عمر بن الخطاب
كتبت/ فاطمة محمد السيد
عمر بن الخطاب:
إن الكتابة في سيرة “عمر” رغيبة نفسي ومهوى فؤادي ومرتع روحي وأشواق فمي، وكيف لا يكون ذلك وسيدنا رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام كان يتمني من ربه سبحانه ويدعوه أن يُعِزَّ الإسلامَ “بعمر”، وعندما أسلم ارتجت مكة وكانت نقطة تحوُّل كبري في مسيرة الإسلام .
أولآ: أسمه ونسبه ومولده:-
“عمر بن الخطاب بن نُفَيل بن عبد العزي بن رياح بن عبدالله بن قُرْط بن زَرَاح بن عديّ بن كعب بن لؤي بن غالب ، القرشي العَدَوي”.
يجتمع مع النبي عليه أفضل الصلاة والسلام في “كعب”،. والعدوي : نسبة إلي عدي بن كعب .
مولده:
ولد “عمر” رضي الله عنه بعد عام الفيل (بثلاثة عشرة سنة)، فيكون عمره عند البعثة النبوية (٢٧) سنة، وعند الهجرة (٤٠) سنة.
ثانيًا: كنيته:
يكني “أبا حفص”، كناه به النبي عليه أفضل الصلاة والسلام يوم بدر .
والحَفْص : الشِّبْل ، وهو ولد الأسد، والذي نراه أن “عمر” كُني بأول ولد له، وأن هذا الولد قد مات صغيرًا، وشاهِدُ ذلك أن عمر سمَّي إحدي بناته “حفصة” وهي أم المؤمنين، فهذا الاسم وارد على خاطر “عمر” رضي الله عنه، وهو يناسب ما كان عليه من القوة والصلابة والأيد.
ثالثًا: ألقابه:
١- الفاروق:
مشهور به وملازم له وهو عَلَم عليه، فلا يكاد يُذكر اسم “عمر” رضي الله عنه إلا قُرِن ب”الفاروق”، وأول من لقَّبه به هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في قصة إسلامه، وقد أشار على النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بإعلان الدعوة.
٢- القوي:
قال الإمام “السَّمعاني”: هو لقبُ أمير المؤمنين “عمر بن الخطاب”، وكان “علي بن أبي طالب” يسميه القوي الأمين؛ لقوَّته في ذات الله.
٣- الأُصليع:
لقَّبه به بعض تلامذته من التابعين ، فعن “عبدالله بن سَرْجِس” قال: رأيت الأُصَيْلِعَ – يعني “عمر بن الخطاب” – يقبِّل الحَجَرَ، ويقول: أمَا إني أعلم أنك حجر ، ولكنْ رأيتُ رسول الله صلي الله عليه وسلم يقبِّلكَ.
كيف كانت نشأة وحياة “عمر بن الخطاب” قبل إسلامه:
نشأ “عمر بن الخطاب” في بيئة قاسية وتحت رعاية أبٍ فظ غليظ، فترشحت إلى نفسه تلك الخشونة والقسوة، وترعرع في طفولته وصباه لم يكن شيئًا من الترف ولا مظاهر الثراء، ولما اشتد عوده دفع به أبوه “الخطاب” إلى رعي الإبل، ليزداد بذلك شدة وقسوة؛ وقد صح في الحديث: إنَّ القسوةَ وغِلَظَ القلوب في الفَدَّادِينَ عند أصولِ أذنابِ الإبل، وعندما كبر عمل بالتجارة وتقلَّب في البلاد عبر رحلتي الشتاء اليمن والصيف إلي الشام، وغيرها من البلدان، وبقي يعمل تاجرًا إلي أن أضحي خليفة، وكان واحدًا من الأغنياء.
ما هو تاريخ إسلام “عمر” وعدد المسلمين يوم أسلم:
أسلم عمر في السنة (السادسة) للبعثة النبوية،وويؤيده حديث “عبدالله بن عمر” في قصة إسلام أبيه أنه وعي ذلك وهو غلام، وفي رواية كان ابن (خمس) سنين ، وكان عمره يوم أُحد (١٤) سنة، وذلك بعد المبعث ب(١٦) سنة، فيكون مولده بعد المبعث بسنتين، وإسلام “عمر” بعد البعثة (بست أو سبع) سنين، وجاءت عدة روايات في عدد المسلمين عند بدء الهجرة إلى الحبشة وعند إسلام “عمر”:
روى “ابن خيمثة وأبو نُعيم” من حديث “عمر” قال : لقد رأيتُني وما أسلَمَ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا (تسعة وثلاثون) رجلًا فكَمَّلْتُهم (أربعين)، فأظهرَ الله دينَه، وأعزَّ الإسلام، وجاء نحوه عن “ابن عباس”، وقال “سعيد بن المسيب”: أسلم عمر بعد (أربعين) رجلًا و(عشر) نسوة.
وقال “عبدالله بن ثَعْلبة بن صُعَير”: أسلم عمر بعد (خمسة وأربعين) رجلًا و(إحدي عشرة) إمرأة، ونحوه عن “الزهري”.
ولا اختلاف بين هذه الروايات؛ “فعمرُ” ذكر من عرفهم واطلع عليهم من المسلمين، وكان هناك عدد منهم لم يعرفه “عمر” ولا اطلع عليه، لأن غالب من أسلم في فترة استسرار الدعوة كان يخفي إسلامه، ثم أن “عمر” اقتصر في إخباره على الرجال لم يذكر النساء.
وفاته:
اغتيل “عمر بن الخطاب” رضي الله عنه في (السادس والعشرين) من شهر ذي الحجة، من السنة (الرابعة والعشرين) للهجرة، بحربةٍ طعنه بها فارسي اسمه “أبو لؤلؤة”، وهو يصلِّي صلاة الصبح، وبذلك تكون مدة خلافته (عشر سنين وستة أشهر) تقريباً.
المراجع/
1- عمر بن الخطاب الخليفة الراشدي العظيم والإمام العادل.
2- مرجع عمر بن الخطاب.
——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ