المفضلة
اضافه موضوع

في هذا الجزء من قصة سيرة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام سنتحدث عن قصة زواج والدي النبي والده ووالدته صلى الله عليه وسلم كيف كانا وكيف عاشا وكيف تزوجا وما هو نسبهما خاصة أنهما لم يحضرا بعث رسول الله وتوفيا قبل أن يتشرفا بأن من نسلهما جاء سيد الخلق وحبيب الحق صلى الله عليه وسلم تابعونا للنهاية.

آمنة بنت وهب أم النبي

السيدة آمنة بنت واهب قبل أن تكون والدة الرسول عليه الصلاة والسلام فهي من أشرف نساء مكة وأعلاه النسبة فهي زهرة قريش كما كانت تلقب حيث يعود نسبها لأعزة أهل قريش هو وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب

ولم يكن نسب آمنة بنت وهب لأمها أقل عراقة وأصالة منه لأبيها فأمها هي برة ابن عبد العزي بن قصي بن كلاب أحد بطون قريش وكانت آمنة ابنتهما الوحيدة حيث إنهما لم يرزقا بأبناء غيرها لذلك كانت مدللة إلى أبعد الحدود وقد كانت نشأتها في بيت عمها وهيب بن عبد منافب الذي كان من سادة قريش

أكسبت هذه النشأة آمنة بنت وهب ما كانت مميزة بين قومها حتى لقبت بزهرة قريش كما سبق وذكرنا ولم يكن هذا اللقب لنسبها الرفيع فقط ولكن لما كانت معروفة بيه بين قومها من شدة الذكاء وطلاقة القول وحسن التصرف

لذا فقد كانت أفضل مرأة في قريش نسبا ومكانة وهذا ما جعل خيرة فتيان مكة ورجالها يتسارعون إلى بيت بن زهرة أملا في الفوز بزهرة قريش آمنة بنت واهب ولكن عمها لم يقبل واحدا منهم ولم يجد من يناسبها بين حشد المتقدمين للزواج منها.

آمنة بنت وهب أم النبي 

عبد الله بن عبد المطلب والد النبي

أما عبد الله بن عبد المطلب والد الرسول عليه الصلاة والسلام فكان أيضا من أبناء أشرف أسر قريش فضلا عن أن البيت الهاشمي هو الأقرب لآل زهرة التي تنتسب إليهم والدة الرسول آمنة بنت واهب لذا فلم يكن بعيدا عنها في طفولتها وصباها وطالما التقته في مجامع القبائل وساحة الحرم

ولكنها حجبت عنه عندما ظهرت عليها بواكر النضج لم يكن عبد الله بن عبد المطلب من بين المتقدمين لخطبة آمنة بنت واهب رغم ما له من الرفعة والسمعة والشرف وقبل هذا وذاك فقد كان لها مكانة خاصة في نفسه نظرا للقرابة بين آل هاشم وبني زهرة

عبد الله بن عبد المطلب والد النبي 

قصة فداء عبد الله بن عبد المطلب من الذبح نذرا

والسبب الوحيد الذي منع عبد الله بن عبد المطلب من التقدم لخطة آمنة بنت واهب هو نظر أبيه عبد المطلب بنحر أحد بنيه عند الكعبة فلم يكن لعبد المطلب من الأبناء سوى الحارث فأخذت قريش تذله وتسخر منه فنذر عبد المطلب أنه إذا رزق بعشرة أبناء سوف ينحر أحدهم عند الكعبة

وعندما رزق سيد مكة عبد المطلب بن هاشم بعشرة من الأولاد وهم حمزة والعباس وأبو لهب وأبو طالب وضرار والحارث والزبير وحجل والمقوم وأصغرهم كان عبد الله وستة من البنات منهم صفية وعاتكة وأروي وأميمة وأم حكيم البيضاء وبرة

جمع أولاده وقال يا بني إن قد نذرت نظرا أن أذبح واحد منكم للآلهة وقد وافق الأبناء العشرة على طلب أبيهم فأمرهم عبد المطلب أن يكتب كل واحد منهم اسمه في قدح ويدخل به إلى الكعبة وكان داخلها صنم يقال له هبل وعند هذا الصنم قداح وكان هناك رجل يسمى صاحب القداح

دخل عبد المطلب إلى صاحب القداح وأخبره بنظره بأنه سيذبح واحد أولاده وكل واحد من أبناء قدما قدحه لهبل ولصاحب القداح ليضرب القدح بالقدح فخرج القدح على أصغر أبناء عبد المطلب وأحبهم إلى قلبه وهو عبد الله بن عبد المطلب

حزن عبد المطلب أن خرج القدح على هذا الابن لأنه أكثر بني يحبه وهو أصغرهم سنا وقال يا رب الكعبة إنه احبهم إلى قلبي

وكان عبد المطلب عند رب الكداح يدعوا هبل  داخل الكعبة فلما استقرى الامر على ابنه عبد الله لم يكن هناك بد ان ينفذ نذره.

اخذ عبد المطالب بن هاشم السكين واخذ ابنه عبد الله ليذبحه فاذا باهل قريش ينظرون وقاموا اليه وفزعوا ونظروا الى عبد المطالب وقالوا له ما ذا تصنع فرد بانه يوفي بنذره قالوا واي نذر هذا قال اذبح عبد الله فان القدح وقعت عليه وهذا نذري

قالوا ان فعلت هذا سيفعل الناس مثل ما تفعل فانت كبير مكة وقريش والحو عليه ان لا يفعل قال سأفعل وأقدم على نحر ابنه فقام اليه الاشراف وقام اليه سادة قريش حتى أبناؤه قاموا اليه قالوا لا تفعل حتى تعذر فيه قال عبد المطالب وكيف اعذر فيه

فقالوا هناك عرافة في الحجاز عندها تابع أي شيطان من الجن اذهب اليها وسلها وفعل ما تأمرك به فاذا بعبد المطالب يقتنع بأمرهم ويسير ابنه عبد الله وبعض اهل قريش الى عرافة الحجاز التي اشتهر صيتها والكل يعرفها

وقد كان عبد المطالب يدعو ربه طوال الطريق ان ينجي ابنه عبد الله لحبه الشديد له فلما وصل عبد المطالب الى هذه العرافة ودخل عندها ذكر لها القصة كاملة وقال لها ما ذا اصنع وما ذا افعل

فاذا بالعرافة تقول لعبد الله اخرجوا من عند الآن واتون غدا حتى يأتيها تابعها شيطني ولا يعلم الغيب الا الله سبحانه وتعالى

ظل عبد المطلب يدعو الله ان ينجوا ابنه وفي صباح ذهب للعرافة ودخل عليها وقال لها ما ذا تقولين فقالت ما دية القتيل عندكم فقال لها عبد المطالب عشرة من الابل فقالت اتو بعشرة من الابل واتو بعبد الله ابنك وضرب القداح عليهما

فاذا وقعت القداح على عبد الله فزيدوها عشرة اخرين من الابل ثم اضرب القداح مرة أخرى حتى تقع القداح على الابل فان وقعت القداح على الابل فانحروها فان الرب قد رضي وقبل هذه الابل وعفا عن ابنكم

فرح عبد المطالب وانطلق الى قومه فقد وجد طريقة ينقذ بها ابنه رجع عبد المطالب مع ابنه عبد الله الى مك لينفذ وصية العرافة واخبر قريشا بما اخبرته به العرافة

فجاء بعشرة من الابل وابنه عبد الله عندهم فضرب القدح ووقع على ابنه عبد الله ثم كررها مع عشرة من الابل الأخرى أي انها صارت عشرين من الابل فوقع القدح أيضا على عبد الله حتى اوصلها لمئة من الابل ليخرج القداح على الابل ويفدي بها عبد الله

هنا فرح الجميع قريش وقبائل مكة وأبناء عبد المطالب بعدما رضيت الآلية بزعمهم بمائة من الابل فداءا لعبد الله وكرر عبد المطلب ما فعل مرتين آخرتين ليتأكد ان الآلهة رضيت بمائة من الابل فداءا لابنه عبد الله وفي كل مرة من المرتين جاء القدح على الابل

قصة فداء عبد الله بن عبد المطلب من الذبح نذرا

قصة زواج والدي النبي

ومن شدة فرح عبد المطلب ذهب الى سيد بني زهرة وهو رجل سمه وهب ابن عبد مناف بن زهرة وهو سيدها وقال له عبد المطلب أريد أن أخطب ابنتك آمنة وكانت أشرف امرأة في مكة وسيدة نسائها فكان الفرح فرحين

نجي الله عز وجل عبد الله ابن عبد المطلب ثم زوجه بسيدة نساء مكة آمنة بنت وهب

استغرقت الأفراح بزواج عبد الله ابن عبد المطلب من آمنة بنت وهاب ثلاثة أيام وما إن حل موعد رحيل العروس لبيت زوجها حتى نظر عبد الله لآمنة فوجد عينها تمتلأ بالدموع لأنها ستفارق البيت الذي نشأت فيه فبقي معها في بيت أبيها ثلاثة أيام ثم أخذها إلى دار زوجه ما في اليوم الرابع

قصة زواج والدي النبي

وفي أول ليلة لها في بيت زوجها نامت سيدة آمنة فرأت في منامها شعاعا من النور كأنه ينبثق من رحها فيضيء الدنيا من حولها وسمعت هاتفا يهتف بها لقد حملت بسيد هذه الأمة صلى الله عليه وسلم

قصة زواج والدي النبي

وهناك رواية أخرى عن زواج عبد الله بن عبد المطلب بآمنة بنت وهاب تقول إن عبد المطلب كان في تجارة إلى اليمن وصادفه هناك أحد أحبار اليهود فأخبره أن يعود إلى مكة ليتزوج من بني زهرة.

فعاد عبد المطلب وخطب من وهيب ابن عبد مناف ابنته هالة وتزوجها وخطب أيضا من عمها وهب ابن عبد مناف ابنته آمنة لبنه عبد الله وبذلك يكون عبد الله صهرا لأبيه عبد المطلب.

وما هي الا أيام معدودة لم تتجاوز سوى عشر أيام رحل عبد الله تاركا عروسة ليلحق بالقافلة التجارية المسافرة الى غزة والشام ومضى شهر والثاني وعبد الله ابن عبد المطلب لم يعد حيث أصيب بمرض شديد اثناء الرحلة

وعندما علم عبد المطلب ابن هاشم بمرضه ارسل ابنه الحارث لرعاية شقيقه عبد الله ولكنه وحين وصل إليه كان عبد الله قد توفي

وهكذا أصبحت آمنة ارملة بعد بضعة اشهر من زواجها وقبل ولادة طفلها الوحيد ولم تحتمل العروس الخبر وكادت تموت من فرط الألم والحزن حتى انزل الله عز وجل عليها سكينته وشغل تفكيرها بجنينها الذي تحمله ورأت في منامها انه سيكون سيد الامة

وكان حمل آمنة هينا لينا لم تشعر فيه بالثقل كما كانت تشعر النساء وبهذا لم يدم زواج عبد الله ابن عبد المطلب من آمنة بنت وهب طويلا ما ان حملت آمنة بنت وهب من زوجها عبد الله ابن عبد المطلب

حتى قدر الله عز وجل ان يتوفى عبد الله الذي مات قبل ان يري من آمنة سيد الخلق سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم

قصة زواج والدي النبي

وفي النهاية هناك الكثير والكثير من الدروس المستفادة من قصة زواج والدي رسول الله عليه الصلاة والسلام عبد الله بن عبد المطلب وآمنة بنت وهب

أولهما ان الله تعالى مهد لعبده ونبيه محمد ابن عبد الله للبعث من قبل ان يولد عليه الصلاة والسلام فقد افتدي الله تعالى جده إسماعيل ابن إبراهيم عليه السلام بالكبش وافتدى اباه عبد الله ابن عبد المطلب بمئة من الإبل

دمتم في رعاية الله وامنه وسنبدأ السيرة النبوية الشريفة في قادم المقالات.

 

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في قصص وحكايات
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف قصص وحكايات
  • الاكثر شيوعا