قصة إيهاب اشرف الذي اختطفه وقتله مدرس الفيزياء
في 13-2-2004م، انطلق الطالب الشاب في مرحلة الثانوية العامة، إيهاب أشرف عبد العزيز من منزله في قرية سبع ثابت بمركز بلقاس بمحافظة الدقهلية المصرية لقرية قريبة، وذلك لحضور حصة في مادة الفيزياء.
كان من المفترض أن ينهي ايهاب اشرف هذه الحصة بعيد صلاة العصر، وأن يعود للمنزل في هذا التوقيت، حيث إن الشاب كان صائما في ذلك اليوم، وكان من المفترض أن يعود للمنزل في الوقت المناسب لتناول طعام الإفطار.
بعيد صلاة العصر بقليل تواصلت والدة إيهاب مع ابنها هاتفيا وقد اخطرها إيهاب أنه خرج من منزل المدرس بالفعل وأنه كان في طريقه للمنزل لكن الساعات مضت دون أن يحضر إيهاب، أو يظهر له أي أثار.
لم تقلق عائلة إيهاب في البداية، حيث إنهم ظنوا شاب ربما التقي بعدد من أصدقائه وأمضى معهم بعض وقت قبل العودة للمنزل.
لكن عندما لاحظت والدة إيهاب اشرف، إن موعد الإفطار قد اقترب، دون أن يحضر الشاب أو يحضر للمنزل، بدا الشك يساورها، وبدت في محاولة التواصل معه هاتفيا من جديد، لكن باءت كل محاولات الاتصال بإيهاب الفشل، حيث إن هاتفه خارج نطاق الخدمة طوال الوقت.
وعلى الرغم من أن الشمس غربت بالفعل، وعم ظلمة الليل قرية إيهاب اشرف والقرى المحيطة بها، لم يحضر الشاب إلى المنزل أبدا .
ظل حول كما هو عليه حوالي 3 ساعات تقريبا، وعندما اكتشفت الأسرة أن هاتف إيهاب اشرف عاد للعمل فجأة، وعندما حاولوا التواصل معه من جديد اكتشفت والدة الشابين شخصا غريبا كان على الطرف الآخر من الهاتف.
لم تستطع والدة إيهاب تبين صاحب الصوت على الطرف الآخر من الهاتف، لكنها كانت متأكدة بأنه لم يكن صوت ابنها العزيز الغائب.
أخبر صاحب الصوت الغريب إنه اختطف إيهاب اشرف وأن الشاب كان بحوزته وقد طلب من والدته إيهاب أن تدفع له أسرة الشاب في دية تقدر بحوالي 100,000 جنيه مصري والا فقد الشاب حياته،
مشيرا إلى أن على الأسرة تحويل المبلغ عن طريق محفظة إلكترونية في أقرب وقت ممكن.
فهل يا ترى هل ستتمكن أسرة إيهاب من إنقاذ إيهاب من براثن خاطفه في الوقت المناسب؟ وهل ستتمكن الشرطة من فك طلاسم لغز هذه الجريمة والقاء القبض على ذلك الشخص الذي تعمد خطف هذا الشاب المسالم؟
إيهاب اشرف هو الابن الذكر الوحيد لوالديه، وهو ثالث أشقائه وينحدر لأسرة ثرية للغاية، ولا بد أن خطفه كان على علم بذلك، وهو الأمر الذي جعله يختاره بشكل خاص خلال ساعة واحدة فقط من بعد استقبال المكالمة كانت عائلة إيهاب اشرف قد جهزت مبلغ الفدية المطلوب،
وينتظرون اتصالا جديدا من الخاطفين لتحديد طريقة الدفع الإلكترونية التي اختاروها، لكن الخاطفين لم يتواصلوا من جديد كما وعدوهم.
حاولت أسرة إيهاب طول الليل أن تتصل بإيهاب اشرف، لكن هاتفه أصبح خارج نطاق الخدمة من جديد ولم يتمكنوا من التواصل مع الشاب أو خاطفيه.
في صباح اليوم التالي، توجهت أسرة إيهاب لمركز الشرطة القريب وقاموا بتسجيل بلاغ يفيد باختطاف إيهاب، وأطلعت العائلة رجال الشرطة على كل التفاصيل التي جرت في اليوم السابق.
بدأت الشرطة وعائلة إيهاب علي حد سواء في محاولات مستميتة للبحث عن إيهاب، وقد بدأ المحققون عملية التحقيقات بتفقد سجلات كاميرات المراقبة القريبة من منزل مدرس الفيزياء محمد عبد البديع طحاوي، وهو آخر مكان شوهد فيه إيهاب اشرف .
أظهرت لقطات كاميرات المراقبة إيهاب وهو يغادر منزل المدرس بعيد صلاة العصر بقليل، واتجه من القرية التي يقع فيها المنزل إلى قريته، لكن عند وصوله بجانب أحد المقابر توقفت سيارة من طراز هيونداي فيرنا بشكل مفاجئ بجانب إيهاب.
وكان يستقلها حول ثلاث أشخاص، لكن وجوههم لم تكن واضحة، وأجبروا إيهاب اشرف على الركوب معهم في السيارة لم تحمل السيارة أي لوحات تسجيل، الأمر الذي جعل من تعقبها مهمة في غاية الصعوبة بالنسبة للمحققين،
ولذلك فقد قرروا اتباع خيط آخر وهو رقم الهاتف الخاص بالمحفظة الإلكترونية التي طلب الخاطف من أسرة إيهاب أن يقوم بتحويل أموال الفدية عليها.
بعد ذلك ببضعة أيام فقط، وفي الصباح الباكر لأحد الأيام عثر أحمد المزارعين في قرية النقعة القريبة من قرية سبعة ثابت بقايا بشرية داخل شوال في مزرعته، وكان الشوال المرق في تلك المزرعة يحوي النصف نسبة السفلي لجثة شاب في عمر الزهور،
ونظرا ان أخبار اختفاء إيهاب اشرف كانت قد انتشرت في معظم القرى المحيطة في ذلك الوقت، فقد استنتج ذلك المزارع على الفور أن هذه الجثة تعود للشاب المختفي.
على إثر ذلك، لم يكتفي ذلك المزارع بالتواصل مع الشرطة للإبلاغ عن ذلك الاكتشاف المرعب بل تواصل إدا مع أسرة إيهاب وأخطرهم بالمستجدات.
وصلت وحدات الشرطة على الفور إلى مسرح الحادث حيث بفرض طوق أمني على مسرح الحادث، لكنه سمحوا لأسرة إيهاب اشرف التواجد، وعلى الرغم من صعوبة تحديد هوية الجثة من خلال نصها السفلي فقط،
فقد زعم عم إيهاب الذي كان موجود في مسرح الحادثة بأنه كان متأكدا بأن هذه البقايا تعود لابن أخيه المفقود.
بدورهم، قام المحققون بنقل الجثة على الفور إلى المعمل الجنائي لتخضع للتشريح، في محاولة منهم لتأكيد هوية الضحية، ومعرفة سبب الوفاة، وتحديد تاريخ الوفاة،
وفي الوقت ذاته، قام بتوسيع دائرة البحث في نطاق المزرعة التي عثر على الجثة فيها آملين أن يعثروا على بقية الجثة.
أكد تقرير المعمل الجنائي بأن النصف الجثث التي تم العثور عليها تعود بالفعل للشاب المختفي إيهاب اشرف، وقد أشار التقرير إلى أن الجاني استخدم آلة حادة ومدببة من المرجح تكون منشارا او سكينا حادة للغاية لتقطيع جثة الضحية،
فيما لم يتمكن خبراء المعمل الجنائي من تحديد سبب الوفاة بالضبط بسبب عدم عثورهم على بقي الجثة بعد.
وبعد انتهاء عمل المعمل الجنائي، قامت السلطات بتسليم نصف جثة إيهاب لأسرته لدفن الجثمان والشرعية مراسم العظيم، لكن والد إيهاب اشرف رفض ان يقوم بدفن جثة ابنه مرتين وطلب من المحققين ان يبذلوا قصارى جهدهم للعثور على ما تبقي من جثة ابنه فيتسنى له دفنه مرة واحدة.
إلى أن الأيام مرت، دون أن يستطيع لجا للشرطة وأهالي القرية العثور على بقية جثة إيهاب اشرف الأمر الذي دعا ولده للتراجع عن قراره وقام بدفن ابنه في يوم الثلاثاء ال20 من فبراير.
وفي صباح اليوم التالي، أعلنت الشرطة القاء القبض على رئيسي في القضية، كان المتهم الذي وقع في أيدي الشرطة، واعترف بجانب كبير من جريمته، هو شخص لم يتوقعه أحد، وهو مدرس الفيزياء الخاص بإيهاب محمد عبد البديع الطحاوي، والذي لم يرتكب تلك الجريمة بمفرده، بل شاركه في ذلك كل من زوجته وقريبه النجار.
بدأت الشكوك تتزايد حول المدرس بعد استجواب بعض الطلاب من زملاء إيهاب اشرف الذين أوضحوا في حديثهم مع المحققين أن المدرس كان يتصرف بشكل غريب بعد اختفاء إيهاب اشرف، وكان متوترا ومرتبكا للغاية،
خصوصا عندما استفسر منه بعض الطلاب عن سبب وجود شوال مماثل للذي عثر فيه على نصف جثة إيهاب اشرف في منزله.
التقط المحققون طرف الخيط، وبدأوا في تحرير عن الأستاذ محمد مدرس الفيزياء باعتبارهم احد المشتبه بهم في القضية وسرعان ما اتضح لهم ان مدرس الفيزياء محمد كان يعاني من العديد من الأزمات المادية، وذلك بسبب إدمانه على المقامرة وتداول الأسهم عن طريق الإنترنت،
الأمر الذي جعله يخسر جميع مدخراته ويستدين الكثير من المال لتعويض تلك الخسارة.
بالنسبة للمحققين، كان ذلك يعني ان مدرس الفيزياء محمد كان يملك الدافع الكافي لاختطاف إيهاب اشرف وطلب فدية من أسرته، خصوصا المدرس كان يعرف الشاب وأسرته جيدا وكان يعلم أن أسرة إيهاب تتمتع بقدر من الثروة وأنها قادرة بلا شك على دفع المبلغ المطلوب.
ربط المحققون بين تلك المعلومات وبين ارتباك الأستاذ الملحوظ عندما تم استجوابه لأول مرة باعتباره أحد آخر الأشخاص الذين التقوا بالشاب قبل اختفائه،
لكن المحققين أرجو ذلك الارتباك، وقتها الكون محمد يظهر قسم الشرطة لأول مرة في حياته ومن الطبيعي أن يكون متوترا بهذا القدر،
بناء على تلك المستجدات تم استدعاء مدرس الفيزياء الأستاذ محمد الطحاوي للاستجواب من جديد في مركز الشرطة وكان الأستاذ محمد في تلك الفترة أحد الذين تطوعوا للمساعدة عائلة إيهاب في العثور عليه،
وقد نشر بنفسه منشورا على صفحته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، يدعو فيه للفقيد بالرحمة، ويدعو على من ارتكب بحقه تلك الجريمة بالعذاب واللعنة.
كان الأستاذ محمد متوترا للغاية في هذه الزيارة لمركز الشرطة أيضا وسرعان ما انهار واعترف بأنه انخرط في مؤامرة لخطف إيهاب مع زوجته وقريبه النجار، وذلك للظفر بمال الفدية الذي كان من المفترض أن يعوضه عن الخسائر المادية التي تعرض لها من خلال ممارسة القمار أون لاين،
لكن إذا كان الهدف من اختطاف إيهاب هو الحصول على مال الفدية فقط فلماذا أنهوا حياته بتلك الطريقة البشعة؟ لم تفصح الشرطة بشكل رسمي حتي الان عن الدافع الذي دعي المجرم الأستاذ محمد وشركائه لارتكاب تلك الجريمة.
لكن أغلب الظن أن النجار طعن محمد عن طريق الخطأ عندما كان الأخير يحاول مقاومة خاطفيه ونظرا لإصابته الحرجة التي كانت ستؤدي بحياته في كل الأحوال، قرر أفراد العصابة إنهاء حياة إيهاب قبل أن يقوم النجار بتقطيع جثته إلى أجزاء بواسطة منشار كهربائي.
بعد تقطيع جثة الضحية، قاموا بإيداع هالك الأجزاء في أكياس بلاستيكية سوداء ووضعوا كل كيس منها في داخل شوال وقاموا بتوزيعها على مناطق زراعية مختلفة لتشتيت رجال الأمن في حال العثور على بقايا الجثة.
وقد ساعد المجرم الأستاذ محمد الطحاوي مدرس الفيزياء رجال الشرطة علي العثور علي أشلاء الشاب إيهاب اشرف، والتي قام بإلقائها في مصرف صحي مخصص لمياه المجاري.
تم الحفظ على كل من الأستاذ محمد عبد البديع طحاوي وزوجته وقريبه النجار، ولا تزال التحقيقات جارية في القضية حتى وقت هذه المقالة، لكن إذا ما تمت إدانتهم بتهمة القتل العمد فمن المرجح ان يحصل ثلاثتهم على حكم بالإعدام شنقا وتلك صورة المجرم مدرس الفيزياء محمد عبد البديع طحاوي
لا تزال قضية مثيرة للجدل في أوساط المجتمع المصري حتى الآن وقد اختلف المتابعون عن الدافع الحقيقي وراء إنهاء حياة إيهاب اشرف فقد رجح بعضهم أن يكون المدرس وقريبه النجار بصدد التنقيب على الآثار، وقد قدما إيهاب كقربان بشري ليتسنى لهم فتح المقبرة الفرعونية بنجاح،
فيما يقول آخرون إن زوجة المدرس هي من حرضته على إنهاء حياة الشاب إيهاب اشرف بعد أن راها إيهاب اشرف في وضع مخل مع قريبه النجار،
إلى أن كل ذلك يظل مجرد تكهنات، ويتعين علينا الانتظار حتى تصدر الشرطة نتيجة التحقيقات بشكل كامل لمعرفة الإجابة الصحيحة على هذا السؤال،
حتى يتم ذلك، نود أن نسألك السؤال ذاته، ماذا تتوقع أنه كان الدافع الحقيقي الذي دعي المجرم الأستاذ محمد الطحاوي و شركائه في الجريمة لإنهاء حياة إيهاب اشرف وتضحية بمال الفدية، الذي كان هدف الخطف منذ البداية؟ شاركنا برأيك في التعليقات.
ولمعرفة المزيد عن قصص الجرائم في مصر يمكنك الاطلاع عليها من هنا