المفضلة
اضافه موضوع

الغزو النورماندي

كتبت/ سمر محمد.

غزو انجلترا:

في شمال اوروبا كان النورمان قد قاموا بغزو جزيرة أخرى وهي إنجلترا، وهي منطقة أقل بهاء وثروة من صقلية، ومازالت آثار هذا الغزو يتردد صداها حتى الآن، ذلك لأن النورمان قد استطاعوا أن يقضوا على عزلة مملكة إنجلترا، وربطوها بالغرب الأوروبي، كما كان لهم الفضل في خلق حضارة غنية مهمة هناك.

إيثلرد ونجله إدوارد:

ففي السنوات التي سبقت الغزو النورماندي كانت إنجلترا تنعي حظها في حكامها “الانجلو سكسون”، ذلك أن “إيثلرد” غير المبالي أو الطائش كان قد أجبر على دفع إتاوة للغزاة الدانيين، وفي سنة (1013م)، وتحت ضغط الدانيين اضطر أن يرسل زوجته النورماندية “إما” ونجله “إدوارد” إلى القارة حرصاً على سلامتهما، وبعد فترة وجيزة إنضم إليهما هناك، واستولى الدانيون على كل البلاد أيام حكم الملك “كانوت”، وهو الذي ذهب في الحكم وتحول إلى راهب كبير، وبعد وفاة ابني “كانوت” استحوذ “إدوارد” نجل “إيثلرد” والملقب بالمعترف على العرش الإنجليزي سنة (1042م)، وكان قد بلغ من العمر حوالي (الأربعين) عاماً ولم يكن قد أنجب، لذا كان من المتوقع حدوث صراع حول من يخلفه على عرش البلاد، ولأنه كان قد أمضى حياته في إقليم نورماندي، فإنه كان يشعر أنه غريب في إنجلترا، كما أنه قد استعان بعدد من أصدقائه النورمانديين في حكومته، كما استقبل بحفاوه بالغة في ويست منستر ابن عمه “وليم الثاني” الابن الغير شرعي لدوق نورماندي، مما جعل “وليم” يذكر فيما بعد أن “إدوارد” عرض أن يخلفه على التاج الإنجليزي، ومن المحتمل أن يكون “إدوارد” قد فعل هذا لأن “إدوارد” لم يكن لديه الحق في أن يحدد من يخلفه.

هارولد جودونسون:

في ذلك الوقت كان أقوى الشخصيات في إنجلترا هو “هارولد جودونسون” ابن حاكم وسكس، وأخو زوجة “إدوارد” كان طويل القامة جدآ ضخم البنية أشقر اللون تماماً مثل غيره من الجيرمان من أهل الشمال، كما كان أيضاً جديراً بالإحترام يتوقد حماساً ومرحاً رياضياً نبيلاً من الريف الإنجليزي أصيلاً حاز بحب الناس أكثر من غيره، وكان “إدوارد” قد أرسله في سفارة إلى نورماندي، ولكن لسوء الحظ أنه وصل كأسير أكثر منه كسفير، وسرعان ما جمعت المودة بين “إدوارد وهارولد”، فكانا يخرجان للصيد معاً، ويحضران الولائم معاً، ويتحدثان ويتشاوران في الأمور السياسية معاً، ويحاربان جنباً إلى جنب ضد بريطانيا، ولكن عندما حان وقت رجوع “هارولد” إلى موطنه في إنجلترا، فإن “وليم” لم يدع صديقه العزيز يرحل قبل أن يقسم اليمين بمساندة من يخلف “وليم” على العرش الإنجليزي، وفعلاً وافق “هارولد” مدركاً أن يميناً كهذا يمين عادي قد تم حلفه في ظل الإكراه ويمكن التنصل منه، ولكي يضمن “وليم” ضمان سريان هذا اليمين فقد جمع أكثر الذخائر المقدسة في الدوقية، وخزانة كبيرة مليئة بالعظام المقدسة كان قد أخفاها تحت المذبح الخاص بكاتدرائية بايو، بمجرد أن أقسم فيها “هارولد” يمين الإخلاص والمؤازرة، فإن “وليم” أزاح وبسرعة الغطاء عن المذبح وأظهر الشهود الذين أخفاهم، وبضربة واحدة استطاع “وليم” أن يجمع بين تأييد العالم الإقطاعي والكنيسة، بل وحتى القديسين إلى جانبه.

وفاة إدوارد:

وفي (الخامس من يناير عام 1066م) توفي “إدوارد” تاركاً الوصي الأول على عرش مملكته، وهو “هارولد” بدلاً من “وليم”، ولقد استحسن النبلاء الإنجليزي هذا الإختيار، وفي نفس اليوم الذي يتم فيه مواراة جسد “إدوارد” في كنيسة ويست منستر الجديدة تم تتويج “هارولد” ملكاً على يد كبير من أساقفة يورك، ولكن “وليم” كان لا يزال مصمماً على أن يكون ملكاً على إنجلترا، وبارك البابا مغامرته هذه وأرسل إلى نورماندي مرسوماً بحرمان “هارولد” وأنصاره مع راية حربية مكرسة لهذا الغرض النبيل، وخاتماً ماسياً يحتوي على شعرة وإحدى أسنان القديس “بطرس”، ولقد استحسن المجتمع الإقطاعي أي إجراء يتخذ ضد من يحنث في قسمه أو من يقسم يميناً كاذباً، وقام “وليم” ببذل كثير من الوعود الخلابة والمغرية لأنصاره تتضمن حصولهم على كثير من الأرض والغنيمة والمناصب والامتيازات الإقطاعية، وفي صيف سنة (1066م) أرسل حملة بامتداد الساحل النورماني، وهناك تجمع حوالي (7000) من المقاتلين بالإضافة إلى (الآلاف) من القوات المساعدة.

صراع وليم وهارولد:

وإن دلت عملية الغزو هذه على شيء فإنها تدل على حسن الإعداد والتمويل، لدرجة أن “وليم” حمل معه حصناً سبق تجهيزه، بحيث يتم تشييده فور وصوله إلى إنجلترا، وتطلب هذا الغزو (700) ناقلة من ناقلات الجنود لكي تكون لهم عبر بحر الشمال وهو بحر المانش، ومعظم هذه الناقلات كان قد تم إعدادها بشكل كبير لمثل هذه العملية، ومن المحتمل أن يكون “وليم” قد جعل حملته هذه تتزامن معها حملة أخرى من الشمال قام بها ملك النرويج “هارولد هادراد” متحجر الفؤاد، والذي كان يبحث عن العرش الإنجليزي لنفسه، وهبط النرويجيون قرب يورك وهزموا الجيش الإنجليزي تماماً والذي كان يدافع عن الساحل.

يتبع …

المرجع/
تاريخ أوروبا في العصور الوسطى.

——————————————————————————
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الخامس
#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في التاريخ
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف التاريخ
  • الاكثر شيوعا