المفضلة
اضافه موضوع

IMG 20231106 WA0093

التمائم

 

كتبت/ سمر محمد

 

المقدمة:

 

وضع المحنطون في اعتبارهم أن التحنيط لا يقتصر على المعالجة الطبية للجسد، بل لابد من وضع وسائل إضافية لحماية الجسد، هذه الوسائل تضمنت وضع تمائم وأحجبة عبارة عن أشكال صغيرة تعلق في الأجزاء المختلفة من الجسد، وتهدف إلى إيقاف تحلله وفساده، وتتحقق القوة السحرية لهذه التمائم بقراءة الصيغة المكتوبة عليها.

 

أشكال التمائم:

 

أخذت هذه التمائم أشكالاً متعددة، منها أشكال المعبودات أو الحيوانات أو أعضاء من جسم الإنسان، بالإضافة إلى رموز دينية ذات دلالة معينة عند المصري القديم.

 

التمائم التي على شكل معبودات:

 

كانت التمائم التي على شكل معبودات التي تصاحب المومياء، تمثل المعبودات التي لها دور مهم ومرتبط بعملية التحنيط، مثل المعبود “أوزوريس” الذي يعتبر (أول) جسد محنط في تاريخ مصر القديمة طبقاً للأسطورة الشهيرة، ولأنه أيضاً صاحب دور مهم في محاكمة الموتى في العالم الآخر، باعتباره معبود رئيسي لمملكة الموتى، فلابد للمتوفي أن يحتفظ بتمثال “لأوزوريس” في مقبرته لأنه يود أن يصبح مثله في العالم الآخر.

 

تميمة أولاد حورس:

 

هناك أيضاً تميمة أولاد “حورس” (الأربعة)، وهم “إمستي، حابي، دواموتف، قبح سنوف”، والتي وضعت لحماية أحشاء المتوفي، ولذلك أخذت أغطية أواني الأحشاء أشكال هؤلاء المعبودات (الأربعة)؛ لأن المتوفي ينشد منهم حماية أحشائه من التحلل، لضرورة وصول الجسد كاملاً في العالم الآخر.

 

تميمة أنوبيس:

 

وتميمة المعبود “أنوبيس” توفر الحماية للجسد والمقبرة.

 

تميمة إيزيس ونفتيس:

 

 أما تميمة المعبودتين “إيزيس ونفتيس”، فهي تمثل أمنية المتوفي أن يصبح مثل “أوزوريس” يوم ذرفتا الدموع حزناً على وفاته.

 

زيادة عدد التمائم:

 

والمعروف أن التمائم زادت بشكل مبالغ فيه في أواخر العصور المصرية القديمة، وذلك عندما سيطر الكهنة على فكر الشعب، لدرجة أن أحد الأجساد المحنطة في الأسرة (26) في القرن (السابع ق.م) احتُفِظ بداخل لفائفه على ما يزيد عن (300) تميمة سحرية، حتى جسد الملك “توت عن آمون” احتفظ أيضاً بحوالي (143) تميمة سحرية بين لفائف الكتان التي تغطي جسده.

 

تمائم أعضاء الجسد:

 

وكانت التمائم التي تمثل أعضاء جسد الإنسان، مثل الأيدي والسيقان والأوجه تهدف إلى أحد أمرين، وهما إما قوة الوظائف الحيوية لجسد الإنسان، مثل قوة الفعل والحركة واستخدام الحواس، أو أنها تمثل بديلاً لأعضاء الجسد التي تتعرض للتلف والتحلل.

 

أهم التمائم التي توضع على جسد المتوفي:

 

1- جعران القلب: 

 

هو حجر يأخذ شكل الجعران، ويوضع فوق عضلة القلب، ويسجل عليه التعويذة رقم (30ب) من كتاب الموتى، وفي هذه التعويذة نداء يوجهه المتوفي لقلبه قبل المحاكمة، ويستجديه قائلاً: “يا قلبي الذي ورثته عن أمي، يا قلبي الذي ورثته عن أمي، لا تصبح شاهداً ضدي، ولا تقل زوراً في المحاكمة”، وهذا الآداء الذي يسجل على جعران القلب يرجع إلى أهمية القلب، الذي اعتبره المصريون موضع النية والعمل، ولجأ المحنطون إلى وضع جعران القلب بعد أن عرف أن القلب يتحلل، وبالتالي ستضيع على المتوفي فرصة الحساب في العالم الآخر.

 

2- عين حورس السحرية:

 

تسمى في النصوص المصرية القديمة “عين وجات”، التي كانت توضع فوق فتحة التحنيط التي قام المحنط بفتحها من أجل استخراج الأحشاء، والهدف منها منع الأرواح الشريرة من الدخول للجسد، وكانت توضع معها على الفتحة تميمة على شكل إصبعين باللون الأسود للمساعدة على لصق شفتي الفتحة معاً.

 

3- تميمتا عنخ وجد:

 

ترمزان إلى الخلود وإعادة الحياة والوجود الأبدي، وكان عمود ال”جد” يعتبر (واحد) من أشهر التمائم التي عثر عليها في كل مومياء، وكان يعلو هذا العمود (أربعة) خطوط أفقية تتعامد أعلاه، وهناك رأي بأن هذا العمود يمثل جذع الشجرة التي حوت تابوت “أوزوريس” بعد إلقائه في النهر، أو أنه يمثل العمود الظهري للمعمود “أوزوريس”، حيث يشير الفصل (155) من كتاب الموتى إلى ذلك، بل يظهر ذلك في عنوان الفصل: “كلمات تتلى فوق عمود ال”جد” الذهبي المثبت فوق جذع الجميز، ويوضع فوق حلْق المتوفي في يوم الدفن، والواضح أن هذا الرمز قد ارتبط بشكل كبير بالمعبود “أوزوريس”، واعتبر من أهم رموزه. 

 

أما علاقة “عنخ” أو رمزيتها فلا يزال هناك خلاف حول تحديد جوهرها، فالبعض أشار إلى أنها تمثل رمزية التجانس بين الرجل والمرأة، والبعض الآخر أكد أنها تمثل العلاقة بين نهر النيل والدلتا، وكلا الرأيين كان الهدف هو رمزية إعادة الميلاد.

 

4- تميمة درجات السلم:

 

ترمز إلى البعث من الموت، وهناك تعويذة رقم (153) في كتاب الموتى حول صعود المتوفي على هذا السلم إلى السماء.

 

5- تميمة الضفدعة:

 

ترمز إلى المعبودة “حقات” مساعدة المعبود “خنوم” في خلق البشر، أي أنها ترمز إلى قوة الحياة والميلاد.

 

6- تميمة حزام التيت:

 

مثَّل هذا الحزام المعبودة “إيزيس”، حيث أشار الفصل (156) من كتاب الموتى إلى التلاوة التي تقرأ على هذا الحزام، وكان دائماً ما يصنع من مادة حمراء للتعبير عن لون دم المعبودة “إيزيس”، ووضع الحزام مثل عمود ال”جد” فوق حلْق المتوفي، حتى تقوم المعبودة “إيزيس” بحماية أعضاء جسد المتوفي.

 

الخاتمة:

 

هناك الكثير من التمائم التي تدور حول أمنية الخلود، وإعادة الميلاد، وحفظ الجسد من التحلل، والملاحظ أن لكل تميمة قوة حماية خاصة وموضعاً مخصصاً لها في الجسد، وقد تركزت ألوانها في لونين الأخضر والأزرق، وهما اللونان المرتبطان بإعادة الميلاد والبعث في العالم.

 

المرجع/

التحنيط فلسفة الخلود في مصر القديمة.

 

——————————————————————————

((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

 

#مبادرة_حكاوى

#الموسم_الخامس

#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في التاريخ
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف التاريخ
  • الاكثر شيوعا