التحنيط
كتبت/ هاجر أيوب
#فرع_القاهرة
تدين المصري القديم:
كان المصري القديم متدين بالفطرة لذلك كان يؤمن بعقيدتين وهما الديانة والبعث والخلود:
1- الديانة:
كان المصري القديم يعلم بوجود قوى خفية تتحكم في كل ما يحدث من حوله، وبدأ يأخد كل ما يراه رمزاً لهذه القوى من حيوانات ونبات، وكان لكل رمز يعكس حياة المصري القديم من أنشطة الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرهم.
من صور رموز المعبودات:
1- معبود الشمس هو خالق الكون، وله إبن وزوجة (الثالوث المقدس).
2- “أوزيريس” هو الشمس الساطعة.
3- “آمون-رع” هو معبود السماء كان ينقل الأرواح بالقارب.
4- معبودات برأس حيوان: كان المصري القديم يمثلهم بصورة آدمية أو على هيئة حيوان مثل “أوزيريس” برأس ثور على جسم إنسان أو على هيئة ثور.
5- الثور “أبيس” هو يمثل “أوزيريس وبتاح” معاً وهم يقدسان فى ممفيس.
6- عبادة الموتى: كان المصرى يعتقد أن الكا (الروح) عندما يموت الإنسان يترك قرينه في الحياة.
2- الحياة ما بعد الموت (البعث والخلود):
كان المصري القديم يعلم أنه لا يوجد خلود لكنه سعى لتحقيقه، فإقاموا المقابر الضخمة مثل الأهرامات ونحتوا المقابر في الجبال، وهذا للحفاظ على الجسد، وأهم ما توصلوا إليه للحفاظ على الجسد بدون أن يتشوه وهو التحنيط، وكان يوضع مع الجسد التمائم والتعاويذ حتى يحافظ على الروح، وكان يحافظ على أجزاء الجسم مثل:
1- الروح وهى البا ممثلة بجسم طائر ورأس صاحبها.
2- القرين هو التا صورة الروح الحارسة ويقدم لها قرابين.
3- الجسد هو الغث وهذا يحافظ علية بالتحنيط.
4- القلب هو الإيب كان على شكل حجر يلبس كالتميمة ويشهد على صاحبه أمام “أوزيريس” وهو ممثل لأعماله.
5- الاسم هو الرن كان على الإبن الأكبر أن يخلد اسم والده في المقبرة بأعماله الصالحة
6- الظل هو الشبوت يصاحب الروح والجسد.
7- الهداية للخير (النورانية) هى الآخ الأعمال الصالحة
التحنيط:
هي تلك العملية التي تحافظ على الجسد حتى تتعرف عليه الروح عند رجوعها مرة أخرى وهي مزيج بين علم السحر وعلم الطب.
1- السحر:
برع المصرى القديم في السحر، وهذا ظاهر جداً في الدين والأساطير المتعلقة بالمعبودات، وكان المعبود “تحوت” هو معبود السحر والعلوم المقدسة، وأيضاً المعبودة “ايزيس وسخمت وباستت” لهم قوى في السحر، وكتب المصري التعاويذ على الأقمشة والجلود والخشب، وهذا لحماية الجسد في المقبرة، ومن هذه التعاويذ:
1- تعويذة القلب وكانت على شكل قلب يكتب بها (ليكن قلبي معي فى بيت القلوب ….. إن روحى لم تكن مفيدة بجسدي عند باب الآخرة ولكنني سأدخل بسلام).
2- تعويذة الروح تساعد على إتحاد الجسد مع الروح.
3- تعويذة عنخ هي التعويذة التى تحملها المعبودات وتمثل الحياة.
الطب:
اتقن المصريون القدماء الطب، وكان “أمحوتب” هو معبود الطب، ومعنى اسمه الذي يأتى سالماً، وكان أول طبيب في مصر القديمة، واستخدم المحنطون الصمغ والبلسم والمركبات المعدنية والبنائية هذا للحفاظ على الجسد من التعفن وإصابته بالأمراض والبكتريا، وعرف المصري القديم كل الشرايين والأوردة والنبض ومواقعه المختلفة والخلايا العصبية وعملية الحقن وعمليات الجراحة والخيوط الجراحية.
الأدوات المستخدمة في التحنيط:
1- فرشاة التحنيط مصنوعه من سعف النخيل طولها (10 سم).
2- الأزميل لكسر الأنف لإستخراج المخ.
3- المشرط وكان لقطع البطن لإخراج الأحشاء.
4- الملقاط والإبرة والمخرز لخياطة البطن.
5- مقص برونزي طوله (6.5 سم).
6- جفت برونزى بمحبس.
7- سباتيولا من البرونز طولها (13.5 سم).
8- ملعقه برونزية.
مواد التحنيط:
استخدم المحنطون مواد محلية ومستوردة وهذا تم معرفتة من البرديات المتعلقة بالتحنيط:
1- الماء وهي مادة لتطهير وإعادة الحياة وإزالة الأوساخ من الجسد.
2- النطرون وهو أهم عنصر لأنه يقوم بتجفيف الجسم من الماء والسوائل
3- القار هو الزفت الطبيعى وهي مادة مستورد من فلسطين والبحر الميت تحافظ على الجسد من التحلل.
4- الحناء تحافظ على خضابا الأيدي والأرجل والشعر باللون الأحمر.
5- الكاسيا والقرفة أحد انواع البهارات تأتى من الهند والصين.
6- شمع النحل سستخدم لتغطية الفم والعين والأنف ولصق الجرح.
7- النباتات:
1) البصل يحافظ على الجسد من التعفن.
2) نبيذ البلح وهي مادة حامضيه تستخدم لتجفيف جوف الجسد.
3) العرعر يستخدم بعد التحنيط ويوضع على الجسد للحفاظ على طراوة الجسم.
4) نشار الخشب والكتان يستخدمان لحشو الجسد بعد استخراج الأحشاء.
8- خشب الأرز لم نحدد استخدامه فالبعض يقول أنه لحقن الجسد لتجفيفه والبعض الآخر يقول يدهن به الجسد.
9- الملح كان يستخدم بديل للنطرون.
10- مواد الراتنجية هي عبارة عن زيت يأخذ من جذع النباتات مثل:
1) الصمغ يستخرج من عدة نباتات ومنها السنط.
2) المر هو صمغ راتنجي ذو رائحة طيبة يستخدم في مسح الجسد بعد التحنيط، وأيضاً يستخدم كالبخور في المعابد، وهي مادة مستوردة من بلاد العرب الجنوبية.
11- مواد ذات روائح زكية توضع بعد التحنيط مثل الزيوت والبان الكندر وهذا لطرد الحشرات.
خطوات التحنيط:
1- الغسل والتطهير: يوضع الجسد للغسل بالماء والنطرون لنزع الأوساخ.
2- نزع المخ والأحشاء: أولاً: نزع المخ وينزع عن طريق الأنف أو خلف العنق هذا باستخدام عصا تشبه الصنارة، ويوضع في آنيه صغيرة وتوضع مع الجسد.
ثانياً: نزع الأحشاء وتنزع من فتحة أيسر البطن واستخراج ما بداخلها (الرئتين والمعدة والكبد والقلب والامعاء والكليتين)، وتوضع في النطرون ثم زيت الأرز ثم تلف بالكتان وتوضع في الأوانى الكانوبية ما عدا القلب والكليتين ويتم وضعهم في الجسد مرة أخرى، والقلب هو أكثر عضو معرض للتحلل لذلك كان يوضع تميمة (الجعران) على هيئة قلب وهذا لحمايته.
3- وضع مواد الحشو: توضع داخل البطن والصدر وهما نوعين:
1- مؤقتة: وهي مواد توضع قبل التجفيف وتنزع بعد التجفيف.
2- دائمة: توضع داخل الجسد بدلاً من الأعضاء وتحمي الجسد من التعرض للبكتريا.
3- التجفيف: وهي أهم خطوة وهدفها هو التخلص من (ثلثي) الوزن أي التخلص من الماء والسوائل، ويقوم المحنطون برمي الجسم في كمية كبيرة من ملح النطرون لمدة (40) يوم، وهذا بعد وضع الجسد على سرير مائل وبعد انتهاء المدة يزيل الملح.
4- صب الزيوت والدهون: في هذه الخطوة يعالج ما حدث في الجسد بعد التجفيف، ويدهن الرأس بدهان من زهرة العامو وراتنج ونطرون أو بدهن أولاد “حورس”، وهنا يقوم المحنطون بغلق الفتحات بشمع النحل ووضع فوقها البصل لعدم تعرضهم للبكتريا.
5- التكفين: يقوم الكاهن بلف الجسد بالكتان وهذا يستغرق أسبوعين ومع كل لفة كتان يقول التعاويذ والهدف منها الحفاظ على الجسد من التعفن والتحلل.
خطوات لف الكتان:
1- وضع قطعة كتان من الكتف وتمر حول الرأس.
2- مرور قطعة من الكتان تحت الذقن وتعقد عند قمة الرأس.
3- لف الذراعين بدأ بالكف ثم الكتفين وربطهم بالجذع.
4- مد اللفائف من الرأس حتى القدم.
وتنتهى عملية التحنيط بوضع القناع على وجه المتوفي ويقوم الكاهن بقراءة التعاويذ من كتاب الموتى ويقول: “أنت الآن ترى بعينيك وتسمع بأذنيك وتفتح فمك لتتكلم وتأكل وتحرك ذراعيك وساقيك، أنت الآن حي وعدت صغيراً مرة أخرى وستعيش للأبد”
المرجع/
التحنيط في مصر الفرعونية (حنيش جمعة و قادري زهرة)
——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ
