المفضلة
اضافه موضوع

قصتنا اليوم هي قصة النبي الياس عليه السلام عليه وعلى نبينا السلام في هذه المقالة سنتعرف عن قرب على قصة سيدنا إلياس بن عازر وحقيقة أنه لا زال حيا لم يمت ودعوته لبني إسرائيل والإله الذي كان يعبده قومه من دون الله قبل بعثته عليه السلام تابعونا للنهاية.

من هو النبي إلياس عليه السلام

النبي الياس هو إلياس بن العازر ابن العيزار بن هارون بن عمران وقيل انه الياس النشابي ويقال هو إلياس بن ياسين بن فنحاص بن العيزار بن هارون وسيدنا الياس هو أحد أنبياء الله عن عز وجل لبني إسرائيل بعد موسى ويوشع بن بنون وحزقيل الملقب بابن العجوز عليهم وعلى نبينا السلام

كما ورد ذكر اسم إلياس في القرآن الكريم مرتين في سورة الصافات قال تعالي:

{وَإِنَّ إِلْيَاسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (123) إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُونَ (124) أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125) اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ (126) فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132)}

ويقول محمد بن سعد كاتب الواقدي أنبأنا هشام بن محمد ابن السائب الكلبي عن أبيه قال أول نبي بعث إدريس ثم نوح ثم إبراهيم ثم إسماعيل وإسحاق ثم يعقوب ثم يوسف ثم لوط ثم هود ثم صالح ثم شعيب ثم موسى وهارون أبناء عمران ثم إلياس ابن العازر ابنها هارون بن عمران ابن قاهث بن لاوي بن يعقوب بن  إسحاق بن  إبراهيم عليه السلام

هكذا قال وفي هذا الترتيب نظر وقد روى الطبري عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال إلياس هو إدريس

من هو النبي إلياس عليه السلام

قصة النبي الياس عليه السلام

قيل إن سيدنا إلياس بن عازر عليه السلام أرسل الي على أهل بعلبك غربي مشق بعد موت نبي الله حزقيل عليه السلام فدعاهم إلى عبادة الله عز وجل وأمرهم أن يتركوا عبادة صنم لهم كانوا يسمونه بعلا وقيل هو اسم امرأة والله أعلم فقد قال تعالي في سورة الصافات {أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125)}

وبعلا هذا كان يعد أهم إيلاه لدى الكنعانيين تحاشى الله عما يقولون وكانوا يعتبرونه الإله المحارب لهذا صوروه مسلحا وكان الفينيقيون يعتبرونه إلى الشمس وقد نقلوا معهم عبادته إلى قرطاج في شمال أفريقيا حيث أطلقوا عليه الإله بعل هامون ومن آلهتهم أيضا عشتار وبلوغ وأدونيس

وكان بعل إله الزوابع والأمطار والخصوبة حسب اعتقادهم وورد اسمه في التناخ أحد الكتب المقدسة عند اليهود وورد أيضا في القرآن وتحديدا في سورة الصافات {أَتَدْعُونَ بَعْلًا وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ (125)}

كما ورد اسم بعل كذلك كثيرة في الكتب التي أرخت التاريخ العربي قبل الإسلام بصفته أحد الآلهة السائدة في الدول المجاورة لجزيرة العرب وذكر أن بعل كان أحد آلهة سوريا وعبده العبريون في مطلع تاريخهم أيضا وكان إله أجدادهم الأوليين وكان ينافسه الإله موت وكان في حالة صراع دائم

تعالى الله عما يقولون نحن هنا نوضح فقط من هو بعل الذي ذكره الله عز وجل في القرآن الكريم وهو الصنم الذي كان يعبده قوم سيدنا إلياس بن عازر من دون الله عز وجل

مع دعوة نبي الله إلياس لقومه بترك عبادة هذا الصمم والتوجه لعبادة الله عز وجل وحده لا شريكنا فما كان من قومه إلا أنهم كذبوه وخالفوه وأرادوا قتله قيل إنه لما أرادوا قتله هرب منهم واختفى

قال بن أبي الدنيا حدثنا سعيد بن عبد العزيز عن مشيخة دمشق قال أقام إلياس عليه السلام هاربا من قومه في كهف جبل عشرين ليلة أو قال 40 ليلة تأتيه الغربان برزقه

ويقول أبو الإمام الدمشقي يعقوب الأذرعي عن يزيد بن عبد الصمد عن هشام ابن عمار عن كعب الأحبار أنه قال إن إلياس اختفى من ملك قومه في غار لعشر سنين حتى أهلك الله الملك وولى غيره فذهب إليه إلياس فعرض عليه الإسلام فأسلم وأسلم من قومه خلق عظيم غير عشرة آلاف منهم فأمر بهم فقتلوا عن آخرهم.

ويعتقد أن الكهف الذي اختبئ فيه النبي إلياس بن عازر يقع الآن في داخل جبل يسمى جبل إيليا أي إيلياس في محافظة عجلون بالأردن وهو مكان مقدس لليهود والنصارى

 

قصة النبي الياس عليه السلام

هناك أقاويل تحدثت عن أن سيدنا إلياس بن عازر لا يزال حيا حيث قال مكحول عن كعب أربعة أنبياء أحياء اثنان في الأرض إلياس والخضر واثنان في السماء إدريس وعيسى عليمها السلام

كما قال ابن كثير في البداية والنهاية وقد قدمنا قول من ذكر أن إلياس والخضر يجتمعان في كل عام من شهر رمضان ببيت المقدس وأنهما يحجان كل سنة ويشربان من زمزم شربة تكفيهما إلى مثلها من العام المقبل وأوردنا الحديث الذي فيه أنهما يجتمعان بعرفات كل سنة وبينا أنه لن يصح شيء من ذلك

وأن الذي يقوم عليه الدليل أن الخضر مات وكذلك إلياس عليهما السلام

وحدثنا يزيد بن يزيد البلوي عن أبي إسحاق الفزاري عن الأوزاعي عن مكحول عن أنس بن مالك قال كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فنزلنا منزلاً، فإذا رجل في الوادي يقول: اللهم اجعلني من أمة محمد المرحومة المغفورة المثاب لها،

فأشرفت فإذا رجل طوله أكثر من ثلاث مائة ذراع، فقال لي: من أنت؟ قلت: أنس بن مالك خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: أين هو؟ قلت: هو ذا يسمع كلامك،

قال: فأته وأقرأه مني السلام وقيل له: أخوك إلياس يقرئك السلام، فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، فجاء حتى عانقه وقعدا يتحدثان، فقال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إني إنما آكل في كل سنة يوماً وهذا يوم فطري فآكل أنا وأنت،

فنزلت عليهما مائدة من السماء عليها خبز وحوت وكرفس، فأكلا وأطعماني وصليا العصر، ثم ودعه، ثم رأيته مرَّ على السحاب نحو السماء”

إلا أن الإمام المحدث أبو بكر البيهقي وصف هذا الحديث بأنه ضعيف بالمرة

وقد عقد محمد الأمين الشنقيطي في كتابه أضواء البيان فصلا أطال فيه النفس وأثبت بالمنقول والمعقول موت سيدنا إلياس ابن عازر عليه وعلى نبينا السلام لعموم الأدلة المتقدمة

ومن أحسن الأقاويل وأقربها إلى صحة عن سيدنا إلياس بن عازر ما قاله أبو بكر ابن أبي الدنيا عن بشر معاذ عن حماد بن واقد عن ثابت قال كنا مع مصعب بن الزبير بسواد الكوفة فدخلت حائطا أصلي فيه ركعتين

{فافتحت من سورة غافر حم (1) تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (2) غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (3)}

فإذا رجل من خلفي على بغلة شهباء عليه مقطعات يمنية فقال لي إذا قلت غافر الذنب فقل يا غافر الذنب اغفر لي ذنبي وإذا قابل التوب فقل يا قابل التوب تقبل توبتي وإذا قلت شديد العقاب فقل يا شديد العقاب لا تعاقبني وإذا قلت ذي الطول فقل يا ذا الطول تطول علي برحمتك

فالتفت فإذا لا أحد وخرجت فسألت مر بكم رجل على بغلة شهباء عليه مقطعات يمنية فقالوا ما مر بنا أحد فكانوا لا يرون إلا أنه إلياس

قصة النبي الياس عليه السلام

وقد ذكرت قصة سيدنا إلياس ابن عازر مع قومه في القرآن الكريم في الآيات من 127 إلى 130 في سورة صافات قال تعالى {فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ (127) إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (128) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ (129) سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ (130) إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (131) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (132)}

فان سَلَامٌ عَلَىٰ إِلْ يَاسِينَ أي سلام على الياس فعند العرب تلحق النون في الأسماء وتبدلها مع غيرها كما قالوا إسماعيل وإسماعين وإلياس وإِلْ يَاسِينَ وقد قرأ سلام علي ال ياسين أي على آل محمد صلى الله عليه وسلم

القرآن الكريم تحدث عن أن قوم سيدنا إلياس ابن عازر عليه السلام كذبوه وبسبب تكذيبهم فهم محضرون في العدالة إلا من كان من قومه مؤمنا مخلصا لله في عبادته فإنه ناج من الإحضار إلى العذاب

القرآن تحدث أيضا عن الله عز وجل أنه أبقى على سيدنا إلياس ثناء حسنة وذكرى طيبا في أمم اللاحقة فلا يذكره أحد إلا بخير فهو عليه السلام من عباد الله المؤمنين حقا والصادقين في إيمانهم بربهم

قصة النبي الياس عليه السلام

عذاب قوم الياس

أصبح عناد قوم بني إسرائيل واستكبارها عن عبادة الله يزداد شيئا فشيئا كما انهم تمادوا في عبادتهم للأصنام ولم يستجيبوا للدعوة مطلقا وهو ما جعل نبي الله إلياس عليه السلام يتوجه بدعوة إلى الله سبحانه وتعالى أن يمسك السماء عن قومه وأن يمنع نزول المطار عليهم لمدة 7 سنوات

فاستجاب الله سبحانه وتعالى لدعوة نبيه إلياس عليه السلام ولكنه حبس عنهم المطار لمدة ثلاث سنوات فقط فالله عز وجل رحيم لطيف بعباده حتى وإن عصوا أوامره وتمادوا في طغيانهم وضلالهم

حين طلب قوم بنوا إسرائيل من نبي الله إلياس عليه السلام أن يدعو ولهم ربه أن يرفع عنهم البلاء أجابهم نبي الله عليه السلام قائلا إن ما حل بكم من هلاك للماشية وهلاك الأرض والزرع والضيق الذي رأيتموه فهو بسبب عنادكم واستكباركم وعبادتكم لتلك الأصنام من دون الله جل في علاه

وطلب منهم التوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى من الذنوب والخطايا التي اقترفوها وأن يعبدوا الله وحده ولا يشركوا به شيئا

وعندما وافق بنوا إسرائيل على ما قاله إلياس عليه السلام رفع نبي الله يديه إلى ربه ودعاه أن يرفع عن قومه البلاء فاستجاب رب العزة لدعوة نبيه الكريم وأنزل عليهم الماء لتعود الحياة إلى الأرض

عاد القوم لما كانوا عليه في السابق من ضلال وعبادة الأصنام فقد نقضوا عهدهم مع النبي واستمروا على كفرهم بالله تعالى

وقد ذكر ابن كثير في تفسيره وتاريخ الطبري أننا نبي الله إلياس ابن عازر دعا ربه أن يريحه من قومه بعدما عادوا لما كانوا عليه من كفر بالله وعبادة الأصنام رغم ما رأوه من معجزات فأوحى الله سبحانه وتعالى لنبيه إلياس بن عازر بأن يذهب لمكان معين في يوم محدد وأمره أن يركب على ظهر فرس أعدها الله له

وركب النبي إلياس عليه السلام الفرس وقيل له أن يلقي بردائه في الهواء حتى يكون ذلك العمل بمثابة علامة على استخلاف غيره من الأنبياء لدعوة قوم بني إسرائيل لعلهم يرجعون عما يفعلون

عذاب قوم الياس 

الدروس المستفادة من قصة سيدنا إلياس

ومن الدروس المستفادة من قصة سيدنا إلياس عليه السلام

  1. أن جميع الأنبياء عليهم السلام واجهوا الكثير من المتاعب والأذى من قبل القوم الكافرين
  2. كما تؤكد القصة على وحدانية الله عز وجل وأنه لا يوجد له شريك في الملك وأن كل ما يعبده الكفار من غير الله تعالى يعد شركا بالله عز وجل
  3. وأن رسالة الأنبياء تتمثل فقط في دعوة الخلق إلى عبادة الله وحده ولا يكون من شأن الأنبياء إذا قام هؤلاء الناس بعنادهم أو تكذيبهم فأمرهم يكون بيد الله عز وجل ويكون النبي غير مسؤول عن هلاك القوم المشركين

وهو أمر ينطبق أيضا على عباد الله عز وجل بأن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر فقط أما هداية الناس فهي بيد الله جل في علاه فقط.

 

المراجع

  • القرآن الكريم
  • الحديث الشريف
  • المختار في كشف الأسرار
  • تفسير القرطبي
  • تفسير الطبري
  • كتاب قصص الأنبياء
  • تعليقات

    لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

    مقالات قد تهمك

    مقالات موقع المنصة المعرفية

    • اخر المقالات في قصص دينية
    • اخر المقالات
    • الاكثر شيوعا ف قصص دينية
    • الاكثر شيوعا