في تلك المقالة سوف نعرف هل الكونت سان جيرمان ما زال حيا أو لا وما علاقته بالثيوصوفية وهل اكتشف اكسير الحياة وحجر الفلاسفة وكل ذلك من قصة الكونت سان جيرمان.
مقدمة حول الكونت سان جيرمان من شخصيات غامضة
هل الكونت سان جيرمان من أكثر شخصيات غامضة غموضا ؟
نظرا لتداول قصة الكونت سان جيرمان إن كان في العصور الغابرة وحتى في الماضي القريب والغموض الذي يحيط ببطل هذه قصة الكونت سان جيرمان ارتأيت جعلها موضوعا شيقا لمقالة اليوم.
بطل مقالة اليوم شخصية غامضة وغريبة بكل ما للكلمة من معنى شخصية تمتعت بالذكاء واللباقة والحنكة والشباب الدائم
نعم كما سمعتم الشباب الدائم !كيف؟ وما القصة وما علاقته حجر الفلاسفة وإكسير الحياة؟ لنرى أصدقائي ما قصة الكونت سان جيرمان.
من هو الكونت سان جيرمان
الكونت سان جيرمان هو شخصية أثارت الجدل والحيرة لدى كل من قابلها أكدت الوثائق أن الكونت سان جيرمان توفي إلا أن الغريب هو ما يتم تداوله من أقوال ومشاهدات أخرى تؤكد أنه كان حيا حتى بعد موته بمئات السنين
نبدأ مع تاريخ ولادة الكونت سان جيرمان لم تذكر السجلات التاريخية التي كتبت عنه تاريخيا محددا للولادة
فالكاتبة الثيوصوفية إيزابيل أوكلاي من القرن التاسع عشر تشير إلى أن الكونت سان جيرمان قد ولد ما بين العامين 1691 و 1712
أما الكاتبة والباحثة آني بيسان فتشير في كتابها the comte de st. germain the secret of kings أن الكونت سان جيرمان ولد عام 1960 ووالده يدعى فرانسيس راكوزي الثاني أمير ترانسلفانيا .
الكونت سان جيرمان بنفسه وبحسب ما أوردته المصادر والمواقع المختلفة كان يعرف عن نفسه بأنه ابن أمير ترانسلفانيا لتفسير ثرائه الفاحش
أما أغرب ما عرفنا فهو أن بعض الروايات والأبحاث الغريبة ترجع الكونت سان جيرمان إلى زمن النبي عيسى عليه السلام بل وجعلت منه شاهدا وحاضرا في عرس قانا
الذي بحسب الروايات المسيحية شهد معجزة تحويل المسيح الماء إلى خمر حقا غريب
قصة الكونت سان جيرمان
ما هي قصة الكونت سان جيرمان؟
بدأ نجم الكونت سان جيرمان يلمع عام 1742م إبان عودته إلى أوروبا بعد قضائه خمس سنوات في بلاط قصر الشاه الفارسي تعلم خلالها فنون صياغة المجوهرات
لم تتوقف مقدرات الكونت سان جيرمان عند براعته في صقل وصياغة المجوهرات بل تعدتها إلى تبحره في علوم التاريخ والفلسفة والموسيقى واللغة وتمرسه في أحد أشهر وأكثر العلوم غموضا الخيمياء
تذكر موضوع الخيمياء فسيصدمكم ما ستعرفونه لاحقا حسنا
الكونت سان جيرمان كان ملما بمختلف العلوم والمواضيع التي جذبت المجتمع المخملي والأسر الحاكمة في أوروبا في ذلك الزمان ما جعله من الوجوه الللامعة في مختلف المناسبات
سافر الكونت سان جيرمان وتنقل كثيرا وكان له أثرا بارزا في أي من المحطات التي يتوقف بها فانتقل من فرنسا إلى إنجلترا عام 1743.
ومنها إلى فيينا لزيارة الملك فريدريك العظيم أو فريدريك الثاني عام 1745 م
سافر إلى إدنبورغ حيث قضى وقتا طويلا هناك بين مجتمعها المخملي
عام 1755 م توجه الكونت سان جيرمان إلى الهند وعاد بعدها إلى فرنسا ليقيم في قصر الملك لويس الخامس عشر وهناك كان له لقاء مع فولتير أحد أعظم فلاسفة وأدباء العصر
فولتير بدا معجبا بشخصية الكونت سان جيرمان فسجل عنه قوله الرجل الذي يعرف كل شيء ولا يموت أبدا
قد يكون موضوع عدم موته من وجهة نظر فولتير معنويا أي يقصد به إرث الكونت وسمعته
إلا أن الموضوع أخذ أبعادا أخرى وبدأت الأخبار والقصص الخريبة تتواتر عن الكونت سان جيرمان
فالرجل بحسب ما ورد في الكتب والمصادر التي تناولت موضوعة كان يظهر بمظهر الرجل الأربعيني دائما
بل وقيل أنه لم يكن يأكل في العلن وقد علل الكونت سان جيرمان الأمر بأنه يخضع لحمية قاسية تعتمد على الشوفان فقط للحفاظ على صحته
حسنا هل تذكرون أصدقاء ما ذكرته حول تمرس الرجل في علم الخيمياء التي تلقاها في البلاط الملكي الفارسي
الروايات تقول أن الكونت سان جيرمان تمكن من صنع أو اكتشاف أحد أبرز اوجه غموض هذا العلم خمنتم ما هو المقصود؟
نعم أصدقائي حجر الفلاسفة وإكسير الحياة الموضوع الذي فصلناه في إحدى المقالات السابقة.
حقيقة شباب الكونت سان جيرمان الدائم
ما هي حقيقة شباب الكونت سان جيرمان الدائم
نكمل بالطبع لا دلالات تاريخية أو علمية على صحة هذه الروايات ولكن الروايات الكثيرة التي وردت حول شباب الكونت الدائم تفتح للشك باب
أولى هذه روايات ولعلها المفتاح أو الباب التي انبثقت منه باقي الروايات والأقاويل
حدثت عام 1760 م فبحسب الرواية في أنه في هذا العام انتشر ضمن المجتمع المخملي أن هناك شهره في منزل عشيقة الملك لويس الخامس عشر مدام دي بومبادور سيحضرها الكونت سان جيرمان ذائع الصيت.
هذا الخبر أثار فضول الكونتيسة فون جورجي التي كانت قد قابلت شخصا ذو شخصية ساحرة عام 1710م في البندقية يحمل نفس الاسم وأرادت أن ترى من هذا الشخص الذي ينتحل صفة الكونت سان جيرمان
وبالفعل ذهبت الكونتيسة العجوز للحفلة لتتفاجأ بأن هذا الشخص هو نفسه الشخص الذي قابلته في البندقية إلا أنه لم يكبر يوما واحدا
الكونتيسة انتابه الفضول فسألت الكونت سان جيرمان إن كان الشخص الذي قابلته في البندقية هو والده فأجابها بالنفي
مؤكدا أنه نفس الشخص الذي قابلت مستشهدا على ذلك بتذكيرها بما دار بينهما وبأبرز أوجه العيش في البندقية قبل خمسين عاما مضت
الكونتيسة أصيبت بالصدمة وأخبرت الكونت سان جيرمان أن الشخص الذي قابلته حين ذاك كان في الخامسة والأربعين من عمره تقريبا
حسنا هنا نرى أنه هو بعملية حسابية بسيطة من المفترض أن يكون عمر الكونت سان جيرمان 20 عاما في 1710 لو ولد في العام 1690 أو 1690 بحسب تاريخ الولادة الذي ذكرناه سابقا
ولكن الكونتيسة بحسب زعمها كان الرجل في الخامسة والأربعين من عمره
إذا حتى تاريخ ولادة الكونت سان جيرمان يشوبه الجدل واللغط لنكمل
الكونتيسة أخبرت الكونت سان جيرمان أنه في حال كان هو نفس الشخص من العام 1710م فيجب ان يكون عجوزا متهالكا في 100 من عمره على الأقل وهذا أمر مستحيل نظرا للمظهر الشاب الذي يتمتع به
فأجابها الكونت سان جيرمان لا شيء مستحيل
قصص غموض والغاز الكونت سان جيرمان
ما أبرز قصص غموض والغاز الكونت سان جيرمان
لتبدأ الروايات من هنا حول الكونت سان جيرمان الذي لا يموت وإكسير الشباب وما شاكل ذلك
تابع الكونت سان جيرمان رحلاته وأسفاره فوصل عام 1960 إلى دين هاغ في هولندا حيث التقى بأشهر عاشق في التاريخ جاكومو كازانوفا
الكونت سان جيرمان أثار دهشة واستغراب كازانوفا الذي وصفه بأنه الرجل الاستثنائي الذي لا مشكلة لدي في الاعتراف بأنها يبلغ من العمر 300 عام ويعرف أسرار الكون وعلاجاته الشافية
ولديه القدرة على يتحكم بالطبيعة ويستطيعوا إذابة الماس وتحويل الرصاص إلى ذهب نعم إنه الخيمياء يا أعزائي
من هولندا انتقل الكونت سان جيرمان إلى روسيا عام 1762 م حيث يقال أنه كان له دور في المؤامرة التي أجلت كاثرين الكبرى على العرش وأنه أبدا النصح لقائد الجيش الروسي الملكي في حربه ضد الأتراك.
عام 1774 عاد إلى فرنسا عند اعتلاء الملك لويس السادس عشر وزوجته ماري أنطوانيت الحكم وقد نبههم الكونت سان جيرمان الغامض من الثورة التي ستطيح بهم بعد خمسة عشر عاما
عام 1779 انتقل إلى هامبورغ في ألمانيا حيث نشأت صداقة بينه وبين الأمير تشارلز كاسل أقام على إثرها الكونت سان جيرمان الذي لم يشيخ يوما واحدا في قصر الأمير لخمس سنوات
وفاة الكونت سان جيرمان
كيف مات الكونت سان جيرمان
في السابع والعشرين من فبراير عام 1784 م وبحسب السجلات المحلية للقصر والمنطقة التي يقع فيها فقد توفي الكونت سانجر ما في هامبورغ ألمانيا ودفن في مدافن القصر الذي كان يقيم به
بالطبع من المفترض أن قصة الكونت سان جيرمان العجيبة انتهت إلى أن المفاجأة كانت فيما تواتر في السنوات التي تلت إعلان وفاته فما النتيجة
لنرى عام 1985 تواترت أخبار برؤية الكونت مع المنوم المغناطيسي الرائد آنتون ميسمر في ألمانيا.
وبينما كان هو الشخص الذي يجري التجربة التنويم المغناطيسي عليه.
بعد الثورة الفرنسية والاستحواذ على الباستيل ذكرت كونتيسة تدعى كونتيس دي اديمار في إحدى مذكراتها التي نشرتها عام 1821 أنها تحدثت مطولا إلى الكونت سان جيرمان عام 1789م.
الذي أخبرها بمستقبل فرنسا وما سيحدث وأضافت الكونتيسة أنها رأت الكونت سان جيرمان أكثر من مرة في اليوم الذي قتلت فيه الملكة أنطوانيت وعام 1815 وعام 1820 لآخر مرة
وبحسب المذكرات فإن الكونت سان جيرمان كان دائما بمظهر الرجل الأربعيني بعد عام 1821 م قد يكون الكونت غير من هويته بعد لفت النظر وإثارته للتساؤلات
وهذا ما ذكره الكاتب الصحفي الشهير البيرت فاندام حيث فكر في إحدى مقالاته لقائه برجل يشبه الكونت سان جيرمان كثيرا ولكن باسم ميجر فريزر
فقال فاندام أن فريزر هذا كان غني جدا ولم يكن يعرف مصدر ثروته كما أن الرجل الأربعيني بحسب وصف الصحفي كانت ذو معرفة واطلاع واسعين بالدول والممالك الأوروبية وبتفاصيل تاريخها وشخصياتها وكأنه عاش بينهم وتعلم منهم
الكونت سان جيرمان والثيوصوفية
ما بين الأعوام 1880 عاد اسم 1900 عاد اسم الكونت سان جيرمان إلى الظهور وهذه المرة بسبب الحركة الثيوصوفية ورائدها هيلينا بلافاتسكي
هيلينا ادعت أن الكونت سان جيرمان ما زال حيا وهو أحد الحكماء الذين يعملون لنشر وتطوير الروحانية في الغرب
كما أن صورة يزعم أنها حقيقية انتشرت لهيلينا والكونت سان جيرمان أيضا ذو المظهر الأربعيني
هل الكونت سان جيرمان ما زال حاليا
عام 1897 دعت المغنية الفرنسية الشهيرة إما كالف أنها اهدت صورة شخصية موقعة لها إلى الكونت سان جيرمان
أحدث الادعاءات بشأن شخصية الكونت سان جيرمان كانت في العام 1971 لشخص فرنسي يدعى ريتشارد شانفري .
ريتشارد هذا كان ممثلا وساحرا أو بالأصح لاعب خفة فرنسية ادعي أنه الكونت سان جيرمان الأسطوري ودليله زعمه بأنه يستطيع تحويل الرصاص إلى ذهب باستخدام علم الخيمياء
هذه المزاعم أو التجارب بوما ريتشارد بتنفيذها وعرضها في مختلف البرامج التي تذاع على المحطات الأوروبية وأبرزها الحلقة التي أذيعت عبر التلفزيون الفرنسي والتي استقطبت علماء وباحثين ولاعبي خفة آخرين لكشف الحقيقة
والنتيجة لم يستطع أي منهم إثبات صدق الرجل من عدمه حقا غريب
إلا ان ريتشارد هذا والذي كان عشيقا سابقا للفنانة الشهيرة داليدا أنهي حياته هو وعشيقته الجديدة المدعوة بولا ديلوس في الرابع عشر من يوليو عام 1983م.
حيث أقدم العشيقان على الانتحار بتناول الباربتيوريك وهي إحدى المركبات الكيميائية المستخدمة في صناعة الدواء مع استنشاقهما للغاز المتصاعد من عدم السيارة
وبقرب الجثتين وجدت رسالة بخط يد ريتشارد جاء فيها سأرحل وسأخذها معي لأنها مثلي تماما
بعد مزاعم ريتشارد هذا لم يعد هناك ذكر للكونت سان جيرمان ولم يتقدم أحد وينتحل هذه الشخصية الغريبة التي أثارت وما زالت تثير الجدل كلما تم ذكرها .
أعود وأذكر ألا أبحاث أو دراسات أو حتى مؤرخين تناول موضوع هذا الكونت سان جيرمان بالشكل الغريب الذي يثير هذا الجدل
متفق عليه فقط أنه شخصية حقيقية اعترف بها فلاسفة ومثقفين تمتعوا بالعلم والمعرفة والسجلات تثبت وفاته
ولكن على ما يبدو ما تمتع به هذا الكون من علم واطلاع وبالأخص على علم الخيمياء وربما نمط حياة سليم جعله مادة للأساطير والقصص والروايات التي لم يتم تأكيدها أو نفيها إلى يومنا هذا
وبالأخص أن موضوع حجر الفلاسفة وإكسير الحياة هو أحد الموضوعات التي لم يصل العلم إلى جواب حاسم بشأنها
وما بين يدينا حول هذه الشخصية هو نتاج ما تم تناقله منذ تلك الأزمنة من خلال مذكرات والوثائق المكتوبة والرواية فقط لا غير
وأنتم أصدقائي انتظر آرائكم حول هذه الشخصية في التعليقات وإلى نلتقي في دردشة جديدة ابقوا في أمان الله
ولمعرفة المزيد من قصص الغموض الواقعية أو الشخصيات الغامضة يمكنك الاطلاع عليها من هنا
مصادر قصة الكونت سان جيرمان
- Count of St. Germain – Wikipedia
- comte de Saint-Germain | French adventurer – Britannica
- Count de Saint-Germain and His Immortal Life – LiveAbout
