المفضلة
اضافه موضوع

السياحة

كتبت/ روناء نصر

المقدمة:

شهد عهد الخديوي “اسماعيل” (1879-1763) تدفق أعداد مثيرة من الأجانب على مصر، سواء للارتزاق بالأعمال المتنوعة التي اتاحها تنفيذ العديد من المشروعات العمرانية، أو من أجل زيارتها لمشاهدة ما بها من آثار والتمتع بالطقس المعتدل الذي تمتاز به مصر عن غيرها من البلدان.

1ـ محاولات لجذب السياح لمصر:

يرجع السبب لزيادة عدد السائحين إلى اتباع سياسة الدعاية السياحية لجذب السياح لمصر، وبدأت أولى المحاولات حين اشتركت مصر في معرض باريس (1867)، حيث خصص لمصر جناح خاص تم عرض فيه جميع نواحي نشاطها وتقدمها، وكان بمثابة أفضل دعاية لمصر أمام دول العالم  وسبب لجذب مشاهير أوروبا وأثريائها.

2ـ أهم الأماكن التي تم تشييدها للسياحة:

ثم كان هناك مناسبة أخرى استخدمت كوسيلة للدعاية السياحية لمصر، تمثلت في افتتاح قناة السويس في عام (١٨٦٩)، واستغل الخديوي “إسماعيل” هذه الفرصة أحسن استغلال لإبراز أهمية مصر وتقدمها، حيث سافر إلى أوروبا لدعوة ملوكها وأمرائها لحضور حفل الافتتاح، ومن أهم مظاهر حرص “إسماعيل” علي إبراز أهمية مصر، تلك المنشآت التي تم تشييدها بخصوص هذه المناسبة مثل: دار الأوبرا، المتحف المصري، قصر الجزيرة، طريق الأهرام، حديقة الحيوانات.

3ـ أثر افتتاح قناة السويس على انتعاش السياحة في مصر:

كان من أهم النتائج التي ترتبت على افتتاح قناة السويس للملاحة، أن توافدت على مصر أعداد غفيرة من السياح الذين وصلوا ميناء الاسكندرية في شهر أكتوبر (١٨٦٩)، وقد جاء بعضهم على نفقته الخاصة والآخر نزل ضيفاً على الخديوي “إسماعيل”، وانعكس ذلك على النشاط السياحي، ففي مدينة الإسماعيلية كان من أصعب الأمور علي الضيوف والسياح أن يعثروا علي أسِرة شاغرة بفنادق المدينة لأنها كانت دائماً مشغولة بالنزلاء .

ومن أهم الآثار التي اتبعت افتتاح قناة السويس الإهتمام بالآثار المصرية وترميمها، فلقد صدرت الأوامر الخديوية إلى مدير إسنا بضرورة إجراء الترميمات اللازمة للأماكن اللازمة لأن الإمبراطورة “أوجيني” سوف تمر من هذه المنطقة، وفي هذا المقام لابد أن أشير إلى زيارة إمبراطور البرازيل لمصر، والتي تعتبر من الزيارات السياحية ذات المستوي الرفيع التي شهدتها مصر خلال عهد الخديوي “إسماعيل”.

وتأتي أهمية هذه الزيارة في أن الإمبراطور نفسه أرادها أن تكون بعيدة عن الصفة الرسمية، والتقيد بالبرتوكول حتى تكون له حرية التنقل من مكان إلى آخر، والاستمتاع بمشاهدة المناطق الأثرية، حيث كانت الأوامر الصادرة إلى محافظ الإسكندرية وإلى مديري المديريات التي يرغب في زيارتها بضرورة استقباله بما يليق بمكانته، وليس أدَل على ذلك ما صدر إلى محافظ بورسعيد للتوجه إلى الإسماعيلية واصطحابه في قطار خصيصاً، وفي نفس الحال عندما أراد زيارة الوجه القبلي.

والجدير بالذكر، أن نظرة مصر للسياحة في هذه الفترة لم تكن ذات مغزى اقتصادي، لأنه لم يكن هناك حرص من جانب الدولة على تشجيع السياحة لكي تكون مصدراً من مصادر تمويل الخزانة المصرية، فكان الهدف من وراء تشجيع السياحة والاهتمام بالسياح هو إبراز أهمية مصر.

4ـ الأنماط السياحية:

ومن أهم الأنماط السياحية في هذه الفترة :

السياحة الثقافية:

وهي تعتبر أهم أنماط السياحة، ليس في ذاك الوقت وإنما حتى الآن، وسيظل هو الأهم، لأن المنتج السياحي المصري يعتمد في المقام الأول على المقومات الحضارية المختلفة في الأماكن الأثرية، ودار الأوبرا، والمهرجانات وغيرها من عناصر السياحة الثقافية، ويعتبر المتحف المصري وأهرامات الجيزة هي قبلة السياح الأولى في مصر، وبصمات “إسماعيل” واضحة وضوح العين في هذين المقامين، وكذلك دار الأوبرا التي كانت منذ إنشائها وحتى الآن منارة للثقافة والإشعاع العلمي.

السياحة الموسمية:

وهي عنصر يعتمد علي اعتدال مناخ مصر واتخاذ مصر مشتى بالنسبة للأوروبيين، وقد ذكرت الوقائع المصرية في عام (١٨٧٥) إلى أن أعداداً من السائحين وصلت إلى مصر لقضاء فصل الشتاء فيها، وهكذا يعتبر المناخ مقوم جذب سياحي طبيعي.

ممارسة هواية صيد الطيور:

ويطلق عليها علماء السياحة اسم سياحة الاهتمامات الخاصة، وكانت الدولة تقدم لمن يمارس هذا النمط كل المساعدات الممكنة، وكانت من أهم مقاصد هذا النوع من السياحة هي دمياط، والسبب في ذلك أنها تشرف على بحيرة المنزلة التي تتميز بوجود أنواع كثيرة من الطيور.

السياحة العلاجية:

لقد جاء الإهتمام بهذا النوع من أنواع السياحة عقب اكتشاف المياه الكبريتية في حلوان، وتبع ذلك الاهتمام بهذه المنطقة وتنميتها، فلقد قام الخديوي “إسماعيل” بتعيين طبيباً خاصاً لحمامات حلوان، وأنشأ لوالدته قصراً بها عام (۱۸۷۷) وتوالت بعد ذلك الإنشاءات، وجذبت الكثير من الأثرياء للإقامة بها، وقصدها العديد من الأجانب لتمضية فصل الشتاء فيها، وعملاً على تسهيل الإنتقال من وإلى حلوان تم مد خط حديدي يبدأ من ميدان “محمد علي” بالقلعة إلى حلوان، فأصبحت هناك سهولة في الذهاب إليها.

ولم تكن المياه الكبريتية في حلوان هي المكان الوحيد الذي جذب السياح إليه من أجل الإستشفاء، بل كان بمقدور السياح أن يذهبوا إلى عيون “موسى”، وليس أدَل على ذلك من أن نشير هنا إلى ما كتبه قنصل أمريكا في (٢١ أكتوبر ١٨٦٩) عن اختفاء أحد السياح الأمريكيين بعد مغادرته فندق “فيكتوريا” في السويس لزيارة عيون “موسى”، وانقطعت أخباره بعد أن استقل قارباً لعبور البحر الأحمر.

وهناك أمر هام يجب عدم إغفاله في هذه الفترة وهو اشتراك مصر في العديد من المعارض والمؤتمرات، والتي تعتبر إحدى وسائل الجذب السياحي لما تتضمنه من وسائل دعاية وإعلان، ومن أشهر المعارض التي اشتركت بها مصر فلادفيا، باريس، فلاحة البساتين بكولونيا.

المرجع/
أحمد محمد على غباشي، المنشآت المعمارية فى عصر الخديوي اسماعيل

——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في التاريخ
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف التاريخ
  • الاكثر شيوعا