نهاية صلاح الدين الأيوبي ومعاهدة وصلح الرملة

نتائج الحملة الصليبية الثالثة

كتب/ احمد عادل رمضان

لجوء صلاح الدين والصليبيين للصلح والهدنة:

استمرت المعارك بين “صلاح الدين”والصليبيين وحاولوا مرات الاقتراب من بيت المقدس حتى أصبحوا مرة على فرسخين منها، وكان “قلب الاسد” لا يجاسر بمحاصرة بيت المقدس مخافة ان يكون الحصار قاضياً عليه، لأن حماه بيت المقدس في هذه الحملة الصليبية لم يكونوا كحماتها في الحملة الصليبية الأولى، وتكاد الوقعات تكون سجالاً بين الصليبيين و”صلاح الدين”.

لم يستطع الصليبيين التوغل داخل البلاد الشامية وإنقاذ بيت المقدس، و”صلاح الدين” لم يستطع زحزحة الصليبيين عن الساحل وإلقائهم بالبحر، أو إبادتهم والانتصار عليهم، ولهذا كانت الدعوة إلى المهادنة تجد رغبه عند الجانبين وإنما كان يعرقلها اشتراط الشروط وعدم التنازل.

معاهدة وصلح الرملة:

وأخيراً رَكن الطرفان إلى الصلح والمهادنة فتم ذلك في (شعبان 588ه‍-سبتمبر 1192م)، وكان أهم ما في هذا الصلح هو:

1- أن يستقر الصليبيون في الشريط الساحلي الممتد من صور إلى حيفا.

2- السماح للنصارى بزيارة بيت المقدس دون ضريبة يدفعونها.

3- أن تقع هدنة بين الطرفين لمدة (ثلاث سنوات وثمانيه أشهر).

الشريط الساحلي الذي استقر فيه الافرنج هو الذي اعتبر امتداداً لمملكه بيت المقدس القديمة، وأصبحت مدينة عكا عاصمة لمملكة بيت المقدس الجديدة، وبعد الهدنه بقليل غادر “قلب الاسد” السواحل الشامية قاصداً بلاده بعد أن اكتسب شهرة عظيمة، وأصبح ألمع شخصية في الحرب الصليبية الثالثة.

هكذا انتهت الحملة الصليبية الثالثة، وكان صلح الرمله قاطعاً لسلسلة الحروب التي أثارها “صلاح الدين” ضد الصليبيين، والتي اكتسب بها شهرة عالمية ومجداً لا يَبلى، وقبل هذه الحروب كان المسلمون لا يملكون شيئاً غربي نهر الأردن، وإذا بنتيجة هذه الحروب تفصح عن استرجاع بيت المقدس إلى حظيرة الإسلام، واستيلاء المسلمين على الاراضي المحصورة بين نهر العاصي والأردن وبين البحر الأبيض المتوسط، ما عدا أجزاء ساحلية قليلة بقيت لإمارة أنطاكية وإمارة طرابلس ومملكة بيت المقدس الجديدة.

نهايه صلاح الدين الأيوبي:

بعد صلح الرملة سار “صلاح الدين” إلى بيت المقدس وأمر بإجراء عدة إصلاحات وتنظيمات، ثم سار قاصداً دمشق فوصلها في (25 شوال 588ه‍)، ولم يعمر “صلاح الدين” طويلاً بعد صلح الرملة، فقد وافاه الأجل وهو بدمشق فأسلم الروح في (27 صفر 589ه‍ -4 مارس 1193م)، وفارق الحياة بعد أن أدى رسالته على أكمل وجه وأتمه، وبعد أن خلّد له مجداً في جهاده وأخلاقه وتعميره وإنشائه.

المرجع/
الحروب الصليبية في المشرق والمغرب.

_____________________________________
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الرابع
#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ