ماهو يوم التروية في الحج

ماهو يوم التروية في الحج
ماهو يوم التروية في الحج

جدول المحتوي

ماهو يوم التروية في الحج

يوم التروية في الحج هو أول أيام الحج وهو اليوم الثامن من أيام عشر ذي الحجة المباركة التي قال الله فيها في كتابه العزيز {وَلَيَالٍ عَشْرٍ (2)} وسمي بيوم التروية لأنه اليوم الذي يروي فيه الناس الماء من مكة الى منى وقيل من مكة الى عرفه لأنه ليس في ذلك المكان ماء فيحتاجون الى ان يحملوا معهم الماء فهو من التروية من الريء

ومن روى الماء اذا جمعه وحمله اصطحبه معه في الرواية وغيرها من وسائل الحمل وقيل ان يوم التروية سمي بهذا الاسم لأنه اليوم الذي رأى فيه ادم حواء لكن هذا ليس ثمة له اصل يمكن ان يستند اليه هو مما قيل اقيل لأنه اليوم الذي ترآءا فيه إبراهيم ما امره الله تعالى به من ذبح ابنه إسماعيل

والترائي هنا اما ان يكون من الرؤية التي اريها {يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ} واما ان يكون من التفكير في تلك الرؤية وماذا يصنع بهذه الرؤية التي هي وحي من الله وهي امر عظيم شديد على نفسه وعلى ولده

فهذه ثلاثة أسباب قيلت في سبب تسمية يوم التروي بهذا الاسم وعلى كل حال اليوم لا يفعل الناس شيء من هذا لا يرون فيه الماء وما يتعلق برؤية ادم الحواء لا يصح عن ثبوتها وكذلك قضيه رؤية إبراهيم عليه السلام او او الرؤية التي راها او التفكير في الرؤية التي رأها لا نعلم لذلك اصل

وانما نذكر هذا فقط لمعرفة ماذا قاله العلماء وماذا قال المؤرخون في سبب تسمية يوم التروية بهذا الاسم انما التروية هو يوم الثامن من ذي الحجه وهو مشهور بهذا الاسم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم بانه يوم التروية

يوم التروية هو اول أيام الحج النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم خرج من المدينة متجها الى مكة لخمس بقينا من ذي القعدة أي تقريبا السادس والعشرين من ذي القعدة انت ارتحل بها من المدينة الى مكة ووصل مكة في اليوم الرابع حيث بلغها لأربع خلونها من ذي الحجه

فجاء صبيحه يوم الرابع الى مكة صلوات الله وسلامه عليه طاف وسعي طاف طواف القدوم وسعي الحاج صلوات الله والسلام عليه وقد امر أصحابه قبل ان يقدم مكة ان يجعلها عمره توجيها لهم

وذلك في حق من لم يسق الحديث ونبي قد اصطحب معه بدنه وقلدها من المدينة قلدها وقلدها أي جعل عليها شعار علامة تعرف انها هدوة عن سائر ما يسوقه الناس من الابل فقال لأصحابه اجعلها عمره

لما فرغ من طوافه وسعيه صلوات الله والسلام عليه الصلاة امر الناس بان يحلوا امرا لازما فشق على الناس فقال صلى الله عليه وسلم لو استقبلت من امر ما استدبرت لما سقت الهدي ولجعلتها عمره ولكني سوقت الهدي فلا احل حتى يبلغ الهدي محله أي يوم النحر

النبي صلى الله عليه وسلم بقي محرما وتحلل الصحابة تحللوا من عمرتهم الذين لم يسوقوا الهدي

فجميع من مع النبي صلى الله عليه وسلم ممن لم يسوقوا الهدي تحلل في تلك الحجه لأمره صلوات الله وسلامه قبل الحجور اعلي مكة لما فرغ النبي صلي الله عليه وسلم من الطواف والسعي اتجه الي الحجور ولم يأت البيت بعد ذلك

أي لم يأت في مدة اقامته في الحج الى البيت للطواف او للصلاة في المسجد الحرام او تكرار العمرة كما يفعله بعض الناس ولم يأمر أحدا بذلك ولم يندب ولم ينقل عن احد انه فعله في ذلك الوقت

أعمال يوم التروية

بقوا الناس الى ان جاء اليوم الثامن وهو يوم التروية فأمرهم النبي صلى وسلم ان يهلوا بالحج من أماكنهم فأهلوا بالحج رضي الله تعالى عنهم أي لبوا بالحج وبهذا يكونوا هنا متمتعين هذا من ام يسوق الهدي كانوا قد فرغوا من عمرتهم واهلوا بالحج

فتوجه النبي صلى الله عليه وسلم ضحى يوم الثامن يوم التروية الى منى فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء من يوم الثامن يوم التروية والفجر من يوم عرفه هذه الصلوات الخمس فعلها النبي صلى الله عليه وسلم في يوم التروية اليوم الثامن من ذي الحجه في منى

وهذا هو السنة في حق الحجيج ان يحرموا ضحى يوم التروية يوم الثامن وضحا وان يبقوا على احرامهم الى الى ان يفرغوا من اعمال النسك والسنة لهم

اذا السنة ان يحرموا بالحج في يوم التروية يوم الثامن ويصلوا الظهر محرمين والسنة ان يأتوا لهذه الصلوات في منى فعندنا سنه ولذلك من لم يتيسر له المجيء الى منى فانه يسن له ان يحرم وان كان في غير منى في مكة في العزيزية في أي جهة من جهة الحرم يحرم ويصلي الظهر محرما

لكن يسن ان يأتي الى منى ويبقى فيها متعبدا لله عز وجل وهذا المجيء يقول قائل ماذا يصنع الناس في منى يوم التروية يوم الثامن ما هو العمل الذي يعملونه في منى يوم التروية يوم الثامن

ليس ثمة عمل من رمي من عمل يتعلق بالنسك من حلاقه ليس ثمة عمل في يوم التروية فالناس يأتون الي منى لذكر الله وعبادته وذكره بالصلاة والتعبد له بالإقامة في هذا الوادي المبارك وفي هذه المنازل الطاهرة تقربا الى الله بالبقاء في هذه البقعة ذاكرين الله بقلوبهم وبألسنتهم وبأعمالهم التي يتقربون بها الى الله عز وجل

لكن ليس ثمة عمل محدد انما جاء النبي صلي الله عليه وسلم وكل من جاء ووصف حج النبي صلي الله عليه وسلم قالوا انه صلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر في منى

فتعبد الله بالمجيء هو بالمكث في هذا المكان وشهود هذه الصلوات في هذه البقعة المباركة

ماهو يوم التروية في الحج

حكم مجيء الحجاج الى منى في يوم التروية

حكم مجيء الحجاج الي منى في يوم التروية انه سنه بالاتفاق لا خلاف بين العلماء فهو سنه وليس واجبا فيسن للحجيج ان يأتوا ولا يجب عليهم فلا اثم عليه على من تأخر ولم يأتي او من ذهب مباشره الى عرفه في اليوم التاسع فالمجيء الى منى هو سنة

لكن لما نقول سنه لا يعني هذا ان يتخفف الناس منها بل ينبغي لهم من يحرص عليها لان هذه السنة لها تأثير في تحضير القلب وتهيئته لليوم الذي يأتي لذلك انظر الى ان الشريعة في الفرائض قدمت بمقدمات تحضر القلب لتلك العبادة

واضرب لذلك مثلا الصلاة كل فريضه من الفرائض يسن ان يصلي المسلم قبلها ركعتين اما سنن راتبه واما سنة مطلقه لقول النبي صلى الله عليه وسلم (ما مِن صلاةٍ مفروضةٍ إلَّا وبين يديها رَكعتانِ) المصدر سلسلة الاحاديث الصحيحة

 الصلاة الركعتين السنة قبل الفرض هي تهيئه اعداد القلب تهيأة للروح في اقبالها على الفريضة حتى اذا جاءت الفريضة وقد استعدت وتهيئت للأقبال على الله عز وجل

أيضا في الصوم النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان يصوم شعبان حتى انه قيل انه يصومه كله او اكثره صلوات الله وسلامه لماذا لأنه يهيئه للصيام رمضان

وهكذا المجيء الى منى في يوم الثامن هو تهيئه لليوم العظيم الذي هو ركن الحج الأعظم وهو المجيء الى عرفه الحج عرفه كما قال النبي صلى الله عليه

انما المقصود لو قال قائل ما الحكمة من المجيء الحكمة ان تتهيأ النفوس وتتروض على الذكر والعبادة والدعاء والاخبات على الله تعالى ولزوم امره حتى اذا جاء يوم عرفه يكون انسان قد تهيا لذلك اذا عرفنا ان حكم المجيء الى منى في يوم التروية سنه وليس واجبا

وعليه فانه من لم يتمكن لا نقص في حجه من حيث من نقص الذي يخيل بالحج او ينقص اجره ولكن ينقص اجر السنه المتعلقة بهذا العمل أحيانا لا يستطيع الانسان ان يأتي لكونه ليس له مكان هذا لا شيء عليه تسقط عنه السنه لعدم امكان فعلها

أيضا أحيانا لا يستطيع المجيء لأنها مرتبط برفقه لهم ترتيب معين في التفويج كان يذهب مثلا الي عرفه في في مساء يوم الثامن او يباشرون المسير من مساكنهم الى عرفه في ضحى يوم التاسع فهذا لا حرج عليه لأنه لا يملكه مسكنا واقتضت المصلحة او الحاجه ان يبقى مع رفقته.

 

Facebook
X
Telegram
LinkedIn
Tumblr
Reddit
Scroll to Top