المفضلة
اضافه موضوع

 

السد العالي

كتبت/ ليلى مدحت

المقدمة:

منذ فجر تاريخ مصر ومشكلة ضبط نهر النيل لأمن البلاد وخيرها هي مسألة المسائل، ورغم ما تناول هذه المسألة على مر الزمن من جهود وأعمال سجلها التاريخ كأروع ما قام به الإنسان مما كان له أعمق الأثر في كيان وادي هذا النهر؛ رغم كل ذلك فإن هذه المشكلة لازالت قائمة كأخطر مشكلة يواجهها الوادي بشطريه مصر و السودان، فنهر النيل العتيد لايزال ينهمر ماؤه أيام الفيضانات دون حاكم فينصب إلى البحر سدى، وهو في طريقه إليه يهدد البلاد ويعرضها لأخطار الغرق بينما أن إيراده أيام التحاريق، وفي السنين الشحيحة لا يسد الرمق ولا يغني من جوع، ومصر بهذه الحالة لاتزال تواجه أمراً من أخطر الأمور التي تتلقاها الشعوب في حياتها ولذلك جاءت فكرت في فكرة إنشاء السد .

فكره إنشاء السد العالي:

إن من يتتبع إيراد نهر النيل يجد أن هذا الايراد يختلف بين سنة وأخرى؛ فمع أن احتياجات الري للرقعة المنزرعة في الوقت الحاضر تقدر بنحو (٤٦ مليارا) من الأمتار المكعبة إذ بإيراد النهر الذي يصلنا عند أسوان قد يأتي من القلة بدرجة تهدد بالجدب كما حدث في عام (١٩١٣ – ١٩١٤) ، حيث بلغ إيراد النهر طول العام ٤٢ مليار من الأمتار المكعبة ، كما قد يأتي هذا الإيراد من الفيض بدرجة تنذر بالغرق كما حدث في عام (١٨٧٨ – ١٨٧٩) حيث بلغ إيراد النهر (١٥١ مليار) من الأمتار المكعبة، وفي حين أن احتياجات الزراعة القائمة في القطر المصري في فترة الصيف (٢٢ مليار)، ونجد أن إيراد النهر قد بلغ (٣٦ مليار) من الأمتار المكعبة سنه (١٨٧٨) وانخفض الإيراد في الفترة ذاتها إلى (٧ مليار) عام (١٩١٤)، وهما صورتان متضادتان توضحان مدى خطورة النقص أو الزيادة بالنسبة للاحتياجات الضرورية، وهكذا يصعب التوفيق بين إيراد النهر المتذبذب.

استكشاف الموقع:

عملت الأبحاث الآتية علي المنطقة الواقعة قبلي سد أسوان الحالي :

١- عاينت المنطقة جملة بعثات فنية.

٢-قام سلاح الطيران المصري بعمل صورة جوية للمنطقة وقامت شركة هوختيف الألمانية بعمل خرائط كنتورية منها.

٣- قامت مصلحة المساحة بعمل خرائط مساحية.

٤- قامت بعثة مصرية وأيضاً بعثة أخري من قبل شركة هوختيف الألمانية بعمل مساحة جيولوجية سطحية للمنطقة، وطلبت البعثتان عمل أخرام رأسية ومائلة لاختبار الفوالق والكشف عن الحالة الباطنية للمنطقة.

وفي النهاية وقع الإختيار على كيلو (٦٥٠٠) جنوب سد أسوان الحالي ليكون موقع للسد العالي.

الفوائد الاقتصادية للمشروع :

١- إمكان التوسع في الأراضي المزروعة في نحو (مليونين) من الأفدنة مع تحويل حياض الوجه القبلي الحالية إلى نظام الري المستديم.

٢- ضمان الزراعة في أشح السنين مع ضمان وصول مياه الري بالكميات المناسبة في الأوقات المناسبة للزراعات المختلفة مما يزيد في غلتها.

٣- إمكان صرف أراضي الوجه القبلي بالراحة دون حاجة إلى محطات الصرف القائمة أو التي كان مقرراً إنشاؤها على النيل أو بحر يوسف.

٤- إنخفاض مستوى المياه الجوفية بالوادي سواءً بالوجه القبلي أو البحري.

٥- إمكان الوقاية من خطر الفيضان دون الحاجة إلى تعلية جسور النيل أو تقويتها.

٦- ضمان زراعة (٧٠٠ الف) فدان أرز سنوياً مهما كان إيراد النيل.

٧- توليد قوة كهربائية هائلة تصل إلى نحو (١٠ مليار) كيلوات ساعة بسعر منخفض يقدر بحوالي (٠.٥ مليم) للكيلوات ساعة، مع إمكان نقل جزء كبير منها إلى القاهرة بسعر الكيلوات ساعة (٣ مليم) مما يوفر كمية كبيرة من الوقود.

٨- تحسين كهرباء سد أسوان الحالي.

٩- إمكان توسيع مصنع السماد ليعطي (٥٠٠ ألف) طن سنوياً.

الخاتمة:

بمشروع السد العالى يمكن الأستغناء عن خزاني مروي، ووادي الريان، وعن القناة الإضافية بمنطقة السدود كما وأنه يغني عن فكرة توليد الكهرباء من خزان يقام عند حلفا.

المرجع /
مشروع السد العالي.

_____________________________________
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في التاريخ
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف التاريخ
  • الاكثر شيوعا