في تلك المقالة سوف نوضح شرح وصحة حديث أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه ونعرف ما هو حكم أكل مال العامل أو الأجير فتابعوا المقالة لمعرفة كل ذلك.
صحة حديث أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه
أولا حديث أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه
عن عبدالله بن عمر قال أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال (أعطوا الأجيرَ أجْرَه قَبلَ أنْ يَجِفَّ عَرَقُه.) رواه ابن ماجة
ثانيا صحة حديث أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه
درجة حديث أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه هذا حديث ضعيف وضعفه جمع من أهل العلم لكن معناه صحيح وهناك حديث آخر صحيح له نفس المعني عند البخاري ونص الحديث الصحيح هو :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه (قالَ اللَّهُ: ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَومَ القِيامَةِ: رَجُلٌ أعْطَى بي ثُمَّ غَدَرَ، ورَجُلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ، ورَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفَى منه ولم يُعطِه أجرَه)
فهذا الحديث حديث ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَومَ القِيامَةِ الذي ذكرناه حديث صحيح رواه البخاري في صحيحه
أما عن صحة حديث أعطوا الأجير حقه قبل أن يجف عرقه فهذا حديث ضعيف لا أصل له كما ذكر أهل العلم والله أعلم.
حكم أكل مال العامل أو الأجير
ما هو حكم أكل مال العامل أو الأجير
إن الله رب العالمين قد فاوت بين الناس فيما أعطاهم من الأموال والأرزاق والعقول والفهم وذلك لحكمة بالغة أبان الله عز وجل عنها في قوله تعالي في سورة الزخرف
{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ (32)}
أي ليسخر بعضهم بعضا في الأعمال والحرف والصنائع وغير ذلك فلو تساوى الناس جميعا في الغنى ولم يحتج بعضهم إلى بعض لتعطلت كثير من مصالحهم ومنافعهم
ولما كان الناس لا غنى له عن الأجراء والعمال كأن لا بد على من استأجر أجيرا يعمل عنده سائقا أو خادما أو حرفيا أو غير ذلك أن يعرف الحق الذي للعامل أو الأجير.
وأن يحرص على وفائه إياه كما يحرص صاحب العمل على أن يستوفي عمله أو حقه من الأجير كاملا.
ما هو عقاب أكل مال العامل أو الأجير
فأيها القارئ الكريم ان من الواجبات الجلية واللوازم القوية على أرباب العمل أن يوفوا الاجراء والعمال حقهم كاملا غير منقوص عاجلا آجل
قمن نكث العهد وأخلف الوعد فقد تزي النفاق واستحق العقوبة من الله عز وجل يوم التلاق .
وقد وضحنا هذا النص من الحديث الذي قلناه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه (قالَ اللَّهُ: ثَلاثَةٌ أنا خَصْمُهُمْ يَومَ القِيامَةِ: رَجُلٌ أعْطَى بي ثُمَّ غَدَرَ، ورَجُلٌ باعَ حُرًّا فأكَلَ ثَمَنَهُ، ورَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أجِيرًا فاسْتَوْفَى منه ولم يُعطِه أجرَه)
فبعد أن انتهى العامل من عمله عمله أبي صاحب العمل أن يعطيه حقه أو أجرته فهذا الرجل يخاصمه الله عز وجل يوم القيامة.
وأخرج الحاكم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {إنَّ أعظمَ الذُّنوبِ عندَ اللهِ رجلٌ تزوّج امرأةً ؛ فلما قضى حاجتَه منها طلَّقها و ذهب بمهرِها ، و رجلٌ استعمل رجلًا فذهب بأُجرتِه ، و آخرُ يقتلُ دابَّةً عبَثًا}
لذلك نناشد أصحاب العمل نناشد الأغنياء الذين يحتاجون إلى العمل أو يحتاجون إلى العمال لقضاء حوائجهم ومصالحهم نقول لهم احذروا من المماطلة في أداء الحقوق إلى أصحابها
لأن المماطلة في أداء الحقوق ظلم والنبي صلى الله عليه وسلم قال ورد في صحيح البخاري من حديث أبو هريرة {مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ، فإذا أُتْبِعَ أحَدُكُمْ علَى مَلِيٍّ فَلْيَتْبَعْ}
أي المماطلة في رد الحقوق وأدائها إلى أصحابها ظلم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم فنناشد أصحاب الأعمال أو أصحاب الأموال الذين يحتاجون إلى العمال فنقول لهم :
أحذر أن تستخدم جاهك أو سلطانك أو قوتك في المماطلة مع الفقير والعامل في إعطائه حقه وأعلم أن العامل وإن كان لا يملك من الجاه أو السلطان أو القوة ما يسترد به حقه فإنه يملك سلاحا قويا جدا ربما لا تملكه أنت وهو الدعاء عليك
ودعوة المظلوم مستجابة كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه البخاري من حديث ابن عباس (ان رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ بعَثَ معاذَ بنَ جَبلٍ إلى اليمَنِ، فقالَ اتَّقِ دَعوةَ المظلومِ؛ فإنَّهُ ليسَ بينَها وبينَ اللَّهِ حجابٌ)
هذا والله اعلي وأعلم وصلي اللهم وسلم علي سيدنا محمد وعلي اله وصحبه وسلم وللمزيد من الفتاوي الدينية يمكنك الاطلاع عليها من هنا .
وذلك فيديو يوضح حكم أكل مال العامل أو الأجير