شجرة السدر

شجرة السدر هي شجرة سدرة المنتهى أعظم شجرة شاهدها النبي صلى الله عليه وسلم لن تتخيل شكلة ثمارها وورقها حيث أيد الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم بمعجزات باهرة سترت بها صفحات السنة النبوية المشرفة ولعل أبرز هذه المعجزات هي رحلة الإسراء والمعراج

كيف رأي النبي شجرة السدر

قد مر النبي صلى الله عليه وسلم بعدة أحداث أحزنته ثم جاءت حكمة الله تعالى بأن يسري به إلى بيت المقدس ثم يعرج به إلى السماء تخفيفا لحزنه ومواساة له بعد وفات زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها وعمه أبي طالب

وعاد النبي صلى الله عليه وسلم من رحلة الإسراء والمعراج بالكثير من الأخبار ثم نقلها إلى الصحابة رضي الله عنهم وإلى أهل مكة

ومن الأخبار التي نقلها صلاته بالأنبياء عليهم السلام إماما في المسجد الأقصى ورؤيته لهم ومنهم موسى وعيسى وإبراهيم وإدريس وداود عليهم السلام

ثم وصف المسجد الأقصى المباركة فانقسم الناس حينها بين مصدق لإخبار النبي صلى الله عليه وسلم إيمانا بقدرة الله عز وجل على أحداث ذلك

وكان الصحابة رضي الله عنهم من المصدقين له ومن الناس من أنكر إخباره وشكك في أقواله وهم المشركون ومن والهم

ومن الأمور التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم خلال رحلته سدرة المنتهي فما هي سدرة المنتهي وإن تقع وما هي أوصافها

ورد ذكروا شجرة السدر في القرآن الكريم مرة واحدة حيث قال الله تعالى {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَىٰ (13) عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ (14) عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ (15) إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ (16)} والآية تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم التقى بجبريل عليه السلام في السماء

وفيما يأتي بيان المقصود بكلمتي سدرة والمنتهي بالتفصيل

ما هي شجرة السدر

تعرف شجرة السدر لغة هي شجرة نبق وهي شجرة ثمرتها طيبة ينتفع بورقها ومنها نوع آخر لا ينتفع بورقه

تعريف شجرة السدر اصطلاحا هي الشجرة التي حصل عندها لقاء النبي صلى الله عليه وسلم بجبريل عليه السلام في رحلة المعراج فهي شجرة النبق وهي شجرة معروفة بالجزيرة العربية وقيل إنها اختيرت من بين الأشجار لأن ثمرها لذيذة ورائحتها زكية وظلها ممدودة

فهي تحمل صفات الإيمان الذي يحول الإيمان والعمل والنية ونعتت شجرة السدر بالمنتهي وورد عن العلماء عدة أراء في بيان المقصود بسدرة المنتهي وهي

قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه إن سدرة المنتهي هي التي ينتهي إليها كل من يصعد إليها ويهبط إليها

وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنه إن سدرة المنتهي ينتهي عندها علم الأنبياء عليه السلام ويعجز علمهم عما سوي ذلك

قال كعب إن الأنبياء عليه السلام أو الملائك يقفون عند حدها ولا يتقدمون لحد أكبر من حدها

قال الضحاك إن الأعمال تنتهي عند سدرة المنتهي وتقبض من عندها

قال قتادة إن أرواح المؤمنين تنتهي إليها

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه إن من كان على سنة النبي صلى الله عليه وسلم ينتهي إلى سدرة المنتهي

قال كعب في موضع آخر إن شجرة موجودة على رؤوس حملت العرشة وهي التي ينتهي إليها علم الخلق

قال الربيع بن أنس إن سدرة المنتهي تنتهي إليها أرواح الشهداء

كما ان شجرة السدر هي عبارة عن شجيرة قد يصل طولها الى خمسة وستين قدمة وتوصف جذوعها بانها ملتوية وذات لحاء يتميز باللون الرمادي الفاتح كما انه مقشر وشديد التصدع اما اوراقها فهي بيضاوية الشكل ولا تحتوي في سطحها العلوي على شعيرات.

اما سطجها السفلي فعليه شعيرات خفيفة وزهورها تمتاز بصغر حجمها وبلونها الأخضر المصفر ويصل طول قطر فاكهتها بعض النضج حوالي سنتيمترا واحدة وهي حلوة المذاق ولونها بني مائل للاحمرار ويوجد في منتصف الفاكه من الداخل بذرة صلبة.

وصف شجرة السدر

وصف النبي صلى الله عليه وسلم شجرة السدر لأصحابه رضي الله عنهم فقال عنها (ثُمَّ رُفِعَتْ لِي سِدْرَةُ المُنْتَهَى، فَإِذَا نَبِقُهَا مِثْلُ قِلَالِ هَجَرَ، وإذَا ورَقُهَا مِثْلُ آذَانِ الفِيَلَةِ، قَالَ: هذِه سِدْرَةُ المُنْتَهَى، وإذَا أرْبَعَةُ أنْهَارٍ: نَهْرَانِ بَاطِنَانِ ونَهْرَانِ ظَاهِرَانِ، فَقُلتُ: ما هذانِ يا جِبْرِيلُ؟ قَالَ: أمَّا البَاطِنَانِ فَنَهْرَانِ في الجَنَّةِ، وأَمَّا الظَّاهِرَانِ فَالنِّيلُ والفُرَاتُ،)

وجاء في حديث أخر (انطلقَ بى حتى انتهى إلى سدرةِ المُنْتهى ، ونبْقُها مثلُ قِلالِ هَجَرَ ، وورقُها كآذانِ الفيلةِ ، تكادُ الورقةُ تغطّى هذِه الأمهِ ، فغشيها ألوانٌ لا أدري ما هيَ ؟ ثم أدخلتُ الجنةَ فإذا فيها جنابِذُ اللؤلؤِ ، وإذا ترابها المسكُ) المصدر : صحيح الجامع

فسدرة المنتهى اسمها شجرة السدر ولكنها تختلف عن شجرة السدر المعروف في الدنيا إذ إن ورقها ليس رقيقا وخفيفا بل هو كآذان الفيل وثمرها ليس حبا صغيرا وإنما هو كالقلال أي بحجم جرة كبيرة غشيها من الملائكة عدد كبيرة فكانوا كالطيور أو كالفراش

وشجرة السدر هي كصفاء الذهب وكضوء الشمس ونور القمر كما أن شجرة سدرة المنتهي جميلة جدا بحيث لا يستطيع أحد وصف جمالها ووصفها الله تعالى بأن عندها جنة المأوى للمتقين والصالحين من عباده

وفي بعض الأحاديث التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم جاء فيها أنه ينبع من شجرة السدر أو سدرة المنتهى أربعة أنهار اثنان باطنان في الجنة واثنان ظاهران وهم النيل والفرات

وورد في أحاديث أخرى أن الشجرة موجودة في السماء السابعة وقيل في السماء السادسة ولا خلاف بين القولين إذا يجوز أن يكون أصل الشجرة وساقها في السماء السادسة وتكون أوراقها وفروعها في السماء السابعة

معلومات عن شجرة السدر

اعتني العلماء ببعض الامور المتعلقة بشجرة السدر بناء علي النصوص الشرعية الموجودة في القرآن الكريم وفي الشنة النبوية الشريفة وفيما يأتي بيان بعض المسائل المتعلقة بسدرة المنتهى

لم يتم نقل أي ذكر أو قول يخص شجرة السدر الموجود على الارضة فلم يرد أنها مباركة أو أنها تحمل خصائص مميز عن غيرها من الشجر لكن شجرة السدر أي شجرة سدرة الارضة تشرفت وتباركت بإقران اسمها باسم الشجرة التي وصل إليها النبي صلى الله عليه وسلم في السماوات العلي

ذكر في الحديث الشريف أن نهري الفرات والنيل نهران ظاهران ينبعان من سدرة المنتهى وقد فسر العلماء ذلك بعدة أقوال منها

قال النووي إن الحديث يدل على أن أصل نهري الفرات والنيل من الجنة وإنهما ينبعان من سدرة المنتهى فيسيران حيث أمر الله تعالى ثم ينزلان إلى الأرض ويسيران فيها

قال القرطبي أطلق على نهري الفرات والنيل إنهما من الجنة تشبيها بأنهار الجنة لعذوبتهما وصفائهما وبركتهم

قال الألباني قد يكون أصل الفرات والنيل من الجنة كأصل الإنسان والقول بذلك يزيل التناقض بين القول بأنهما من الجنة و بينما يشاهده الإنسان أن نبعهما من الأرض ولا بدل الإنسان أن يؤمن بما ورد في الأحاديث النبوية من أمور الغيبة

تاريخ شجرة السدر

يتركز وجود شجرة السدر في دول الشرق الأوسط وقد تمت تعرف على خصائصها وفوائدها المهم منذ قديم الزمان

وقد ذكرت هذه الشجرة في العديد من المواضع في القرآن الكريم لاعتبارها واحدة من النباتات الموجودة في الجنة وقد تم استخدام فاكهتها ولحائها وأوراقها وجذورها في الكثير من العلاجات ويعتبر عسلها المنتج في دولة اليمن من أغلي أنواع العسل ثمنا.

مناطق نمو شجرة السدر

توجد شجرة السدر في الأماكن الطبيعية والتي تعتبر مناطق النمو الأصلية للشجرة مثل مناطق غربي وشمال أفريقيا والشرق الأوسط

فوائد شجرة السدر

هناك عدة فوائد لشجرة السدر منها

• التخلص من قشرة الرأس وحشرات القمل التي تصيب شعر رأس الإنسان وذلك بغلي نبتة السدر مع قليل من الماء لمدة عشر دقائق ثم تصفية النبتة ووضعها على الشعر وفروة الرأس.
• علاج تورم العيون مصدر حيث ان شجرة السدر غني بعناصر الكالسيوم والمغنيسيوم والحديد والبروتين وغيرها من العناصر المفيدة لجسم الإنسان
• فتح الشهية
• التقليل من السعال
• مغذية وحيوية
• مطهرة للجروح
• ومعالجة للأمراض الجلدية

ولمعرفة المزيد حول معلومات إسلامية يمكنك الاطلاع عليها من هنا