المفضلة
اضافه موضوع

السلام والاحترام أصدقائي الكرام. طبتم وطابت أوقاتكم، ويا مرحبا بكم في هذه الدردشة الوجهة اليوم عراقنا الحبيب عن قصة أبو طبر سفاح بغداد ، ولكن لن تكون آثارها العريقة أو حضاراته المتجذرة هي محور المقالة، بل شخصية ليست شخصية تاريخية أو ملك من ملوك سومر أو بابل القديمة، بل شخص من المفترض أنه مثل أي مواطن عراقي.

الي ان ما قام به سطر اسمه في سجلات التاريخ، وليس أي سجلات، بل سجلات الشر والسواد الحالك، رجل أرعب، بغداد، جرائم قاسية، عائلات بأكملها تم  القضاء عليه على يده، لم يستثني الأطفال والنساء حتى، لا لشيء فقط إشباعا لغريزته المتعطشة للدماء في المقام الأول، والسرقة في المقام الثاني.

لن نطيل الحديث اكثر ولنشد الرحال إلى سبعينات القرن الماضي لنحط في بغداد العراق ونتعرف أكثر علي أبو طبر سفاح بغداد

من هو السفاح أبو طبر

أبو طبر أحد أشهر سفاحي العراق في القرن الماضي فهو رجل القى الرعب في نفوس سكان بغداد ما بين العامين 1973 و1974 اسمه الحقيقي حاتم كاظم الهضم. وولد رجل عام 1932 في قضاء المسيب التابع لمحافظة بابل.

أكمل تعليمه حتى أنهى المرحلة المتوسطة عام 1949 ليلتحق بمدرسة المفوضين عام 1949 ويتخرج منها برتبة مفوض شرطة عام 1951 اذا الرجل كان شرطيا سابقا في لواء الحلة، ولكن الوضع لم يستمر على حاله،

فقد بدأت بوادر الإجرام والمشاكل تظهر عليه، حيث إنه فصل من الخدمة بعد عام لمخالفاته الأنظمة المعمول بها.

في نفس العام قرر حاتم أن يكمل دراسته الثانوية وأتمها عام 1953 يلتحق بعدها في صفوف الطيارين المتدربين في كلية الطيران او كما تعرف حاليا بكلية القوة الجوية.

مضت أعوام الدراسة الأولى بسلام، حتى كان العام الثالث، أي عام 1956 في هذا العام فصل التلميذ الطيار من الكلية، والسبب تعمده إصابة طائرة التدريب بخلل بسبب الإهمال والطيش.

بعض المصادر والروايات المحلية أوردت أن حاتم قام بالتحليق بطائرة التدريب على علو منخفض وتحديدا فوق منزل خطيبته كنوع من الاستعراض، ما تسبب بتضرر الطائرة.

يبدو أن الرجل أحس باليأس في بلده فغادر الي الكويت عام 1957 ممارسا أعمالا حرة لسنتين تقريبا، قبل أن يعود إلى العراق عام 1959، لينخرط في العمل الحكومي كمحاسب جباية في دائرة أوقاف كركوك،

من المفترض أن يكون حاتم قد توقف عن طيشه بعد الأحداث التي مر بها، ولكن يبدو أن العقلية الإجرامية كانت ما زالت تتبلور في عقل الرجل و نفسه،

فلم يمكث طويلا قبل أن يفصل من عمله لإحداثه اضرارا في أموال الدولة وهذه المرة، كان الحبس لعامين ونصف من نصيبه.

خرج حاتم من السجن عام 1962، وهاجر إلى أوروبا متنقلا بين بلدانها المختلفة وإتقانه لعدة لغات ساعده في الأعمال التي زاولها هناك، ولكن هل تعتقدون أنها نصلح في الغربة وأصبحت حالته مستقرة؟

بالطبع لا، فالرجل عمل في تهريب الأسلحة والسيارات، وتورط مع المافيات المختلفة في البلدان التي حط رحاله بها.

السلطات الأوروبية كانت له بالمرصاد، فعج سجله الجنائي التوقيفات والمحاكمات، حتى حكم عليه بالسجن لعشرة أشهر، وترحيله من بعدها إلى بلده الأم.

قصة أبو طبر سفاح بغداد

قصة أبو طبر سفاح بغداد

عاد أبو طبر إلى العراق عام 70 محاولا الحصول على سجل عدلي نظيف، ولكن هيهات، فسمعته المحلية والعالمية كانت بالمرصاد فما كان منه إلا أن نزور سجلا نظيفا، وبدأ عملا جديدا وحياة جديدة برفقة زوجته المدعوة ساجدة رشيد في أحد أحياء بغداد عام 1973، تاريخ بداية أفظع الجرائم التي طبعت في ذاكرة بغداد وسكانها،

فالرجل كان يعلم أنه لن يستطيع الالتزام بعمل نظامي وقانوني ولكنه استغل منصبه السابق في الشرطة، واستطاع إقناع السلطات المحلية أنه رجل صالح، بل قام بمساعدة المحققين لاحقا أثناء التحقيق في جرائمه هو.

نعم، كما سمعتم أبو طبر لم يكن وحيدا في مضمار جريمته، يبدو أن جينات الإجرام كانت مشبعة في كل العائلة، ف التحقيقات أشارت إلى تورط زوجته وابن شقيقته وباقي أفراد أسرته بجرائمه.

الأولى، كانت تعمل كخادمة في المنازل، بغية الاستطلاع ورصد الأغراض الثمينة والاستدلال على المنازل التي سافر أصحابها لإبلاغ زوجها بالمعلومات الكافية والوافية لإتمام جرائمه المختلفة.

أما إبن شقيقته فكان مرافقه ومساعده المخلص في تنفيذ عمليات السرقة والقتل، فالكثير التي حصلت في بغداد وضواحيها وأريافها، بل وبعض المناطق البعيدة نسبيا عن بغداد، نسبت إلى السفاح أبو طبر نتيجة الذعر الذي أثاره في ذلك الوقت

إلى أن التحقيقات واعترافات أبو طبر لاحقا أثبتت الجرائم التالية

ما سبب تسمية السفاح العراقي حاتم كاظم الهضم بأبو طبر

قبل أن نبدأ بسرد الجرائم سيتساءل بعضكم ما سبب اكتسابه لقب أبو طبر؟

الجواب هو طريقة القتل، فقد ساد الاعتقاد أن أبو طبر ما يقتل ضحاياه باستخدام فأس حاد أو ساطور حيث كان يقوم بتقطيعهم بعد قتلهم، ولكن تحقيقات الشرطة أثبتت ان المجرم أبو طبر كان يقتل ضحاياه بضربة على الرأس، مستخدما قطعة حديد طويلة، وليس فأسا، كما انتشر بين الناس،

ولكن اللقب كان قد سبق الكشف عن الحقيقة، فطبع اللقب في ذاكرة التاريخ،

جرائم أبو طبر سفاح بغداد

و الآن أنصتوا جيدا ولنعود إلى الجرائم التي كما ذكرت وثقتها سجلات الشرطة، والتحقيقات استنادا إلى الاعترافات التي ادلي بها ابو طبر.

اولي جرائم السفاح ابو طبر كانت قتل شخص يهودي مجهول الاسم في منطقة البتاوين في بغداد، أبو طبر، قتل الضحية، ظنا منه أنه من الأثرياء، ولكن المفاجأة كانت عدم عثوره على شيء مع الرجل المسكين.

جريمته الثانية كانت بحق امرأة تدعى ماجدة الحمامي، زوجة رشيد مراد رشيد هذه الجريمة كانت برفقة ابن شقيقته حيث قام الأثنان باقتحام المنزل بعد التأكد من أن صاحبه ليس بداخله الا انهما الزوجة المسكينة التي أوقعها حظها السيئ بين براثن الإجرام،

قام رجلان بتوثيق الضحية، وكمم فمها لمنعها من الهرب والاستنجاد سأل أبو طبر الزوجة عن مكان النقود والمصوغات، ولكنها رفضت إخبارهم، الأمر الذي أثار غضب أبو طبر، فقام بمباغتتها بضربة على رأسها بالقضيب الحديدي أدت إلى وفاتها على الفور.

قام الرجلان بعدها بتفتيش المنزل، فلم يعثر راسي، وعلى القليل من المصاغ الذهبي الذي قام بسرقته مع بعض قطع الأثاث التي يسهل حمله.

نقل الرجلان البضاعة المسروقة في سيارة المجني عليها إلى منزلهم، وتركا السيارة بعدها في إحدى مناطق بغداد البعيدة نسبيا عن موقع منزلهم.

الاتهام الاولي وقع على زوج المجني عليها، ولكن بعد الكثير من التحقيق والتعذيب، أطلق سراحه لعدم وجود الأدلة

في 4 من سبتمبر من العام 73 كانت الجريمة التي بدأت بإثارة الهلع والخوف في نفوس البغداديين خصوصا والعراقيين عموما، جريمة قتل عميد الشرطة المتقاعد بشير احمد السلمان وعائلته حالته في منزلهم في بغداد،

قام حاتم أبو طبر وابن شقيقته المدعو حسين بتسلق الجدار إلى المنزل المجاور لمنزل الضحايا ومكثا في حديقة هذا المنزل من الساعة 1:00 ظهرا إلى الساعة 2:00 بعد منتصف الليل دون طعام أو شراب.

هذه الجريمة هي أصعب جريمة، بحسب أبو طبر، ليس بسبب الفظائع. حسب تصريحه، بقي دون أكل وشرب طوال هذه المدة نعود الي الجريمة.

دخل أبو طبر وابن شقيقته، إذا إلى المنزل المستهدف، عن طريق تسلق الجدار من منزل الجيران، وصولا إلى منزل الضحايا الذين كانوا نياما على سطح المنزل بسبب الحر.

من المفترض أن يستغل المجرمان خلو الدار من أصحابها ويسرقها ما تصل يدهما إليه، ولكن يبدو أن التعطش للقتل والدماء طغي علي نزعة السرقة فتوجه أبو طبر إلى الرجل، وضربه على رأسه قاتلا اياه ثم انطلق الي الزوجة وقتلها وألحق ابنهما أحمد ضد 12 عاما بذويه

إبن شقيق زوجة المجني عليه، كان ضيفا عند العائلة، ولكن حظه التعيس أوقعه تحت مرمى أبو طبر فقتله، والآخر مع العائلة.

قام المجرمان بعدها بنقل جثث الضحايا إلى داخل الدار وإلقائهم في بانيو الحمام ما عدا الزوجة التي قام أبو طبر بتسجيدها علي سريرها في غرفة النوم،

وبدم بارد، قام الأثنان بسرقة المنزل ونقل المسروقات بسيارة المجني عليه إلى منزلهم، وكالعادة قام بالتخلص من السيارة

هذه الجريمة استنفرت قوى الأمن والشرطة العراقية، ولكن دون جدوى، والمضحك المبكي بحسب ما تواتر من أخبار، فإن أبو طبر كان يقدم المساعد في عمليات التحقيق والتفتيش.

في أواخر سبتمبر من نفس العام، ارتكب أبو طبر جريمته الجديدة، وهذه المرة الضحية كانت عائلة جان أرنست بعد الترصد والترقب والتأكد من قلة عدد من في الدار توجه أبو طبر إلى المنزل في عز النهار ودخل الدار من بابه برفقة شريكه الدائم.

قرع أبو طبر الباب، سألها أبو طبر بكل ثقة إن كان أحد منهم مسافر إلى خارج العراق فأجابته الزوجة والشك يعتريها بأنهم سيسافرون غدا ملامح الشك التي اعترت وجهها صاحبة المنزل كانت سببا بمباغتة أبو طبر لها بضربة على رأسها بالقضيب الحديدي الشهير فخرت صريعىة

سمعت ابنة الضحية الجلب أمام الباب فتوجهت لتستطلع الخبر، فلقيت حتفها كما أمها

دخل الرجلان إلى المنزل، وبدأ بالتفتيش عن الأغراض الثمينة. خادمة البيت كانت نائمة أفاقت على الضجة ونزلت هي الأخرى لتستطلع الأمر، لكنها فوجئت بالرجلين لتهرب منهما إلى المطبخ، ولكن أبو طبر كان أسرع منها، فباغتها أيضا بضربة على رأسها سقطت علي اثرها علي الارض مضرجة بدمائها.

اطمئن أبو طبر إلى خلو الدار، ولكن لم يجول بخاطره أن الخادمة لم تمت سنعرف لاحقا ما جرى عليها.

الجريمة التالية كانت آخر جريمة قتل لأبو طبر قبل أن يتم إلقاء القبض عليه.

هذه الجريمة ارتكبها بحق حلاق كان يجهل اسمه دخل منزله قتله سرق محتويات المنزل من مجوهرات ونقود ووضعها في سيارة المجني عليه، وانطلق كالعادة إلى منزله ليخبئها

المثير في الأمر أن هو، بحسب ما ورد في سجلات الشرطة، فإن عائلة أبو طبر بأكملها كانت تشترك في الجريمة عبر تصريف المسروقات من قبل أشقائه و والدته. وبالطبع زوجته يبدو أن هذه العائلة استحقت لقب المافيا بامتياز.

اذا هذه كانت آخر جريمة قتل ولكن جريمة في مسيرة سفاح بغداد ابو طبر اقتصرت الدكتور أحمد العندليب حظ الطبيب الجيد جعله خارج المنزل يوم السرقة.  رغم ان أبو طبر باعترافاته، أفاد بأنه كان ينوي قتل الطبيب قبل السرقة، ولكن المنزل كان خاليا من سكانه، فاقتصرت الأضرار على السرقة.

القبض علي السفاح ابو طبر

توالت التحقيقات والتفتيش دون فائدة حتى كان يوم 30 يونيو من العام 1974 في هذا اليوم تلقت شرطة النجدة اتصالا من عائلة إيميل رؤوف تبلغ عن وجود لص في المنزل المجاور لهم والعائد ملكيته للدكتور يوسف الجادرجي،

الجيران كانوا يعلمون علم اليقين أن الطبيب وعائلته خارج البلاد، وموضوع أبو طبر كان الشغل الشاغل آنذاك، لذلك وجب التبليغ عن الحركة المشبوهة.

فعلا حضرت الشرطة وقبضت على حاتم الهضم، أي أبو طبر.

في البداية قال أبو طبر أنه طيار متقاعد ويقوم بجولة اعتيادية ثم غير كلامه ، فقال أنه تاجر وصاحب محل في أحد أحياء بغداد هذا الاضطراب، وتغيير الأقوال، عزز الشكوك، فتم تسليمه إلى مكتب مكافحة الإجرام، وهناك اعترف بنيته السرقة،

وبعد تفتيشه تم العثور على مسدس و قضيب حديد، وحبل

انتقال التفتيش إلى منزل أبو طبر وما وجد هناك. كان كافيا لأثبات التهمة عليه مصاغ ونقود وسجاد وغيرها من المسروقات التي طابقت أوصافها، ما تم الإبلاغ عنه، ولعل أبرز ما أكد الموضوع سروال من قماش نادر سرقه أبو طبر من منزلي جان أردست، ومذياع صغير محفور عليه اسم ابنة جان أرنست التي قتلها أبو طبر مع أمها.

والآن، لنعود قليلا الي الوراء هل تذكرون الخادمة التي يضم أبو طبر أنه أجهز عليها؟ حسنا، الخادمة لم تمت، بل وجدها المسعفون بآخر نفس، فأسعفوها، ودخلت في غيبوبة،

لكنها ولحسن الحظ أفاقت قبيل القبض على أبو طبر، وبحكم كونها الشاهدة الوحيدة التي بقيت حية، تم عرض أبو طبر مع المجرمين الآخرين، الخادمة وفور رؤيتها أبو طبر صرخت بهستيرية قائلة إنه هو، إنه هو،

وبذلك اسدل الستار عن مسلسل أبو طبر سفاح بغداد المرعب الذي كان سببا في انخفاض أسعار المنازل الواقعة في الأحياء التي شهدت على مجازره، ومن ناحية أخرى، هذا الرجل كان سببا في عودة التكاتف والتعاون بين الناس بغرض الحراسة والحماية،

كما أنه، ولسخرية القدر، انخفضت في فترة الجرائم، نسبة السرقة، لا لسبب فقط لخوف السارقين من أن يتم اتهامهم بجرائم أبو طبر إذا ما ألقي القبض عليهم فعلا رب ضارة نافعة،

لتكون خاتمة هذه القصة إعدام حاتم كاظم الهضم الملقب بسفاح بغداد ابو طبر من من العام 76 في سجن أبو غريب، ليتنفس بعدها البغداديون الصعداء، رغم بروز بعض الأصوات، وبالأخص تلك التي تنادي بأن أبو طبر هو نتاج جهاز المخابرات، والضحايا، كانوا من المعارضين للنظام آنذاك،

أصحاب هذه النظرية وصل بهم الأمر إلى حد التشكيك بإعدام أبو طبر والترويج إلى أنه قد تم ترحيله أو تهريبه الي خارج البلاد بالطبع كلها تبقى أقاويل وفرضيات و محاولة لإدخال السياسة بمجازر شنيعة راح ضحيتها أطفال ونساء ورجال،

لا ذنب لهم سوى تواجدهم في المكان والوقت الغير مناسبين تحت براثن سفاح تملكته شهوة الدم والسلطة،  فكانت أسطورة أبو طبر.

لأن هذا ما كان في جعبتنا حول أبو طبر السفاح الذي دارت حوله الكثير من الأقاويل، ونسجت عنه الكثير من الحكايات، واكتسب لقبا لا يمت لجرائمه بصلة.

رجل قصته أضحت من المواريث العراقية، ورجل دخلت السياسة في قصته، فأثير الجدل حوله، وما زال يثار في أي محفل ترد فيه قصة أبو طبر سفاح بغداد.

أبو طبر السفاح الذي يعد المثال الحي لانعدام الرحمة والإنسانية من قلب الإنسان، مثال حي على ما يمكن أن يتسبب به الجشع والطمع والأمراض النفسية من مآسي ومصائب.

بالطبع حاتم ابو طبر هذا ليس السفاح الوحيد في العالم، الكثير من السفاحين والقتلة المتسلسلين، من عرف منهم ومن خفي ذكرتهم كتب واوراق التاريخ،

إلا أن أبو طبر كان حالة استثنائية، وبالأخص في عالمنا العربي، وتحديدا في عراقنا العظيم، حالة كان لا بد لنا من الإضاءة عليها، كما سيكون لنا إضاءات ومقالات أخرى حول قتلة وسفاحين من أقطاب الأرض كافة، وإلى ان نلتقي في مقالة جديدة من قصص قتلة وسفاحين، ابقوا أصدقائي في أمان والسلام.

 

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في العالم الخفي
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف العالم الخفي
  • الاكثر شيوعا