عقبة بن نافع هو واحد من أعظم القادة المسلمين في التاريخ، قضى حياته كلها في نشر الإسلام وبناء المساجد، فاتح شمال أفريقيا، والمسلم اللي أراد فتح أمريكا صاحب الدعوة المجابة عقبة بن نافع فيا ترى من هو عقبة بن نافع؟ وما سبب تسميته بذلك بالاسم ؟ وما هي قصة حياته، وأهم أعماله؟
وكيف قدر إنه يفتح شمال أفريقيا والمغرب في فترة قصيرة جدا، وما هي الحروب والمعارك التي خاضها؟ وهل عقبة بن نافع من الصحابة ولا التابعين؟ ولماذا لم يفتح عقبة بن نافع الأندلس؟ وما سبب تسمية عقبة بن نافع بصاحب الدعوة المجابة؟ وكيف كانت نهايته؟ و يا ترى إيه هو مصير فتوحات عقبة بن نافع من بعده،
ومنهم البربر؟ وكيف كانت أحوالهم في تلك الفترة؟ وليه غادروا ب عقبة بن نافع؟ ومن هو كسيلة ؟ وما هي علاقته بعقبة بن نافع؟
من هو عقبة بن نافع
عقبة بن نافع هو التابعي الذي فتح شمال افريقيا مثل المغرب وغيرها كما انها اطلق عليه صاحب الدعوة المستجابة ومن اعظم القادة في عهد الخلفاء الراشدين ثم في عهد الدولة الاموية
فقبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم بسنة واحدة، وتحديدا في مدينة مكة، نشأ عقبة ابن نافع بن عبد قيس الفهري، وكان أبوه نافع من أشراف مكة، وأوائل من أسلموا،
أما سبب تسمية عقبة بن نافع بذلك الاسم فهو تيمنا بالاسم اللي كان يطلق على عدد كبير من فرسان قريش الأقوياء، وعلى الرغم من إن عقبة بن نافع نشأ في عهد الرسول، لكنه يعتبر من كبار التابعين وليس من الصحابة.
وفي شبابه تدرب عقبة على فنون الحرب والمبارزة على إيد ابن خالته عمرو ابن العاص
قصة عقبة بن نافع وفتوحاته
وفي عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه شارك عقبة بن نافع مع والده في الجيش اللي تم إرساله لفتح مصر بقيادة عمرو بن العاص فظهرت كفاءته وشجاعته الحربية، مما شجع عمرو بن العاص بعد فتح مصر لإرساله بجيش من 20,000 جندي لفتح بلاد النوبة في الجنوب سنة 642 ميلاديا،
وبالقرب من مدينة دنقلا في شمال السودان حاليا اشتبك المسلمين وعقبة بجيش مملكة المقرة ودارت بينهم معركة دنقلا الأولى.
وفي المعركة دي تميز النوبيين بدقتهم الكبيرة في التصويب بالسهام على عيون الجنود المسلمين ونجح النوبيين في قتل ما بين عشرة ل15,000 من المسلمين.
وبأوامر من عمرو بن العاص، تراجع عقبة بجيش المسلمين إلى مصر، وقتها كان عمرو بن العاص تمكن من فتح إقليم برقة ومدينة طرابلس في ليبيا.
وخلال حصاره لمدينة طرابلس أمر ابن العاص عقبة بن نافع بالتوجه إلى الواحات ما بين برق او مدينة زويلة لفتحها وضمان عدم تحولهم لأماكن تتجمع فيها قوات البربر.
وللي الذي لا يعرف فقبائل البربر أو الأمازيغ زي ما البعض يحب التسمية دي هما السكان الأصليين للمنطقة الممتدة من واحد سيوة في مصر إلى المغرب، واللي لا يزال وحتى الآن أغلبية كبيرة في تلك المناطق،
وفي الوقت ده كانت منطقة شمال أفريقيا اللي تضم ليبيا وتونس والجزائر والمغرب حاليا يتصارع على حكمها عدة أطراف، هما الإمبراطورية البيزنطية أو الروم اللي حكموا تلك البلاد لفترة طويلة جدا من أيام الإمبراطورية الرومانية، واللي أرادوا تأكيد سيطرتهم عليها ومنع المسلمين من فتحها.
والقوط الغربيين في اسبانيا اللي كان هدفهم السيطرة على سواحل المغرب والتصدي لأي خطر يأتي منها.
وأخيرا، البربر اللي ملوا من حكم الروم ليهم وتعصبهم الديني وضرائبهم العالية، واحتقارهم للبربر،
لكن البربر لم يكونوا متحدين، بل منقسمين لعدة قبائل متسارعة يتحالف أغلبها مع الروم أو القوط، وبمرور الوقت ضعفت قوتهم بسبب حروبهم وثوراتهم الكثيرة ضد الروم.
أما عن ديانتهم، فقد اعتنق عدد قليل من البربر المسيحية، أما الأغلبية ففضلوا على الأديان الوثنية القديمة.
ومكافأة له عين عمرو بن العاص عقبة بن نافع والي على برقة والمناطق اللي فتحها. وقتها أراد عمرو بن العاص استكمال فتح شمال أفريقيا لكن الخليفة عمر بن الخطاب رفض.
ومن بعد عمر بن الخطاب تولي عثمان بن عفان رضي الله عنه الخلافة، فعزل عمرو بن العاص عن مصر، وعين بدلا منه، عبد الله بن أبي السرح، ووافق على فتح شمال أفريقيا،
و سنة 27 هجريا، خرج عبد الله بن أبي السرح بجيش من مصر عدده 20,000 مقاتل، فانضم له عقبة بقواته، وقتها كانت منطقة إفريقية اللي هي تونس حاليا تحت حكم البطريرك جريجوري، الذي استقبل بها عن الإمبراطورية البيزنطية، وجمع جيش ضخم من 120,000 جندي واشتبك مع المسلمين في معركة شرسة،
هي معركة سبيطلة انتهت بانتصار المسلمين وفتح أجزاء من جنوب تونس، وإجبار الروم على دفع الجزية،
فعاد بعدها عقبة بن نافع إلى بركة واستمر في منصبه 13 عام وخلال السنوات دي توقفت حركة الفتوحات الإسلامية وخرجت ليبيا وتونس من إيدي المسلمين بسبب اشتعال الفتنة في الدولة الإسلامية بين معاوية بن أبو سفيان و الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه،
فقرر عقبة اعتزال الفتنة، ولم يشارك فيها، وركز على الدعوة ونشر الإسلام بين البربر إلى أن سقطت الدولة الخلافة الراشدة وتأسيس الدولة الأموية سنة 41 هجريا.
ولو حابب تعرف أكتر عن الخلافة الراشدة والدولة الأموية يمكنك الاطلاع عليها من هنا .
بعد أن آلت الخلافة لمعاوية بن أبو سفيان، عاد عمرو بن العاص والي على مصر، فأرسل سنة 42 هجريا جيشين واحد بقيادة معاوية ابن حديج لفتح إفريقية للمرة الثانية، و الجيش التانئ بقيادة عقبة بن نافع أرسله لفتح مدن، ودان و غدامس والمناطق المجاورة لهما.
وسنة 666 ميلاديا، عين معاوية ابن أبو سفيان عقبة بن نافع على ولاية إفريقية، وكانت وقتها منطقة شمال إفريقيا كثيرة التمرد على الحكم الإسلامي، وعرف عن أغلب قبائلها الغدر والخيانة
فأول ما جيوش المسلمين تنسحب بيرتد البربر عن الإسلام، ويقتلوا امن معهم من المسلمين.
وكانت أول أعمال عقبة هي تسبيت الفتوحات الإسلامية، ومع كل مدينة بيتم فتحها، كان عقبة يترك فيها مجموعة من المسلمين لتعليم أهلها الإسلام،
وبعدما استقر الوضع للمسلمين أمر عقبة بتأسيس مدينة جديدة سماها القيروان سنة 670 ميلاديا عشان تكون مقر الحكم ومركز للجيوش والدعوة الإسلامية.
وأنشأ فيها جامع القيروان الكبير المعروف بجامع عقبة بن نافع، واللي كان أول مسجد في بلاد المغرب الإسلامي.
لكن يا ترى ما هو سبب تسمية عقبة بن نافع بلقب صاحب الدعوة المجابة؟
كانت المنطقة اللي تبني فيها مدينة القيروان مليئة بالأسود والأفاعي، فوقف عقبة بن نافع قبل البدء بالبناء ودعا الله مع المسلمين، ونادى أيتها الحيات والسباع، نحن أصحاب رسول الله، فارحلوا عنا، فإن نازلون ومن وجدناه بعد هذا قتلناه.
وقال المؤرخين إن بعد الدعوة دي خرجت الأسود والأفاعي أمام أعين عقبة والمسلمين، ومن وقتها ولمدة 40 عام بعد إنشاء القيروان لم يرى السكان فيها أفعى أو أسد،
وكان الموقف ده وغيره السبب في وصف عقبة بن نافع بانه مجاب الدعوة،
لم يستمر عقبة بن نافع في ولايته الأولى على إفريقيا، فالسنة 55 هجريا قام معوية ابن أبو سفيان بعزله، وتم تعيين أبو المهاجر دينار بدلا منه، لكن المفاجأة إنه قام باعتقال عقبة بن نافع وسجنه وأساء إليه.
في تلك الفترة ظهر شخص سيكون له دور مهم جدا، بعد كده، مثلما سنري كمان شوية اسمه كسيلة زعيم قبيلة قربة الأمازيغية اللي جمع حوله قبائل البربر ونصب نفسه ملك على مملكة ألطافا وأسلم سنة 56 هجريا، وتحالف مع أبو المهاجر وتعاون الاثنين في فتح بعض المناطق البيزنطية.
بعد معاوية بن أبو سفيان تولى ابنه يزيد الخلافة، فأعاد عقبة بن نافع والي على إفريقية للمرة الثانية سنة 62 هجريا وأرسل معه جيش من 10,000 مقاتل فلما وصل الي تونس اعتقل أبو المهاجر لفترة وأفرج عنه،
وركز بعدها عقبة على استكمال الفتوحات، فنصب زهير بن قيس نائب على القيروان، وجهز جيش من 15,000 جندي انضم له عدد كبير من البربر الذين أسلموا وانطلق عقبة في سلسلة من الفتوحات،
فقام بفتح مدينة بغاية بعد حصارها و توجه لمدينة تاهرت فطلب البربر فيها مساعدة الروم، لكن نجح عقبة في هزيمة الروم والبربر.
كان أبو المهاجر دينار مشارك في تلك الحملة ونصح عقبة بن نافع بعد مهاجمة مناطق قبيلة قربة اللي كوسيلة زعيم عليها، لأن كوسيلة حليفه وأسلم، لكن عقبة لم يستمع له، فكان فيه شكوك، إن كسيلة منافق، وأسلم خوفا من المسلمين، فغضب كسيلة، وانتظر اللحظة المناسبة للانتقام من عقبة بن نافع،
وتحرك بعدها عقبة إلى بلاد المغرب لفتح مدينة طنجة، فهزم من البربر على طول الطريق إلى هناك. ومن نصر لنصر، وصل عقبة لمدينة طنجة التابعة لمملكة القوط، ف عقد الصلح مع يوليان حاكم طنجة وسبتة.
كان عقبة بن نافع سابق لعصره، وعنده طموح كبير، فقد أراد عقبة فتح الأندلس اللي هي اسبانيا والبرتغال حاليا، واللي تم فتحها بعده بحوالي 30 سنة لكن يوليان نصحوا إن يستكمل فتح المغرب الأول، حتى لا يجعل البربر والروم وراءه والقوط أمامه،
فتخلى عقبة عن فكرة فتح الأندلس، وتابع تحركاته جنوبا، ففتح مدينة أغمات، ومنها اتجه غربا لفتح ما تبقى من ساحل المحيط الأطلنطي، حتى مدن أغادير وماسا، عشان بكده ينجح في فتح المغرب الأقصى بالكامل.
لم يكتفي عقبة بن نافع بما فتحه من بلاد المغرب، فقد أراد أن يعبر المحيط الأطلنطي ويفتح أمريكا فبعد وصوله بجيش المسلمين لسواحل المغرب على المحيط الأطلنطي سار بفرسه في مياه المحيط وقال لو أعلم أن خلف هذا البحر أرض لعبرته إليها مجاهدا في سبيل الله.
لكن وقتها لم يكن هناك احد يعرف إن ورا المحيط الأطلنطي ده قارتين، هما الأمريكيتين اللي تم اكتشافهم بعد كده سنة 1492، فتخيل لو إن عقبة بن نافع كان يعرف حاجة زي كده يا ترى كان يعمل إيه وقتها؟ قل لنا في التعليقات
كان عقبة بن نافع بجيشه ده زي السهم المنطلق اللي مفيش أي حد قدر يقف في طريقه وعلى طول مسيرته بجيشه بني عقبة المساجد في المناطق اللي فتحها، ودعا أهلها إلى الإسلام، فاستجاب الكثير منهم، وانضم بعضهم إلى الجيش الإسلامي،
استشهاد عقبة بن نافع
لكن في طريق العودة إلى مدينة القيروان، ترك كسيلة جيش عقبة بن نافع، و لأنه لم يكن بالقوة الكافية للوقوف في وجه القوة الجبارة للجيش الإسلامي بقيادة قائده الأنجح عقبة بن نافع قرر كسيلة التحالف مع الروم ضد المسلمين، وجمع قوة ضخمة بلغت 50,000 جندي،
وفي ذلك الوقت كان عقبة بن نافع وزع جيشه في كل أنحاء الجزائر والمغرب لتأمين المدن اللي تم فتحها، ولم يتبقى معه إلا حوالي 300 جندي فقط، معظمهم من الصحابة والتابعين.
وسنة 63 هجريا و بالقرب من مدينة تهودة جنوب جبال الأوراس انقض كسيلة بجيشه من البربر والروم على قوات عقبة بن نافع وخاضوا ضد المسلمين معركة شرسة غير متكافئة، انتهت باستشهاد عقبة بن نافع، وأغلبية من معه،
وفي نفس السنة دخل كسيلة القيروان وأصبح حاكم على شمال إفريقيا، وقتها قرر زهير بن قيس نائب عقبة على القيروان الانسحاب بمن معه من المسلمين والعودة إلى برقة لكي تنتهي بذلك، فتوحات عقبة بن نافع مع استشهاده.
لكن مجهودات عقبة بن نافع وبطولاته لم تضع هباءا ، فهي كانت الأساس اللي بنى عليه كل من جاءوا من بعده، مثل زهير بن قيس و حسان بن النعمان وموسى بن نصير وطارق بن زياد اللي نجحوا في فتح شمال أفريقيا والمغرب نهائيا سنة 91 هجريا،
ونجحوا في فتح تلك البلاد بعد أن استغرق فتحها حوالي 66 سنة، كان عقبة بن نافع هو السبب في تعرف البربر على الفرق بين الحكم الإسلامي وما فيه من عدل وسلام وبناء بحكم زعماء البربر الطغاة من بعده مثل كسيلة وكاهنة جبال الأوراس اللي كان حكمهم مليء بالظلم والفساد،
وكانت عزيمة عقبة و حماسه وحبه للجهاد دافع للقادة اللي جاءوا من بعده لاستكمال مسيرته، ومع تقدم الفتوحات الإسلامية دخل البربر في الإسلام، وظهر منهم قادة مسلمين عظماء، كان ليهم دور في فتح الأندلس فيما بعد،
وكنا تلكمنا في مقالة قبل كده بالتفصيل عن فتح الأندلس يمكنك الاطلاع عليه من هنا، لكن على الرغم من كل الإنجازات دي لم يسلم عقبة بن نافع من محاولات تشويه صورته، فقد اتهموا والبعض بالشدة، وإجبار الأمازيغ على الإسلام، والإمعان في القتل، وإهانة أمرائهم، ووصفوا انتشار الإسلام في شمال أفريقيا بإنه لم يكن فتح إسلامي بلغز وعربي،
وهي اتهامات ضعيفة ومردود عليها، ولا يمكن مقارنتها بجرائم الروم أو القوط، أو الاستعمار الأوروبي، ف الفتح الإسلامي لشمال أفريقيا لم يشارك فيه العرب فقط، وإنما ساهم فيه عدد كبير من مسلمي البربر .
وتكريما لعقبة بن نافع بعد قصيرة من استشهد. رئيس مسجد سيدي عقبة فوق ضريحه في نفس المكان اللي استشهد فيه عقبة بن نافع ومن معه ونشأت حول المسجد ده مدينة بنفس الاسم سيدي عقبة واللي لا تزال حتى الآن من أهم وأشهر المدن التاريخية في دولة الجزائر حاليا،