كتبت روناء نصر عن انتشار الإسلام في مملكة مالي
تعد مملكة مالي من الممالك التي ذاعت شهرتها في العصور الوسطي والتي اشتهرت تجارياً بسبب كثرة المعادن بها خصوصا معدن الذهب وبسبب غياب مصادر محلية مكتوبة فإن أغلب المعلومات التاريخية التي وصلتنا عن تاريخ مالي
تأتى من كتابات لرحالة أو مؤرخين عرب ومغاربة مثل “العمري”،” وابن خلدون”، “ابن بطوطة”،” المقريزي” و”اليافعي”، وغيرهم.
كان من نتيجة انتشار الإسلام فى غرب إفريقيا وتفكك بعض الممالك وقيام عدة دول أو دويلات إسلامية في غرب افريقيا فى العصور الوسطى، فكانت أقدمها مملكة غانا وبظهور مملكة مالي اختفت مملكة غانا، كما اختفت مملكة الصوصو
وكانت مملكة التكاررة في حوض السنغال الأدنى قائمة في القرن ال(5ه/11م) كما قامت دولة صنغي في أواسط النيجر.
أثناء حركة الجهاد الكبرى التي صحبت قيام دولة المرابطين في المغرب الأقصى، وكانت مالي قد عرفت الإسلام كغيرها من بلاد غربي افريقية قبل حركة المرابطين، ولكن بفضلهم ازداد عدد الداخلين في الإسلام من أهل مالي،
ومن أبرز خصائص انتشار الإسلام في بلاد السودان الغربي أنه بدأ بالطبقات العليا والأسر الحاكمة ثم بعد ذلك بين الرعايا.
يعد من أعظم سلاطين مالي وترجع شهرته إلي ما بلغته في عهده من عظمة وقوة واتساع، وقد توسع في المملكة حتى تمتعت مالي بثراء عريض لتدفق أموال الجزية على خزائنها واحتكار سلع الملح والذهب وغيره من المعادن وسيطرتها على التجارة بين مدن السودان ومصر ومدن المغرب.
أشهر حدث في عهد “منسا موسي” عندما سافر لآداء فريضة الحج سنة (724ه)، وكان الموكب ضخما لدرجة ابهار مصر والحجاز والعالم الأوروبي، فيقال أنه خرج ومعه (60 الف رجلا) و (500عبدا) وأعد لنفقته (80 حمل من الذهب) فى كل حمل (3 قناطير)،
ومهما كانت المبالغة في عدد من صحبوه في الموكب أو تقدير الذهب فإنها تلقي الضوء على ان السلطان كان فاحش الثراء.
وفى طريق العودة لمملكة مالي نفذت المؤونة فاستدان على ذمته من تجار مصر كما أيضاً أقرضه أمراء مصر، وقدم له سلطان مصر الكثير من المساعدات في عصر السلطان المملوكي “ناصر الدين محمد بن قلاوون”.
قام بعد ذلك بإنشاء المنشآت الدينية فى جاو وتمبكتو كالمساجد والمدارس الدينية والأكثر شهرة مدرسة سنكوري، وقام فى تمبكتو بإنشاء قصره و مسجد جينغربر الذي مازال موجود حتى الآن.
وفى المناسبة ال (50) لاستقلال دولة مالي أصدر رجل الأعمال والسياسة” اليو بو بكر ديالو” قطعة ذهبية تذكارية باسم “منسا موسي” عام (2010).
وتولى الكثير حكم مالى بعد “منسا موسي” مثل ابنه “منسا مغا” وأخيه “منسا سليمان” الذي أخذ على عاتقه إعادة تنظيم مملكته واسترجاع الأقاليم التى انفصلت أثناء فترة الاضطرابات والذي حاولت زوجته قتله.
بعد وفاة “منسا سليمان” دخلت المملكة في حالة من الضعف حيث خلفه ملوك ضعفاء لم يستطيعوا المحافظة على المملكة وتفشي الفوضي والفساد بها، فكانوا في تراجع وانتقاص إلى أن انقرض ملكهم وانقطع أمرهم شأن غيرهم من الدول.
المراجع
((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ)) ولمعرفة المزيد عن الإسلام في إفريقيا يمكنك الاطلاع عليه من هنا
#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الرابع
#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ
مقالات موقع المنصة المعرفية
تعليقات