الحملة على الإسكندرية
كتب/ أحمد كامل المرجل
البداية:
كان سقوط عكا على يد “الأشرف خليل بن قلاوون” سنة (690هـ / 1291م) هو أخر العهد بالصليبيين على أرض فلسطين، ولكن بقايا الصليبيين الذين رحلوا عن فلسطين والشام لجأوا جميعاً إلى جزيرتي قبرص ورودس، وسرعان ما تحولت هاتان الجزيرتان إلى قلعة صليبية تعمل ليلاً ونهاراً على استعادة بيت المقدس من أيدي المسلمين، وكانت جزيرة قبرص تحت حكم أسرة “لوزنيان”، وجزيرة رودس تحت حكم الفرسان الإسبتارية.
أحداث الحملة:
في صباح يوم الخميس (21 من المحرم سنة 767هـ/ 19 أكتوبر 1365م) أقبل أسطول القبارصة في (سبعين) قطعة ما بين غربان وقراقر نحو ساحل شبه جزيرة المنار، فظنها الأهالي سفناً للبنادقة جاءت للتجارة على عادتها فى كل سنة، فخرجوا لاستقبالها ولكنهم قوبلوا بوابل من السهام، فأدركوا أنهم أمام خطر عاصف وتأهبوا للقتال وانتشر الرماة على الأسوار، وشُحنت القلاع بالمقاتلين وتم استدعاء عرب البحيرة، وحاول الصليبيين اختراق أبواب المدينة من الميناء الغربي إلا أنهم فشلوا فاتجهت بعض قواتهم إلى الميناء الشرقي وتمكنوا من تسلق السور وتمكنوا من إحراق باب الديوان.
جرائم الصليبيين:
وأخذ الأهالي يفرون من المدينة بشكل جنوني، بينما انقض عليهم الصليبيين انقضاضاً وحشياً ولم يفرقوا بين المسلمين وغيرهم من أهل الذمة، فقتلوا وأسروا عدداً كبيراً من رجالهم ونسائهم وعاثوا في المدينة فساداً وتخريباً، وانسابت قواتهم يحرقون المساجد والكنائس ويخربون الحانات ويدمرون المنازل وينهبون كل ما وصلت إليه أيديهم من بضائع وأموال، ويقول “المقريزي” : “وبعد أن أبى الصليبيون على كل ما في الإسكندرية من صامت وناطق أسرعوا بالرحيل عن المدينة خوفاً من اقتراب جيش المماليك”.
النتائج:
وهكذا قضى الصليبيون في الإسكندرية نحو (ثلاثة) أيام كانت من أسوأ الأيام في تاريخها ولم يغادروها إلى سفنهم إلا بعد أن أحسوا بقرب جيوش المماليك التي جاءت من القاهرة لإنقاذ الإسكندرية، ويقال أن السفن الصليبية حملت معها عند رحيلها (خمسة آلاف) أسير منهم المسلم والمسلمة واليهودي واليهودية والنصراني والنصرانية.
المرجع/
كتاب الحروب الصليبية دكتور إبراهيم القلا
_____________________________________
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الرابع
#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ