المفضلة
اضافه موضوع

كتبت/ سمر محمد عن طرق التحنيط وفئة ومكان العمل من أسرار التحنيط “الجزء الثالث”

طرق التحنيط عند المصريين القدماء

لقد كان في مصر أناس يعملون بمهنة التحنيط  عند الفراعنة عندما يؤتى إليهم بجثة يعرضون على من جاء بها نماذج الجثث مصنوعة من الخشب تشبه الحقيقة بنقشها، ويقولون أن أجود أنواع التحنيط إتقانًا هو ما يرجع إلى المعبود “أوزريس”،

ثم يعرضون نماذج الطريقة الثانية وهي أقل من الأولى جودةً وثمنًا، والثالثة هي أقلها نفقة، وبعد شرحهم هذا يستفهمون منهم عن الطريقة التي يريدون أن تعدلهم بها الجثة،

وبعد أن يتفق أصحاب الجثة معهم على التكاليف يذهبون عنهم ويتركون في محلاتهم، فيقوم المحنطون بتحنيط الجثة على الوجه التالي وهذه أحسن الطرق…

طرق التحنيط

الطريقة الأولى تحنيط ملوك المصريين القدماء

وهي أدق أنواع التحنيط  عند المصريين القدماء وأغلاها ثمناً وعلى الأغلب هي خاصة بالملوك وحاشيتهم، وأصحاب الأموال الكثيرة، وفي هذه الطريقة كان المحنط يبدأ بالدماغ بواسطة قطع معقوفة (خُطافاً من الحديد)،

فيُدخل المحنط تلك القطعة الحديدية، أو ما تسمى بالخطاف في الأنف ثم يخرج ما يستطيع إخراجه من المخ، وما يتبقى من المخ فيشاطونه بواسطة عقاقير يقذفونها في جوف الجمجمة مثل نبيذ البلح وغيره من المواد الحامضية أو حتى الماء.

وهناك طريقة أخرى للتعامل مع المخ إذ يقوم المحنط بفتح الجمجمة من المقدمة ويستخرج منها المخ مباشرة وقد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن قطع الحديد المعقوفة كانت تسحب المخ من الخياشيم مخترقة طبقة العظم من فوق التجويف الأنفي حيث تُحدث ثقبًا قطره (سنتيمترين) تقريبا،

وعن طريقه يخرج المخ متدفقًا بفعل السوائل المذيبة التي يتم قذفها في جوف الجمجمة من خلال فتحة الأنف.

وبعد ذلك يشقون البطن بحجر أثيوبي مسنون وهو ما يدعى الصوان، ويخرجون الأحشاء كلها التي ينظفونها ويغسلونها بنبيذ التمر، ثم يطهرونها بالتوابل، وبعدئذٍ يملئون الجوف بمر نقي والقرفة وسائر أنواع الطيب ما عدا البخور،

وبعدها يُحشى الجوف بلفائف الكتان المشبع بالراتنج ونشارة الخشب ومواد معطرة، وبعد هذه العملية تخاط الفتحة التي استخرجت منها الأحشاء، ثم يتم غلق فتحات الأنف والفم والعينين والأذنين بمادة شمع العسل وبعد ذلك يتم وضع الجثة في حوض مملوء بسائل النطرون مدة (سبعين) يوم،

والقصد منها تجفيف الجسد من المياه الموجودة فيه وتخليصه من الدهون التي تسبب التحلل والتفسخ وبعدها انقضاء (السبعين) يوم ترفع الجثة من الحوض ويتم غسلها من الخارج، ثم تدهن بمادة الراتنج السائل المر،

ومُسوح أخرى مثل زيت الزيتون أو زيت خشب الأرز و القرفة وغيرها، وأحياناً يتم تلوين الشفاه والخدود بلون أحمر ومواد تجميلية أخرى، والقصد منها جعل المومياء تشبه إلى أقصى حد حالتها الطبيعية.

وبعد ذلك تأتي العملية الأخيرة وهي لف الجسم كله بلفائف من الكتان مغمورة في مادة الصبغ كي تلتصق مع بعضها عند لف الجسد بها، وهذه اللفائف أحياناً تكون طويلة قد تصل إلى (مئات الأمتار) والغرض منها الرطوبة في القبر، وبالتالي لا يحدث التعفن.

وبعد نهاية هذا كله تسلم الجثة إلى أهلها، وهم بدورهم ينقلونها في صندوق خشبي مصنوع على هيئة إنسان لينتهي به الطاف أخيراً في القبر المخصص له، وبالنسبة للمخ والأحشاء الداخلية التي انتزعت فقد كانت تنظف بملح النطرون ومواد حافظة،

ومواد عطرية وبعد أن تجف يتم لفها بالكتان ثم توضع في (أربعة) جرار مصنوعة من حجر الرخام أو الفخار، وتكون رؤوس الأواني على هيئة رؤوس أبناء المعبود “حورس” (المعبود الصقر) وهم لحراسة هذه الأعضاء ،

وهم المعبود “أمستي” برأس إنسان لحراسة الكبد و”جي أو حابي” برأس قرد لحماية الرئتين و”دوا موتف” برأس ابن آوى لحراسة المعدة، و”قبح سنوف” برأس صقر لحراسة الأمعاء ويوضعون بجانب التابوت.

 

الطريقة الثانية الإقتصاد في نفقات التحنيط

أما إذا أراد أهل الميت الإقتصاد في نفقات التحنيط اختاروا هذه الطريقة إذ تُملأ المحاقن بزيت يستخرج من شجر الأرز، ثم يحقن الزيت في بطن الجثة وتسد الفتحة التي يعود منها هذا الزيت، وتوضع الجثة بعدها في النطرون مدة (سبعين) يوما المعلومة،

وبعد انقضائها يترك الزيت ليخرج من الجثة، وهذا الزيت قوي المفعول لدرجة أنه يخرج معه كل الأمعاء في حالة سائلة كما أنه قد يكون أذاب اللحم فلا يبقى من الجثة غير المعدة والجلد؛والعظام، ويسلم الميت على تلك الحال إلى أقارب الميت دون عمل أي إجراء آخر .

 

الطريقة الثالثة إعداد جثث من هم أقل ثراء

تستخدم لإعداد جثث من هم أقل ثراء، حيث يغسلون الجوف بماء الفجل، وتترك الجثة في الملح (سبعين) يوما، ثم ترد لأصحابها ليذهبوا بها .

ولا ترسل نساء الطبقات الراقية إلى التحنيط بعد موتهن مباشرة ولا النساء الجميلات وجليلات القدر لا يؤخذ هؤلاء إلى أخصائي التحنيط إلا بعد أن يمضي على موتهن (ثلاثة أو أربعة) أيام وذلك لعدم الحط من أقدارهن،

وإذا قتل شخص سواء أجنبياً أو مصرياً أو غرق شخص في النهر فإن القانون يحتم على السكان في المدينة التي ألقيت الجثة بقربها أن يحنطوها ويدفنوها في أحد المقابر المقدسة مع القيام بكل مظاهر التبجيل ولايمكن لأحد أن يمسها وإنما يقوم كهنة النيل بإعداد الجثة بأيديهم للدفن معتبرين إياها أكثر من جثة إنسان.

طرق التحنيط عند المصريين القدماء

 

فئة التحنيط عند الفراعنة ومكان العمل

من خلال ما ذكره “هيرودوت” و”ديودور الصقلي”، وبالإضافة إلى ما عثر عليه في مصر من آثار كتابية ومادية عن التحنيط فإن الذين اختصوا بالتحنيط فئة خاصة من الكهنة كانت تتعلم وتتوارث هذه المهنة من الآباء والأجداد،

وكان للمحنطين رئيساً يشرف عليهم هو أكثرهم خبرة ودراية بعملية التحنيط وهذا الرئيس هو الذي يتعامل مع أهل الميت في تحديد تكلفة تحنيط الجثة بحسب نوع الطريقة التي يرغبون بها، هل هي الطريقة الأولى أم الثانية أم الثالثة التي سبق ذكرها.

وبعد الإتفاق تسلم الجثة للمحنطين للقيام بعملية التحنيط، وكان أولئك المحنطون يتقاسمون الاختصاصات في هذه العملية، فبعد أن توضع الجثة على مكان مرتفع فوق الأرض وتمدد على سرير أو ما شاكله،

يبدأ رئيس المحنطين بوضع علامة مميزة على خاصرة الجثة تكون الموضع الملائم لشق البطن، ليأتي بعده محنط آخر مختص بشق الخاصرة فيشقها في المكان الذي علمه الرئيس، ثم يضع يده في الجوف،

ويستخرج الأحشاء الداخلية، ثم يأتي محنط آخر ليشرح الكليتين، وآخرون يستخرجون المخ، وهكذا تبدأ عملية التحنيط على وفق ما وضح سابقا، أما المكان الذي كانت تتم فيه عملية التحنيط هو معبد خاص ويسمى معبد التحنيط،

ويبدوا أن هذا المعبد أو المحل كان مكاناً مؤقتاً على هيئة خيمة تقام للمتوفي المراد إجراء عملية تحنيط له وعندما تنتهي هذه العملية تتم إزالة هذه الخيمة، وكان هذا المعبد يقام في الغرب قريبة من مكان الدفن وبعيدة عن مكان الأحياء، و كانت تعتبر مكاناً مقدساً تجري فيه طقوس خاصة.

أما الكلمة المصرية التي كانت تطلق على مكان التحنيط كله هي (وعبت) بمعنى الطاهر أو دار المعبود الطاهر.

وكان هذا المكان في الغالب ينقسم إلى (ثلاثة) أقسام:

  1. القسم الأول لمقابلة أقارب المتوفي أثناء الإتفاق على نوع التحنيط.
  2. القسم الثاني للمحنطين فقط وهو لإجراء عملية التحنيط.
  3. القسم الثالث لتسليم الجثة بعد تحنيطها إلى أهلها.

ومن خلال النقوش والرسومات المصرية القديمة التي توضح عملية التحنيط، فإن المحنط كان يلبس قناعاً على هيئة رأس ابن آوى أثناء عملية التحنيط مع ترديد بعض الصلوات والأدعية.

يتبع …

طرق التحنيط وفئة ومكان العمل

 خاتمة حول طرق التحنيط وفئة ومكان العمل

المرجع/ التحنيط في مصر الفرعونية.

((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))ولمعرفة المزيد حول أسرار التحنيط يمكنك الاطلاع عليها من هنا

  • #مبادرة_حكاوى
  • #الموسم_الرابع
  • #ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ

 

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في التاريخ
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف التاريخ
  • الاكثر شيوعا