قصة عبير الجنابي قصة أبشع جريمة في العراق
قصة اليوم مؤلمة، جدا بالمعنى الحرفي، قضية عبير الجنابي قصة أبشع جريمة في العراق هي قصة مأساوية حزينة تعيسة، جريمة شنيعة، والمؤلم أكثر أنها حدثت في العراق، ارتكبت في حق طفلة صغيرة مع عائلتها لطفا وليس أمرا.
إذا كنت عزيزي المشاهد، إن الأشخاص الذين لا يتحملون قراءة تفاصيل جريمة شنيعة ارتكبت في حق طفلة صغيرة هي وعائلتها، ف لطفا، وليس أمرا. انسحب من هذه القصة،
سأعرض عليكم تفاصيل قضية عبير الجنابي قصة أبشع جريمة في العراق
قصة عبير الجنابي حدثت في العراق بالتحديد في بلدة اليوسفية في 12 من مارس من عام 2006، وربما هذه هي المرة الأولى التي ستسمع فيها عن هذه الجريمة التي تعتبر واحدة من أبشع الجرائم بحق الطفولة في العراق بل العالم أجمع،
أنا أتحدث عن مذبحة المحمودية التي تعتبر أشبهها لسيناريو فيلم رعب عن بلدة صغيرة تسكنها عائلة بسيطة تعرض للقتل بأبشع طريقة ممكنة و لسبب سخيف للغاية في ذلك اليوم، وعلى حوالي الساعة 12:00 ظهرا شاهد أهالي البلدة دخانا كثيفا يتصاعد من منزل عائلة الجنابي،
وعندما اتجهوا نحوه كانت النيران تشتعل في منزل العائلة المكونة من ستة أفراد، يليه صوت سيارات الإطفاء القادمة برفقة عدد من الجنود الذين كانوا في المنطقة في ذلك اليوم.
وبينما كان الجميع في حالة هلع،من الخارج، كان البيت في الداخل هادئا للغاية، فلم يسمع أحد أصوات صراخ أو استغاثات، بالإضافة إلى أن أحد الجيران لمح أجسادهم عبر نوافذ المنزل وهم ملقون على الأرض بلا حراك، فتوقع الجميع أنهم ماتوا و سيطفئون النيران ويخرجون جثثهم في الحال.
ولكن كان بانتظارهم ما لم يكن بالحسبان، فبعد إخماد الحريق قليلا، دخلوا المنزل، وكان المنظر مروعا للغاية.
كانت عائلة الجنابي تتكون من الأب قاسم والأم فخرية وأبنائهم عبير وأحمد ومحمد وهديل. كانوا يعيشون حياة هادئة في بلدة اليوسفية. كان الأب قاسم يعمل كحارس في مخازن البطاطا الحكومية
وعلى الرغم من أنهم كانوا يعانون من الفقر إلا أنهم كانوا يعيشون في وئام دائم، ولم يكونوا يعانون من أي مشكلة سوى الحرب آنذاك
كان منزل العائلة يقع على بعد 200 م تقريبا من نقطة تفتيش أمريكية يوجد بها ستة جنود. لهذا لم يكن بوسع هذه العائلة الخروج للتنقل بين البلدات المجاورة بسهولة.كما كانوا يتعرضون للمساءلات كثيرا، بالإضافة إلى أنهم كانوا يتعرضون للمداهمات في منزلهم من طرف الجنود الأمريكيين
في مرة من المرات وقعت أعين بعض الجنود على ابنتهم التي كان عمرها آنذاك 14 عاما، وتدعى عبير الجنابي
وكانت عبير الجنابي تمتلك جمالا جذابا، وكثيرا ما كانوا يوقفونها عندما تكون ذاهبة إلى المدرسة، ويبدأون بتفتيشها، ثم يتحرشون بها بشكل غير مباشر،
لهذا كانت عبير الجنابي مرعوبة للغاية منهم لدرجة أنها بدأت تخاف من الذهاب إلى المدرسة ومن قلقها لم تستطع إخبار أمها بما يحدث لها.
بدء تحرش الجنود بعبير يزداد يوما بعد يوم، لدرجة أن الجيران أنفسهم لاحظوا ذلك حيث انتبهوا إلى أن الجنود يحدقون بعبير عندما تقوم بأعمالها اليومية، أو عندما تقوم بتنظيف الحديقة.
فذهب الجيران لمنزل العائلة وحذروا الأب قاسم من نظرات الجنود وتصرفاتهم اتجاه عبير الجنابي، لكن الأب طمأنهم بأنه يعرف هؤلاء الجنود جيدا، كما أن ابنته صغيرة، وإن حدث أي أمر فبندقيته جاهزة لأي شيء.
بعد ذلك بدأت الأم فخرية تلاحظ بنفسها تصرفات الجنود الغريبة اتجاه ابنتها، فمثلاكانوا يشيرون بأصابعهم إلى عبير، تليها ابتسامات على وجوههم،
كما كانوا ينظرون إليها كثيرا، ويتهامسون على مرأة ومسمع الأم، فخافت الأم على ابنتها عبير الجنابي منهم، ولم تسكت على ما يحدث، لهذا قررت منعها من الذهاب إلى المدرسة بشكل نهائي.
ثم نقلتها للعيش في منزل عمها لفترة من الزمن، حتى ينسى الجنود أمرها، ويكف عن إزعاجها،
لكن الأب قاسم انزعج من ابتعاد عبير وقرر إعادتها إلى المنزل، لكن بعد عودتها لم تخرج أبدا منه ولم تتعرض لأي إزعاج من طرف الجنود، فارتاحت الأم ولكن.هدف ما لم يكن بالحسبان
على الجانب الآخر، كان الجنود الأربعة عند نقطة التفتيش يتسامرون وهم يشربون الخمر ويحيكون مخططهم الشنيعة فيما بينهم وهو اغتصاب عبير الجنابي
فذهبوا وغيروا ملابسهم العسكرية وارتدوا ملابس سوداء طويلة، ثم اقتحموا منزل عائلة الجناب في 12-3-2006 ميلادي وعندما دخلوا المنزل، فصلوا عبير وعائلتها إلى غرفتين منفصلتين، وتناول إثنان من الجنود على اغتصابها وضربها وهي تصرخ وتبكي بشدة
عندما سمعتها والدتها ركضت نحوها بسرعة لنجدتها، ولكن سرعان ما أطلق أحد الجنود النار عليها لتسقط والدتها ميتة على الفور.
هنا جن جنون قاسم لمقتل زوجته، فذهب لمهاجمة الجندي، فقام بإطلاق النار عليه أيضا في رأسه ثم صدره ثم قتل ابنته الصغيرة هديل التي حاولت الركض مبتعدة بزاوية الغرفة
أما بالنسبة للمسكينة عبير الجنابي فبعد أن انطفأت نزواتهم المريضة، قتل عبير الجنابي نفس الجندي رميا بالرصاص دون رحمة، ولم يكتفوا بذلك وحسب، بل أغرق جسدها بالكيروسين من مصباح زيتي وأضرموا النار بجسدها، ثم قاموا بفتح صمام قنينة غاز البروبان في المطبخ، فاشتعل المنزل فورا.
في ذلك الوقت، عاد الطفلان محمد وأحمد من مدرستهما ليفجعا بالنيران التي تتصاعد من منزلهما فوق، فوقفا هناك يبكيان وهما مرعوبين. ولاحقا تركا المدرسة وفقد مستقبلهما
بعد إخماد النيران والدخول للمنزل صدم الجميع بالمنظر المروع الذي رأوه أمامهم، وجدوا جثة الأب، وقد فجر رأسه بطلقة نارية، بينما الأم فخرية أطلق عليها النار من الخلف وطفلتهما الصغيرة هادي المقتولة أيضا، وفي يدها وردة كانت قد قطفتها من حديقة منزلهم قبل دقائق من مقتلها.
وعلى الجانب الآخر، في إحدى غرف المنزل، كانت شقيقتها الكبيرة عبير أيضا مقتولة، وهي مكبلة اليدين والقدمين، دمائها لا تزال تسيل، ودخان يتصاعد من رأسها، وجسدها محترق مع ثوبها الأبيض.
هنا أدرك الجميع بأنهم أمام مذبحة مروعة لم ينجوا منها سوى الطفلين أحمد ومحمد الذين كانا في المدرسة الظهر ذلك اليوم،
فظاعة قصتنا لم تنتهي عند هذا الحد، فقد عاد الجنود الأمريكيون لنقطة التفتيش وكأن شيئا لم يكن، وهم فرحون بعظمة ما فعلوه، حتى أن أحدهم كان يقفز على سريره فرحا وهو يقول كان شيئا رائعا.
اعترف الجنود فيما بعد بفعلتهم لرئيسهم في الكتيبة، إلا أنه لم يسلمهم للعدالة، بل على العكس تماما، قام بالتستر على فعلتهم. وفيما بعد انتشر بين الناس خبر أن مرتكب الجريمة هم مجموعة من المتمردين لا أكثر.
وللأسف صدق أقارب عائلة عبير الجنابي الخبر وذهبوا للجنود الأمريكيين لطلب مساعدتهم في القبض على المجرمين.
تخيلوا معي بأنهم ذهبوا للقتلة أنفسهم، وبالطبع وأثناء التحقيقات كان رئيس الكتيبة والجنود يقومون بإخفاء الأدلة قدر المستطاع.
المجرمين في قضية عبير الجنابي مذبحة المحمودية
الآن بعد ما تعرفنا على ما حدث للعائلة المسكينة، دعوني أقربكم أكثر من هوية الجنود المجرمين.المجرمون كانوا:
- بول كورتيز،
- جيمس باركر،
- جيسي سبيلمان،
- وستيفن جرين،
- بالإضافة لرئيس الكتيبة الذي قام بالتستر علي فعلتهم.
جميع هؤلاء تعاونوا واجتهدوا في إغلاق القضية وقاموا بنقل معلومات خاطئة للشرطة آنذاك لتضليلهم، ولربما كانت ستبقى قصتنا دون حل ولكن إرادة الله فوق كل شيء، فقد شاء أن يحدث أمر قلب الأمور على رؤوسهم جميعا،
في يوم من الأيام، اقتحم مجهولون نقطة التفتيش التي يعمل بها الجنود الجناة وقتلوا جنديا يدعى ديفيد، ثم اختطفوا جنديين آخرين، وهما توماس لولو كريستيان منشاكا.
وبعد البحث عنهما دون جدوى، نشروا صورا لهم وهم مقطوع الرأس، وفيما بعد تبين أنه تم تعذيبه ما قبل وفاتهما، وقد أرسل المجهولون رسالة برروا فعلتهم هذه بأنها انتقام لعائلة الجنابي.
أثارت هذه الحادثة غضب واستياء زميلهم أنطوني، وقال لصديقه جاستن وات بأنه سمع مخطط اغتصاب عبير الجنابي وقتل عائلتها، ولكنه لم يقم بفعل أي شيء،
وحتى عندما عاد الجنود من جريمته مشاهد ملابسه ملطخة بالدماء واغتاظ بأن هؤلاء المجرمين أحرار.
فذهبت جاستن وات علي الفور إلى رؤسائه، وأبلغهم بالحقيقة كاملة التي سمعها من زميله أنطوني.
في ذلك الحين كان الجندي المجرم ستيفن جرين في أمريكا تحديدا في فيرجينيا ليحضر جنازة زميل الله وهناك قبضت عليه القوات الفيديرالية وسلمته للسلطات بتهمة اغتصاب عبير الجنابي وقتلها مع عائلتها
وطلب محامي جرين ألا تنشر فضائح وكله، لكن القاضي رفض طلبه. وعند توجيه الاتهامات لا دافع عن نفسه، وكأنه لم يقم بفعل أي شيء، وهناك بالمحكمة بدأت الكثير من الحقائق المرعبة عن جرين تتكشف واحدة تلو الأخرى.
قال جرين بأنه في الماضي، وعندما كان بالثانوية، أراد العمل في الجيش بشدة، وعند قبوله تم إرساله للعراق سنة 2005، وهناك بدأ يتعلم العنف شيئا فشيئا،
وقد قيل له بأنه يجب أن يدافع عن نفسه بقوة وأكثر حادثة أثرت عليه هو أن أحد الأشخاص أطلق النار على زملائه بالجيش.وهو في نقطة تفتيش، فأصبح جرين عنيفا للغاية، وبدأ يتعاطى المخدرات والكحول،
وروى السفن أنه ذات مرة، وبينما هو يمشي شاهد قطة وهي تموت ببطء ما. ما هو كان مستمتعا بالمنظر فشخصه الأطباء بأنه مصاب باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع.
كان ستيفن يفرح بشدة عندما يتم قتل أي بريء، قائلا بأن قتلهم مثل سحق نملة. حتى أنه بعد جريمته بحق عائلة الجنابي احتفل هو وشركاؤه بالجريمة بعمل حفل شواء وهو يقول أنا متحمس ومتحفز لأنني قمت بعمل شيء كبير في حياتي.
بل هو نفسه من قتل العائلة كلها بالمسدس، وهو من قام بسكب الكيروسين على جسد عبير الجنابي بعد اغتصابها، وهو من كان يقفز فرحا على السرير عندما انتهى من جريمته.
بعد كل هذا تم إحضار شركائه في الجريمة، واستمرت محاكمتهم أربع سنوات ثم بأمر القاضي بإحضار ما تبقى من عائلة الجنابي، وهما الصغيران محمد وأحمد، بعد أن كبرا قليلا وأقاربهم لكي يواجهوا ستيفن.
وعندما دخلت الجدة المسكينة بدأت تصرخ بشدة وذهبت نحو جرين لمهاجمته، فأبعدها المسؤولون عنه، أتى بعدها أحمد ومحمد وقالا بأنهما كانا يشاهدان جرين وهو يقتحم المنزل بأوقات متأخرة من الليل، وهو يبحث عن أشياء ليست موجودة أصلا، ويقوم بلمس شقيقتهم عبير الجنابي.
فجأة ظهر الندم على السفن واعتذر للأطفال العائلة وقال لهم بأن اعتذاره لن يمحي الماضي، وبأن الله سيأخذ حقهم منه.
أثناء احتجازه في أحد السجون، تم نقله لسجن آخر بسبب اعتداء باقي السجناء عليه، فكما نعلم المتهم بالقضايا الجنسية أو القضايا العنيفة يتم ازدراءه بشدة و تتم مهاجمته من قبل السجناء،وهنا بدأ الندم يزداد في نفس ستيفن.
الحكم علي المجرمين في مذبحة المحمودية قضية عبير العنابي
وأخيرا نطق القاضي بالحكم على هؤلاء المجرمين وكان كالتالي
- جيمس باركر، حكم عليه بالسجن لمدة 90 عاما، مع عدم إمكانية الإفراج المشروط عنه إلا بعد 20 عاما. حاول باركر أن يمثل الندم أمام الناس، لكن الصحفيين المتواجدين آنذاك قالوا بأنه كان يقوم بتدخين سيجارة ولم يبدو عليه الندم إطلاقا ولم يظهر مشاعر لعائلة المغدورين،
- أما بول كورتيز فقد حكم عليه بالسجن لمدة قرن كامل، أي 100 عام،
- و جيسي سبيلمان حكم عليه بالسجن لمدة 110 سنوات
- أما براين هاورد فقد حكم عليه بالسجن لمدة 27 شهرا فقط حيث لم يشارك في الجريمة.ولكنه سمع مخطط جرين وزملائه، ولو أنه أبلغ عنهم، لربما كان أفراد عائلة الجنابي أحيانا بيننا حاليا، لكنه برر فعلته بأنه أعتقد بأن الأمر مجرد مزحة ولم يصدق بأنهم سيقومون بذلك فعلا.
- أما بالنسبة لأنطوني رئيس نقطة التفتيش، فقد تم الحكم عليه بعرقلة التحقيقات وتقديم بيان كاذب.لكن أسقطت عنه جميع التهم، وتم تسريحه من الجيش بدرجة فشل.
- وبالنسبة لاستيفن غرين الذي حدثتكم عنه قبل قليل، فقد حكم عليه بالسجن لمدة 150 عاما.
ولكن مع مرور الأيام بدأ الندم الشديد يخنق جرين شيئا فشيئا وقام بشنق نفسه في نهاية المطاف، ومات منتحرا سنة 2014، والله العظيم لأول مرة أفرح لانتحار شخص ما،
أما بطل قصتنا جاستن وات الذي لولا الله طبعا، ثم هو لما عرف أحد حقيقة مقتل العائلة، فقد تم تكريمه ورفع رتبته لجندي من الدرجة الأولى.
يقول جاستن بأنه تلقى تهديدات ورسائل كراهية من مجهولين معترضين على كشفه لحقيقة الجريمة، لكنه لم يأبه لهم ولم يهتم، بل عمل في متجر إلكترونيات بعيدا عن الجيش.
فيلم redacted المستوحي من قصة عائلة الجنابي
في النهاية هناك فيلم اسمه redacted مستوحى من قصة عائلة الجنابي تم إخراجه في عام 2007، و يتحدث عن مجموعة من الجرائم التي حدثت في العراق ومن ضمنها حادثة أفراد عائلة الجنابي رحمهم الله.
الفيلم مأساوي للغاية وتسبب في مقتل إثنين من أفراد السلاح الجوي الأمريكي في مطار فرانكفورت بألمانيا من قبل مواطن ألماني.كان قد شاهد الفيلم، فقام بقتلهم انتقاما لمقتل العائلة.
كتاب القلوب السوداء المستوحي من قصة عبير الجنابي
أيضا تم نشر كتاب في عام 2010 من طرف جيم فريديريك يدعى black hearts القلوب السوداء يتناول فيه التحقيق في هذه الجريمة.
وفي عام 2011 استلهم بيل كين أحداث الجريمة وعرضها في مسرح بوت ليك في لوس انجلوس بأمريكا،
هذه كانت تفاصيل جريمة المحمودية الفظيعة و المأساوية والمؤلمة بكل ما تحمله الكلمة من معنى وطبعا قصة عبير الجنابي وعائلتها ليست سوى واحدة من بين آلاف قصص عائلات تعرض للقتل والاغتصاب. لكن لم تتحقق العدالة لهم يوما،
إلا أن ما يشفي الغليل حقا، وهو أنهم تركوا قضاة الأرض، وذهبوا عند قاضي السماء الذي لا يظلم عنده أحد ولمعرفة المزيد حول حوادث قتل يمكنك الاطلاع عليها من هنا