المفضلة
اضافه موضوع

محتويات المقالة

 

فلسطين

كتبت/ منه هاني

المقدمه:

فلسطين الأرض الحبيبة ، مهبط الأنبياء والرسل ، يا من بها الإسراء والمعراج يا من زينت رايتها بالأحمر و الأسود والأبيض والأخضر وعدًا من الله يا جوهرة الجهاد مهما تآمر العالم عليكي فالنصر لكِ فستبقي فلسطين حرة دائما و أبدًا.

موقعها:

تقع فلسطين في الجانب الغربي من قارة آسيا وتشرف علي قارة آسيا و أفريقيا وأوروبا من خلال البحر المتوسط وبالنسبة للوطن العربي تقع في الجنوب الغربي لبلاد الشام .

أهم أسمائها :

أرض كنعان ، فلسطين ، أرض الميعاد ، الأرض المقدسة .

تاريخ حضاره فلسطين:

ظهرت (أول) حضارة في أراضي فلسطين من العصر الحجري، الحضارة النطوفية وهاجر إليها الكنعانيون وأنشأوا (200) مدينة منهم عسقلان و عكا و حيفا و الخليل و أسدود و بئر سبع و بيت لحم ، غيرهم… .

يرجع الأثر الأكبر في تاريخ فلسطين الحضاري والسياسي من فجر التاريخ حتي يومنا هذا يرجع إلي عاملان أساسيان ويمتاز هذان العاملان أنهم خارج الإرادة البشرية وهما:

1- العامل (الأول) جغرافي:

همزة الوصل بين (القارات الثلاثة) و بين الحضارات المتعددة و هي بوابة العبور بين الشرق والغرب .

2- العامل (الثاني) ديني:

قدر الله إلي فلسطين أن تكون وطن (الديانات السماوية الثلاثة) نحوها توجه “موسي” ، وعلي أرضها ولد “عيسي” ، وإليها اسري النبي “محمد” صلوات الله عليهم وسلامه .

تاريخ فلسطين من بداية الخليقة إلي يومنا هذا ، فلو عدنا بآلة الزمان إلي الماضي لنشاهد ماذا حدث علي هذه الأرض….؟

اصل مدينه فلسطين:

ترجع أصول فلسطين إلي طوفان “نوح” عندما أنجب سيدنا “نوح” عليه السلام أبناؤه “سام” و “حام” و “يافث” و تم تعمير الأرض وأنجب “حام” ولد وسماه “كنعان” فبدأ “كنعان” في البحث علي أرضٍ له ولذريته ليجد تلك الأرض المقدسة خالية من الحياة و بسب موقعها الجغرافي المميز جعلها أرضًا لذريته وتكونت (أول قبيلة) وهي “الكنعانيون” و بأدلة من التوارة لعن سيدنا “نوح” حفيده “كنعان” فطرده من الأرض.

مرت الأيام و السنين حتي وقعت حرب بين مصر والاشوريين فالتقوا علي أرض “كنعان” و انتصرت القوات المصرية و ظهر شاب قوي في بابل اسمه “إبراهيم” ألا وهو سيدنا “إبراهيم” و التقي “بالنمورد” فطرد “النمرود” سيدنا “إبراهيم” من العراق فاتجه سيدنا “إبراهيم” هو وزوجته السيدة “سارة” إلي مصر فآهداه ملك مصر السيدة “هاجر” فتزوجها سيدنا “إبراهيم” و قرر الرحيل إلي أرض “كنعان” وبعد أن أمره الله تعالي بالخروج فخرج سيدنا “إبراهيم” و السيدة “هاجر” و ابنه ” إسماعيل” متجهين إلي الجزيرة العربية وقابلوا قبيلة جرهم وبعد مرور (١٣ عام) ، عاد سيدنا “إبراهيم” إلي أرض” كنعان” .

أنجب سيدنا “إبراهيم” من السيدة “سارة” النبي “إسحاق” ورزق “إسحاق” بالتؤام “عيصو” و “يعقوب” فورث “يعقوب” النبوة من أبيه النبي “إسحاق” فيخاف أن يرث “عيصو” أخاه النبوة مثله فيترك أرض “كنعان” و يذهب بعيدًا فتزوج هناك وأنجب (أثني عشر ولدًا) الا وهم قوم “بني اسرائيل” ، ذكرت التوراة أن المدة التي مكث فيها اليهود في مصر (٤٣٠ عامًا) وقد عامل “فرعون بني إسرائيل” أسوأ معاملة فأرسل الله عز وجل لهم “موسي” عليه السلام وأمره بالخروج إلي مصر إلي الارض المقدسة فلما اجتاح “موسي” البحر وغرق “فرعون” وطلب منهم “موسي” عليه السلام أن يدخلوا فلسطين قالوا : لن ندخلها لأن فيها قومًا جبارين فكانت نتيجة لذلك حكم الله عليهم بالتيه في سيناء (أربعين عام) ، و كانت هذه المدة كفيلة أن تخرج لنا جيلًا جديد نشأ وتربي علي يد “موسي” عليه السلام وتوغل “موسي” وقومه إلي فلسطين وهناك توفي.

بدايه عصر القضاه:

ليبدأ عهد القضاة (لقرن ونصف) من الزمن تقريبًا حكم خلاله (اثنا عشر قاضيًا) ثم حكمهم “طالوت” و قامت الحرب بينه وبين “جالوت” و ظهر شابًا يسمي “داؤود” وهو من قتل “جالوت” وبعث نبيًا من بعدها.

و ليبدأ حكم سيدنا “سليمان” بعد (٤٠ عامًا) وهو من قام ببناء هيكل “سليمان” و ليظهر لنا “نبوخذ نصر” وهو من دمر أرض “كنعان” وأحرق هيكل “سليمان” فخرجت بني إسرائيل إلي العراق وعاشوا فيها (٦٣ عامًا) وعادوا الي ارض “كنعان” ليجدوا بها السكان الأصليين لهذه الأرض .

وكان السكان الأصليين في انتظار المخلص لهم من اضطهاد الرومان فبعث سيدنا “عيسي” عليه السلام و انتشرت المسيحية حتي أواسط اوروبا .

وبعد اضطهاد دام أكثر من (٦٠٠ سنة) تقريبًا يظهر سيدنا “محمد” علي هذه الأرض.

تطلع المسلمين إلي بلاد الشام فكانت أبرز المعارك لفتح فلسطين معركة أجنادين ، ومعركة اليرموك وقد أدت هذه المعركة إلي فتح بلاد الشام وجاء “عمر بن الخطاب” ليتسلم بنفسه مفاتيح القدس بعد ان حاصرها المسلمون بضعة أشهر وهي المدينة الوحيدة في عهد الراشدين التي تولي الخليفة بنفسه استلام مفاتيحها و اذن “بلال” الآاذن بعد ان كان امتنع عن ذلك بعد وفاة النبي.

وبعد مرور عدة سنوات جاءت الحملات الصليبية فجاء “صلاح الدين الأيوبي” وحرر القدس ليبدأ لنا الفكر الاستعماري من الدولة الأوربية فرنسا وقام الكاتب الفرنسى “إسحق لابيريه” بتأليف كتاب دعوة اليهود وتنبأ “القديس بيبرجون” بإعادة المملكة اليهودية فى فلسطين قبل القرن (17) وقام “نابليون” أثناء الحملة على مصر بنشر دعوه فى الصحيفة الفرنسية لومونتيور إلى اليهود لإقامة كيان أم فى فلسطين عام (1799) نادى بها الورثة الشرعيين لفلسطين و في عام (1880) أصبحت فلسطين تحت الحكم العثماني و طلب سلطان الدولة العثمانية من السلطان “عبد الحميد الثاني” أن ياخد المال مقابل أرض “كنعان” و لكن رفض فظلت (17 عام) علي هذا الحال لتقوم الحرب العالمية الأولي و انحلت السلطة العثمانية وانفصلت الولايات العربية عنها انفصالًا نهائيًا و أصبحت فلسطين من نصيب أنجلترا .

مقدمات وأحداث وعد بلفور:

لتبدأ مرحلة جديدة وعد من لا يملك ما لا يستحق بإنشاء وطن لليهود فى فلسطين، والذى سمي وعد “بلفور” ، حيث أطلق الوعد فى رسالة فى(2 نوفمبر عام 1917) ، موجه للورد “روتشيلد” ، رئيس الطائفة اليهودية فى إنجلترا ، يشير فيها إلى تأييد الحكومة البريطانية على إنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين.
 
وقال “بلفور” في خطابه آنذاك: إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى إقامة مقام قومى فى فلسطين للشعب اليهودي ، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية ، على أن يفهم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التى تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة فى فلسطين ، ولا الحقوق أو الوضع السياسى الذى يتمتع به اليهود فى أى بلد أخري.
 
ارتبط الوعد بذلك الاسم نسبة إلى من وجه الرسالة وهو وزير الخارجية البريطانى فى ذلك الوقت “آرثر جيمس بلفور” ، وكانت فلسطين فى ذلك الوقت واقعة تحت حكم الدولة العثمانية ، ووقعت تحت الاحتلال البريطانى بعد الوعد (بشهر واحد) ، وأعلن الانتداب البريطانى على فلسطين عام (1920) ، حيث تقررت الحدود الجديدة لفلسطين على أساس وعد “بلفور” ، وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية (الأولى) .
 
نتائج وعد بلفور:

ندد العرب بالوعد، وكانت هناك حالة سخط وغضب كبيرة ، بدأ اليهود على الفور الهجرة إلى الأراضى الفلسطينية فى دفعات كبيرة ، وحاولوا الاستيلاء على أراضى فى المناطق المعروفة بـفلسطين التاريخيه ، وكانت من الآثار التى ترتبت على الوعد إعلان الانتداب البريطانى عام (1920) على فلسطين ، والتمهيد للدولة العبرية التى أعلنت رسميا فى (14 مايو 1948) ، وبدء (حرب 1948) والتى عرفت فيما بعد بالنكبة العربية.

أخذت الأرض من لا يملك لمن لا يستحق و مر (74 عامًا) علي اضطهادك واحتلالك من قبل وحوش بلا جنسية ولا هوية ومهما طال ليلك لابد من طلوع الفجر ستشرق شمسك قريبًا فوعد الله اتِ لا محالة.

نتيجه صبر المسلمين :

الصبر يعُطف القلوب علي فلسطين وهذا دليلًا من سيرة النبي “محمد” صلوات الله عليه وسلامه أن الصبر سبب النصر.

فقد حوصر النبي صلوات الله عليه وسلامه هو والمسلمون في شِعْب “أبي طالب” (سنتين) حتي أكلوا الحطب و الجلود وحيل بينهم وبين كل شئ اجتماعيًا و صحيًا و اقتصاديًا حتي كان يسمع صياح الأطفال مما رقق قلوب المشركين فمزقوا صحيفة المقاطعة وانفك الحصار بفضل صبر المسلمين وكان من الممكن أن يدس الرسول صلوات الله عليه واحدًا أو أكثر لقتل “أبي سفيان” ولكن الصبر هو سبب النصر ، والنصر القريب لفلسطين وعدًا من الله يا جوهرة الجهاد و ستبقي ارواحنا درعًا لن يكسره الاعداء.

لارض فلسطين خصوصية إسلامية لتحريرها من العدو و تلهب الأشواق للاستشهاد علي ترابها ، والمقيم المحتسب في هذه الأرض كالمجاهد والمرابط في سبيل الله لقوله صلي الله عليه وسلم: أهـل الشام وأزواجهم وذرياتهم وعبيدهم وإماؤهم إلى منتـهى الجـزيرة مرابطـون في سبيـل الله ، فمـن احتـل مـدينة من المـدائن فهو في رباط ، ومـن احتـل منـها ثغرا مـن الثغور فهـو في جهاد ، وعلي هذا تتعلق قلوب المسلمين وأفئدتهم بهذه الأرض المباركة المقدسة ويفدونها بدمائهم و أرواحهم.

لأرض فلسطين مكانة عظيمة في نفوس المسلمين:

أرضًا مقدسة بنص من القران الكريم: ( يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَىٰ أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ ) .

وأرض مباركة بنص من القرآن الكريم: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) .

وفيها المسجد الاقصي المبارك (أول) قبلة للمسلمين و (ثالث) المساجد مكانة في الإسلام و يشد الرحال إليه كما ذكر رسول الله و الصلاة فيه تعدل “خمسمائة صلاة” عن سواه .

فلسطين أرض الأنبياء و مبعثهم فعلي أرضها عاش “إبراهيم ولوط و إسماعيل وإسحاق ويعقوب و يوسف و داود وسليمان و صالح و ذكريا ويحيا و عيسي” عليهم السلام ، وعاش علي أرضها العديد من أنبياء “بني اسرائيل”.

فلسطين أرض الإسراء فقد اختار الله سبحانه وتعالي المسجد الأقصى ليكون مسري الرسول صلي الله عليه و سلم من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى وكان معراجه إلي السماء فشرف الله سبحانه هذا المسجد وارض فلسطين تشريفًا عظيمًا بهذا الحدث .

جمع سبحانه الأنبياء في المسجد الاقصي حيث بأمامتهم رسول الله تعالي فصلي بهم و أكد لهم علي استمرار رسالة التوحيد التي جاء بها الأنبياء و علي انتقال الميراث أعباء الرسالة إلي الأمة الإسلامية.

وذكر أن فلسطين وهي جزء من بلاد الشام هي عقد دار الإسلام وقت اشتداد المحن كما جاء في الحديث الشريف الصحيح: ( لا تَزَالُ طَائِفَةٌ من أُمَّتي ظَاهِرِينَ على الناسِ ، يرفعُ اللهُ قُلوبَ أقوامٍ يُقَاتِلونَهُمْ ، و يَرْزُقُهُمْ اللهُ مِنْهُمْ، حتى يأتيَ أَمْرُ اللهِ عزَّ و جلَّ و هُمْ على ذلكَ ، ألا إِنَّ عُقْرَ دَارِ المؤمنينَ الشَّامُ ، و الخَيْلُ مَعْقُودٌ في نَوَاصِيها الخَيْرُ إلى يومِ القيامةِ).

الخاتمه:

جعل الله قضية فلسطين مقياسًا دقيقًا لإيمان الأمة ولن يتغير حالها من ذلة إلي عزة و من ضعف إلي قوة إلا اذا اصطلحنا مع الله عز وجل و طبقًنا شرعه و تُبنا من ذنوبنا واخرجنا الدنيا من قلوبنا وعظمت الجنة في عقولنا و لا شك أن كل مسلم يؤمن ان ضياع فلسطين كان قدرًا من الله ولكل قدر حكمة من الله ولعل المصائب التي تلحق بالمسلمين هي تحذير من الله سبحانه وتعالي إلي وجوب العودة إلي الإسلام ، فإن نهاية اليهود على يد المسلمين أمر محتم ، وردت الأخبار به على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن “أبي هريرة” رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه اليهودي تعال يا مسلم هذا يهوديّ ورائي فاقتله” . وفي لفظ مسلم :” لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يختبئ اليهودي وراء الحجر والشجر فيقول : الحجر والشجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله) .

بين خواتيمي نراعي القدس بعضًا من الأسي الذي أصابه و ها نحن ندافع عنه بإبداعنا ليسمع العالم نبضات كتاباتنا ،و ستبقي فلسطين عاصمة القدس الحرة الأبية و قريبًا تم تحرير كامل الأرض الفلسطينة من البحر إلي النهر ، باتت حرة عربية الان.

المراجع/
1-فلسطين

2-تاريخ فلسطين

3-واجبات الأمة

——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في التاريخ
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف التاريخ
  • الاكثر شيوعا