عن الفرق بين صلاة الفجر والصبح فلقد فرض الله عز وجل علينا الصلاة وجعلها الصلة التي بيننا وبين الله تعالى فما من ثلث الليل الأخير يأتي وتدعو الله عز وجل الا استجاب الله سبحانه وتعالى لك.
وعند الصلاة تقوم الملائكة بالطواف حولك لتسمع دعاءك فالصلاة هي رحمه من عند الله سبحانه وتعالى فرضها لنا حتى نعبده ونرجوه ويسمعنا سبحانه وتعالى فينبغي على المسلم ان يجاهد نفسه وان يكون حريصا على أداء الصلاة في وقتها وفي جماعة.
فذلك هو الاحسن والأفضل فاذا كان الانسان مستيقظا وسمع اذان الفجر يجب عليه النهوض للصلاة في وقتها، ولكن ما هو الفرق بين صلاه الفجر وصلاة الصبح فهذا ما سنعرفه في المقالة.
ما هو الفرق بين صلاة الفجر والصبح؟
من اساسيات الصلاة ان من شروط صحتها الدخول في وقتها المحدد لها شرعا وتحديد مواقيت الصلاة وقد بينها القران الكريم قال الله سبحانه وتعالى في سوره النساء {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا (103)} .
وقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيسنته المواقيت بيانا واضحا لا لبس فيه ففي حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما بيان وقت كل صلاه وجاء فيه ان وقت الصبح من طلوع الفجر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ووقْتُ صلاةِ الصبحِ من طلوعِ الفجرِ ما لم تطلُعِ الشمسُ) المصدر : صحيح الجامع
وقال الامام بن باز رحمه الله ان صلاه الصبح هي صلاة الفجر فليس هناك فرق بينهما صلاة الصبح هي صلاة الفجر ليس هناك صلاتان فصلاة الفجر هي صلاه الصبح وهي ركعتان فريضه بإجماع المسلمين بعد طلوع الفجر وقبل طلوع الشمس
ركعتان يؤديها الرجل في الجماعة الا المريض الذي لا يستطيع ان يصليها في الجماعة فيصليها في بيته والمرأة كذلك تصليها في البيت قبل الشمس.
ولا يجوز تأخيرها الى ما بعد طلوع الشمس بل يجب ان تؤدى الصلاة قبل طلوع الشمس والأفضل في اول وقتها في وقت الغلس مع بيان الفجر واتضاح الفجر وانشقاقه.
يقال لها صلاة الفجر ويقال لها صلاة الصبح ويجب على المسلم ان يعتني بها ويحافظ عليها في وقتها ولا يجوز له تأخيرها الى طلوع الشمس كما يفعل بعض الناس يؤخرون حتى يقومون للعمل فهذا منكر عظيم وهو كفر عند جمع من اهل العلم نسال الله العافية.
فالواجب الحذر وان يحافظ عليها كل مسلم في وقتها الرجل والمرأة جميعا ويشرع ان يؤدي قبلها ركعتين سنه راتبة كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعلهما ويحافظ عليهما عليه الصلاة والسلام.
تقول سيدتنا عائشة رضي الله عنها وعن أبيها (- لَمْ يَكُنِ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علَى شيءٍ مِنَ النَّوافِلِ أشَدَّ منه تَعَاهُدًا علَى رَكْعَتَيِ الفَجْرِ.)
وكان يقول صلى الله عليه وسلم (ركعتَا الفجرِ خيرٌ من الدُّنيا وما فيها)
لذلك ينبغي المحافظة عليهما أي ركعتا سنة الفجر خفيفتان يقرا فيهما بالفاتحة وقل يا أيها الكافرون في الركعة الأولى وفي الثانية يقرا الفاتحة وقل هو الله احد هذا هو الأفضل اذ هي سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
او يقرا بآية البقرة {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (136)} يقرا ذلك في الركعة الأولى
وفي الركعة الثانية يقرا الآية من آل عمران الآية ال 64 يقول الله تعالى {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (64)}
وفعل النبي صلى الله عليه وسلم هذا وهذا وان قرأ بغير ذلك فلا باس ان قرا مع الفاتحة بغير ذلك فلا حرج لكن كونه يقرأ بما قرأ به النبي صلى الله عليه وسلم فهذه هي السنة وذك افضل
ويقرا بهاتين السورتين أيضا في سنه المغرب بعد الفاتحة قل يا أيها الكافرون في الركعة الأولى وقل هو الله احد في الركعة الثانية ويقرأ بهما أيضا في ركعتي الطواف كل هذا فعله النبي صلى الله عليه وسلم.
يقرا بهاتين السورتين بعد الفاتحة في سنة الفجر وسنة المغرب وسنه الطواف قال بن رشد رحمه الله واتفقوا ان اول وقت الصبح طلوع الفجر الصادق واخره طلوع الشمس
الا ما روي عن ابن القاسم عن بعض الشافعية ان اخره الاسفار والاسفار في الفجر هو وقت ظهور النور بعد الغلس وانكشاف الظلمة سمي به لأنه يسفر أي يكشف عن الأشياء.
وعليه فوقت صلاه الفجر يبدأ من ظهور الفجر الصادق ويمتد الى ان تطلع الشمس لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (مَن أَدْرَكَ مِنَ الصُّبْحِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ) رواه البخاري.
وكانت دار الإفتاء قد اكدت انه ينبغي على المسلم ان يجاهد نفسه وان يكون حريصا على أداء الصلاة في وقتها وفي جماعة فذلك هو الاحسن والأفضل
فاذا كان الانسان مستيقظا وسمع اذان الفجر يجب عليه النهوض للصلاة في وقتها ويأثم اذا خرج وقتها وعليه التوبة والعزم مع كثره الاستغفار على عدم العودة الى مثل هذا الفعل مرة ثانية ثم يصلي ما فاته.
لقول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم (- مَن نَسيَ صَلاةً أو نامَ عنها، فإنَّ كَفَّارتَها أنْ يُصَلِّيَها إذا ذكَرَها.) رواه مسلم
تقول دار الإفتاء المصرية اما اذا نام المسلم عن صلاه الفجر غير متعمد فواتها ولم يجد من يوقظه لإدائها فلا حرج عليه في ذلك وعليه في هذه الحالة الإسراع الى أداء الصلاة متى استيقظ من نومه فقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم العذر لمن غلبه النوم طبعا او جهدا.
فعن ابي سعيد الخدري رضي الله عنه في قصه حديث صفوان بن المعطل رضي الله عنه وفيه قوله للنبي صلى الله عليه واله وسلم فانا اهل بيت قد عرف لنا ذاك لا نكاد نستيقظ حتى تطلع الشمس.
قال صلى الله عليه وسلم (فإذا استيقظتَ فصلِّ) رواه أبو داوود.
لذا ان الفجر هو الصبح والصبح هو الفجر وهذه الفريضة التي تعد فريضة في اول النهار يسن ان نؤدي قبلها ركعتين ثم نؤدي الفريضة.
كما ان بعض الفقهاء يطلق على السنة مسمى الفجر اما الفريضة فيطلق عليها الصبح وكثيرون من الفقهاء يسمون الفريضة الفجر والصبح فكلاهما تسمية لصلاة واحدة هي صلاه الفريضة وسنتها قبلها فيقولون سنة الصبح وسنة الفجر.
كما يجوز للإنسان اذا فاتته سنه الفجر ان يصليها بعد صلاة الصبح مشيرا الى انه ورد عن نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم انه فاتته سنه الفجر القبلية فقضاها بعد ان صلى الفريضة.
حيث انه اذا استيقظ الانسان من نومه وصلى الفجر كي لا تفوته الجماعة ولم يصلي ركعتي السنة فانه يجوز له ان يؤديهما بعد صلاة الفريضة.
اللهم انا نسالك الا تحرمنا صلاة الفجر سنتها وفرضها ونسألك ان تتقبل منا صالح الاعمال وان تثبتنا على العمل الصالح والإخلاص ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم وحسن الخاتمة والفردوس الأعلى من الجنة بغير حساب ولا سابقه عذاب.
هذا هو الفرق بين صلاة الفجر والصبح والله تعالى اعلى واعلم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين دمتم في رعايه الله وامنه والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
ولمعرفة المزيد من فتاوي الصلاة يمكنك الاطلاع عليها من هنا .
