أول مؤرخ إغريقي
كتبت/ اسمهان فرحات.
المقدمة:
إن الاهتمام بالحضارات ومحاولة إيقاد “هيرودوت” لإخوانه الإغريق، ولفت انتباههم إلى الشرق يجعل الغرب يقوم بعرض أوجه التقابل بين الحضارات، والتي تعني عندهم فضائل التمدن والتميز في الفكر والفنون، وهي غير محتكره في ذلك الزمان.
حياته:
اسمه ونسبه:
اسمه “هيرودوت” هو اسم مركب من “هيرا” بمعنى معبودة الإغريق القديمة و”دوت” أو “دوتا” بمعنى “أهدي” و”أعطي”، ومنه يصبح اسمه بمعنى “هدية هيرا” أي “عطية هيرا” مثل قولنا في اللغة العربية عطية الله، ولقد كان اسم أبيه “لكسيس” وأمه “درايو” أو “رويو”.
مولده ونشأته:
ولد في هاليكارناسوس سنة (484 ق.م)، من أسرة معروفة وميسورة، مؤثرة في توجيه السياسة التي كانت تهدف إلى الحرية والخلاص من ظلم الطغاة.
رحلاته وأعماله:
هاجر إلى باموس لأنها مزدهرة بالصناعة والتجارة، وكانت مركزاً للثقافة، فأقام فيها وبدأ أسفاره منها، التي أتاحت له أن يسمع ويرى ويسأل ويناقش، ويفكر ويفيد من كل ذلك، ثم يعود آخر الأمر فيسجل ذلك السفر الضخم الذي ضمن لاسمه الخلود في دنيا المؤرخين على الأقل، فقد استطاع بعزيمته وقوه إرادته واستعداده الذهني وثقته بنفسه وإيمانه بما يفيد أمته من نتائج أسفاره، فلما أحس بضخامة ما اجتمع بين يديه من تراث، عكف على التدوين واستطاع أن يترك للأجيال تراثاً لم يهدمه الزمن وقد سمى كتابه تمحيص الأخبار؛ لأن الفكر الإغريقي ينقسم إلى قسمين في الاستنباط الفكري المبنى على: الرؤية أي المشاهدة ثم التساؤل أي الاستفهام، وكان ذلك في القرن (السابع قبل الميلاد)، زار “هيرودوت” أقدم قارتين هما آسيا وأفريقيا ثم أوروبا وكانت رحلاته غير واضحة المتتابعه في الترتيب.
مؤلفاته:
عكف على كتابة سفره العظيم في (تسعة) أجزاء جعل فيه مختلف ألوان المعرفة من وصف أوطان الأرض وخصائص الشعوب من ملاحم الأبطال والأوصاف الجغرافية والصور التاريخية والقصصية.
مصر في مؤلفات هيرودوت:
لم يترك “هيرودوت” فرصة تمر دون أن يعبر عن إعجابه الشديد بالمصريين، وتفوقهم وعظمتهم وسبقهم في ميادين العلوم والمعارف حيث امتدح فضائلهم وتقواهم ونزاهتهم في إثبات تفوقهم في الكشف عن كثير من العلوم والمعارف التي أفادت الإنسانية عامة وأفاد بها قومه الإغريق خاصة، وقد كان الإغريق من أهل أثينا خاصة ممن أغاث المصريين على الفرس في بداية القرن (الخامس قبل الميلاد)، وقد يكون الغرض منه بغية السيطرة على مصر حيث لم يغادروا مصر بعد النصر، وبقوا فيها سادة حتى جاء الفرس مرة أخرى وأجلوهم منها، فإن مصر كانت أمر منافسة بين قوتين من قوى الإستعمار تتناحران من أجل ثرواتها وتاريخها وعظيم شأنها الحضاري.
وفاته:
“هيرودوت” بعد أن إنتهى من أسفاره توجه إلى إحدى مدن جنوب إيطاليا سنة (444 ق.م)، أقام هناك حتى أدركه الموت حوالي عام (425 ق.م) أي (الربع الأخير من القرن الخامس قبل الميلاد).
الخاتمة:
“هيروديت” من أمثالنا يخطئ ويصيب وقد يكون في كتابه عن حضارة الشرق يخلو تماماً من القيمة التاريخية فهو ينقل حسب ثقافته وتعاليمه، وحسب حدود رؤيته لكن يعتبر له السبق في اعتبار ونقل حضارتنا السابقة ومحاولة إيصالها للغرب وايقاظ شأن أمرهم في ذلك الوقت.
المراجع/
1- هيردوت يتحدث عن مصر ترجمة محمد صقر خفاجه.
2- هيرودوت جينيفيرتي روبيرينس.
——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ