المفضلة
اضافه موضوع

من هي الممتحنة

الممتحنة هي أم كلثوم بنت عقبة ابن أبي معيط واخت سيدنا عثمان بن عفان من امه وهاجرت السيدة أم كلثوم من مكة الي المدينة وبايعت الرسول صلي الله عليه وسلم اثناء صلح الحديبية وخافت ان يردها النبي بسب شروط صلح الحديبية فأنزل الله فيها سورة الممتحنة آيات تتلي الي يوم القيامة.

كان عقبة ابن أبي معيط من أشد الناس عداوة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ولعامة المسلمين فقد جاء بأشد الأفعال شناعة لقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم والتخلص منه

فجاء عقبة من خلف النبي صلى الله عليه وسلم وهو ساجد في صلاته ووضع على ظهره أمعاء ودماء وقاذورات ما يخرج من بطن البهيمة

ولف رداءه حول عنق رسول الله صلى الله عليه وسلم وخنقه خنقا قويا حتى أغمي على رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال أبو بكر رضي الله عنه مقتبسا من آيات القرآن الكريم {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَن يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ وَقَدْ جَاءَكُم بِالْبَيِّنَاتِ مِن رَّبِّكُمْ ۖ } والله إنكم لفي ظلال أنتم أشقياء القوم ووالله إنه لرسول الله صلى الله عليه وسلم

فكان لعقبة هذا ابنة تسمى أم كثلوم فكانت تتدبر وتتفكر وتقول ما أشد هذا العداء ولماذا يريق أبي وأعوانه دماء الضعفاء إنه لشيء عظيم

وقالت أم كلثوم في نفسها إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى عبادة إله واحد خالق الكون والكفار يدعون إلى أصنام لا تنفع ولا تضر

فهم من صنعوا آلهتهم بأيديهم فكيف لإله يصنع فوالله إن محمد ليدعو إلى شيء عظيم وإنه على الحق المبين

فآمنت أم كلثوم رضي الله عنها بما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ولسان حالها قد آمنت بما جئت به يا رسول الله صلى الله عليه وسلم

وأخفت أم كلثوم رضي الله عنها إيمانها في قلبها فهي تعلم ما تلقاه من عذاب من أبيها وإخوتها فسيقتلونها

فهي تسمع الصرخات المتألمين واهات المعذبين تحت سياط وضربات الكفار فما اهتز إيمانها الله وعنها فكلما جاء الليل بظلامه تتفكر في الله جل جلاله ويزداد الإيمان في قلبها وتشتاق عينها لرؤية رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم

وفي يوم خرج أبوها معاديا للمسلمين في غزوة بدر فسقط في أيدي المسلمين وقتلوه فزادت كراهية إخوتها للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وللمسلمين عامة بعد مقتل أبيهم وهي تزداد الشوق لرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقالت رضي الله عنها سأهاجر من مكة إلى المدينة ليلا وسأذهب إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسأعلن إسلامي

فهي لا تخاف من وحشة الطريق ولا تخاف من ظلمته إنما هي صادقة في عزمها رضي الله وعنها لمبايعة النبي صلي االله عليه وسلم وإشهار إسلامها أمام كل الناس والهجرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم

ولكن كانت تخشى أن يردها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهلها فتعذب وتقتل لأنها هاجرت في وقت صلح الحديبية

وكان من شروط السلح الظالمة أن يرد رسول الله صلى الله عليه وسلم من يأتي إليه مهاجرا من مكة حتى ولو كان مسلما

وكانت أم كلثوم رضي الله عنها تعرف بهذا إلا أنها قالت إني توكلت على الله فلن يتركني إله محمد صلي الله عليه وسلم وسيرعاني فأنا على الحق

وكانت أم كلثوم رضي الله عنها تخرج مع البادي فتغيب ثلاثة أيام وتعود إلى أهلها فلا يمنعها أحد

فقالت لإخوتها سأذهب الليلة مع بادية من أهلي فلم يمنعها أحد فخرجت في الليل

وكأنها تريد البادية كما كانت تفعل من قبل فإذا برجل يراها في ظلمة الليل البهيم ويقول أين تذهبين؟

فقالت حاجتي فما مسألتك وماذا تريد ومن أنت؟

فقال أنا رجل من خزاعة فاطمأن قلبها واطمأنت إليه لدخول خزاعة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقالت أنا امرأة من قريش أريد اللحاق برسول الله صلى الله عليه وسلم ولا علم لي بالطريق فقد خرجت أريد رؤيته ومبايعته على الإسلام

فقال لها أنا سأصاحبكي حتى أدخلك المدينة لرسول الله

فتقول أم كلثوم رضي الله عنها ثم جاء للرجل ببعير فركبته فكان يقود بي البعير والله ما يكلمني كلمة حتى إذا أناخ البعير لأنزل من عليه تنحى عني حتى لا يرى مني شيئا وحتى أكون مطمئنة على نفسي منه

فإذا نزلت من عليه جاء إلى البعير فقيده في الشجرة ويبعد عني حتى يأتي وقت القيام للرحيل فلم يلتفت وراءه فلم يزل كذلك حتى وصلنا إلى المدينة فجزاه الله خير الجزاء

فلما عاد من معها في البادية قال إخوتها أين أختنا فقد خرجت معكم

فقالت امرأة إن أختكم قد أسلمت وذهبت الي المدينة إلى محمد فقال إخوتها لا ضير بيننا وبين محمد عهد وصلح وليس أحد من الناس بأوفى من محمد فنذهب إليه ونسأله أن يفي بعهدنا وأن يرد إلينا أختنا

فدخلت أم كلثوم رضي الله على أم سلمة زوجة النبي صلى الله عليه وسلم فعرفتها بنفسها ونسبها فعانقتها أم سلمة

وقالت هاجرت إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم

فقالت أم كلثوم نعم وأنا أخاف أن يردني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين فأنا أعلم بالعهد الذي بينهم

وحال الرجال يا أم سلمة ليس كحال النساء والقوم مصبحين فسيجيء أهلي إليكم في الصباح يبحثون عني قد طالت غيبتي عنهم منذ فارقتهم

 

من هي الممتحنة

 

سبب نزول سورة الممتحنة

فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أم سلامة فأخبرته بما تقوله أم كلثوم فرحب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم

فقالت أم كلثوم رضي الله عنها يا رسول الله صلى الله عليه وسلم إني فررت بديني إليك فامنعني ولا تردني إليهم يفتنوني ويعذبوني فلا صبر لي على العذاب إنما أنا امرأة وضعف النساء إلى ما تعرف فلا أتحمل

فسمع الله عز وجل السميع القريب المجيب سمع قولها من فوق 7 سماوات جل جلاله فنزل قول الله عز وجل في سورة الممتحنة

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ۖ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ ۖ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ ۖ لَا هُنَّ حِلٌّ لَّهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ ۖ وَآتُوهُم مَّا أَنفَقُوا ۚ

وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَن تَنكِحُوهُنَّ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۚ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنفَقُوا ۚ ذَٰلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ ۖ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ ۚ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (10)}

فجاء إخوتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخلوا عليه وقال يا محمد أوفي لنا عهدنا وأعد لنا أختنا أم كلثوم ردها إلينا هناك شروط متفق عليها بيننا وبينكم وانت من نعلم لا تنقض عهدا ولا تخلف وعدا

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله سبحانه وتعالى منعني أن أرد إليكم النساء فقد أبطل الله عز وجل العهد في النساء بما قد علمتما فلم يرجعها إليهم حتى انصرفا

فسئل ابن عباس رضي الله عنهما كيف كان امتحان رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء قال كان يمتحنهن بالله ما خرجت من بغض زوج وبالله ما خرجت رغبة عن أرض إلى أرض

بالله ما خرجت التماس جنيا وبالله ما خرجت إلا حبا لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم

فإذا قلنا ذلك لم يرجعهن إلى قومهن من الكفار

 

سبب نزول سورة الممتحنة

 

خاتمة

فاللهم اجمعنا بنبيك محمد صلي الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم في جناتك جنات النعيم

اللهم ثبتنا على توحيد كما وعلى سنة نبيك محمد صلى الله عليه وسلم ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب

اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ويا مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك فاللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة وأصلح أعمالنا وأخلص نياتنا وأحسن خاتمتنا وارزقنا الفردوس الأعلى من الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب برحمتك يا أرحم الراحمين

هذا والله تعالى أعلى وأعلم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين دمتم في رعاية الله وأمنه والسلام عليكم ورحمة الله

ولمزيد من قصص القرآن الكريم يمكنك الاطلاع عليها من هنا

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في قصص وحكايات
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف قصص وحكايات
  • الاكثر شيوعا