العبيد
كتبت/ إنتصار حمدان
المقدمة:
من الطبيعي أن مجال الفائدة الفردية لطائفة المواطنين المصريين كانت ضئيلة جدًّا ، بل الواقع أنهم لم يكونوا يجنون أي فائدة فقد كانت تقع عليهم أعباء فادحة تفوق الوصف ، وإليك هم السواد الأعظم من المصريين الذين كانوا مرتبطين بطريقة أو بأخرى بالعمل للدولة سواء اكانوا مزارعى الملك أم كانوا ممن تتألف منهم الطوائف المختلفة الذين يدفعون الضرائب ، أم الرجال المتصلين بدخل البلاد وهم عمال المصانع وتجار التجزئة ، ورعاة الأغنام ، وعمال المناجم والمحاجر.
بداية ظهور العبيد:
لم تكن تجارة الرقيق بالمعنى الحقيقي موجودة فى مصر على ما يظهر عند دخول الإغريق مصر بصورة مُحَسَّة ، ولكن باستيطان المقدونيين والإغريق الديار المصرية كانت تعد تجارة الرقيق مورد دخل الملوك البطالمة ، و الواقع أن الوثائق الديموطيقية التى يرجع تاريخها إلى القرن الأخير قبل الفتح الإسكندرى يُفهم منها أنه إذا كان الفلاحون وأصحاب الحرف فى الوجه القبلى لا يزالون مرتبطين بصورة ما بالأرض أو بحرفهم فإنهم لم يكونوا فى الوقت نفسه عبيدًا أرقَّاء.
آراء المؤرخين حول ظهور العبيد فى مصر :
فيقول المؤرخ “فلكن” : إن الرق فى مصر كان محدودًأ لدرجة أنه كان أمرًا شاذًّا تقريبًا فى الاستغلال المحلى ، وعلى العكس من ذلك يقول المؤرخ “روستوفتزف” إن الإغريق قد أسسوا مصانع كبيرة فى مصر حتى فى القرى حيث كان يعمل فيها العبيد.
أنواع العبيد:
وعلى أية حال لابد أن نميز بين العبيد المصريين والعبيد الإغريق (فالنوع الأول) كان نتيجة من الاسترقاق وليس لدينا عنه إلا معلومات ضئيلة جدًّا فى عهد البطالمة ، أما (النوع الثاني) فقد جُلب إلى مصر من بلاد الإغريق ، وأحدث مصدر لدينا عن الاسترقاق المصرى هو ما نجد نماذجه فى المعابد المصرية ، ولا يوجد نزاع فى أنه كان الأساس الاقتصادي لنشاطهم ، وبلا شك كان حائلًا دون جلب الرقيق من الخارج ، كما منع توغل الرق الإغريقى من اقتحام هذه المعابد.
الخاتمة:
على أية حال يجب أن نفهم أن الرق لم يكن له أى مجال يُذكر بأية حال من الأحوال فى حياة الشعب المصري ، وذلك لأن الفلاح الملكى أو العامل فى أى من أنواع الاحتكارات الملكية لم يكن لديه من الثروة بحيث يصبح له عبد مملوك سواء أكان ذلك العبد مصريًّا أو أجنبيًّا جُلب من خارج البلاد ، إذ الواقع أن كلًّا من الفلاح الملكى والعامل المصرى كان يعاني من الفقر بدرجة لا تمكنه من أن يشترى مما يكسبه من عمله الرخيص من يخدمه ، ومن أجل ذلك نجد أن ازدياد عدد الأرقاء فى أى من الصنفين السابقين على نطاق واسع يكاد يكون معدومًا.
المراجع/
موسوعة مصر القديمة الجزء الرابع عشر
_____________________________________
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ.