في تلك المقالة سوف نعرف قصة جني ابو فانوس قصة غول الجن المذكور في حديث الرسول ونعرف أيضا حقيقة جني ابو فانوس وعلاقته بأضواء مارفا فتابعوا المقالة .
مقدمة حول جني ابو فانوس قصة غول الجن المذكور في حديث الرسول
موضوعنا اليوم طلبه الكثير منكم موضوع عندما بدأت البحث به ظننت أنه من المواضيع التي تندرج تحت مسمى الأساطير الشعبية ولكن لفتني مدى الانتشار الذي تمتع به هذا الموضوع
بل أكثر من هذا موضوع مقالة اليوم تم ربطه بطريقة أو بأخرى بأحاديث نبوية شريفة.
ورغم كل هذا الانتشار إلا نتناوله من الناحية البحثية والعلمية يكاد يكون معدوما إن لم يكون معدوما من الأساس
لن نطيل الحديث أكثر ولننطلق إلى رحلة في شبه الجزيرة العربية وتحديدا إلى صحراء الربع الخالي وبطلها الأسطوري جني ابو فانوس
حيث تردد في الأشهر والآونة الأخيرة على مواقع التواصل الاجتماعي موضوع جني أبو فانوس وكثر الحديث عنه بل وأصبح من المواضيع الرائجة أو التريند على مواقع التواصل الاجتماعي
لنبدأ بتعريف هذا الكائن أو المخلوق أو أيا كانت ماهيته في الفقرة القادمة
ما هو جني ابو فانوس
جني أبو فانوس أو أبو سيراج أو أبو نويرة من اسمه يظهر لنا ارتباطه بالضوء بشكل أو بآخر وبالفعل فبحسب ما يتداول بين السكان المحليين وعلى وسائل التواصل الاجتماعي
فإن جني ابو فانوس هو ظاهرة ضوئية غير معروفة المصدر والمنشأ تظهر بالطبع ليلا وفي ساعات الفجر الأولى قبيل شروق الشمس بشكل كرة مضيئة متوهجة للناظر إليها من بعيد
هذه الكرة الوضاءة والتي شبهها من صادفها بأضواء السيارة في بعض الأحيان تتحرك تارة مبتعدة وتارة أخرى مقتربة من المسافرين وعابري السبيل في صحراء الربع الخالي حيث سجلت أكثر نسبة من المشاهدات عن جن ابو فانوس
وإذا ما حاول أحد هؤلاء تتبعها والاقتراب منها فإنها في أغلب الأحيان تختفي فجأة دون سابق إنذار.
سكان تلك المناطق نسبوا هذا الضوء إلى نوع من أنواع الجن وأطلقوا عليه المسميات التي ذكرناها سابقا من جن أبو فانوس أو أبو سيراج أو أبو نويرة
أما هدف جني ابو فانوس بحسب المحليين فهو إضلال المسافرين عن طريقهم ودفعهم إلى التيه في الصحراء الشاسعة.
قصص جن ابو فانوس
جولة صغيرة على مواقع التواصل الاجتماعي كفيلة بأن تؤكد مدى الانتشار الذي تحظى به هذه الظاهرة والعديد من الأشخاص وثقوا فيديوهات مختلفة تجاربهم مع هذا الضوء الغامض
فمثلا نجد أحدهم يتحدث عن تجربته مع أبو فانوس هذا فيخبرنا عن الضوء الذي ظهر له فجأة من العدم خلال قيادته لسيارته في إحدى الطرق الصحراوية التي تشتهر بين السكان المحليين بأنها موطن لهذا النوع من الجن.
وفجأة ظهرت إلى جانب سيارته سيارة أخرى من العدم الرجل لم يتجرأ على النظر إلى السيارة الغريبة .
بالطبع الأذكار القرآنية كانت السلاح الوحيد بيد الرجل الذي أكمل طريقه قاصدا الطريق العام وفور ظهور أضواء الطريق اختفت السيارة فجأة كما ظهرت فجأة
شاب آخر يخبرنا أنه من باب الفضول وبعد سماعه الكثيرة حول أبو فانوس والكرة الضوئي المتوهجة قررت تأكد بنفسه من الموضوع.
وبالفعل اتجه الشاب قاصدا صحراء الربع الخالي الشاب تعمق في الصحراء باحثا عن الكرة المتوهجة وبعد أن يئس من إيجادها قرر العودة ليتفاجأ بإضاءة على زجاج سيارته الخلفي
الشاب يؤكد أنه كان وحيدا والمنطقة خالية تماما وعند مشاهدة الضوء انتاب الخوف والرعب قلب الشاب وخصوصا أن الضوء كان يزيد من سرعته كلما زاد الشاب من سرعة سيارته
وتارة نظهر الضوء منقسما كأنه ضوء سيارة وتارة أخرى أخرى يظهر ككرة مضيئة شبيهة بضوء الدراجة النارية
والضوء بحسب زعم الشاب كان يتبختر يمينا وشمالا أكمل الشاب طريقه متحصنا بالذكر القرآني حتى وصل إلى الطريق العام ليختفي الضوء تماما.
بعض المغامرات إن أمكن القول اكتسبت الطابع الفكاهي ومنها ما رواه أحد هؤلاء المغامرين الذي يخبرنا عن تجربته هو وأصدقائه في البحث عن جني أبو فانوس
الشباب توجهوا إلى الصحراء قاصدين التأكد من حقيقة جن أبو فانوس بعد فترة من الوقت لمحو ضوءا من بعيد يضيء تارة ويخفت تارة أخرى.
هذا الضوء الذي ظهر لاحقا أن مصدره سيارة خرجت من العدم أثار هلع ورعب الشباب فأول ما تبادر إلى ذهنهم أنه جن ابو فانوس
فقد كانوا قد سمعوا قصص حول سيارات غامضة تظهر من العدم وتختفي فجأة بدأت السيارة الغريبة تدنو من سيارة الشباب فبادر هؤلاء بدورهم إلى تشغيل شريط قرآني بصوت عال.
عندها أخذت السيارة أو من في السياق يطلق منبه أو بسوق السيارة ليوقف الشباب عن متابعة مسيرهم
بالطبع الأصدقاء لم يتوقف وأكمل طريقهم بسرعة كبيرة والسيارة تطاردوهم
بل أكثر من هذا أحد الشباب صرخ بأن يدا خرجت من نافذة السيارة تطلب منهم التوقف
وصل الشباب إلى الطريق العام بأن السيارة هذه المرة تختفي بل وقفت بمحاذاة سيارته ليتفاجأ الجميع بأن صاحب السيارة إنسان بل وراعي أغنام لاحق الشباب ظنا أنهم لصوص يريدون سرقة حلاله
وبالطبع الكثير غيرها من القصص والمغامرات ومقاطع الفيديو التي تظهر هذه الأضواء بوضوح والتي بإمكان أيا كان لولوج إليها إن كان للتسلية أو لإشباع الفضول حول قصة جني ابو فانوس.
هل غول الجن جني ابو فانوس مذكور في الحديث النبوي الشريف ؟
إلا أن ما لفت انتباهي ليس هذه الظاهرة أو القصص التي رافقتها بل ما تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي حول موضوع جني ابو فانوس وخصوصا من ناحية ربطه جني ابو فانوس بأحاديث نبوية شريفة
وإن كانت بالطبع هذه الأحاديث الشريفة لم تسمي جني أبو وفانوس باسمه بل أطلقت عليه اسم الغيلان أو الغول .
طبعا بحسب ما يتم تداوله في هذه المنصات فقد قاموا بربط أبو فانوس مع حديثين نبويين شريفين
الحديث الشريف الأول تتشابه فيه أوصاف هذا الغول مع ما هو متعارف عليه حول جني ابو فانوس
والثاني ذكر اسم الغول فيه ولكن بسبب ستعرفونه لاحقا في سياق المقالة .
قبل أن أبدأ يجب أن أنوه أن لفظ الغيلان أو الغول الوارد بالحديثين الشريفين ليس المقصود فيها الوحش الذي نعرفه من خلال الأفلام والقصص
فقد أكد علماء المسلمين والمفسرين أنا لفظ الغيلان عند العرب قديما كان يطلق على أنواع من الجن أو السياسيين تتلون وتتشكل بأشكال عديدة أبرزها كتلة من الضوء
هذه الغيلان كانت تهدف لإضلال المسافرين أو من يراها عن المكان الذي كان يريد الوصول إليه تماما مثل جني ابو فانوس
جني أبو فانوس حديث صحيح : الحديث الشريف الأول
حسنا لنبدأ مع الحديث الأول والذي ورد في مختلف كتب المسلمين نقلا عن الصحابي جابر بن عبد الله عن رسولنا الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام نص الحديث الشريف عن جني ابو فانوس كالتالي فتمعنوا جيدا فيه:
(إذا سِرْتم في الخِصبِ، فأَمْكِنوا الرِّكابَ أسْنانَها، ولا تَجاوَزوا المنازِلَ، وإذا سِرْتم في الجَدْبِ، فاستَجِدُّوا، وعليكم بالدُّلَجِ؛ فإنَّ الأرضَ تُطْوى بالليلِ،
وإذا تغوَّلَتْ لكم الغِيلانُ، فبادِروا بالأذانِ، وإيَّاكم والصَّلاةَ على جَوادِّ الطَّريقِ، والنُّزولَ عليها؛ فإنَّها مَأْوى الحيَّاتِ والسِّباعِ، وقَضاءَ الحاجةِ؛ فإنَّها الملاعِنُ.)
إلى هنا ينتهي نص الحديث الشريف عن جن ابو فانوس لتبدأ التفسيرات ولعل أبرزها تفسير ابن الأثير في كتابه النهاية في غريب الحديث والأثر
حيث يذكر في معرض تفسيره لهذا الحديث أن الغيلان هنا هي نوع من الجن والشياطين تتغول أي تتلون للناس في صور شتى مضيئة لتضلهم عن الطريق
والرسول أمرنا بالآذان وذكر الله عند مواجهتها أعتقد أن أوجه الشبه أضحت واضحة هنا.
جن أبو فانوس حديث صحيح : الحديث الشريف الثاني
ننتقل إلى الحديث الثاني في هذا الحديث أيضا ذكر للغول بالمعنى الذي طرحناه سابقا الحديث يقول ( طيارة لا عدْوَى ، ولا طِيَرَةَ ، ولا هامَةَ ، ولا صفَرَ ، ولا غُولَ)
بالطبع العديد سيقول أن الرسول عليه الصلاة والسلام هنا نفي وجود الغول هذا بعد أن كان قد حذرنا منه سابقا الا ان الجواب عند علماء المسلمين ومفسريهم
أبرز من فسر هذا الحديث وما الذي قصده الرسول من قوله لا غول هو أبو سليمان الخطابي في كتابه معالم السنن
حيث يقول أبو سليمان أن رسول في هذا الحديث لم ينفي وجود الغولة بعينه فهو من الجن والجن موجودين حتما وقد فصلنا هذا الموضوع من المنظور الإسلامي سابقا
إلا أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقصد بهذا اللفظ نفي ما كانت تزعمه العرب قديما من قدرة هذه الغيلان أو سحرة الجن على إضلال الناس ودفعهم إلى التيه في الصحراء وإيذائهم بشكل أو بآخر فلا سلطة لهم على البشر إلا بإذن الله تعالى
فهل أصبح واضحا أصدقائي لديكم لماذا تم الربط بين جني أبو فانوس والغيلان التي وردت في الأحاديث النبوية الشريفة.
حقيقة جني ابو فانوس وعلاقته بأضواء مارفا
ما هي حقيقة جني ابو فانوس وعلاقته بأضواء مارفا
مما سبق يتضح أن أغلب من زعموا رؤية هذه الظاهرة وتصويرها هم من العرب وفي صحراء الربع الخالي
إلا أن المفاجئ أنه عام 1883 تم تسجيل أول رؤية لهذه الأضواء الغريبة من قبل راعي بقر أميركي في مدينة مارفا في تكساس في الولايات المتحدة الأميركية
لتكتسب بعضها هذه الأضواء التي تم الإبلاغ عن العديد من المشاهدات بشأن اسم فضاء مارفا
بالطبع الأجانب لم ينسبوها لنوع من أنواع الجن فالبعض ذهب إلى ربطها بانعكاس أنوار المخيمات أو أضواء السيارات فيما البعض الآخر إلى ربطها كالعادة بأصدقائنا الفضائيين
ولكن ظل ظهورها من عدمه وحقيقتها وماهيتها لم يحسم إطلاقا ليبقى جني أبو فانوس أو أبو نويرة أو حتى أضواء مارفا سرا من أسرار هذا الكون الذي ينتظر من يحل لغزة في المستقبل القريب
فهل تعتقدون أن هناك تفسير آخر أصدقائي لما يعنيه ذلك؟
خاتمة حول جن ابو فانوس او أضواء مارفا
وهذا أصدقائي هذا ما استطعنا التوصل إليه في موضوع جني أبو فانوس الموضوع الذي أثار جدلا كبيرا وتساؤلا أكبر ورغم هذا فإن موضوع جن أبو فانوس لم يحسم إلى يومنا هذا .
بل لم تبادر أي جهة حكومية أو علمية إلى دراسة هذا الموضوع رغم الانتشار الواسع الذي يحظى به وتأكيدات الشهود الذين مروا بهذه التجربة التي امتدت من شرق الأرض الي غربها .
وربط رواد مواقع التواصل الاجتماعي لهذا الموضوع بأحاديث نبوية قد يكون محاولة من هؤلاء للفت النظر إلى هذا الموضوع
وبالطبع نحن نعلم علم اليقين أن الجن عالم بحد ذاته ومخلوقات من خلق الله عز وجل ذكرت في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ولا يمكن إنكارها رغم الجدل القائم حولها من عدة نواح
ولعل ربط ظاهرة جني ابو فانوس بهذا العالم وهذه المخلوقات دلالة على اعتقاد الناس وخصوصا في مجتمعاتنا العربية أن كل أمر أو ظاهرة لم يتم تفسيرها سيكون أبطالها الجن لا محالة
ومن يدري قد تكشف الأيام القادمة المزيدة حول موضوع جني ابو فانوس وغيره من المواضيع التي لم يستطع العلم تفسيرها
إلى الآن أو من المحتمل أن يبقى الكثير من هذه المواضيع في خانة الغموض والجدل بحكمة من الخالق جل وعلى الذي خلق سبحانه ما نعلم وما لا نعلم.
وكما أقول دائما أصدقائي ما نعلمه قطرة وما نجهله محيط والعلم وحده عند الله تعالي ولمعرفة المزيد عن عالم الجن يمكنك الاطلاع عليه من هنا