قصتنا اليوم عن أكثر قصص الأنبياء الما وحزنا قصة تقشعر لها الأبدان وتذرف لها الدموع على مدى الجحود ومدى النكران الذي أصاب قوم بني إسرائيل والذي أوصلهم لقتل نبي وولده نعم قتلهم لم يكتفوا بتكذيب دعوات أنبياء الله عليهم السلام جميعا والاستجابة لرسالتهم بل وصل بهم الأمر إلى مطاردتهم وقتلهم ذبحا ونشرا والحديث هنا عن نبي الله زكريا عليه السلام تابعوا معنا لنهاية المقالة لمعرفة قصة النبي زكريا عليه السلام
من هو النبي زكريا عليه السلام
ذكر الله عز وجل زكريا عليه وعلى نبينا السلام في كل الأديان في أسفار العهد وفي الإنجيل وفي القرآن الكريم
في التوراة النبي زكريا عليه السلام هو مذكور باسم زكريا ابن برخيا وفي الإنجيل هو والد يوحنا المعمدان أي والد سيدنا يحيى عليه السلام كما هو مذكور في الدين الإسلامي
أما في القرآن الكريم فقد ذكر النبي زكريا عليه السلام في سور آل عمران ومريم والأنبياء
ونسب النبي زكريا عليه السلام عليه السلام هو زكريا ابن برخيا أو زكريا بن دان وينتهي نسبه إلى يهوذا بن نبي الله يعقوب عليه السلام كما كان آباءه عليه السلام وأسلافه من ذرية يعقوب أنبياء فكان مثلهم في الكرامة التي أكرمهم بها من النبوة والوحي
قال تعالى في سورة الأنعام {وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85)}
أين ولد سيدنا زكريا عليه السلام
ولد نبي الله زكريا عليه سلام بحسب أغلب المصادر في القرن الأول قبل الميلاد في مدينة الخليل الواقعة اليوم في دولة فلسطين وقد كان عليه السلام نجار يعمل بيده ويأكل من كسبها
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه إيه وسلم قال (كان زكريَّا نجارًا)
قصة النبي زكريا عليه السلام
تبدأ قصة النبي زكريا عليه السلام عندما أرسل وبعث سيدنا زكريا عليه السلام إلى بني إسرائيل داعيا إلى الحق وعبادة الله عز وجل الإله الواحد لا إله إلا هو عاش النبي زكريا عليه السلام متفانيا في عبادته لله عز وجل ودعوته لقومه
عاصرا نبي الله زكريا عليه السلام عمران بن ماثان والده العذراء مريم عليها السلام فقد كان زكريا من التمهيد الرباني لإعداد مريم آمن والد مريم برسالة نبي الله زكريا وتزوجا بأختين إحداهما إيشاع بنت فاقوذا زوجة النبي زكريا والأخرى حنة زوجة عمران
كانت حنة زوجة عمران قد أمسك الله عز وجل عنها الولد لثلاثين سنة حتى آيست وعجزت وبينما هي في ظل شجرة إذ نظرت طائرا يطعم فرخة فتحركت عند ذلك رغبتها للولد فدعت الله تعالى ونذرت لله إن حملت لتجعلن ولدها محررا لبيت المقدس أي خالصا لله عز وجل لا يشوبه شيء من أمر الدنيا
فهي تريده محررا وأن يكون ذكرا لأن خدم البيت كانوا من الذكور وهو ما يعد زيادة قرب لله تعالى وشكرا لنعمه عز وجل عليها قال تعالى في صورة آل عمران {إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35)}
حملت حنا بمريم عليها السلام وهي لا تعلم ما في بطنها رغم نذرها بذلك لله تعالى بأن يكون محررا خادما لله ولبيته ولم يكن التحرير إلا للغلمان فقط ثم توفي زوجها عمران وهي حامل
وفت حنة زوجة عمران وأمو مريم عليها السلام بالنذر وقدمت مولودتها لبيت المقدس لخدمة الله عز وجل
في هذه الفترة توفي عمران والد مريم فتنافس الكهنة وخدمة بيت المقدس لكفالة المولودة لما كان لوالدها من خصال وسمات حسنة فقد أكرمه الله عز وجل بأن اصطفاه هو وآله مع أدم ونوح وآل إبراهيم لعلم الله تعالى الأزلي بأنهم سيكونون أخيارا
قال تعالى في سورة آل عمران {۞ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَىٰ آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (34)}
وذلك تكريم من الله لهم على سائر أهل الأرض فهذا هو عمران بن ماثان من ولد سليمان ابن داوود وأبو مريم البتول أم عيسى عليهم السلام جميعا
عندما وجدت حنة زوجة عمران وليدتها انثي اعتذرت لربها عز وجل لأن الغاية من نذرها لم تتحقق لأن المولود جاء أنثى ودعت الله أن يحصنها ويمنعها هي وذريتهما من الشيطان الرجيم وقد استجاب الله لدعائها
حيث يقول أبو هريرة رضي الله عنه (سَمِعْتُ رَسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: ما مِن بَنِي آدَمَ مَوْلُودٌ إلَّا يَمَسُّهُ الشَّيْطَانُ حِينَ يُولَدُ، فَيَسْتَهِلُّ صَارِخًا مِن مَسِّ الشَّيْطَانِ، غيرَ مَرْيَمَ وابْنِهَا. ثُمَّ يقولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: {وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران: 36].) مصدر الحديث : صحيح البخاري
أعطى الله تعالى لمريم عليها السلام ما هو أكبر من خدمة البيت وخدمة العقيدة بل وجعل فيها آية ليس موجودة في غيرها وهي آية طلاقة القدرة الإلهية بل وسمتها مريم وهي تعني العابدة أو الخادمة رجاءا وتفاؤلا أن يكون فعلوها مطابقا لاسمها كما طلبت من الله عز وجل
أصر زكريا على كفالتها لعلها تبرد نهر الاشتياق إلى الذرية فقد أصبح شيخا كبيرا وامرأته عجوز عاقر وكان له عليه السلام الكفالة بعد منافسة كبيرة مع الكهنة وخدام بيت المقدس كما ذكرنا
وقد كانت المنافسة على كفالة مريم ابنة عمران بين 19 رجلا انطلقوا إلى نهر الأردن وألقوا بأقلامهم وكان اختيار الله تعالى زكريا عليه السلام فاستمر قلمه طافيا وهو في الوقت نفسه رأس الأحبار ورئيسهم وزوج خالتها
قال تعالى في سورة آل عمران الآية الرابعة والأربعين {ذَٰلِكَ مِنْ أَنبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ ۚ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ (44)}
ضم زكريا عليه السلام مريم إلى خالتها حتى إذا نشأت في جو النبوة والعبادة والديانة وبلغت مبلغ النساء بني لها محرابا خاصا في المسجد وجعل بابه في وسط المحراب لا يرقى إليها إلا بسلم فلم يصعد إليها أحد غيره
فلما كان يدخل ليأتيها بالطعام كان يجد عندها رزقا لم يأت هو به فكانت فاكهة في غير موسمها ومن غير المكان الذي هي به فيتعجب ويسألها من أين لك هذا الرزق؟ فتخبره بأنه من عند الله تعالى
قال تعالى في سورة آل عمران {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ (37)}
ما رآه زكريا عليه السلام عند مريم من رزق بغير حساب كان دافعا له عليه السلام للتأمل والتساؤل وأن يسأل الله تعالى أن يرزقه بما يرجوه لنفسه قال تعالى في سورة آل عمران {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ ۖ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ۖ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ (38)}
كان دعاء زكريا عليه سلام لربه بأن يرزقه الذرية الطيبة رغم علمه بكبر سنه 120 سنة وأن امرأته عاقر بن 98 سنة وذلك لخوفه عليه السلام من تصرف بني إسرائيل بعده بما لا يوافق شرع الله تعالى وحتى يكون هذا الغلام وعاءا لإرث النبوة والمنهاج والقيم وحتى لا تؤول الأمور من بعده للفاسقين من بني إسرائيل
قال تعالى في سورة مريم {وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِن وَرَائِي وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا (5) يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ ۖ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا (6)}
فجاء الرد في حينها بالبشرى بيحيى فكان الحمل قال تعالى في سورة آل عمران {فَنَادَتْهُ الْمَلَائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَىٰ مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِّنَ الصَّالِحِينَ (39)}
وقد سماه الله عز وجل وحدد مهمته وأنه سيكون مصدقا بكلمة من الله وأنه سيكون سيدا وممنوعا من كل ما حرم وسيكون نبيا وأسوة لغيره في اتباع منهج الرسول الذي في عصره
عندما بشر نبي الله زكريا عليه السلام بالولد من قبل الحق جل شأنه سأل الله عز وجل وجل أي علامة على تمام الأمر وأن المولود وجد في الرحم فعلا فهو يريد أن يعيش في نطاق الشكر لله من أول الإخصاب
وقد كانت علامة الله عز وجل له بأن لا يكلم الناس ثلاثة أيام إلا بالإشارة وأن يعكف فقط على الذكر والتسبيح وبهذا جعله الحق يعيش من أول لحظة شاكرا بل وجعل كل وقته ذكرى ولم يشغله بكلام الناس جعله عز وجل قادرا على الذكر وغير قادر على كلام الناس
تربى يحيى في كنف والده النبي زكريا عليهما سلام فكان الزاهد الورع التقي منذ صغره فلم يكن عليه السلام يشارك الصبيان في لعبهم فقد أوتي عليه السلام النبوة صبيا وقد كان النبي زكريا شديد التعلق بولده يحيا وكان يخشى عليه من غدر بني إسرائيل
أما النبي يحيى عليه السلام فكان لا يخشى من قول الحق ولو كان ثمن ذلك حياته عليه السلام وهو ما حدث بالفعل فقد قتل النبي يحيى عليه السلام ظلما على يد بني إسرائيل وتم قطع رأسه الشريف بهتانا لأنه عليه السلام لم ينته عن قول الحق ولم يرض بالمنكر
ليفقد حياته عليه السلام وتهدى رأسه إلى إحدى بغايا بني إسرائيل قال سبط رسول الله وسيد شباب الجنة الحسين بن علي عليه السلام : “ومن هوان الدنيا على الله أن رأس يحيى بن زكريا عليه السلام أهدي إلى بغي من بغايا بني إسرائيل ”
وهنا بدأت فصول مأساة نبي الله زكريا فالولد الذي انتظره النبي زكريا عليه سلام كثيرة قد رحل إلى خالقه الله عز وجل وليس بأي ولد بل نبي منذ الصغر فقد كان حزنه شديدا وكبيرا على ما حدث لولده الذي ترجاه عليه السلام بعدما بلغ من العمر عتيا.
موت النبي زكريا عليه السلام
اما أحداث ما بعد مقتل نبي الله يحيى فهناك أكثر من رواية نذكرها لكم الأولى أنه بعد مقتل النبي يحيى عليه سلام ظلما على يد بني إسرائيل وبعد أن وضعوا رأسه في الطشت وفار دمه تلا ذلك غضب من الله عز وجل لمظلومية نبيه يحيي عليه سلام
فقام تعالى بإنزال عقاب سريع بحق الملك وحاشيته الذين أقدموا على هذا الفعل الشنيع
وهو ما ردت عليه بنوا إسرائيل في صباح اليوم التالي بعدما اتفقوا على الانتقام لملكهم من زكريا عليه السلام وفي وذلك لمعرفتهم أن رب زكريا ويحيى هو من غضب لما لحق بنبيه فعاقب الملك
ولكن النذير كان قد سبقهم إلى زكريا عليه السلام يحذره من بطش القوم فما كان من زكريا إلا أن هرب منهم حتى وصل إلى الشجرة وتذكروا هذه الشجرة جيدا فهي بداية النهاية لنبي الله زكريا
الرواية الثانية تقول أنه بعد مقتل يحيى عليه سلام أمر ملك بني إسرائيل أي قاتل يحيى عليه سلام أن يحضر النبي زكريا بين يديه والنية كانت قتله وإلحاقه بولده كي لا يقلب القوم عليه ولكن وصل الخبر إلى زكريا عليه سلام الذي هرب بدوره حتى وصل إلى الشجرة
أما الرواية الثالثة ستقول إنه بعدما وضعت مريم عليها السلام وليدها شاع خبر كاذب بين الناس أن زكريا عليه السلام هو من أوقع السيدة العذراء عليها السلام في الفاحشة فهو الوحيد الذي كان يدخل عليها في المحراب فأقبل القوم يريدون سفك دمه عليه السلام عقابا لفعلته بحسب ظنهم
ليهرب زكريا عليه السلام ليصل إلى الشجرة
فما قصة هذه الشجرة التي اختبأ فيها سيدنا زكريا؟ ولماذا كل كانت هي بداية النهاية ؟
الروايات الثلاث رغم اختلاف تفاصيلها إلا أنها تحمل نفس النهاية ففي أثناء هروب النبي زكريا عليه السلام من القوم الفاسقين وصل النبي زكريا عليه السلام إلى بستان ولم يجد أمامه سبيلا للاختباء فأنطق الله عز وجل شجرة لتدعو زكريا إلى الاختباء في داخلها وقالت له إلي إلي يا زكريا أدخل في
فاتجه زكريا عليه السلام إلى الشجرة التي انشقت له ودخل جوفها ولكن ابليس اللعين كان حاضرا كل الوقت ورأى ما دار بين سيدنا زكريا عليه السلام والشجرة لذلك قبل أن يدخل نبي الله في الشجرة ويختفي بشكل كلي قام إبليس يأخذ بعضا من رداء زكريا عليه السلام وجعله يتدلى خارج الشجرة
وصل القوم إلى البستان إلا أنهم لم يجدوا لزكريا أي أثر فما كان من إبليس اللعين إلا أن وسوس إليهم بأن زكريا استخدم سحره في شق جذع الشجرة واختبأ داخلها وتأكيدا لما أخبرهم به قام ابليس لعنة الله عليه بإرشادهم إلى الشجرة والرداء المتدلي من جوفها
فاختلف رأي القوم حول كيفية إخراجه فاقترح أحدهم بأن يحرقوا الشجرة بمن فيها إلا أن اللعين إبليس وسوس لهم من جديد بأن ينشروا الشجرة إلى نصفين
وبالفعل بدأ بني إسرائيل بنشر الشجرة ونبي الله زكريا عليه السلام فيها حتى وصلت أسنان المنشار إلى جسد النبي زكريا عليه السلاك الشريف فشق الجسد الطاهر إلى نصفين مع الشجرة
لذلك يكون ابليس لعنة الله عليه هو قاتل زكريا عليه السلام على يد بني إسرائيل قتلة الأنبياء من بني إسرائيل في جريمة تاريخية وإنسانية بحق أب وولده من اطهر خلق الله تعالى
في الكتب التي تناولت حوار رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مع النبي زكريا عليه السلام خلال معجزة الإسراء والمعراج يذكر سؤال سيدنا محمد لزكريا عليهما الصلاة والسلام حول الإحساس بالألم في تلك اللحظة
فكان جواب زكريا أن الشجرة هي من أحست بالألم لأن الله عز وجل جعل روح زكريا عليه السلام بها.
الدروس المستفادة من قصة سيدنا زكريا عليه السلام
وفي النهاية هناك دروس استفادت من قصة النبي زكريا عليه السلام يجب أن يضعها العبد أمام عينيه أهمها اخفاء الدعاء لله تعالى وعدم الجهر به أمام الناس فالله سبحانه يعلم ما في القلوب ويسمع دعاة الجهر والخفاء
فقد كان نبي الله زكريا عليه السلام يدعو ربه في الخفاء بأن يرزقه بولد صالح ينتفع به الدين
ومن الدروس المستفادة أيضا أهمية التضرع في الدعاء والخشية من الله تعالى ومن جلال عظمته فهو الواحد القهار القادر على كل شيء لذلك يجب على العبد الخشوع لله تعالى عند طلب أمر أو مسألة ما كما يجب علينا الإخلاص بالدعاء والإلحاح على طلب الحاجة
فالله عز وجل يحب الملحين في دعائهم والخاشعين والمخلصين فهو سبحانه قريب منا مجيب لدعائنا
ويجب أيضا أن يكون لدينا يقين بالله تعالى وبأن الله عز وجل يسمع دعاءنا وسوف يحقق أنا مبتغانا حتى وإن كان هذا الأمر مستحيلا للبشر فلا يصعب على الله الملك القدوس
فكم كان اليقين يملئ قلب سيدنا زكريا عليه السلام بأن الله تعالى سوف يجيب طلبة ويرزقه بولد حتى بعد أن كبر في السن كما أن زوجته كانت عاقرة لا تنجب أطفال إلى هنا تنتهي قصة النبي زكريا عليه السلام دمتم في رعاية الله وأمنه .