المفضلة
اضافه موضوع

هؤلاء الأشخاص الذين قد يكونون بيننا وحتى ضمن البيت الواحد بحاجة إلى مساعدتنا وليس إلى النقد والتجريح مساعدتهم قد تكون سببا في تغيير حال شخص ما وإنقاذه هو ومن معه من مصير سوداوي ينتظره مثل الذي حدث مع جيم جونز

مقالة اليوم أتت بناءا على طلب العديد منكم أيضا بتناول قصة هذه الحادثة أو المأساة المأساة التي صنفت على أنها اكبر انتحار جماعي في التاريخ انتحار سبقته جريمة قتل في كلتا الحالتين السبب شخص واحد

رجل دفعه جنون العظمة والارتياب إلى إزهاق أرواح أكثر من 900 شخص ومن ضمنهم هو نفسه لن نطيل الحديثة أكثر ونستمع سويا إلى قصة الكاهن جيم جونز والانتحار الكبير

 

مقدمة حول جيم جونز صاحب اكبر انتحار جماعي في التاريخ

أصدقائي الأعزاء جولة صغيرة على الأخبار والحوادث اليومية الواردة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة تظهر مدى التعمق فكرة الانتحار في عصرنا هذا

بالطبع هذه الآفة ليست وليدة العصور الحديثة فأغلب هنا يعلم مثلا لا على سبيل الحصر أن كليوباترا الملك الفرعونية العظيمة قد قتلت نفسها بحسب ما هو معروف رفضا للاستسلام والذل

حالها كحال ملك تدمر الجبارة زنوبيا والتي حتما سنتناول قصتها في واحدة مقالات المنصة المعرفية

إلا أن أشهر عملية انتحار وأكبرها على الإطلاق حصلت منذ ما يقارب ال 44 عاما مضت وتحديدا في الثامن عشر من نوفمبر من العام 1978

انتحار ومجزرة ذهب ضحيتها 909 أشخاص ثلثهم من الأطفال والسبب الطاعة العمياء لشخص واحد أو بالأصح لكاهن واحد جيم جونز

 

جيم جونز صاحب اكبر انتحار جماعي في التاريخ

 

من هو جيم جونز

جيم جونز هو كاهن امريكي تسبب في اكبر انتحار جماعي في التاريخ راح ضحيتها اكثر من 900 الشخص وهو الرجل ذو الشخصية الغامضة والكاريزما القوية حيث ولد جيم جونز عام 1931 في إنديانا الأميركية

منذ طفولته عانت جيم جونز الأمرين أسرة متفككة وفقر مدقع بحسب معظم الكتب التي تناولت السيرة الذاتية لجيم جونز فإن الصبي الصغير منذ بدء تكون وعيه كان مهووسا بالدين والموت

بل أفصح في كثير من المناسبات لجيرانه الذين كانوا يتولون رعايته في أغلب الأحيان برغبته في أن يصبح كاهنا ويؤسس رعية خاصة له

وبرغم كل المصاعب التي عايشها جيم جونز إلا أنه استطاع الحصول على تعليم لائق وأنهي دراسته الجامعية بنجاح

كل من عرف جيم جونز أكد أن الرجل كان في شخصية فريدة يستطيع إقناع أيا كان بوجهة نظره

 

جيم جونز

 

قصة جيم جونز

تبدأ قصة جيم جونز حازت جونز على إعجاب وتأييد عدد لا يستهان به من سكان المنطقة التي كان يقطنها وبالأخص من الأميركيين الأفارقة والأقليات فالرجل كان ينادي بالمساواة بين الأعراق ونبذ العنصرية

عام 1955 استطاعت جونز تحقيق حلمه وأنشأ أول رعية خاصة به أطلق عليها اسم معبد الشعوب في إنديانا

بالطبع التعليم المسيحية والشعائر الدينية المرتبطة بها كانت حاضرة في هذا المعبد إلا أن جونز كان مؤيدا ومناصرا للفكر الماركسي الشيوعي ومن خلفه الاتحاد السوفيتي آنذاك بل كانت جونز يرى في ستالين ولينين وهتلر مواصفات الأبطال

في أوائل الستينات القرن الماضي قام ستالين ولينين بأول زيارة إلى جمهورية غويانا بأميركا الجنوبية خلال رحلة تبشيرية له إلى البرازيل

أعجب جيم جونز بهذا البلد المعزول والفقير نسبيا وبدأت تتبلور فكرة المجتمع الخاص به وبإتباعه في عقله

عام 1964م بدأت الانتقادات والاتهامات توجه لجيم جونز ومن معه بسبب آرائهم ومعتقداتهم ما حدا بالرجل إلى الانتقال إلى كاليفورنيا وهناك حظي أيضا بانتشار واسع وانضم إلى معبده المئات

لم يتوقف طموح جونز هنا ففتح فروعا لمعبده في لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو التي أصبحت لاحقا مقرا رئيسيا له

حيث في سان فرانسيسكو أقامت جونز علاقات قوية مع كثير من السياسيين وساهم هو وجماعته بشكل فعال في انتخاب جورج موسكون كعمدة جديد في سان فرانسيسكو عام 1975

هذه الصلات القوية منحته الدعم والحماية من قبل السياسين المسؤولين الحكوميين أبرزهم زوجة الرئيس الأميركي جيمي كارتر روزالين كارتر

ولكن مع كل هذا التنامي بدأت عيون الصحافة تنفتح على جيم جونز ومعتقداته وبالأخص بعد انشقاق عدد من أفراد الرعية عن المعبد وإخبارهم الصحافة حول ما كان يجري داخل المعبد من عمليات تعذيب كنوع من العقاب

وأيضا انتشر في الإعلام موضوع الاحتيال المالي حيث أنه من شروط الانتساب إلى المعبد التوقيع على تنازلات عن الأملاك لصالح المعبد مع تزايد الحملات المضادة ضده

أمرت جيم جونز التي بدأت تظهر عليهم ملامح جنون الارتياب أتباعه بالانتقال معه إلى جمهورية غويانا حيث سيقومون ببناء مجتمعهم ومدينتهم الخاصة بعيدا عن ظلم المجتمع الليبرالي

عام 1977 تمت عملية الهجرة الجماعية بقيادة جيم جونز سبقت عملية الهجرة هذه بعثة أرسلها جونز قبل ثلاث سنوات لتسوية الأمور وتهيئة الأرضية المناسبة لبناء المجتمع المنشود في أراضي غويانا المعزولة والتي عرفت لاحقا بجونز تاون.

وصل جيم جونز ومن معه إلى الأرض المنشودة وبدأ العمل الحثيث لبناء المدينة الفاضلة بحسب معتقداتهم إلا أن جونز تاون لم تكن الجنة التي وعد جيم جونز أتباعه بها

فأعضاء الرعية كانوا يعملون لساعات طويلة في الحقول وفي ظروف قاسية والموارد الغذائية كانت قليلة وفي أغلب الأحيان غير متوفرة

كما أن الحمى وأمراض أخرى تفشت بين سكان هذا المجتمع نتيجة التغذية الغير سليمة والمياه الملوثة بهذه المرحلة كان المرض إضافة إلى الحالة النفسية السيئة التي أصابت جيم جونز قد تنامت بشكل كبير لديه

فأصبح يرى العالم الخارجي عموما والولايات المتحدة الأميركية خصوصا متآمرة عليه وتسعى لقتله وازدادت العقوبات التي كان يفرضها على من يتجرأ ويعصي أمرا أو حتى يفكر بمعارضته في أي مسألة

حتى الأطفال لم يسلموا من العقاب فالمصادر المختلفة من بي بي سي والغارديان وغيرها أفادت بأن الأطفال كانوا يفصلون عن آبائهم وكانوا يخضعون لعمليات غسيل دماغ من قبل جيم جونز نفسه الذي كان لقبه الأب الصغير والكبير في جونز تاون

وإن حصل وعصا أحدهم القائد الأوحد فسيعاقب بتعليقه رأسا على عقب في البئر المظلم بحسب المصادر

ازداد زنون الارتياب لدى جيم جونز وزاد الأمر سوءا إدمانه المخدرات فأخذ يخضع الرعايا إلى تدريبات ومحاكاة ليلية لعمليات هجوم على جونز تاون كانت تمتد أحيانا لأسبوع كامل

كما أنه بحسب العديد ممن انشقوا عن معبد الشعوب خاصة كان في العديد من الليالي ينادي عبر مكبرات الصوت طالبا من الجميع التجمع في الساحة الكبيرة ثم يقوم بإعطاء الصغير قبل الكبير كأسا به عصير فاكهة ويخبرهم بأن العصير مخلوط به سم السيانيد والسم سوف يأخذ مفعوله خلال خمسة وأربعين دقيقة

المصيبة الأكبر أن الكل كان يتجرع السم راضيا بذلك ليعلموا بعد انقضاء خمسة وأربعين دقيقة أن الموضوع برمته كان محاكاة وهمية لعملية انتحار جماعية واختبار ولاء لزعيمهم بالدرجة الأولى

خلال هذه الفترة بدأت تصل إلى السلطات الأميركية شكاوى من عائلات وأفراد حول سلوك جيم جونز وما يتعرض له أفراد رعية معبد الشعوب في جونز تاون

ولهذا الغرض قرر عضو مجلس الكونغرس عن ولاية كاليفورنيا ليو راين السفر إلى جونز تاون للتقصي عن أحوال الرعايا الأميركيين هناك وبالفعل واصل راين إلى المجتمع في السابع عشر من نوفمبر من العام 1978 مع مجموعة من الصحفيين الذين وثقوا بالصور حال السكان هناك

في البداية وفي أول زيارة كانت الأمور على ما يرام ولكن في اليوم التالي أي في الثامن عشر من نوفمبر وبعد أن قررت بعثة راين الرحيل قصد عدد من سكان جونز تاون راين ومن معه طالبين منهم المساعدة في الرحيل عن المجتمع

هذا الأمر أثار حنق جيم جونز وأمر البعثة بالرحيل الفوري عن المجمع بل وقام أحد حراس جيم جونز بالاعتداء على عضو الكونغرس بسكين نجي راين من الاعتداء الأول وتوجه هو ومن معه من الصحفيين وبعض ما استطاعوا الخروج من جونز تاون إلى مدرج الطائرات للعودة إلى ديارهم

إلا أن جونز تاون كان له رأي آخر فقد أرسل مجموعة من جنده بقيادة لاري ليتون لاري ومن معه قاموا بمهاجمة مدرج طائرات بالأسلحة النارية فقتلوا عضو الكونغرس راين و 4 آخرين

لاري هذا كان الشخص الوحيد الذي حوكم فيما بعد في مسألة مجزرة جونز تاون

 

جيم جونز صاحب اكبر انتحار جماعي في التاريخ

 

اكبر انتحار جماعي في التاريخ

في نفس الوقت في مستعمرة جونز تاون كان الكاهن جيم جونز يجمع رعيته كما اعتادوا في المحاكاة السابقة ولكن هذه المرة كان الأمر حقيقة

الجميع تجرع السم مع مشروب الفاكهة والأمر المرعب أكثر أن الفحوصات أثبتت أن ما يقارب الخمسة والسبعين شخصا تم حقنهم بالسم معظمهم من الرضع

أما الكاهن جيم جونز فوجد هو الآخر منتحرا ولكن باستخدام مسدسه ربما لأنه لم يرد موتا بطيئا مؤلما كحال رعاياه عملية انتحار جماعي لم تتوقف عند جونز تاون

فقد كان الكاهن جونز تاون قد افتتح مقرا أو مكتبا لجماعته في جورج تاون في نفس البلد وعندما حان وقت الرحيل عن هذه الدنيا قام جونز تاون بالتواصل مع الأفراد الموجودين في المكتب وأعطاهم الأمر بالانتحار كما ذكرت إحدى الناجيات في مقابلة مع البي بي سي

هذه الناجية قالت لفريق العمل أنها كانت خارج المكتب عندما انتحر زملاؤها ولم تعلم بما حدث سوى عندما عادت ووجدت الجثث أمامها وشاهدت ما شاهده العالم أجمع

جثث ما يفوق ال 900 شخص منتشرة في شوارع ما كانت تعرف يوما جونز تاون وبذلك تصبح هذه الحادثة هي أكبر حادثة انتحار جماعي شهدها التاريخ

رغم أن العديد من أهالي الضحايا حتى المحللين والصحفيين أطلقوا تسمية جريمة جونز تاون أو مجزرة جونز تاون على ما جرى نظرا لإثبات تعرض البعض للقتل غصبا وكراهية

ولأن أغلب الأهالي يرون أن أبناءهم وأقاربهم كانوا في تلك المدينة دون إرادتهم وأرادوا الخروج منها بحسب زعمهم إلا أن الأمر الأكيد الوحيد أن المشهد أو الصور التي وردت من تلك المنطقة المشؤومة قد طبعت في ذاكرة كل البشرية

 

اكبر انتحار جماعي في التاريخ

 

إذا أصدقائي هذا ما كان في جعبتنا حول الكاهن جيم جونز وانتحار جونز تاون القصة والانتحار الذي وردت تفاصيل أحداثه وما جرى إلينا عبر تسجيلات صوتية بصوت الكاهن نفسه وبعض الضحايا في يوم الانتحار الكبير بالإضافة إلى ناجين من المجزرة الكبيرة

ناجون نجوا بالصدفة إثر عدم وجودهم في موقع الجريمة ناجون حاولوا إعادة ترتيب حياتهم بعد المأساة التي مروا بها

مأساة وقصة أصبحت رمزا لقدرة فرد واحد على التلاعب بعقول المئات من الأفراد الآخرين واستغلال النقص لديهم من أي ناحية لتحقيق مبتغاه

مأساة وجريمة شاهدة على أن غياب العقل والوعي عند الفرد وابتعاده عن الدين والمنطق سيوصله حتما إلى مصير سوداوي قد يكلفه حياته في بعض الأحيان

مصير لن يؤثر عليه فقط بل سيمتد تأثيره لدائرته الصغيرة وربما الكبيرة من بعدها وهذا ما نشهده في أيامنا هذه من ازدياد عمليات الانتحار أو القتل لأسباب مختلفة

قد تكون من منظورنا تافهة لا تستحق أن يضيع الشخص حياته من أجلها ولكن من منظور أصحابها فهي أساسه مصائبهم ويرون أن الحياة قد توقفت عندها

هؤلاء الأشخاص الذين قد يكونون بيننا وحتى ضمن البيت الواحد بحاجة إلى مساعدتنا وليس إلى النقد والتجريح مساعدتهم قد تكون سببا في تغيير حاد ما وإنقاذه هو ومن معه من مصير سوداوي ينتظره

وفي الختام الحمد لله دائما وأبدا على نعمة الدين والعقل وإلى أن نلتقي في مقالة جديدة ابقوا أصدقائي في أمان الله والسلام ولمعرفة المزيد حول شخصيات غامضة يمكنك الاطلاع عليها من هنا .

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في العالم الخفي
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف العالم الخفي
  • الاكثر شيوعا