العثمانيين، وأمر السلطان بإعدام جميع جنود القلعة ردا على مذبحة قلعة هاتفان.

أحوال الدولة العثمانية بعد وفاة السلطان سليمان القانوني

الاستعداد لمعركة هاجوفا أو معركة كرزت

قرر الأوروبيون أي وحد قواهم لمواجهة الدولة العثمانية في سهل هاجوفا أو كرزت شمال المجر، وكان هذا التحالف الصليبي الضخم يضم أكثر من تسعة جيوش أوروبية بقيادة الإمبراطورية الرومانية المقدسة و أحلافها من ألمانيا، والإمارات البابوية الإيطالية ورومانيا واتحاد بولندا ولتوانيا وإمارة أوكرانيا والمجر وتشيك ومملكة إسبانيا وفرق من المرتزقة الفرنسيين.

وكان مجموع هؤلاء الجنود 300,000 جنديا أرشيدوق النمسا ماكسيمليان الثالث وأمير رومانيا سيجسموند باثوري.

ولما علم السلطان محمد بأمر التحالف الصليبي استعد للقتال وجهز جيشا مكونا من 140,000 جنديا يساعدهم خيالة دولة القرم، أي أنهم أقل من نصف عدد جيش العدو، فكيف ستكون المواجهة بينهما يا تري؟

الاستعداد لمعركة هاجوفا أو معركة كرزت

معركة هاجوفا المعركة التي كسرت أوروبا علي يد العثمانيين

يمكن تقسيم معركة هاجوفا إلى مرحلتين، المرحلة الأولى كانت في آخر شهر صفر عام 1004 للهجرة 1596 للميلاد حيث كانت بداية المعركة لغير صالح الجيش العثماني الذي أصيب بالاضطراب أمام الجيش الصليبي الجرار،

فاستطاع الأوروبيون التغلب على العثمانيين ونهبوا ما في مقر القيادة العثمانية، وهاجم مجموعة كبيرة من الصليبيين الخيمة التي توجد بها الأموال التابعة لخزانة الدولة، وقتلوا بعض جنود الانكشارية والحرس، واستولوا على صندوق الأموال الذهبية،وبلغ عدد قتلى الجيش العثماني في تلك الجولة ألفا 1100 جندي.

لكن معركة هاجوفا لم تنتهي، فبعد أربعة أيام بدأت المرحلة الثانية من المعركة، وهي المرحلة الحاسمة التي بدأت بهجوم الأوروبيين هجوما قويا، لدرجة أنهم اخترقوا مراكز العثمانيين في العمق، ووصلوا بالقرب من مخيم السلطان محمد.

وأمام هذا الخطر الداهم، دخل الوزير الأعظم إبراهيم باشا إلى خيمة السلطان وأخبره بأن الانسحاب بات ضرورة عسكرية، إذ خشي ان يقع السلطان في الأصر، وما قد يصيب الدولة العثمانية من تفكك وانهيار في حال حدوث ذلك.

ويبدو أن السلطان محمد الفاتح قد اقتنع برأي وزيره وامتطى جواده،

عندما ظهرت شخصية محورية كان لها دور معنوي كبير في هذا الموقف وهو الشيخ خوجه سعد الدين أفندي رئيس أساتذة السلطان محمد الذي رفض فكرة الانسحاب وأمسك بعنان الجواد قائلا للسلطان “إن الجيش الذي لا يرى السلطان يتشتت، وإن الحرب مستمرة، وليس هناك هزيمة، وإن روح الرسول صلى الله عليه وسلم تنظر إليهم.”

وخرج الشيخ سعد الدين ممسكا بعنان جواده السلطان ليخرج به من الخيمة، فارتفعت الروح المعنوية للجنود العثمانيين، وقرروا والصمود في دفاعهم، وقد رأوا السلطان يتقدمهم.

انتهى اليوم الأول من معركة هاجوفا دون نتيجة حاسمة لأحد الطرفين.

وفي اليوم الثاني اشتد القتال، وتمكن النمساويون من الوصول إلى خيمة السلطان محمد هذه المرة، لكن العثمانيين صمدوا بمسألة، وبينما أخذ الجنود النمساويون يجمعون الغناء من الخيمة، هاجمهم مربي الخيول العثمانيين و الطباخون وصانع الخيام و الأشخاص المكلفون برعاية الجمال.

 حيث هاجم بكل ما استطاعوا أن يحصل عليه من أسلحة، فاستعملوا أدوات الطبخ والفؤوس التي كانوا يقطعون بها الخشب والمطارق التي كانوا يستعملونها في بناء الخيام.

وتفاجئ النمساويون بهذا الهجوم، واضطروا إلى الانسحاب في النهاية أمام بسالة هؤلاء.

ولما سمع الجنود العثمانيون الذين كانوا يقاتلون في الخطوط الأمامية صراخ العدو الصليبي وهو يهرب، رفع هذا من معنويات الجيش واستطاعوا قلب موازين المعركة، وأخذت قوات المدفعية العثمانية تضرب الأوروبيين، والتفت القوات العثمانية عليهم لتحل الهزيمة ب التحالف الصليبي، ويتحقق النصر للعثمانيين.

معركة هاجوفا المعركة التي كسرت أوروبا علي يد العثمانيين

نتائج معركة هاجوفا أو معركة كرزت

قتل في معركة معركة هاجوفا قرابة ال50 ألفا من الجنود الصليبيين في ساحة المعركة، إلى جانب 20,000 آخرين في المستنقعات، وحاول الاوربيون الهرب فتعقبهم العثمانيون، وأسروا منهم عددا كبيرا، في حين بلغ عدد ضحايا العثمانيين في تلك المعركة عدة آلاف قتيل.

كانت معركة هاجوفا من المعارك الحاسمة في تاريخ الصراع العثماني الأوروبي، بل إنها من أكبر الانتصارات في تاريخ أوروبا.

وبالرغم من أن السلطان محمد لم يغتنم هذا الانتصار لغزو ممالك أوروبا كما كان يفعل أسلافه من سلاطين الدولة العثمانية العظماء، إلا أن هذه المعركة أعادت للدولة العثمانية هيبتها التي فقدتها بعد موت السلطان سليمان القانوني ونال بسببها السلطان محمد لقب فاتح أغر.

نأمل بأن يكون المحتوى قد نال إعجابكم عن تلك الفترة من تاريخ الدولة العثمانية.

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top