طارق بن زياد فاتح الاندلس ومرعب أوروبا

من هو طارق بن زياد

طارق بن زياد هو بطل مسلم لا يشق له غبار، قدر يفتح الفتوحات و يحقق المعجزات وب12,000 جندي مسلم بس قدر انه يهزم جيش القوط المكون من 100,000 جندي ويفتح بلاد الاندلس المعروفة الان بإسبانيا والبرتغال، ويمهد لحضارة إسلامية دامت في قلب أوروبا لمدة 800 سنة،

وكان من القادة البارزين اللي سجلوا أسماءهم في صفحات تاريخ المسلمين، مثل خالد بن الوليد، و سعد بن أبي وقاص، وعمرو بن العاص. اليوم سنحكي عن قصة بطل من أعظم الأبطال في تاريخ كل الحضارات وهو القائد طارق بن زياد،

قصة طارق بن زياد

في أكتوبر 2002، وبعد توقيع معاهدة الصداقة حسن الجوار بين الجزائر وإسبانيا، سلمت السلطات الإسبانية سيف طارق بن زياد فاتح الأندلس للجزائر لكي تضعه السلطات الجزائرية في متحف الجيش في العاصمة وتفخر بالبطل العظيم

فان أصل طارق بن زياد يرجع لدولة الجزائر حسب كلام كتير من المؤرخين لكن أصله الحقيقي فضل محل خلاف بين الشعوب الإسلامية، فمنهم اللي قال إنه أمازيغي، ومنهم اللي ادعى إنه عربي، وغيرهم، قال إنه فارسي، ووصل حد الخلاف لتحديد جنسيته، وإذا كان جزائري ولا مغربي،

ومن الدلائل اللي يعتمد عليها بعض المؤرخين في إثبات النسب العربي لطارق بن زياد مسألة اسمه الثلاثي فهو طارق بن زياد بن عبد الله، مثلما ورد في أغلب المصادر التاريخية، والمعروف إن العرب عادة يعتمدوا على الاسم الثلاثي عكس البربر،

وذلك غير إن طارق وزياد وعبد الله كلها كانت أسماء عربية،

أما الدليل الثاني فكان الوظيفة اللي مسكها طارق بن زياد قبل الفتح، فموسى بن نصير عينه قائد ووالي على طنجة والمعروف إن بني أمية لم يكونوا يولوا على الجيوش غير العرب.

وذلك غير إن طارق بن زياد رجع للشام، وفضل هناك لحد وفاته سنة 720 ميلادية، فشاف بعض المؤرخين إن ده دليل على عروبته، فلو كان بربري كان رجع لقبيلته، وعاش فيها أواخر أيامه بين قومه،

لكن الجانب الآخر ليه حجته فطارق بن زياد حسب وصف معاصريه تميز بالطول والضخامة والقوة الجسدية وكان عيونه زرقاء اللون، وأشقر الشعر، وتلك صفات كتير من البربر، فرجح عدد كبير من المؤرخين انتمائه لقبيلة نفزة اللي استوطنت الشمال الإفريقي وسكنت منهم طائفة مدينة تجيس،

ويعتبر طارق بن زياد أحد أشهر القادة العسكريين في التاريخين الإيبيري والإسلامي على حد سواء، وتعد سيرته العسكرية من أنجح السير التاريخية، وخلد اسمه على جبل طارق جنوب اسبانيا،

نشأة طارق بن زياد واسلامه

وولد طارق بن زياد سنة 670 ميلادية، وأسلم على يد موسى بن نصير اللي كان مولاه، وحسن إسلامه، فتعلم حفظ كتاب الله، وعلوم القرآن والفقه، وحفظ بعض أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان فارس مغوار وقائد محنك، جمع بين التقوى والورع والكفاءة الحربية وحب الجهاد، والرغبة في الاستشهاد في سبيل الله.

وذلك الذي جعله يكون جندي في جيش موسى بن نصير أمير المغرب، وقائد الفتوحات الإسلامية فيها،

دور طارق بن زياد في فتح الاندلس

ظهرت شجاعة طارق بن زياد الكبيرة في القتال وقدراته القيادية العظيمة، فلفت انتباه موسى بن نصير، واختاروا عشان يكون قائد على مقدمة الجيوش في المغرب، واللي كانت مهمتها استمرار الفتوحات الإسلامية في منطقة المغرب العربي ولحد المحيط الأطلسي،

فاتح، ركب الجيش بأمر موسى بن نصير لحد ما وصل المجاهدين بقيادته لطنجة في أقصى بلاد المغرب، فعينه موسى بن نصير والي على طنجة وترك تحت تصرفه 19,000 جندي من البربر بأسلحتهم عددهم الكاملة مع نفر قليل من العرب عشان يعلموهم القرآن وفرائض الإسلام،

ومن موقعه في طنجة قدر يراقب مدينة سبتة عن قرب، وبدأ يجمع الجيوش استعدادا لفتحها، ويتابع أخبارها من خلال عيونه المنتشرين حواليها لحد ما وجد الفرصة لدخولها بعدما استأذن القائد الأكبر موسى بن نصير،

فتوجه طارق والجيش إللي معه بعد ما تقرر فتح الأندلس بصورة نهائية لجبل طارق في شعبان سنة 92 هجري، وقضوا على المقاومة اللي تصدت ليهم، وفتحوا حسن قرطاجنة اللي كان في سفح جبل طارق،

وبدأ طارق بن زياد يبسط سلطانه على الأماكن المجاورة للجبل، فاشتكى حكام الإقليم الحاكم القوطي لذريق، وكان مشغول بإخماد ثورة في الشمال، لكنه أدرك مدى الخطر اللي يهدد ملكه بالزوال.

فأسرع وأرسل جيش لطارق عشان يتصدى ليه ويوقف تقدمه وكانت وحدات الجيش بتوصل تباعا في فرق كبيرة، فكان طارق يلتقي بيها ويقضي عليها كمان لكن لذريق قدر إنه يجمع جيش يقترب من 100,000 جندي

وفي 28رمضان سنة 92 هجرية، في وادي لكة بدأت المعركة الفاصلة بين المسلمين والقوط، واستمرت من أيام خدها المسلمين بعددهم القليل المتماسك، المؤمن بالنصر، واللي ما يزيد عدده عن 12,000 جندي،

واتقابل المسلمين والقوط ، وفرق النهر بين الجيشين لمدة تلات أيام، حدثت خلالها معارك بسيطة، وفي اليوم الرابع التحم الجيشين ونشبت بينهم معركة عامة، واستمرت المعركة بين القوى الضخمة وبين القوى المسلمة المتواضعة حوالي أربع أيام،

ولكن الجيش القوطي كان رغم كثرته مختل النظام، وكانت الخيانة تغلغلت جوه صفوفه بداية من يوليان حاكم سبتة المغربي، والأسقف أوباس اللي كانوا في صف المسلمين، وقدروا يستملوا كتير من جنود القوط لصفهم وبثوا دعايتهم في الصفوف الموالية للحاكم لذريق، ودبت عوامل الشقاق والتفرق، فبدأ كل أمير يسعى لسلامة نفسه،

وتمكن الجيش الإسلامي رغم ضآلة عدد هو بإيمانه إخلاصه، ثبات وصبر واتحاد كلمته من الانتصار على جيش القوط، فبحلول اليوم السابع من اللقاء، اتحول النصر لطارق وجنوده، واتهزم القوط شر هزيمة وتشتته في كل مكان، و طارد طارق بن زياد فلول الجيش القوتي المهزوم،

ومشي بأكثر أفراد جيشه وفتح باقي البلاد، و ولم يقابل أي مقاومة من مسيرته ناحية الشمال وفي الطريق اللي لطليطلة على نهر التاجو.

وارسل القائد طارق بن زياد حملات تانية لفتح المزيد من المدن، فارسل مغيث الروم لقرطبة مع 700 فارس، فقدر إنه يضمها بدون قتال، وبعدها سيطر على غرناطة ومالقة والبيرة وغيرها، وأخيرا وصل مدينة طليطلة فهرب منها أهلها ناحية الشمال لما عرفوا بوصوله ولم غير عدد قليل من السكان.

فسيطر طارق عليها بكل سهولة، وساب لأهلها حرية الدين، وترك ليهم كنائسهم و أحبارهم ورهبانهم، وحرية إقامة شعائرهم مثلما كان معروف عن جيوش المسلمين، لإن ده اللي كان يحصل في كل فتوحاتهم،

وهو عكس اللي سيحصل بعد تمن قرون من الجيش الإسباني اللي سقيم محاكم تفتيش قاسية تعذب أي شخص يرفض الدخول في المسيحية من اليهود أو المسلمين.

ومن القصص المنتشرة عن طارق بن زياد قصة إحراق السفن لمنع جيش المسلمين من التراجع، وإنه قال لهم البحر من أمامكم، والعدو من خلفكم، فأين المفر؟ والحقيقة إن كتير من المراجع بتورد خطبة طارق في جيشه بصيغة متشابهة، لكنها لم تذكر أي شيء عن حادثة إحراق السفن المزعومة،

وده اللي جعل أغلب المؤرخين ينفوها ففي كتاب تاريخ ابن القوطية، واللي كان من أقدم المصادر الأندلسية الموجودة لم يتم ذكر القصة رغم شهرتها، وده اللي شاكك في حدوثها من الأساس، واللي أورد القصة هو الإدريسي اللي توفى سنة 560 هجريا، وكان متأخر عن زمن الفتح بكثير،

ومن زاوية تانية شرعية، هل يجوز في الإسلام مبدأ المغامرات الانتحارية؟ واللي يتنافى مع تراث المسلمين الأوائل فعلي سبيل المثال، انسحب المسلمين بقيادة خالد بن الوليد من موقعة مؤتة بعد استشهاد جعفر بن أبي طالب وزيد بن حارثة و عبد الله بن رواحة،

لما أدرك خالد بن الوليد الجيش إن المعركة أصبحت انتحارية وفيه فرق في العدد بين جيش المسلمين وجيش الروم ورغم وجود مسلمين فدائيين طلب والاستمرار في القتال لكن فضل خالد بن الوليد الانسحاب وسماهم الرسول الكرار ردا على اللي سخروا منهم في المدينة، وسموهم الفرار.

ولما بلغت موسى بن نصير أخبار الانتصارات اللي حققها طارق بن زياد أراد إنه يكون ليه سهم فيها، فسار من أعماق إفريقيا على رأس جيش كبير كان مزيج من العرب والبربر في اتجاه مختلف عن اللي سبقه ليه طارق بن زياد، فاحتل مدريد، وسرقسطة وغيرها من المدن.

وهنا بدأت تظهر بذور الخلاف بين طارق بن زياد وأستاذه موسى بن نصير، فأصبحت علاقتهم من العلاقات المربكة، فابن نصير اللي اهتم بطارق في البداية، وهيأ له فرصة قيادة الجيش، وبفضله قدر إنه يحقق الانتصارات في المغرب، توترت علاقته بيه بشكل غريب،

لدرجة إن بعض الروايات قالت إن موسى غضب على طارق وسجنه وكاد أن يقتله لولا شفاعة مغيث الروم الوليد بن عبد الملك،

وفي رواية تانية لها طابع أسطوري تحكي عن سبب الصراع بين الطرفين، واللي كان خلافهم حول مائدة من الذهب مرصع بالأحجار الكريمة، وبحسب القصة فهي تخص النبي سليمان بن داود، وأعتقد موسى بن النصير إن طارق بن استولى عليها في غزواته، وإنها في النهاية استقرت في قصر الخليفة الأموي في دمشق.

وزعم بعض المؤرخين غير الموثقين إن موسى بن نصير بص بعين الحسد، والغيرة ال طارق بن زياد، وده من بداية المراحل الأولى من فتح الأندلس، وكان عنده الرغبة في الاستيلاء على نصيب الأسد من الغنائم اللي حصل عليها جيش طارق بن زياد بعد ما يدفع نصيب منها لبيت المال،

وإن طارق على العكس كان يؤيد دفع الخمس اللي نص عليه القرآن لبيت المال وقام بتوزيع باقي الغنائم على الجنود، وإن لما وصل النزاع بين القائدين لطريق مسدود شاف الخليفة الوليد بن عبد الملك إنه يستدعيهم لدمشق عشان حسم الخلاف بنفسه،

لكن قبل وصول موسى بن نصير وطارق بن زياد لهناك عشان الخليفة يفصل ما بينهم مات الوليد بن عبد الملك سنة 96 هجريا.

وذكر مؤلف كتاب أخبار مجموعة في فتح الأندلس إنه لما تقابل طارق بن زياد مع موسى بن نصير، نزل طارق بن زياد عن جواده احتراما ليه، لكن موسى وضع السوط على رأسها، ولامه على مخالفته لأوامره، واللي كانت تنهاه عن تجاوز قرطبة في فتوحاته،

لكنهم تصالحوا بعدها، واتعرض موسى بن نصير البعض المضايقات من الخليفة سليمان بن عبد الملك في بداية حكمه، لكن هنا دم بعدها على تصرفاته، وأخده معه للحج.

أما طارق بن زياد ففضل إنه يعيش في دمشق و يبعد عن الأضواء، ويتفرغ للعبادة بعيد عن مسرح الشهرة السياسة، وفضل طارق إنه يكون الرجل الثاني بعد موسى بن نصير، ولم يظهر أي علامة على الصراع من أجل الدنيا،

وتجلت إنسانيته في كتير من مواقفه في فتح الأندلس، فكان وفي لكل اللي وقف معه، ولوم يرجع في عهده أبدا.

وكان له فضل على اليهود لا ينسي لانه سمح لهم بممارسة شعائرهم الدينية بعدما كان القوط أصدروا أوامرهم بتنصيرهم وعملوا تعميد إجباري لكل أبناء اليهود اللي وصلوا لسن سبع سنوات ده غير إنهم أصدروا أمر بمصادرة أملاكهم بعد ما اكتشفوا لمؤامرة يهودية،

فكان فتح طارق بن زياد للأندلس إنقاذ لليهود وإنقاذ ليوليان حاكم سبتة المغربية اللي كان على خلاف مع القود، وكانوا على وشك القضاء عليه، وبلغ من رحمة طارق بن زياد إنه رجع للأمراء أملاكهم اللي كانت ليهم، واللي كان اسمها صفايا الملوك،

وكان صادق في عهود الأمان اللي أعطاها لكل المدن، فرحمة الله على طارق بن زياد بطل معركة شذونة اللي استمرت أسبوع واحد فقط، وفضلت بعدها إسبانيا تحت حكم المسلمين أكتر من تمن قرون.

وبكده تكون نهاية مقالتنا عن طارق بن زياد و ياريت تقول لنا في التعليقات إيه رأيك في مقالة قصة طارق بن زياد،