الخلاف بين اللاتينيين والبيزنطيين.

الحرب الصليبيه الرابعه

كتب/ احمد عادل

اسباب الخلاف:

كان الخلاف مستحكما بين الكنيستين الشرقيه والغربيه فالمذهب الكاثوليكي كان يسود اوروبا الغربيه وعاصمته روما مركز البابا بينما المذهب الارثوكسي كان يسود اوروبا الشرقيه وعاصمته القسطنطينيه مركز كنيسه “ايا صوفيا”

كنيسه روما تعتبر كنيسه القسطنطينيه منشقه عنها مخالفه للكثير من مبادئها المسيحيه وزياده على هذا الخلاف المذهبي فهناك خلاف جنسي فالبيزنطيون يعتبرون نصارى الغرب رواسب للقبائل البربريه التي هاجمت الحضاره الرومانيه والبيزنطيون هم الذين حافظوا على ذلك التراث قدر الامكان وصدوا كل قوه تريد الانقضاض عليه وعلى العالم المسيحي لا سيما الزحوف الاسلاميه

اما اللاتينيون فانهم يزدرون البيزنطيين ويسخرون منهم إذ كانوا رعايا للدوله الرومانيه العظمى وكان اليونانيون كما كانت بقيه المشرق تحت الحكم الروماني اللاتيني وسيادته وكان يسودهم اعتقاد انه لن يستطيع مقارعه المسلمين الا دوله لاتينيه تحل محل البيزنطيين على البوسفور وهذا الاعتقاد كان هو المبدأ الذي بنيت عليه الخلافات السياسيه بين اوروبا الغربيه والامبراطوريه البيزنطيه ونتجت عنه الحروب الكثيره والمحاولات المتعدده للاستيلاء على املاك الامبراطوريه البيزنطيه وقد سبقت الاشاره الى بعض هذه الحروب والمحاولات في (الحرب الصليبيه الاولى) ونتيجه لهذا الشعور فإن (الحرب الصليبيه الرابعه) سيتحول اتجاهها لسبب غير منتظر الى القسطنطينيه ويقع احتلالها من طرف الصليبيين.

دافع قيام الحرب الصليبيه الرابعه:

كان الدافع لهذه الحرب الصليبيه هو الدافع العام للحروب التي سبقتها ودافع استرجاع بيت المقدس من ايدي المسلمين وقد اثيرت هذه الحرب تحت إشراف البابا “اينوسان الثالث” وكان داعيتها “فولك دونويي” واستجاب لدعوته كثير من الاقطاعيين والاشراف بفرنسا منهم “بودوين التاسع” وكان عزم الصليبيين ان يتجهوا الى مصر باعتبارها صاحبه السياده على بيت المقدس واتفقوا على ان يكون الابحار من البندقيه يستأجرون سفنا تنقلهم من البندقيه الى مصر وعندما وصل الصليبيون الى البندقيه عجزوا عن دفع معلوم إيجار السفن البالغ مقداره (85,000 مارك فضه)

دوق البندقيه يحول اتجاه الصليبيين:

عندما احتار الصليبيون في جمع المال استغل دوق البندقيه “هنري دندولو” هذه الحيره فعرض عليهم التوجه الى مدينه زارا بولايه دالماسيا التابعه لمملكه المجر ورغم احتجاج البابا على هذا الاتجاه المخالف للغرض الاصلي فان الصليبيين انتموا الى دوق البندقيه واستولى على مدينه زارا بقياده الدوق ولفائده البندقيه طبعا

بينما الصليبيون ودوق البندقيه نشاوي بهذا الانتصار اذا اقبل عليهم “الكسيس الصغير” ضد المتولي على عرش القسطنطينيه “الكسيس الثالث” الذي عزل اباه واغتصب منه كرسي الامبراطوريه وبالغ “الكسيس الصغير” في تعهداته ودفع التعويضات للصليبيين متى استطاعوا تحقيق رغبته في افتكاك منصب الامبراطوريه من غاصبه.

تحلا فم دوق البندقيه لهذا الاستنجاد والتعهدات فأعمل جهده لتوجيه الصليبيين الى القسطنطينيه بعنوان اجابه “الكسيس” المطالب بعرش القسطنطينيه وافلح الدوق في مهمته فأبحرت الحمله الصليبيه واتجهت الى عاصمه البيزنطيين وفي (11 جويليه) عام (1203م-599ه‍) شرعت في محاصره القسطنطينيه وانتهى الحصار بإنتصار الصليبيين وارجاع العرش الى مستحقه ولكن تم خلافا كبيرا نشب بين الصليبيين والبيزنطيين بسبب التعويضات والتعاقدات الماليه ادى الى قيام الحرب وإعاده حصار القسطنطينيه، ففي (12 افريل عام 1204م) استسلمت المدينه وسقطت في ايدي الصليبيين والبنادقه فعاشوا في المدينه ونهبوا ذخائرها ونفائسها وقضوا على معالمها التاريخيه واثارها الفنيه.

السلطنه اللاتينيه بالقسطنطينيه (نتائج الحرب):

عندما استولى الصليبيون على القسطنطينيه انتخبوا “بودوين التاسع” امبراطورا على القسطنطينيه تحت اسم “بودوين الاول” اما منافسه “بونيفاس” فقد تولى ملكيه مقدونيا وشمالي تساليا وكان نصيب البنادقه من هذه الغنيمه كثيرا، فأستولت على اهم الجزر بالبحر الأيوني وشبه جزيره الموره وجزائر بحر الأرخبيل وغير ذلك من جزر، كما اصبح بطريق القسطنطينيه من البنادقه وهكذا كانت نتيجه (الحرب الصليبيه الرابعه) عندما تحول اتجاهها عن مقصدها الاصلي مما يزيد تأكيدا ان الروح الدينيه لم تكن المسيطر الرئيسي على الصليبيين واستمرت هذه الامبراطوريه اللاتينيه الفرنسيه مستوليه على القسطنطينيه الى أن تمكن الاغريق من إرجاع عاصمتهم والتغلب على الصليبيين عام (1261م-660ه‍) بقياده “ميخائيل” امبراطور نيقيه.

المرجع: الحروب الصليبيه في المشرق والمغرب
_____________________________________
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الرابع
#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ