العصور الوسطى العالية الجزء الثامن

العصور الوسطى العالية الجزء الثامن

جدول المحتوي

IMG 20231214 WA0033

حرب الإنجليز والنورمان

 

كتبت/ سمر محمد.

 

اتجاه هارولد للشمال:

 

عندما سمع الملك “هارولد” بالأخبار القادمة من لندن، فإنه حشد جميع فصائله، وكذلك كل القوات المساعدة التي وجدها، وأسرع باتجاه الشمال في سرعة ملحوظة، وواجه الغزاة النرويجيين عند قنطرة ستامفورد إلى الشرق من يورك في (25 من شهر سبتمبر)، وفي معركة كبيرة استطاعت خيالته أن تبيد العدو، فالنرويجيون الذين جاؤوا في (300) سفينة رجعوا إلى موطنهم في (24) سفينة.

 

هبوط وليم في الجنوب:

 

وبعد (ثلاثة) أيام أي في (28 من سبتمبر) هبط الدوق “وليم” في الجنوب، كما رست قواته في ميناء القديس “فاليري” صباح اليوم السابق، وكان هذا العبور نجاحاً بحرياً كبيراً على الرغم من أن المسافه التي تم قطعها إلى بيفنسي كانت (60 ميل)، ولقد ساعد هبوب الرياح المواتية لاتجاه السفن ربابنة هذه السفن أن يشقوا طريقهم مهتدين بالنجوم والبديهة؛ لأنه لم يكن لديهم أي بوصلات مع عدم ظهور القمر، وإن كان قد تم فقد سفينتين من سفن الأسطول البالغ عدده (700) سفينة واحدة منهما كانت تحمل عراف الحملة، وعندما قال “وليم” ليس هناك خسارة كبيرة فهو لم يستطع حتى أن يتنبا بمصيره، وعلى الرغم من حالة التسرع التي كان عليها الأسطول فإنه استطاع أن يجد منطقة آمنة ويتحصن بها.

 

وصول أخبار وليم إلى هارولد:

 

وعندما سمع “هارولد” أخبار غزو “وليم” وهو قابع في الشمال، فإنه حشد قواته بأسرع ما يمكن واتجه إلى لندن، فقطع المسافه إليها في أسبوعين، حيث إنضم إليه بعض جنود الميليشيا، وكان عسكره يضم كثيراً من خيرة الجنود المنتقاة، والذين يرتدون السترات الجلدية الطويلة بلا أكمام، ومدرعين بملابس الزرد، كما كان تسليحهم الرئيسي هو البلطة القوية التي يبلغ طولها (خمسة أقدام)، ويتم إمساكها بكلتا اليدين، أما القوات المساعدة وهي قوات الميليشيا فلم تكن على قدر كافي من التدريب، وحمل أفرادها من الأسلحة ما يستطيعون إجادة استعماله من السهام والفؤوس والمقاليع بل وحتى المناجل، كما كان هناك عجز واضح في رُماة النبال، ووصل “هارولد” إلى المنطقة المرتفعة شمال هاستنجز، ووجد موقعاً حصيناً عند قمة أحد التلال محصن الجوانب، بحيث كانت مزايا موقعه تعوضه عن الإرهاق وعدم التنظيم الذي ساد معسكره.

 

بداية الحرب:

 

وفي صباح اليوم (الرابع عشر من أكتوبر) تقدم “وليم” للهجوم، ومع أصوات التحذير من اقترابه فإن الإنجليز اندفعوا ليأخذوا أماكنهم مشكلين حائطاً دفاعياً، في مقدمته خيرة الجنود ومن خلفهم الرومان، وأمامهم كانت الأرض تنحدر شيئاً فشيئاً بدرجة تسمح بالتحرك السريع لجنود المشاة المدرعين بملابس الزرد الثقيلة التي يبلغ وزن الواحدة منها حوالي (30 رطلاً)، وفي منتصف الطريق وعلى المنحدر كان “وليم” في الطليعة ينشر جنوده المشاة مشكلاً جبهة عريضة، بينما كانت راية الحرب التي باركها البابا ترفرف عالياً، وكان “وليم” يعلق في رقبته كيساً مليئاً بالذخائر المقدسة ويمتطي فرسه يتقدم هنا وهناك مُصدِراً أوامره.

 

انتصار النورمان:

 

إن مجال المعركة مثار جدل كبير، لكن الواضح أنه شهد سلسلة من التقدم التي قام بها النورمان ضد الخطوط الأنجلو سكسونية، بحيث وصلت الأمور إلى اشتباكات فردية رجلاً لرجل، ويداً ليد، وصراعات بلا نتيجة حاسمة، وبعد الظهيرة وقع هجوم نورماني عن طريق الفرسان الخيالة، إلا أن هذا الهجوم تم دحره وخلف خسارة فادحة، واندفع الإنجليز بكل رتبهم يسلبون الموتى والجرحى دروعهم وملابس الزرد المعدنية، واستغل “وليم” هذه الفرصة وقام فرسانه بإغلاق الطريق أمام الإنجليز المعزولين، ثم أمر بالهجوم المباشر على القوات الإنجليزية الرئيسية، ويقال أن “هارولد” أصابه سهم في عينه، ولكن يبدو أن هذا نَجَم عن عدم فهم أحد المناظر التي تم تسجيلها على قطعة نسيج مزدانة بالرسوم والصور في بايو، فلقد تكتل النورمان بكل ما أمكنهم لتحقيق النصر، واندفعوا وسط دفاعات الإنجليز لدرجة أن “هارولد” وأخويه (الإثنين) قد أطيح بهم أرضاً على يد خيالة النورمان، وفي الموقع الذي سقط فيه “هارولد” صريعاً تم تشييد كنيسة كبرى حسب أوامر “وليم” تخليداً لذكرى هذه المعركة.

 

يتبع …

 

المرجع/

تاريخ أوروبا في العصور الوسطى.

 

——————————————————————————

((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

 

#مبادرة_حكاوى

#الموسم_الخامس

#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top