المفضلة
اضافه موضوع

كتبت/ سمر محمد عن تعريف المساجد وتاريخها والتطلع على تطور عمارتها

تعريف المساجد وتاريخها والتطلع على تطور عمارتها

تعريف المسجد لغةً وشرعاً:

1. المسجد لغةً:

فهو مَفعِل بالكسر اسم مكان السجود، وبالفتح اسم للمصدر، وقال “أبو زكرياء الفراء” كل مكان على وزن فعل كدخل يدخل فالمفعل منه بالفتح اسماً كان أو مصدر ولا يقع فيه الفرق مثل دخل مدخلاً، ومن الأسماء ما ألزموها كسر العين منها المسجد والمطلع والمغرب،

فجعلوا الكسر علامة للاسم، وربما فتحه بعض العرب فقال “القدوري” المسجَد وقال الفتح فيه جائز، وقال في الصحاح والمسجَد بالفتح جبهة الرجل، حيث يصيبه السجود

وقال “أبو حفص الصقلي” في كتابه “تثقيف اللسان” ويقال مسيد بفتح الميم حكاه غير واحد فتحصلنا على ثلاث لغات والمسجد بكسر الميم الخمرة وهي الحصير الصغير .

2. المسجد شرعاً:

كل موضع من الأرض لقوله ﷺ جُعلت لي الأرض مسجداً وهذا من خصائص هذه الأمة قال “القاضي عياض” لأن من كان قبلنا لا يصلون في مكان حتى يتيقنوا طهارته، ونحن خصصنا بجواز الصلات في جميع الأرض إلا من تيقنا عدم طهارته.

و كان “عيسى عليه السلام” يسبح في الأرض ويصلي حيث أدركته الصلاة فكأنه قال جُعلت لي الأرض مسجداً وطهورا وجعلت لغيري مسجداً ولم تُجعل طهورا، ولما كان السجود أشرف أفعال الصلاة لقرب العبد من ربه اشتُق اسم المكان فقيل المسجد وخصصه العرب للصلوات الخمس.

تعريف المساجد وتاريخها والتطلع على تطور عمارتها

2- تاريخ بناء المساجد

قال الزهري بركت ناقة “الرسول ﷺ” موضع مسجده وهو يومئذ يصلي فيه رجال المسلمين وكان ملكاً “لسهل وسهيل” من الأنصار فساومهما “الرسول عليه الصلاة والسلام” فقالا بل نهبك إياه فأبى حتى ابتاعه منهما، وكان جدار ليس فيه سقف وقبلته إلى بيت المقدس،

وكان فيه شجر ونخل وقبور للمشركين فأمر ﷺ بالقبور فنبشت وبالنخيل فقطعت وصفت فيه قبلة المسجد وجعل مما يلي القبلة إلى مؤخرته (مائة ذراع)، وفي الجانبين مثل ذلك أو دونه وجعل أساسه قريباً من (ثلاث أذرع).

وجعل قبلته من لبن و حجارة وجعلت إلى بيت المقدس وبه (ثلاث أبواب) باب المؤخرة وباب يقال له باب الرحمة والباب الذي يدخل منه “الرسول ﷺ” وجعل عمده جذوع وسقفه بالجريد، ثم غيره “عثمان بن عفان رضي الله عنه”

فبنى جداره بالحجارة المنقوشة بالجير وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج وجعل طوله (مائة وستين ذراعاً) في (ستين ذراعاً) أو يزيد.

مسجد قباء

هو أول مسجد أسسه “الرسول ﷺ” في المدينة المنورة عندما وصل إليها مهاجراً، ويقع هذا المسجد بقرية قباء في الجنوب الغربي للمدينة ويقال له قباء لوقوعه في موقع قباء.

وعن “شموس بنت النعمان” قالت: “نظرت إلى رسول الله ﷺ حين قدم ونزل وأسس مسجد قباء فرأيته يأخذ الحجر أو الصخرة حتى يطهر الحجر، وانظر إلى بياض الثواب على بطنه أو سرته

فيأتي الرجل من أصحابه ويقول بأبي أنت وأمي يا رسول الله أعطني أكفلك يقول خذ مثله حتى أسسه ويقول إن جبريل عليه السلام هو يؤم الكعبة قالت إنه أقوم مسجد قبلة”.

بقي المسلمون يصلون في مسجد قباء إلى أن حولت قبلته فأرادوا إعادة بناءه فجاء إليهم “الرسول ﷺ” وشاركهم في بناءه، ومع مرور الزمن حظي مسجد قباء بالاهتمام المتواصل من المسلمين؛ وذلك لأنه أول مسجد بني في الإسلام وذكره الله سبحانه وتعالى في قرآنه المجيد

واعيد بناءه وتم توسيعه وجعلوا له أروقة رحبة في وسطه، وبني بالحجر وأقيمت الدعائم بالحجارة ووضع في وسطها الحديد المغطى بالرصاص المصهور وزيت الحوائط بالجص والفسيفساء وجعل له منارة.

وفي عهد الملك “فهد بن عبد العزيز آل سعود” أمر بتوسيعه وعمارته وفي يوم الخميس (8 صفر 1405م) وضع حجر الأساس للبدء في توسعته، حيث أصبحت مساحة المصلى حالياً تبلغ أكثر من (خمس آلاف متر مربع)،

وتبلغ المساحة التي يشغلها المسجد مع مرافق الخدمة التابعة له حوالي (13500 متر مربع) كما ألحقت به مكتبة وسوق لخدمة الزبائن.

تاريخ بناء المساجد

تطور عمارة المساجد:

كان تصميم المسجد في عصر الخلفاء الراشدين يتألف من صحن مكشوف به ضلة واحدة هي ضلة الصلاة، ولم يكن به محراب ولا مئذنة، وهو في هذا يتخذ المثل من تخطيط مسجد “الرسول ﷺ”، لكن في عصور الدولتين العباسية (750هـ – 1517م) والأموية (661-750م)

تطور تصميم المسجد وأصبح صحن المسجد تحيط به (أربع ضلات) الضلة مكونة من عدة أروقة، وأصبح الصحن والأروقة المحيطة به هو مركز المسجد منذ ذلك الوقت.

ففي العصر الأموي تأثر بناء المسجد بالعمارة التي كانت سائدة قبل الإسلام، وذلك أن الحرفيين الذين أقاموا البناء لم يكونوا من المسلمين، وكذلك نجد تأثر بالعمارة البيزنطية في أن حَرَم الصلاة عبارة عن بناء مستقل ومفصول تماماً عن صحن المسجد الذي يتقدمه،

وفي هذا أصبح المسجد الأموي يمثل النموذج المعماري الإسلامي للمساجد التي بُنيت فيما بعد.

أما الطراز السلجوقي في بناء المساجد فقد تأثر بعمارة المساجد وأشكالها الأولى في العراق والشام، فاتخذت المآذن الشكل الحلزوني وتوسعوا في إنشاء القباب وتنوع أشكالها وامتداد الفن الإسلامي إلى الهند ونشوء الطراز الإسلامي الهندي.

أما الطراز المغربي الأندلسي فتميزت المساجد فيه باتساع بيوت الصلاة وكثرة الأعمدة الرخامية التي تحمل السقف،

وتميزت بالتفنن في هيئات المحارب واتجاهها إلى التوسع في استعمال الأقواس المدبدبة وأقواس حذوة الحصان والسقوف الخشبية المزخرفة والمئذنة تكون ضخمة مثل البرج والاهتمام بزينة الجدران بالقاشاني والفسيفساء.

أما الطراز العثماني يعتبر استمرار الطراز السلجوقي مع اقتباسات كثيرة من الطراز الإيراني، وأول جامع أنشأه “أورخان” في بروسة هو مسجد جميل له بيت صلاة فسيح متعدد الأروقة وهناك قباب صغيرة فوق الرواقين

ونور يدخل للجامع من طاقات صغيرة في الجدران الحاملة للقباب، وفي بعض المساجد الصغيرة نجد المسجد يقتصر على بيت الصلاة الرئيسي تقوم عليه القبة.

خاتمة حول تعريف المساجد وتاريخها والتطلع على تطور عمارتها

المرجع/ المساجد والعمران في الجزائر خلال العهد العثماني.

((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ)) ولمعرفة المزيد عن المساجد يمكنك الاطلاع عليها من هنا

#مبادرة_حكاوى
#الموسم_الرابع
#ديوان_التاريخ_مستقبلك_في_الاثار_والتاريخ

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في التاريخ
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف التاريخ
  • الاكثر شيوعا