حرب طروادة
كتبت/ إنتصار حمدان
المقدمة:
كان المُنقب الألماني “شارليمان” هو أول من قام بأعمال الحفر فى موقع طروادة، وقام بعمل (سبع جولات) من الحفائر فيما بين عامى (١٨٩٠-١٨٧٠م) ، ثم استؤنفت الحفائر من جديد بواسطة بعثة ألمانية بقيادة “دوربفيلد بين” عامى (١٨٩٤-١٨٩٣م) ، ثم تبعتها بعثة أمريكية فى الفترة من ( ١٩٣٢-١٩٣٨م)، وقد عثر فى طروادة على (تسع طبقات حضارية) واعتقد “شارليمان” أن (طروادة الثانية) منها هى طروادة التى تحدث عنها “هوميروس”، لكن العلماء المعاصرين يرون أن طروادة التى يقصدها “هوميروس” هى (طروادة السابعة).
كانت (طروادة السادسة) معاصرة للحضارة الموكينية، ومع ذلك فقد اقتربت (طروادة السادسة) من بلاد اليونان، وعززت مبادلاتها التجارية معها خلال (القرن الخامس عشر والقرن الرابع عشر قبل الميلاد) ، وتعرضت طروادة فى (المرحلة السادسة) حوالي (عام ١٣٠٠ق.م) لهزة أرضية أدت إلى سقوط الكثير من المبانى، ثم أعيد بنائها بسرعة وقامت (طروادة السابعة) ، ولكن (طروادة السابعة) سرعان ما تعرضت لحريق دمر المدينة، والمرجح أن (طروادة السابعة) هى التى تحدث عنها “هوميروس”.
الموقع:
تقع طروادة فى آسيا الصغرى بالقرب من مضيق الدردنيل وبحر إيجه، وتقع مدينة طروادة وسط سهل غنى هو سهل طروادة، وهو خالي من العوائق الجبلية التى تضيق المساحة المزروعة، كما أن طبيعة الأرض البركانية جعلت السهل غنياً بإنتاجه الزراعى بمقدار يزيد عن حاجة السكان.
أسباب الحرب:
١- السبب العاطفي أو الأخلاقي:
تروى الأساطير اليونانية أن” باريس” هو أجمل أولاد “بريام” ملك طروادة ، وقام “مينيلاووس” بزياره ملك أسبارطه ثم خطف زوجته “هيلين” المشهورة بالجمال والفتنه، وقد غضب اليونانيون لهذا الاعتداء على شرفهم فجمعوا أسطولا كبيرا مؤلفا من (١٢٠٠ سفينة) وجيشا ضخماً يبلغ (مائة ألف مقاتل) وساروا تحت قيادة “آغاممنون” ملك ميكينى وأخوه “مينيلاووس” وألقوا الحصار على طروادة، وقد أشترك فى هذه الحملة أكثر ملوك اليونان، كذلك سارعت الشعوب الحليفة المجاورة لطروادة فأرسلت الجنود لنجدتها وتولى قيادة الجيش البطل “هكتور” أحد أولاد الملك “بريام”.
٢- السبب الإقتصادى لحرب طروادة:
حيث كانت طروادة حضارة تجارية، وكانت تأتيها القوافل البرية والسفن البحرية من آسيا ومن البحر المتوسط وبحر إيجه، وكان يتم فيها تبادل السلع والمنتجات، وتتقاضى حكومة المدينة عنها ضرائب المكوس والضرائب الأخرى المفروضة على السلع، فاغتنى سكانها واكتسبوا الثروات الكبيرة، مما أثار عليها غيرة وحسد جيرانها الآخيين، فشنوا عليها حرباً استمرت لمدة (عشر سنوات) سقطت بعدها المدينة ودمروها تدميراً تاماً.
كما كانت طروادة (المورد الثانى) للقمح بعد مصر، وكانت تتحكم فى استغلاله وأسعاره، وهو ما جعلها تتحكم فى قوت أو أرزاق بلاد اليونان.
حصار طروادة:
استمر الحصار (عشر سنوات) ولم يتمكن اليونانيون من دخول المدينة إلا بعد أن لجأوا إلى الحيلة فصنعوا تمثال حصان كبير من الخشب اختبأ فى جوفه (مائة محارب)، ثم ركبوا السفن وتظاهروا برفع الحصار والعودة إلى بلادهم، فخرج أهل طروادة وجرّوا التمثال إلى داخل المدينة كغنيمة وذكرى لانتصارهم، وفى الليل أقاموا المآدب والأفراح احتفالا بإنتهاء الحصار.
نتائج الحرب:
انتهز الجنود فى جوف الحصان هذه الفرصة فخرجوا وفتحوا ثلمة في السور دخل منها اليونانيون الذين حرقوا المدينة وقتلوا الرجال وسَبَوا النساء، ولقد كان لسقوط طروادة مرحلة جديده لفتح آفاق جديده مع الإغريق لتجارتهم عبر منطقة الدردنيل والبحر الأسود.
الخاتمة:
وصف “هوميروس” فى الإلياذة أحداث هذه الحرب وما جرى خلالها من مبارزات بين الأبطال، وانقسام المعبودات إلى حزبين انضم أحدهم إلى اليونانيون والآخر إلى الطرواديين، ثم اشتراك هذه المعبودات فى القتال وحبْك الدسائس والمؤامرات، وأهم موضوع في الإلياذة غضب “أخيلليوس”، وانسحابه من القتال هو وجنوده ولكنه عاد للحرب ثانيةً عندما علم بأن “هيكتور” بطل طروادة قتل صديقه “باتروكلوس” ، واستطاع أن يثأر لصديقه ويقتل “هيكتور” .
المراجع/
١- محمد حمدان إبراهيم تاريخ وحضارة بلاد اليونان.
٢- محمد كامل عياد تاريخ اليونان.
——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ