سيناء العظيمة
كتبت/ ليلي مدحت
المقدمة:
سيناء من الناحية البشرية أكثر اتساعاً وشمولاً من شبه جزيرة، فهي حلقة وصل بين شبه جزيرة العرب والشام ووادي النيل، وكانت القبائل الرعوية حتى وقت قريب تتجول بحُرية في هذا الإقليم المتسع، ونظراً لندرة الأمطار والمظهر الصحراوي لهذه البيئة فإنها لم تكفي أهلها مطلقاً فكانوا في حركة دائمة وراء الكلأ والرعي، وكانت هذه البلاد التي تفيض بسكانها لا تستطيع القيام وكان لابد من أن تنبعث الموجات البدوية من هذا الخزان البشري للهجرة إلى أطراف الهلال الخصيب ووادي النيل الأدنى.
عرب سيناء:
ينقسم العرب إلى العرب العاربة والعرب المستعربة، أو إلى قحطان وعدنان، أو اليمنية والعدنية، ويرجع نسب العرب العاربة أو قحطان إلى بلاد اليمن، على حين أن العرب المستعربة من ولد “إسماعيل” عليه السلام عن شمال الحجاز، وقد ظل هذا التقسيم للعرب خلال الجاهلية والإسلام، بل إنه تبع قبائل العرب في هجرتهم إلى الهلال الخصيب ومصر وشمال إفريقيا والسودان.
وكانت قحطان أسبق في الحضارة والمدنية، وعرفت بلاد اليمن القديمة حضارات عربية عريقة قبل الإسلام، واتصلت ببلاد الحبشة والقرن الإفريقي أي الصومال، كما كانت لها إتصالات تجارية وحضارية ببلاد فارس والمحيط الهندي، وتعرضت نتيجة لتهدم سد مأرب في القرن (الرابع ق.م).
ويلاحظ في توزيع قبائل سيناء استمرار بطون القبائل وعشائرهم عبر الحدود إلى جنوب فلسطين وجنوب الأردن وشمال الحجاز، بل واستمر عبر قناة السويس إلى محافظتي الشرقية والقليوبية وانتشارها عبر خليج السويس إلى ساحل البحر الأحمر ٠
أهم التغيرات التي طرأت علي توزيع القبائل في سيناء منذ الفتح الإسلامي:
١- هاجرت قبيلتي جزام ولخم من شبه جزيرة العرب إلي مديرية الشرقية.
٢- قوي شأن قبيلة ثعلبة في جنوب فلسطين، وامتد نفوذها إلى شمال سيناء من القرن (العاشر) حتى (الرابع عشر)، بعد ضوؤل شأنها أمام ضغط قبائل أخرى من “بني عطية” وهم السواركة والترابين.
٣- كان السواركة يحتلون معظم شمال سيناء إلى الجنوب والغرب من العريش، إلى أن ضغط عليهم الترابين والتياها من الجنوب فانكشفت منطقتهم.
القبائل في سيناء في العصور القديمة:
تدل الآثار التي خلفها المصريين القدماء في سيناء أن سكان هذه الجزيرة منذ بدء التاريخ كانوا من أصل سامي، وكانوا يتكلمون لغة غير اللغة التي يتكلمها المصريون، وقد أطلق عليهم المصريون اسم هيروشايتو أي أسياد الرمال، وعرف سكان جنوب سيناء خاصة مونيتو كما ذكرتهم التوارة عند كتابة تاريخ مرور بني إسرائيل بالعمالقة.
وفي أوائل القرن (السادس) الميلادي عرفوا باسم الأعراب بني “إسماعيل”، وفي أوائل القرن (السابع) ظهر الإسلام في الجزيرة العربية، وفتح المسلمون شبه جزيرة سيناء، فتغلبوا على سكانها الأصليين وسكنوها.
أقدم القبائل:
١- الحماضة:
مشهور أنهم كانوا أسياد البلاد قبل الصوالحة، وكان مجتمعهم في حديقة فيران، وهم الآن شر ذمة قليلة وقد دخلوا في حمي العليقات.
٢- التبنة:
من سكان حديقة فيران الأصليين، ومازالوا يزرعون أرضها ويعتمدون على نخلها.
٣- المواطرة ( الموانزة ):
يسكنون حديقة الحمام قرب مدينة الطور، ويعيشون على الزراعة والنخيل، وهم كالتبنة وتذكر بعض الكتب القديمة في دير سانت كاترين (١٥٩٢) أن التبنة والمواطرة من أصل واحد.
٤-البدارة:
عددهم قليل ويسكنون جبال العجمة، وربما سميت الجبال بالعجمة نسبة إليهم فقد وجدهم العرب يتكلمون لغة أعجمية.
المرجع/
سيناء الموقع والتاريخ.
——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ