قبل قصة هجرة النبي إلى المدينة قال أبو جهل نأخذ من كل قبيله فتى شابا جليدا نسيبا وسيطا فينا ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما ثم يعمد اليه فيضربوه بها ضربه رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه فانهم اذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعا فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا .
تلك كلمات مليئة بالحقد والكراهية قالها أبو جهل لما اجتمع المشركين في دار الندوة لكي يتفقوا كيف يتخلصوا من سيدنا محمد.
لو حابب تعرف اكثر عن تفاصيل هجره النبي والمسلمين للمدينة ونزول النبي وصاحبه أبو بكر في غار ثور وتكتشف بنفسك كل الاحداث التي حدثت حصلت من لحظه الامر بالهجرة الى لحظه الوصول للمدينة وتعرف رد فعل قريش وملاحقتهم للنبي صلى الله عليه وسلم فاكمل المقالة للنهاية.
نزول الوحي علي سيدنا محمد بالهجرة من مكة الي المدينة
وقفنا في مقالتنا السابقة من السيرة النبوية الشريفة
عند موافقه الأنصار على شروط بيعه العقبة الثانية فسيدنا محمد لم يخبر أصحابه في مكة عن امر العقبة ولا عرفوا الاحداث التي حصلت مع وفد المدينة وذلك بالطبع حتي لا تصل الاخبار لقريش فيمنعوا النبي وأصحابه من الهجرة.
النبي صلى
الله عليه وسلم قبل لما ربنا يأذن له
بالهجرة رأي رؤيه واخبر بها أصحابه قال
النبي صلى الله عليه وسلم للمسلمين (إني أُريتَ دارَ هجرتِكم ذاتَ نَخْلٍ بين لابَتَينِ ، وهي الحَرَّتانِ) أخرجه البخاري
وأول لما النبي نزل عليه الوحي بالهجرة فرح للغاية لان المسلمين والنبي كانوا يعانوا من اضطهاد قريش لهم ومع مرور الوقت كان يزيد الأذى ولان دعوة الإسلام ورسالته لكل الأمم والبشر فلابد للنبي انه يبني للإسلام طرق ينطلق منها خلال العالم.
ويثرب كانت من اهم الأماكن المركزية التي ممكن ينطلق منها الدعوة الإسلامية وأيضا أهلها بايعوا النبي واخذ منهم العهد والأمان والثقة فاصبحوا انصارا له ولدعوته كما قلنا سابقا.
وهنا اخبر النبي أصحابه يستعدوا لأنه ربنا اذن ليهم بالخروج من مكة ليثرب التي هي المدينة المنورة حاليا ولكن تفتكر من هو أول شخص سوف يهاجر للمدينة؟
اكيد سوف يخطر في بالك ان النبي هو اول شخص سوف يخرج من مكة لان قريش يستمرون في ايذاءه عن ومحاولات التخلص منه وكمان هو النبي فطبيعي يقود اتباعه ويقدم عليهم ولكن الذي حديث عكس ذلك .
ربنا عز وجل امر النبي ان يخرج المسلمون أولا ثم ينتظر النبي امر ربنا عز وجل في خروجه فالسبب في ذلك من الممكن يكون ان النبي لو خرج الأول وترك المسلمين في مكة لوحدهم ممكن قريش تقتل كل المسلمين وذلك ليس ببعيد عليهم طبعا فالغلبة لهم في كل شيء.
وأيضا وجود النبي صلي الله عليه وسلم في مكة لوحدة فيه خطورة عليه ولكن ذلك أمر الله عز وجل ولا جدال فيه ومن المؤكد ان كان فيه عبرة وعظة ولان محور اتخاذ قرار الهجرة لم يكن شخصا عاديا بل كان خير البشر اجمعين نبي الله ورسوله القائد العظيم والمعلم
فكانت العملية اشبه بمركز عمليات حربية تحت القيادة العامة للنبي الذي رسم الخطط وقام بوضع المسارات واعد العدة التي شكلت الخطوات الرئيسية لعمليه الهجرة وشملت تلك الاعدادات.
- أولا ان الهجرة سرية
- ثم اختيار الوقت المناسب والمشاركة والتشاور في اتخاذ القرار.
فنبينا الكريم شاور
أصحابه ولم ينفرد بالقرار وتجهيز المكان المراد الهجرة له هو يثرب التي تم تجهيزها دينيا وامنيا مثلما قلنا عن طريق بيعة أهلها للنبي ووعدهم ليه بالولاء وطبعا تجهيز كل شيء متعلق بالانتقال مثل الطريق ومن الذي سوف يساعدهم على الخروج من مكة واللي كان الخروج منها من اصعب ما مر بالنبي وكيفية الخروج.
من هم أول المسلمين المهاجرين من مكة الي المدينة؟
وبدأ المسلمون بالهجرة وكان من أوائل المهاجرين هي ام سلمه رضي الله عنها وزوجها . وهاجر بعد أبو سلمه عدد كبير من الصحابة ومنهم عامر بن ربيعه ومع زوجته فخرج المسلمون واحد ورا الثاني ولم يخرجوا بشكل جماعي وذلك لعدم لفت نظر قريش الي ان اصبح بيوت كثيرة في مكة خاليه من سكانها.
فعائلات بأكملها خرجت للهجرة ومنهم بنو جحش بأكملهم.
قصة الصحابي صهيب الرومي أثناء الهجرة الي المدينة
ومن القصص المؤثرة في هجره المسلمين ليثرب هي قصة الصحابي صهيب الرومي والذي كان من بلاد الروم وأتي لمكة وكان فقير جدا ولكنه اشتغل بالتجارة واصبح من الأغنياء.
ولما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم الرسالة دخل صهيب في الإسلام مع المسلمين الأوائل ولما اذن الله عز وجل لمسلمين بالهجرة الى المدينة كان صهيب من ضمن المهاجرين ولأنه غني لعمله في التجارة جهز صهيب عشرة من الابل بالمؤن ووضع في تجهيزهم كل الأموال التي يملكها.
ولكن رآه شافوا زعماء قريش فقالوا له اتيتنا صعلوكا فكثر مالك عندنا وبلغت ما بلغت ثم تريد ان تخرج بنفسك ومالك والله لا يكون ذلك.
فقال لهم أرأيتم ان اعطيتكم مالي اتخلون سبيلي فقالوا نعم فقال اشهدكم اني قد جعلت لكم مالي .
وبالفعل تنازل صهيب عن كل ماله لقريش فلما عرف النبي الخبر قال ربح صهيب ربح صهيب ونزل في صهيب بقول الله عز وجل في سوره البقرة {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ (207)}
ومن ضمن المهاجرين ليثرب كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه ولما جاء عمر يخرج للمدينة اخذ معه عدد من المستضعفين اللي دخلوا الإسلام وكمان كان معه صحابي يسمى عياش بن ابي ربيعه المخزومي.
في تلك الفترة كان هناك عدد قليل من الصحابة في مكة وطبعا النبي صلى الله عليه وسلم موجود معهم وكمان أبو بكر الصديق وعلي بن ابي طالب وطبعا آل بيت النبي وأبناء ابي بكر.
محاولة قريش قتل سيدنا محمد قبل الهجرة الي المدينة
ولكن بدأت قريش تشعر ان سيدنا محمد واصحابه يدبروا لأمر معين وذلك بعد خروج عدد كبير من المسلمين ليثرب وطبعا هم خائفين ان محمد بن عبد الله يخرج من مكة لان معنى خروجه من مكة هو انتشار الإسلام وتكوين اتباع له وبذلك سيكون له حصانة وكلمة مسموعة وذلك طبعا في تهديد لمكانتهم بين العرب وانفلات للسلطة من أيديهم.
وكمان تواجد سيدنا محمد وتكوين انصار ليه في يثرب بالذات وتحولها لمركز قوه لمحمد واتباعه ذلك سيضر بمصالحهم التجارية لان ثرب تقع في طريق تجارتهم لبلاد الشام وبالتالي لو سيطر المسلمون عليها ذلك سيضر بمصالحهم.
المهم ان كل القبائل الموجودة في مكة التي على أعداء مع النبي وصحابته يريدون ان يتخلصوا من النبي صلي الله عليه وسلم ومن دعوته فقرروا يتجمعوا في دار الندوة في اجتماع طارئ لكي يروا حل في امر سيدنا محمد بن عبد الله واصحابه لانهم ايقنوا انه يستعد للهجرة.
وحضر الاجتماع
زعماء كل قبائل قريش
- فاجتمع ببني عبد شمس عتبه بن ربيعة وشيبه بن ربيعة وأبو سفيان بن حرب.
- ومن بني نوفل بن عبد مناف طعيم بن عدي وجبير بن مطعم والحارث بن عامر بن نوفل .
- ومن بني مخزوم أبو جهل بن هشام.
- ومن بني جمح امية بن خلف.
ويروي بن إسحاق يقول لما اجمعوا ذلك واتعدوا ان يدخلوا في دار الندوة ليتشاوروا فيها في امر رسول الله صلى الله عليه وسلم غدوا في اليوم الذي اتعدوا له وكان ذلك اليوم يسمى يوم الزحمة فاعترض ابليس في هيئه شيخ جليل عليه بتلة فوقف على باب الدار.
فلما راوه واقفا على بابها قالوا من الشيخ قال شيخ من اهل نجد سمع بالذي اتعدتم له فحضر معكم ليسمع ما تقولون وعسى الا يعدمكم منه رأيا ونصحى قالوا اجل فادخل فدخل معهم.
يعني الاجتماع كان تحت اشراف ابليس.
وبدا الاجتماع وبدأوا يتكلموا فقال البعض منهم ان هذا الرجل قد كان من امره ما قد رأيتم فان والله ما نأمنه على الوثوب علينا في من قد اتبعه من غيرنا فاجمعوا فيه رأيا.
وبالفعل بدأ كل واحد فيهم يعرض اقتراحه وقريش ابدعت في اقتراحاتها وكان مضمون الاقتراحات تلك انهم يعذبوا النبي محمد الي ان يموت ومع كل اقتراح كان يقترحوا شخص من سادة قريش كان يعترض عليهم الشيخ اللي من نجد ومثلما قلنا ان هو الشيطان.
فمنهم من اقترح انهم يطردوا النبي محمد صلي الله عليه وسلم خارج مكة ومنهم من قال انهم يربطوه بالحديد ويحبسوه وطبعا كل ذلك
والشيطان يرد عليهم بالعواقب مره يقول لهم المسلمين لن يسكتوا ومره يقول لهم بني هاشم لن يسكتوا وعلى راسهم عم محمد العباس بن عبد المطلب لأنه من وقت وفاة ابي طالب وهو تعهد بحماية النبي صلى الله عليه وسلم.
لكن كل ذلك أبو جهل كان ساكت الا انهم سألوه عن رأيه فقال لهم أرى ان نأخذ من كل قبيلة فتي شابا جليدا نسيبا وسيطا فينا ثم نعطي كل فتى منهم سيفا صارما ثم يعمد اليه فيضربوه بها ضربه رجل واحد فيقتلوه فنستريح منه فانهم اذا فعلوا ذلك تفرق دمه في القبائل جميعا فلم يقدر بنو عبد مناف على حرب قومهم جميعا.
وكان ذلك الاقتراح الاشر والادهى والأكثر مكيدة الذي تم اقتراحه في اجتماعهم وهنا رد ابليس وقال لهم ما القول ما قال الرجل هذا الرأي الذي لا رأي غيره.
وخرجوا من الاجتماع وهم متفقين انهم يأخذوا من كل قبيلة شاب قوي وكل أولئك الشباب سوف ينقضوا على محمد بن عبد الله ويقتلوه مره واحده وبكده دمه يتفرق بين القبائل يعني لا يكون شخص بعينه الذي قتله.
فلا يقدر بنو هاشم وبنو عبد مناف انه يقتصوا من قاتله بل عده اشخاص ومن قبائل مختلفة فيكون القصاص صعب ومحال.
هجرة النبي إلى المدينة ومعه سيدنا أبو بكر الصديق
وفي ظل ما كانت قريش تدبر المكائد كان الله عز وجل يجهز نبيه للبعد عنهم والنجاة بدينه وبأصحابه لمكان جديد وعهد جديد للدعوة.
وفي ذلك الوقت نزل جبريل على النبي بالوحي يأمره بالهجرة هو وصاحبه الصديق وقال جبريل النبي على الخطة التي قريش تستعد لتنفيذها فذهب صلى الله عليه وسلم يخبر صاحبه الصديق رضي الله عنه.
وطبعا النبي لم يكن معتاد انه يذهب لابي بكر في ذلك الوقت ده فاستغرب أبو بكر من مجيء النبي في ذلك الوقت ولكن كان على يقين ان في شيء مهم حديث لان النبي كان معتاد ان يذهب عند أبو بكر في بيته اما الصبح او بالليل ولكن ليس في منتصف اليوم.
وهنا طلب النبي من ابي بكر ان يخرج أي احد من البيت لأنه كان يريده في امر مهم ووقتها اخبره صلى الله عليه وسلم بخطه قريش وان ربنا عز وجل اذن له بالهجرة فطلب أبو بكر صحبة النبي فاخبره النبي انه سيكون رفيقه في رحلته.
ففرح أبو بكر الصديق ومن شده فرحته جلس يبكي وقال للنبي انه اعد العدة ليوم الهجرة لأنه هو كان يشعر ان ربنا سيأذن لهم بها.
ولكن النبي افتكر شيء مهم جدا وهو امانات الناس التي عنده في بيته فبالرغم من انهم كذبوا الإسلام الا انهم كانوا يستأمنوا النبي على أموالهم فرجع النبي لبيته وكان عنده علي بن ابي طالب لان مثلما اتفقنا ان علي تربى في بيت النبي وكان ملازم له.
ووقتها طلب النبي صلى الله عليه وسلم من علي انه لا يهاجر غير لما يخرج النبي في البداية وبعد ذلك يذهب علي يرد الامانات لأهلها لكن والنبي صلى الله عليه وسلم يتكلم مع علي سمعوا صوت ناس من قبائل قريش وهم واقفين عند الباب ونظروا من الباب لكي يتأكدوا وبالفعل لقوا جمع من الناس امام بيت النبي صلي الله عليه وسلم.
وقتها امر النبي علي انه ينام مكانه في الفراش ويتغطى بالبردة خاصته وقال له ان الله عز وجل سيحفظه منهم ووقتها جاء جبريل بوحي للنبي صلى الله عليه وسلم وقال له يأخذ تراب وينثره على الكفار وهو يقرأ قول الله عز وجل في سوره يس {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ (9)}
وبالفعل النبي صلى الله عليه وسلم فعل ما قاله جبريل فحدثت المعجزة والقوم متجمعين امام الباب لم يروا النبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج وبعدها اسرع النبي لبيت ابي بكر لكي يخرجوا مع بعض في رحله الهجرة من مكة الي المدينة.
سيدنا محمد وأبو بكر الصديق في غار ثور
ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم متخفيا لكي لا تراه قريش وخرج أبو بكر والنبي صلى الله عليه وسلم سرا قاصدين يثرب اللي هي المدينة حاليا وبدأ النبي صلى الله عليه وسلم يسير هو وصاحبه وكانوا يبحثوا على أي مكان امن يحتموا فيه .
وبالصدفة وجدوا جبل اسمه ثور فصعد النبي صلى الله عليه وسلم هو صاحبه الجبل وهنا ظهرت مكة امام النبي صلى الله عليه وسلم من فوق الجبل بوضوح فبكى صلوات ربي وسلامه عليه وقال اما والله اني لأخرج منك واني لأعلم انك احب بلا الله الى الله واكرمه على الله ولولا اهلك اخرجوني منك ما خرجت .
انت متخيل يا صديقي مدى الألم الذي عاشوا النبي صلى الله عليه وسلم والمعان والاذى اللي تعرض له لكي يوصل لنا رساله الإسلام فأهله تخلوا عنه واذوه حتى قبيلته اتفقت على قتله وكانوا السبب في خروجه من احب البلاد لقلبه ولكن هو كان صامد امامهم ويجاهد لأنه هو صاحب حق ورسالة لازم يبلغها حتى لو ذلك سوف يكلفه حياته.
وحتى لو اهله اذوه لكن سيظل ينتمي لهم واهلي وان ضنوا علي كرام.
وبوصول النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر للغار دخل أبو بكر الأول لكي يطمئن ان الغار امان وليس موجود فيه أي حيوان ممكن يأذي النبي صلى الله عليه وسلم وبالفعل الغار كان امان فدخل أبو بكر والنبي واستقروا في الغار.
نرجع لقريش لكي نعرف ماذا حصل للمشركين اللي كانوا واقفين على الباب عند بيت النبي، الكفار ظلوا منتظرين عند باب بيت سيدنا محمد الي ان جاء وقت الظهيرة وطبعا هم لم يروا النبي وهو خارج فاعتقدوا انه ما زال نائم ولكن حبوا يتأكدوا فنظروا من الباب فوجدوا شخص نائم في فراش النبي فتوهموا انه هو.
وبعدها بفترة قصيرة فتح علي رضي الله عنه الباب وأول ما فتح الباب رفعوا سيوفهم لانهم كانوا يعتقدون انه النبي صلى الله عليه وسلم فلما رأوا علي استغربوا وسألوه عن محمد.
ولكن علي قال لهم انه لا يعرف مكانه وفعلا هو كان صادق لان النبي لم يقل لعلي على خط سيره فهو لم يكن يعرف غير انه متجه ليثرب وفقط ولم يحكي له تفاصيل عن الهجرة.
لكي لا يكون هناك خطر عليه بمعرفة تلك التفاصيل وقريش في ذلك الوقت ده اشاعت خبر في مكة ان أي حد سوف يدلهم على مكان محمد بن عبد الله سوف يعطوا له 100 ناقة وطبعا عبد الله بن ابي بكر كان يبلغ النبي صلى الله عليه وسلم وابا بكر بكل تحركات قريش وكل الاحداث التي تحدث في مكة فكان دائما يذهب لهم في الغار.
وبعد لما عبد الله بن ابي بكر يخرج من الغار كان عامر بن فهيرة مولى ابي بكر يرعى الأغنام عند الغار ويحلبها ويعطي للنبي وابي بكر يشربوا من الحليب وأيضا سبب راعي عمر بن فهيره للأغنام عند الغار هو إخفاء اثار اقدام عبد الله بن ابي بكر.
سبب تسمية أسماء بنت أبي بكر بذات النطاقين
وأيضا أسماء بنت ابي بكر كانت تأتي للغار لكي تحضر الطعام للنبي وابيها وكانت بترت نطاق على خاصرتها فشقته الى نصفين نصف للماء والأخر وضعت فيه الطعام لذلك اطلق المؤرخون علي أسماء بنت أبي بكر لقب ذات النطاقين.
والذي قال لأسماء وعبد الله أولاد أبو بكر على مكانهم هو عبد الله بن أريقط فكان هو دليل النبي وأبو بكر في رحلتهم للمدينة وبالرغم من انه لم يكن مسلم لكن النبي امنه وهو تكتم على السر وساعد النبي وصاحبه.
وطبعا قريش لم تكن صامته وكانت تريد ان تعرف مكان سيدنا محمد بأي طريقه فخطرت على بالهم فكره وهو ان ممكن النبي يكون متخفي عند ابي بكر فذهب عدد من المشركين وعلى راسهم ابي جهل لبيت الصديق
فلما طرقوا الباب فتحت لهم أسماء بنت ابي بكر فسألوها عن ابي بكر والنبي فقالت لهم انها لا تعرف مكانهم فقام أبو جهل ضربها على وجهها بالقلم لدرجة ان وجهها نزف دماء.
واستمروا في البحث في المناطق المحيطة بمكة وأتوا عند جبل ثور ووقتها قالوا ان اكيد سيدنا محمد ل يقدر ان يصعده وذلك بسبب وعورة الجبل وشدة ارتفاعه.
ولكن أبو جهل قال لهم ان الجبل فيه فتحه وان ممكن محمد يكون فيها وبالفعل صعدوا عند الجبل وشافوا الغار ولكن الله عز وجل اعماهم عن رؤيه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار.
وأبو بكر يقول كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار فرأيت اثار المشركين قلت يا رسول الله لو ان احدهم رفع قدمه رانا قال ما ظنك باثنين الله ثالثهما.
وبالمناسبة اريد ان اخبرك ان قصة الحمامة والعنكبوت روايتها ضعيفة لذلك اهل العلم لم يتفقوا في ذكرها ولكن قريش لم تجد أي اثر للنبي عند جبل ثور فقرروا انهم ينزلوا ويرجعوا يبحثوا عنه في أماكن مختلفة.
والمصادر تذكر ان النبي مكث في الغار لمده ثلاث أيام وبعدها خرج صلى الله عليه وسلم هو وصاحبه لكي يكملوا طريقهم ليثرب.
استضافة أم معبد الخزاعية للرسول أثناء الهجرة النبوية
النبي صلى الله عليه وسلم لما كان في الطريق هو والصديق وعامر بن فهيرة وعبد الله بن اريقط انتهت المؤن التي كانت معهم وبالصدفة وهم ماشيين وجدوا خيمة لسيدة في البادية من قبيله خزع فنزل النبي صلى الله عليه وسلم عندها وكان اسمها ام معبد الخزاعية.
ووقتها سألها النبي صلى الله عليه وسلم هل عندها طعام او لبن ولكن ردت عليه ام معبد انها لا تملك طعام ولكن عندها شاه لكن لا تنزل لبن فالنبي صلى الله عليه وسلم طلب منها انها تحضر الشاه ومسح على ضرعها وبدأ يحلبها.
والمدهش ان الشاه نزلت لبن كتير جدا ملأ الاناء فطلب النبي صلي الله عليه وسلم اناء اخر وامتلأ هو أيضا وأعطى لام معبد تشرب الأول وبعدها اعطى لأصحابه اللي كانوا معه لكي يشربوا وفي الاخر شرب النبي صلى الله عليه وسلم ورجع يكمل طريق هجرته.
موقف سراقة بن مالك وسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم
والنبي مكمل في طريقه هو والصديق رضي الله عنه رآهم شخص فاسرع لكي يخبر قريش بالمكان اللي رآهم فيه وفي ذلك الوقت كان يجلس مع قريش شخص اسمه سراقة بن مالك وكان وقتها لم يدخل بعد الإسلام.
وكان عارف عرض قريش ل 100 ناقه لأي حد سيجد سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم فوقتها عليهم وقال لهم ان الناس اللي رأوهم دول من اتباعه ومن مستحيل يكونوا محمد وصاحبه وقام سراقه واحضر فرسه وعزم على انه هو الذي سوف يجد النبي محمد وصاحبه لكي يأخذ المكافاة.
وبالفعل لحق بالنبي صلي الله عليه وسلم ولكن رآه سيدنا أبو بكر من بعيد وقال أبو بكر رضي الله عنه لسيدنا محمد ان في شخص على فرس متجه ناحيتهم وكان كلما سراقة يقرب من النبي كان يقع من على الفرس وتكرر الموضوع ثلاث مرات.
فيذكر سراقة ويقول انه ادرك ان النبي محمد صلي الله عليه وسلم صعب الوصل له بأي اذى فلما وقع اخر مره قرب من النبي وقال له انا سراقة ابن جعشم انظروني اكلمكم فوالله لا اريبكم ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه.
ووقتها النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر يشوفه ماذا يريد ايه فكلمه أبو بكر فقال سراقة للنبي تكتب لي كتابا يكون ايه بيني وبينك فقال النبي لابي بكر اكتب له يا أبا بكر وبكتابة ذلك سيكون اخذ الأمان من النبي صلى الله عليه وسلم.
بناء مسجد قباء أول مسجد في الإسلام
واستكمل النبي وصاحبه طريقهم الي ان وصلوا لمكان اسمه قباء وقباء كانت بالقرب من يثرب فنزل فيها وكان طبعا فيها مسلمين وجلس فيها حوالي اربع أيام ويذكر البعض انهم اكثر من ذلك وبني النبي فيها مسجد وذلك كان اول مسجد في الإسلام وسمى بمسجد قباء.
وهم في قباء لحق بيه علي بن ابي طالب وأول شيء سأله عنها النبي اول لما رآه هي الامانات فساله ان كان رد الامانات لأصحابها أم لا ولكن بالفعل رد علي الامانات الى أصحابها فاطمأن قلب النبي صلى الله عليه وسلم وبعدها خرج في طريقه ليثرب.
وبذلك نكون وصلنا لنهاية مقالتنا اليوم عن قصة هجرة النبي إلى المدينة وفي المقالة القادمة سوف نكمل السيرة النبوية الشريفة سيرة خاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله ونعرف كيف ستقبل اهل يثرب النبي صلي الله عليم وسلم وكيف سوف يتصرف سيدنا محمد مع البيئة الجديدة.