التار او الثأر او لعنه الموت عاده تبقت من الجاهلية وتأصلت في الصعيد ومنها نشا اخطر مجرمين مصر في العصر الحديث العصر اللي وصفه المؤرخين بعصر الليل والجريمة واللي نشا من رحمه سفاح عاني منه اهل الصعيد لسنين وسنين وهو خط الصعيد أخطر مجرم في تاريخ مصر والذي يدعي محمد محمود منصور الخط.
فتعالوا معانا نرجع 100 سنه للوراء ونأخذكم في رحلة لجنوب مصر لنروي قصة خط الصعيد أخطر مجرم في تاريخ مصر
من هو خط الصعيد
الليل في الصعيد كائن متوحش فهو اشبه بالسجن الذي تقفل ابوابه حتى تبدا الذئاب في الانطلاق تلك كانت مقوله يحيى حقي عن الصعيد في منتصف التسعينات وهي اكثر جمله معبره عن حال الصعيد في تلك الفترة الفترة اللي تكونت فيها عصابات سميت بالمطاريد كناية عن مطاردة الحكومة لهم
وفي رواية اخري سموا بأولاد الليل كناية عن ظهورهم بمجرد ظهور الليل
قصة خط الصعيد أخطر مجرم في تاريخ مصر تبدا في أسيوط سنه 1907 وتحديدا بقريه درنكة واللي شهدت ميلاد سفاح لن نكون مبالغين لو قلنا عليه انه اخطر سفاح في تاريخ مصر الحديث
خط الصعيد هو اخطر سفاح في تاريخ مصر الحديث ويدعي محمد محمود سر الختمة منصور والمشهور بالخط ولد في قرية درنكة باسيوط عام 1907 الخط كان يتميز بعينه الزرقاء وشعره الأصفر ودي كانت حاجه نادره جدا في الصعيد في ذلك الوقت
الصعيد لو تعلمون وكان عندهم 3 اخوات اكبر منه وهم رمضان والرويحي وعبد الحكم واخ صغير اسمه توفيق وكان مصدر رزقهم الوحيد هو صيد السمك والزراعة
والخط منذ صغره كان نشانجي درجة اولي أي يجسد التصويب وتلك كانت صفة لا تميزه اطلاقا لان اغلب أطفال الصعيد وقتها كانوا يتعلمون ضرب النار وتفوت سنين والخط يعيش حياة هادية وطبيعية الي ان أتي اليوم الملعون والذي كان لعنة وحلت علي كل اهل الصعيد وسنروي قصة بداية خط الصعيد أخطر مجرم في تاريخ مصر في قادم الفقرات
قصة خط الصعيد أخطر مجرم في تاريخ مصر
تبأ قصة خط الصعيد أخطر مجرم في تاريخ مصر في اليوم الذي كان لعنة علي اهل الصعيد وهو يوم كان 2 فبراير سنة 1927 اليوم اللي قيل فيه وحكي عنه اكثر من حكاية ورواية لكن كل الروايات اتفقت ان الحكاية بدأت من عند شيخ غفراء قريه درنكة الشيخ عبد الله محمدين
والرواية اللي الاغلب اجمع عليها بتقول ان في يوم ما الخط كان بيرعي الغنم الخاص العائلة واتحرك بيه لمنطقه معينه واللي صادف انه قابل فيها شيخ الغفراء اللي منعه يتحرك بيها جوه المنطقة دي فحصلت ما بينهم مشادة كلامية انتهت بانه ضرب الخط بالقلم على وشه
وخط الصعيد لم يرحمه وفي اخر اليوم راح شد جلابيته ومسك بندقيته وطلع على بيت شيخ الغفراء وضرب ابنه بالنار وكل الروايات الباقية باختلاف تفاصيلها تنتهي بنفس النهاية عشان تتحول حياه الخط من شاب يصطاد السمك ويرعى الغنم لحياه مليئة بالدم والجريمة
وبالرغم من ان شيخ الغفراء كانت وظيفته الرسمية انه يبلغ الحكومة باي حاجه تحصل الا انه لم يبلغ وقرر يأخذ ثأره بيده وفي ثاني يوم رد الرصاصة وقتل محمود منصور عم الخط وكبير عائلهم
وطبعا كلنا عارفين يعني ايه تقتل كبير عيله في الصعيد يعني دائرة دم ستكمل لجيل وراء جيل ولن تنتهي لكن الخط قرر يقفل الدائرة من أولها ورد الرصاصة دي بتسع رصاصات قتل بيهم تسعه من عائلة شيخ الغفراء وبعدها هرب هو واخواته الأربعة لجبل الشيخ بخيت
الجبل اللي كان متعود يستقبل اغلب المطاريد ولكن الجبل لم يكن يعرف ان اللي هيستقبله تلك المره غير وان اسمه سيتخلد في التاريخ بسبب الوافد الجديد عليه محمد محمود الخط
وبعد فتره من وجود الخط بالجبل مع اخواته قدر يفرض سيطرته عليه وجزء كبير من مطاريد الجبل قرروا يبقوا تابعين لخط الصعيد فهم أين يجدوا احسن من واحد قتل تسعه في تسعه أيام
وبدا الخط يعمل تشكيله عصابي منظم وبما انه اصبح قائد التشكيل ده فاصبح انه ملزم انه يوفر لهم ثلاث أشياء لكي يظلوا تحت سيطرته وهم الاكل والفلوس والسلاح
وفي تلك الفترة لم يكن هناك شيء متوفر اكثر من السلاح وذلك بسبب الضباط الإنجليزي اللي كانوا يبيعوا السلاح بالجملة
اما الاكل والفلوس فالخط كان يري ان الحل الوحيد لتوفيرهم هو ان تلك العصابة تعمل بلقمتها يعني تبدا تشتغل بشكل حقيقي على الارض فبدا يفرض الأتاوى على أي حد يمتلك قطعه ارض مقابل انه يحميه هو وارضه
والذي كان لا يوافق كانت تؤخذ منه ارضه وبعد فتره عرف الخط من جواسيس واللي كان زارعها في القرية ان شيخ الغفراء ما زال يضعه في رأسه ويبحث عنه وذهب لقريه ابنوب بأسيوط مخصوص لكي يستأجر واحد من العرب لكي يقتله
وبما ان الخط كان عارف اليوم اللي القاتل سيأتي له فيه فنزل من على الجبل يومها هو ومجموعة من رجالته وقطع الطريق ما بين درنكة وابنوب وقدر يوقف العربية اللي كان جاي فيها الشخص اللي سيقتله وفي اقل من ثانيه كان الخط رافع سلاحه وقتله ولكنه قرر انه يسيب السواق يمشي
وطبعا تلك ليست من طيبة قلبه لكن تلك كانت حركه متوارثه من زمن الحروب عملا بمقوله لو يريد حد يسمع عنك ابقى خلي اللي شاف يحكي ودي تعتبر من اشهر الحوادث اللي ثبتت اسم الخط في عالم الجريمة وذلك لأنه قتل واحد من العرب
ومن اشهر الجرائم برده اللي عملها في أواخر الثلاثينات انه طلع هو وعصابته على قطر كان مسافر الي اسوان
ودخل على الاعيان اللي كانوا راكبين القطر وسرق كل اللي معهم والعساكر الانجليز اللي كانوا راكبين القطر ده رفضوا السرقة فذبحهم يعني من الاخر كده الراجل ده أي حد كان يأتي على سكته كان لا يرحمه.
وهنا بدأت إنجلترا تركز مع خط الصعيد وتطلب من الحكومة المصرية القبض عليه وفعلا الحكومة سمعت لإنجلترا وتكونت مجموعه من الضباط الانجليز والمصريين لكي يحاصروه في الجبل هو ورجالته
ولكن يشاء القدر ان الحرب العالمية الثانية تقوم فتتلخبط كل الحسابات وتقف العملية المشتركة للقبض علي خط الصعيد
علي وقبل ما نمشي بالأحداث لقدام ففي نفس الزمن اللي كان بدا فيه الخط نشاطه والاجرامي كان في شخص ثاني ذاع صيته بدرجه لا تقل عن خط الصعيد والشخص ده كان اسمه عواد صالح
لكن عواد كان سابق الخط بخمس سنين في الاجرام طفولته لم تكن تختلف كتير عن الخط غير في حاجه واحده بس عواد درس لفتره كبيره في القاهرة في الازهر لكنه في النهاية فشل
ورجع على بيته في قريه بني سميع بأسيوط لحد ما حصل خلاف مالي بينه وبين أقاربه فقرر يقتل خمسه منهم في ليله واحده وهرب
ومع الوقت اتجمع حواليه شويه من المطاريد لحد ما تكونت عصابته طبعا انت دلوقتي زمانك تقول مش انت لسه حاكي نفس الكلام ده من شويه على الخط برضوا
سأقول لك لا الخط قتل تسعه لكن عواد قتل خمسه فقط فأريدك تركز معي فالذي كان يميز عواد صالح عن باقي المطاريد انه علي قدر من العلم فكان يقدر ان يخطط لجريمته ويفكر فيها بحكم ان نشأته كانت مختلفة عن الباقي
وانتشرت عصابة عواد وفرضت ارهابها علي الصعيد كله وبدأوا يفرضوا الإتاوات وزد عليها اعمال السرقة والقتل واعمالهم أيضا لم تكن تختلف كثيرا عن اعمال عصابة الخط
لكن عواد كان شخص بخيل جدا ولم يكن يقسم الغنائم الذي يأتي بها رجاله فجزء كبير منهم قرروا انهم يتركوه ويذهبوا لعصابة الخط والجزء الاخر قبض عليه ولم يصير حول عواد غير عدد قليل جدا من باقي العصابة
وفي الوقت ده كانت الحرب العالمية الثانية بدأت وهنا بنصل لنفس المنطقة الزمنية اللي وقفنا فيها عند احداث خط الصعيد
الحرب العالمية الثانية كان في جزء منها على ارض مصر في منطقه العالمين وذلك ساعد على انتشار الفوضى اكثر وانتشار ظاهره أولاد الليل وكل ما العدد كان بيزيد كانت المنافسة والخطورة بتزيد اكثر
والحرب اللي حصلت في منطقه العالمين ليها قصه كبيره جدا نقدر نقول انها حددت مسار الحرب العالمية الثانية ودي سنحكها في تقرير جاي قريب على المنصة
نرجع لموضوعنا في ظل الظروف دي قرر عواد بعد التفكير طويل انه يقدم أوراق اعتماده للخط وعرض عليه تحالف بس بشرط انه يتجوز اخت واحد من رجالته وده طبعا عشان يضمن ولائه وده بقى تقليد من تقاليد العصابة بعد كده عشان يقدروا يحافظوا على ولاء بعض
وطبعا ده كان خبر صادم بالنسبة للكل ولكن صدمته كانت اكبر بالنسبة للشرطة والاعيان من ناحيه الشرطة فكانت تري ان الخط شخص متهور مشاعره تتحكم فيه وان ده اكيد كان سيوقعه في مره من المرات
لكن انضمام عواد ليه معناه ان العصابة دي بقى لها ميزان ميزان سيقدر يوزن القرارات ويوقف الدفاع الخط العشوائي وعلى الناحية الثانية فالأعيان كانوا يرون ان مصيبتهم لا تقل عن مصيبه الشرطة لان اللي كان يريد ان يتحامى من الخط كان بيروح لعواد واللي كان يريد يتحامى من عواد بيروح للخط
ولمتهم هم الاثنين على بعض معناها ان الكلمة الأولى والأخيرة ستكون ليهم لون يقدر احد ان يعارضهم
ومع مرور الوقت مات اخوات الخط الأربعة في عمليات المداهمة والقر والفرق اللي كانت تحصل مع الحكومة ولكنه قدر يعوضهم بثلاثة اهم واخطر منهم
اولهم كان عواد اللي اصبح العقل المدبر للعصابة واللي نفوذه لم يكن يقل عن نفوذ الخط داخل العصابة وكلمته كانت مسموعة
وثانيهم هو احمد جابر الايد اليمين لخط الصعيد واللي كان مسؤول عن كل العمليات التي تتنفذ على الأرض
وثالثهم واخرهم كان أبو الصالحين او زي ما كانوا يقولوا عليه الكلب الأمين كان جاسوس للخط جوه المديرية ويقدر ينقل له كل تحركاتهم فكان الخط بيكون عنده علم قبل ما الحكومة تتحرك ناحيته وده اللي كان يجعله يقدر يهرب في كل مره قبل ما يوصلوا له
وتفوت سنين وسنين ونفوذ خط الصعيد ورجالته ينتشر اكثر واكثر لدرجه ان سنه 1947 كان الملك فاروق عامل حفله بمناسبه عيد ميلاده مدعوا فيها كبار القوم فاستغل الملك فرصه وجود محمد عزيز اباظه مدير مديريه اسيوط في تلك الفترة وقال له بهزار هو اسم الخط يتنطق ازاي
وهنا الملك كان بيلمح لفشل عزيز اباظه في انه يمسك الخط طول السنين دي وكان من اكبر الأسباب اللي تسهل هروب الخط واعوانه هم الاعيان واولادهم او اولاد البيوتات زي ما وصفهم صلاح عريس في روايه افيون وبنادق واللي كانوا يرون ان مصالحهم مع خط الصعيد ورجالته اكبر من مصالحهم مع الحكومه
ده غير طبعا تفكيرهم في الخطر اللي سيكون موجود عليهم لو فكروا يتعاونوا مع الشرطة خصوصا ان عواد كان رسخ فكره قتل اي حد يعارض خط الصعيد حتى لو كان من الاعيان عشان لا احد يفكر في يوم من الايام انه يجيب سيره خك الصعيد مع الحكومة
وفعلا اللي حسبه لقاه والاعيان كلهم كانوا يرفضوا انهم يبلغوا الحكومة باي معلومة يعرفوها عن خط الصعيد
نهاية وقتل خط الصعيد
وصلت الأمور وصلت لذروتها في سنه 1946 وقررت الدولة بنفسها تأخذ اتجاه القبض علي خط الصعيد والقضاء عليه وتلك كانت بداية النهاية لدرجه ان فرق الجيش اللي كانت تعسكر في منطقه منقبات بالقرب من أسيوط اخذت أوامر بمدافعها وقواتها وطياراتها انها تساعد في القضاء على خط الصعيد
وتشكلت فرقه من الشرطة اتسمت بفرقه المطاردة والفرقة دي كانت عباره عن 60 فرد من اشرس افراد الشرطة واقوائهم ومهمتهم الوحيدة كانت قتل الخط وبكده بقى الخط متحاصر ما بين قوات الجيش من ناحيه وفرقه المطاردة من ناحيه الثانية
ولكن بالرغم من تلك المداهمات اللي عملتها فرقه المطاردة على مدار سنه كامله الا انهم لم يقدروا ان يجدوا خط الصعيد لكن خلال المداهمات قدروا انهم يقتلوا جزء كبير جدا من رجالته ويقال ان العدد اللي قتلوه تخطى ال 200 شخص
وهنا اهل أسيوط اطلقوا عليهم اسم فرقه الموت لكن بالنسبة للحكومة كانت فرقه الموت أيضا لم تحقق الهدف اللي شكلت من اجله وفي ذلك الوقت ده كان الخط نزل من الجبل واستقر في عبور مالتي واخذوا مقر ليه
وعاش فيه مع عشيقته حميدة اللي قدرت بجمالها وطبخها الزاكي تخطف رجل الخط من الجبل وتعمل اللي لم تقدر مراته رشيده تعمله من وقت ما هجرها وطلع على الجبل
ويحكي عن وابور مالتي انه كان اشبه بالقلعة المحصنة اللي ترسم لها الف خريطة لكي تدخلها لكن تبقى مجنون لو فكرت تقرب منها وتجنبا للحرب دي قررت الشرطة حاجتين اول حاجه كان انها تجتمع بالأعيان وتتفق معهم ان أي شخص سيوصل أي معلومة تخص الشرطة للخط سيعرض نفسه للإعدام
ثانيا انهم اجتمعوا مع عمدة القرية والذي قال لهم ان حميدة عشيقة خط الصعيد هي التي من الممكن ان توقع بالخط وتتسبب في موت خط الصعيد
وقدرت حميدة انها تقنع الخط انه يخطف طفل من أطفال القرية ويطلب فدية قصاده وعشان كلامها يكون مقنع قالت له ان أبو الولد اللي تريد ان يخطفه ده كان يضايقها
وبالنسبة للخط فحميدة دي حبيبه القلب ما تقول سحره له؟
وفعلا الخط لم يرحم وخطف الطفل وطلب من اهله فدية وحسب الخطة المرسومة فالعمدة هو الذي قام بالمفاوضات مع الخط لكي يكسب ثقته واتفق معه انه يسلم الطفل وقال له ان بعدها بيومين يتقابلوا في مكان معين عشان يسلموا الفدية
ولما جاء الميعاد المنتظر في الريف الأخضر كانت فرقة الموت مقسمه نفسها لثلاثة مجاميع بقياده الملازم محمد سعيد هلال اللي جمع رجالته وقال لهم كل واحد فيكم يبقى صاحي وميت في نفس اللحظة بمعنى انه لا يريد ان يسمع صوت نفس حد فيهم عشان الخط لا يشعر بهم
وفي نفس الوقت يكونوا منتبهين لكل خطوة تحدث حولهم وفعلا الخط في المصيدة ووصل للمكان المنشود وأول ما رجله خطت داخل المنطقة المرسومة كان في 60 بندقيه فاتحه نار عليه لمده زادت عن 15 ثانية وكانهم كانوا ينتقموا منه عن كل ما فعله علي مدار سنوات مضت
وبعد كل المغامرات وتلك والجرائم دي انتهت اسطورة محمد محمود منصور الخط الذي ارهب السعيد لمده 20 سنه كامله انتهت على ايد عشيقته حميدة اللي سلمته للشرطة على طبق من دهب
ويموت الخط ويكمل اسمه اللي شاله بعده سبع سفاحين اخرين لا يقلوا عنه في اجرامه ولمعرفة المزيد من قصص القتلة والمجرمين يمكنك الاطلاع عليها من هنا