المفضلة
اضافه موضوع

IMG 20231006 WA0113

 

عمر بن عبد العزيز 

 

كتب/ محمد العريشي

 

المقدمة:

 

بالعدل تتقدم الأمم، بالعدل تنير الدول، بالعدل تتوحد الشعوب، بالعدل تنتشر المحبة والمودة والسعادة وكل ما هو جميل، إذا ذُكر العدل ذُكر “عمر بن عبد العزيز” بدون شك، فهو يعتبر الشخص الوحيد في تاريخ البشرية الذي نشر العدل بشتي جوانبه في جميع بُقع الدولة الإسلامية، دعوني أحدثكم عن (خامس) الخلفاء الراشدين حاكم العدل “عمر بن عبد العزيز”.

 

عمر بن عبدالعزيز (النسب):

 

“عمر بن عبدالعزيز بن مروان بن الحكم بن أبي العاص”، ولد بالمدينة المنورة سنة (ستين -60) من الهجرة، وتولى “عبد العزيز بن مروان” مصر سنة (65 هجرياً).

 

جد أمه هو أمير المؤمنين الفاروق العادل “عمر بن الخطاب”، وخاله الصحابي الجليل “عبد الله بن عمر بن الخطاب”، وجده شيخ ‘بني أمية” التابعي الجليل “مروان بن الحكم”، وكاتب “عثمان بن عفان” وأمين سره، وعمه الخليفة العظيم “عبد الملك بن مروان”، أحد كبار فقهاء المدينة، ومن أبناء عمومته كاتب الوحي وخال المؤمنين “معاوية بن أبي سفيان” وهكذا، “فعمر” سليل الأتقياء الصالحين، والعلماء الفقهاء، والخلفاء الأمراء، والأمجاد الكرام، فاختلط الدم الطاهر بالمحتد الكريم، والجوهر النقي بالأصل العريق، فتلك ذرية بعضها البعض.

 

حياته:

 

“عمر بن عبدالعزيز” الذي اقترن اسمه بالعدل، عندما كان يُذكر اسمه كان يُذكر العدل والأمن والأمان والحق ونصرة المظلوم ورد الظلمات.

 

تتميز فترة عهده بنماذج حية واقعية لتطبيق الشريعة الإسلامية بكل أجزائها وجميع مستوياتها، أعماله وانجازاته عجبية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ولحسن حظ أمة الإسلام والبشرية جميعاً، إلا أن أخباره وأعماله وإنجازاته التي نُقلت إلينا قد جمع عليها المؤرخون الثقات، ووصلت إلينا في صدق تام تاريخي يرفض أي محل شك، كان قبل تولي الخلافة من أعطر الناس، وأحسنهم لباساً، وأحسنهم أخلاقاً، وألينهم طعاماً، فهو ابن بيت الخلافة، وابن القصور، وابن الثراء، وعندما تولى الخلافة، انقلب إلى زاهد رهباني كأنه عاش في صومعة على خبز يسد جوعه، وأقل ثياب تستر جسده.

 

تخلى عن كل ملذات الخلافة والملك والقصور والثراء وأصبح يفترش للناس على الأرض، فالرجل الذي كان يلبس أجمل وأفضل الملابس، ويتعطر بأغلى العطور، ويسكن بأفخم القصور، أصبح يركب البغال، ويلبس الملابس المرقعة، ويأكل الطعام الخشن، وأصبح مصروفه اليومي درهمين، وأصبحت هذه حياته، حتي يستغني كل فقير، ويشبع كل جائع، ويشفي كل مريض، وينصف كل مظلوم، ويقهر كل ظالم، وكل هذا تحقق في عهده. 

 

أعماله:

 

في اللحظة الأولى من خلافته أعلن أن الأمة هي صاحبة الحق في تعيين الخليفة، فخلع ولاية العهد من “بني أمية”، وخير الناس فاختاره الناس.

 

أقام العدل، وحارب الظلم في كل مكان، ردَّ المظالم، وأخذ الأموال من “بني أمية” الذين ليس لهم الحق بملكيته، أقام الحدود وأعطاها قداستها، وقال إنها كإقامة الصلاة و إيتاء الزكاة، واختار الولاة الأكفاء، وأمرهم بالعدل، وإلغاء الحجابة وفتح الأبواب لكل أحد. 

 

سلط الرعية على الأمراء وقال لهم: من ظُلم فليأتني، ولا إذن له عليّ، ومنع الولاة من التجارة، حتى لا يستغلوا مناصبهم، فيعنتوا الناس، ورفع مكانة العلم، فدَون الحديث وفرض الرواتب للعلماء وطلبة العلم، ليتفرغوا لذلك، ورد للمال حرمته، ولبيت المال قداسته، وأعلن أن المال ليس للتخزين بل لصالح الحال والعباد، ووضع الجزية عمن أسلم، وساوى في العطاء بين العرب والموالي، وفرض الإعطيات للناس، وكان مناديه في كل يوم ينادي: أين الغارمون؟ أين الناكحون؟ أين المساكين؟ أين اليتامى؟ حتى غني كل هؤلاء، فلم يبقى محتاج، ولا من يقبل الصدقة، وعين خدماً للعميان والزمنى، والمقعدين واليتامى.

 

وفاته:

 

توفي “عمر بن عبدالعزيز” عن طريق سُم دُس له في الطعام، فمرض لأيام، ثم لحق بالرفيق الأعلى، أهذا رجل يستحق السم ؟! أهكذا جزاء الإحسان والإصلاح والنجاح ؟! أو بلغ العقوق لهذا الخليفة الميمون أن تستثقل حياته المباركة، ويستعجل موته، فتنتهي أيامه، وتقتل روحه، على هذا النحو المنقطع؟! 

 

قيل ل”عمر بن عبدالعزيز”: لو جعلت علي طعامك أميناً لا تغتال، وحرساً إذا صليت لا تغتال، وتنح عن الطاعون، قال: اللهم إن كنت تعلم أني أخاف يوماً دون يوم القيامة، فلا تؤمن خوفي. 

 

تآمر عليه رجل من “بني أمية”، لكونه شدد عليهم وانتزع كثيراً مما في أيديهم مما قد غصبوه، فبعثوا له غلاماً، دس له السم في الطعام، بعدها بأيام بعث إلى الغلام فقال له: ويحك، ما حملك على أن سقيتني سم؟! قال : (ألف دينار) أعطيتها، وعلي أن أعتق، قال: هاتها، فجاء بها، فألقاها في بيت المال، وقال: اذهب حيث لايراك أحد.

 

أهذه ردة فعل شخص تجاه شخص كاد أن يقتله؟! 

ما هذا الزهد؟! 

والله لو كان شخصاً من زمننا هذا لقتله.

 

الخاتمة:

 

حقاً هذه أخلاق الإسلام، أخلاق الشرفاء، أخلاق القادة الإسلاميين الذين خلدوا في التاريخ بأحرف من ذهب، رضوان الله على “عمر” في الصديقين والشهداء والصالحين.

 

 

المرجع / 

عمر بن عبد العزيز خامس الخلفاء الراشدين.

 

_____________________________________

((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

 

#مبادرة_حكاوى

#الموسم_الرابع

#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في التاريخ
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف التاريخ
  • الاكثر شيوعا