المفضلة
اضافه موضوع

في هذه المقالة سنتحدث عن قصتين الفرق بينهما واضح وهما قصة جريج العابد وبرصيصا عباد بني إسرائيل فبالرغم من أن كلاهما اجتمعوا على عبادة الله واتخاذ صومعة لعبادة الله عز وجل واعتزال الناس إلا

أن برصيصا الذي وصف بأنه أعبد أهل زمانه فشل وكانت نهايته على الكفر بأن أطاع الشيطان حتى سجد له بينما نجح جريج العابد في الامتحان ولم يفعل الفاحشة مع الفتاة وإيده الله بمعجزة أثبت براءته وهو كلام الطفل الصغير فالشاهد من القصتين أن أحدهم عصم والآخر فتن تابعونا للنهاية.

قصة جريج العابد

كان في الأمم السابق أولياء صالحون وعباد زاهدون وكان جريج العابد هو أحد هؤلاء الصالحين الذين برأهم الله عز وجل وأظهر على أيديهم الكرامات بعد أن تربص به المفسدون وحاول إقاعه في الفاحشة وتشويه سمعته بالباطل

كان جريج في أول أمره تاجر وكان يخسر مرة ويربح أخرى فقال ما في هذه التجارة من خير لألتمسن تجارة هي خير من هذه فانقطع للعبادة والزهد واعتزل الناس واتخذ صومعة يترهب فيها

قصة جريج العابد

وكانت أم جريج العابد تأتي لزيارته بين الحين والحين فيطل عليها من شرفة في الصومعة فيكلمها فجاءته في يوم من الأيام وهو يصلي فنادته فتردد بين تلبية نداء أمه وبين إكمال صلاته

فآثر إكمال الصلاة على إجابة نداء أمه ثم انصرفت وجاءته في اليوم الثاني والثالث فنادته وهو يصلي كما فعلت في اليوم الأول فاستمر في صلاته ولم يجبها فغضبت غضبا شديدة ودعت عليه بأن لا يميته الله حتى ينظر في وجوه الزانيات.

ولو دعت عليه أن يفتن لفت كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى فاستجاب الله دعاء الأم وهيأ أسبابه وعرضه للبلاء

قصة جريج العابد

فقد ذكر بن إسرائيل جريج العابد وعبادته وزهده فسمعت بذلك امرأة بغي يضرب الناس المثل بحسنها وجمالها فتعهدت لهم بإغوائه وفتنته فلما تعرضت له لم يأبه بها وأبا أن يكلمها ولم يعرها أي اهتمام فازدادت حنقا وغيظا حيث فشلت في ما ندبت نفسها له من فتنة ذلك جريج العابد

فعمدت إلى طريقة أخرى تشويه بها سمعته ودبرت له مكيدا عظيمة فرأت راعيا يأوي إلى صومعة جريج العابد فباتت معه ومكنته من نفسها فزنا بها وحملت منه في تلك الليلة

فلما ولدت ادعت بأن هذا الولد من جريج العابد فتسامع الناس أن جريج العابد قد زنا بهذه المرأة فأخرج إليه وأمروه بأن ينزل من صومعته وهو مستمر في صلاته وتعبده فبدأوا بهدم الصومعة بالفؤوس

فلما رأى ذلك منهم نزل إليهم فجعلوا يضربونه ويشتمونه ويتهمونه بالرياء والنفاق ولما سألهم عن الجرم الذي اقترفه اخبروه بالتهم البغي له بهذا الصبي وساقوه معهم

وبينما هم في الطريق إذ مروه به قريبا من بيوت الزانيات فخرجنا ينظرنا إليه فلما رأهن تبسم ثم أمر بإحضار الصبي فلما جاءوا به طلب منهم أن يعطوه فرصة لك يصلي ويلجأ إلى ربه تعالى

ولما أتم صلاته جاء إلى الصبي فطعنه في بطنه بإصبع وسأله والناس ينظرون فقال له من أبوك فانطق الله الصبي وتكلم بكلام يسمعه الجميع ويفهمه

فقال أبي فلان الراعي فعرف الناس انهم قد اخطأوا في حق جريج العابد هذا الرجل الصالح وأقبلوا عليه يقبلونه ويتمسحون به ثم أرادوا ان يكفروا عما وقع منهم تجاهه فعرضوا عليه ان يعيدوا بناء صومعته من ذهب فرفض واصر ان تعاد من الطين كما كانت.

ولما سألوه عن السبب الذي اضحكه عندما مر به على بيوت الزوان قال ما ضحكت الا من دعوة دعتها علي امي.

وقد قصى علينا خبره نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن ابيه هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال

(لَمْ يَتَكَلَّمْ في المَهْدِ إلَّا ثَلاثَةٌ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ، وصاحِبُ جُرَيْجٍ، وكانَ جُرَيْجٌ رَجُلًا عابِدًا، فاتَّخَذَ صَوْمعةً، فَكانَ فيها، فأتَتْهُ أُمُّهُ وهو يُصَلِّي، فقالَتْ: يا جُرَيْجُ فقالَ: يا رَبِّ أُمِّي وصَلاتِي، فأقْبَلَ علَى صَلاتِهِ، فانْصَرَفَتْ،) الى آخر الحديث كما ذكرنا سابقا مصدر الحديث صحيح البخاري

قصة جريج العابد

الدروس المستفادة من قصة جريج العابد

جوريج عابد ولكنه قدم صلاة النفل على طاعة فعوقب بسبب ذلك ولا ينبغي على الام ان تدعو على ابنها بشر ولكن الله فيما بعد جعل له فرجا ومخرجا لأنه صادق في قصده عابد لله جل وعلا بيان حال الصالحين والأولياء من عباد الله الذين لا تضطرب أفئدتهم عند المحن ولا تطيش عقولهم عند الفتن بل يلجؤون الى من بيده مقاليد الامور

كما لجا جريج العابد الى ربه تعالى وفزع الى صلاته وكذلك كان نبينا صلى الله عليه وسلم اذا حز به امر فزع الى الصلاة.

وهذه هي قصة جريج العابد كما روتها لنا كتب السنة وهي قصة مليئة بالعبار والعظات:

  • تبين خطورة عقوق الوالدين وترك الاستجابة لأمرهما وانه سبب لحلول المصائب على الانسان
  • وان كل هذه المحن والابتلاءات التي تعرض لها جريج العبد الصالح كانت بسبب عدم استجابات لنداء امه
  • وقصة جريج العابد تكشف عن جزء من مخططات الأعداء في استخدامهم لسلاح المرأة والشهوة لشغل الامة وتضيع شبابها ووأد روح الغيرة والتدي وهو مخطط قديم وان تنوعت وسائل الفتنة والاغراء

وقد قال صلى الله عليه وسلم )إنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وإنَّ اللَّهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا، فَيَنْظُرُ كيفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ؛ فإنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ في النِّسَاءِ. وفي روايةٍ: لِيَنْظُرَ كيفَ تَعْمَلُونَ.)

وبهذا عرفنا من هو جريج العابد وقصته ولمعرفة المزيد من قصص الصالحين يمكنك الاطلاع عليها من هنا

 

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في قصص وحكايات
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف قصص وحكايات
  • الاكثر شيوعا