وصفته الواشنطن بوست بالرحالة التقني الذي يقبع في منف اختياره بملابس سوداء تشبه شخصيات فيلم الخيال العلمي ماتريكس، انه بافيل دوروف مالك التيليجرام وأغنى مقيم في الإمارات، فتابع المقالة للنهاية.
من هو بافيل دوروف مالك التيليجرام
بافيل دوروف هو مؤسس أكبر شبكة تواصل اجتماعي في أوروبا، VK ومنشأ تطبيق مراسلة تيليجرام والذي أصبح أغنى مقيما في دولة الإمارات العربية المتحدة. بثروة تجاوزت 17 مليار دولار، وفق ان قائمة مصادرة عن مجلة فوربس، إنه بافل دوروف النسخة الروسية من مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك،
ولد بافيل دوروف في أكتوبر عام 1984 في مدينة سان بطرسبورج ولكنه قضى معظم طفولته في إيطاليا،فوالده كان يعمل في مدينة تورينو الإيطالية، وفي مرحلة الطفولة كانت مهارات بافيل دوروف في الكمبيوتر ملحوظة فاخترق شبكة الكمبيوتر الخاصة بمدرسته.
في 2001، عاد بافيل دوروف إلى روسيا حيث التحق بالجامعة وحصل على البكالوريوس في الألعاب الرياضية، ويقال إنه لم يتسلم شهادته، وذلك يرجع على الأرجح إلى أنه لم يحتاجها ولن يستخدمها مطلقا.
قصة بافيل دوروف
كانت بداية قصة بافيل دوروف في 2006 عندما قام بافيل دوروف وأخوه نيكولاي بتدشين موقعي VK أكبر شبكة اجتماعية في روسيا، والذي كان متأثرا منذ بادئ الأمر بموقع فيسبوك، فتعاظمت قيمة الشركة حتى وصلت لثلاثة بلايين دولار، في وقت قصير.
ارتفعت شعبية VK بنسبة كبيرة خلال عامين، ولكنها أيضا أدت إلى مشاكل لبافيل دوروف مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ففي 2011، استخدمت المنصة لتنظيم احتجاجات هائلة ضد بوتين، والذي كان قد أعلن للتو ترشحه للرئاسة مرة أخرى، فشهدت البلاد أكبر احتجاجاتها منذ سقوط الاتحاد السوفيتي.
المواجهة مع الكرملين
هبط بافيل دوروف بمشروعه في مرمى نيران الكرملين، وطلبت منه الحكومة إغلاق الصفحات الخاصة بالمعارضين السياسيين، ورد حينها بسخرية، حيث نشر صورة على تويتر لكلب يخرج لسانه، وبعدها بفترة وجيزة توجهت الشرطة إلى شقته في سان بطرسبورج لكنه لم يفتح الباب.
رفض بافيل دوروف تسليم بيانات المعارضين الأوكرانيين للمؤسسات الأمنية الروسية، وقام بنشر هذا الأمر على صفحته على ال VK منددا بأن طلبات الحكومة الروسية منه لم تكن قانونية.
تمت إقالة بافيل دوروف من منصبه كمدير تنفيذي في شركة VK، وقد زعمت الشركة أن تصرفها كان مبنيا على رسالة استقالة مقدمة من بافيل دوروف لم يستطيع تذكرها منذ ما يقارب الشهر.
تقول الواشنطن بوست إن دورو صرح بأن الشركة قد تم الاستيلاء عليها من قبل حلفاء لفلادمير بوتين، منوها بأن إقصائه كان نتيجة لرفضه تسليم بيانات المستخدمين الذين كانوا جزء من حركة المعارضة.
وتتبعت الشرطة بافيل دوروف بزعم اشتراكه ورفاقه في عملية هجوم سياسي، على إثر هذا الاتهام الخطير، تمكن دروف من مغادرة روسيا هربا من الملاحقة الأمنية.
التيليجرام وقوات التدخل السريع
خلال إحدى مواجهات بافيل دوروف مع السلطات، حضر فريق تدخل سريع إلى باب منزله، وكان يخشى أن يقتحموا منزله، فاتصل بشقيقه، وقال حينها أدركت أنني لا أملك وسيلة آمنة للتواصل معه، وهنا بدء تطبيق تيليجرام.
في 2013، أطلق بافيل دوروف تطبيق تيليجرام بتبرع سخي من أمواله وبمساعدة شقيقه نيكولاي فقد كان يصف تطبيقات الرسائل بأن جميعها فاشلة، ونسجت الأساطير حوله كمحارب من أجل خصوصية الرقمية وهو ما عزز موقف تطبيق التليجرام وأدواره المزدوجة.
حيث يعمل التطبيق في نقل الرسائل المشفرة واستضافة القنوات التي تسمح لمؤسسيها بنقل المعلومات على الفور إلى متابعيهم، وأصبح التطبيق محل نقد بسبب استخدام التنظيمات المتطرفة له في تداول الرسائل المشفرة.
ورفض مرة أخرى منح أجهزة الأمن الروسية إمكانية الوصول إلى رسائل المستخدمين المشفرة، رغم أن السلطات أبلغته إما الخضوع أو محو التطبيق من الخريطة الرقمية للبلاد، لكنهم فشلوا في حجبه.
والطريف أن المسؤولين الحكوميين، بما في ذلك المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، استمروا في استخدام التطبيق الذي يحاولون إيقافه، وبعد عامين من الحشد الروسي، استسلمت روسيا وطوت صفحة مجهوداتها في حجب تيليجرام.
التطبيق الذي يضم 400 مليون مستخدم ولديه قرابة 30 مليون مستخدم نشط شهري في روسيا.
وتظل المعلومات شحيحة للغاية عن حياة بافيل دوروف الخاصة، ويبدو أنه متزوج من عمله، لكنه عاشق للسفر حول العالم، ومصور موهوب، ويعتبر أن أحد أسباب ثروته، وأنه يفعل ما يحب، وأن المال لم يكن أبدا هدفا مهما بالنسبة له.
وفي النهاية، لا يشعر بافيل دوروف بالندم على الراحل من روسيا، ويشعر بالسعادة لأنه رحل، فقد كون شركته الجديدة الأكثر نجاحا من الشركات السابقة، ولكنه ربما يعود إلى هناك مرة أخرى.
