المفضلة
اضافه موضوع

IMG 20231127 WA0059

 

سعد زغلول

 

كتبت /نيره رضا

 

سعد في سطور : 

 

 في أول يونيو سنة (١٨٦٠) وُلد “سعد زغلول” في قرية إبيانة، وكان أبوه الشيخ “إبراهيم زغلول” عميد القرية، وأمه بنت الشيخ “عبده بركات” من أسرة عريقة.

 

ورث “سعد” من أبويه بنية الفلاح وصلابة الخلق وصدق العزيمة، ولما مات أبوه وهو في سن (السادسة) عُنِيَ بتربيته أخوه الأكبر. 

 

أُلْحِق “سعد” بمكتب القريه حتى بلغ (الحاديه عشرة) من عمره، ثم أُرْسل إلى الأزهر حيث ثابر على حضور الدروس بين يدي المجددين من أساتذته، وكان يتردد على مجلس “جمال الدين” فى داره .

 

حينما استعانت الحكومه بالشيخ “محمد عبده” فى تحرير الوقائع المصريه سعى في تعيين “سعد” لتحرير القسم الأدبي، فمكث محرراً بها حتى نشبت الثورة العرابية.

 

اشترك “سعد” في الثورة العرابية وناله من أذى الإعتقال بلاء غير يسير، وخسر وظيفته، وبات في قائمة أنصار “عرابي باشا” . 

 

اضطُرَّ إلى احتراف المحاماة، وكانت الدوله البريطانية قابضة على ناصية الأمور، فنمى إلى المسؤولين أنّ “سعداً” وزميلاً له ألّفَا جماعة سريه باسم جماعه الانتقام، فاعتُقِلا وظلا في الإعتقال بعد الحكم ببراءتهما أكثر من (ثلاثة) أشهر .

 

 وبعد (ثمانى) سنوات عُرضت عليه وظيفة نائب قاضٍ بمحكمه الاستئناف فى سنه (١٨٩٢)، فقبلها وبقى في القضاء (١٤) عاماً، ثم عُيِّن وزيراً للمعارف، ثم وزيراً للحقَّانية. 

 

سعد زغلول زعيم الثورة: 

 

اعتزل “سعد” الوزاره وعزم على ترشيح نفسه للجمعيه التشريعيه، فنجح في الدائرتين اللتين رشح نفسه فيهما نجاحاً فاق كل تقدير، واختير وكيلاً للجمعيه التشريعيه فكان وكيلها المنتخَب .

 

نشبت الحرب العظمى في يوليو (١٩١٤)، وفي ديسمبر أُعلنت الحمايه البريطانيه، ولم تمضِ أشهر حتى أطلق الإنجليز أيديَهم فى دواوين الحكومه، وشددوا في التضييق على أعداء الإحتلال.

 

وبعد انتهاء الحرب تألف الوفد المصرى للسعي للحريه والاستقلال، واختير “سعد” رئيساً للوفد، فكان قائد النهضه المصريه الباسل، وزعيمها العظيم وقد كافح وناضل ونُفى في سبيل بلاده.

 

كان أول رئيس لوزاره شعبيه بعد الاستقلال، وأول زعيم مصرى ألقى خطبة الرش (الأولى) حين افتتح الملك “فؤاد” البرلمان في (١٥) مارس سنه (١٩٢٤) وتولى رئاسه مجلس النواب حتى تُوُفِّيَ في (٢٣) أغسطس سنه (١٩٢٧) وهو في (السابعه والستين) من عمره.

 

القارعة: 

 

لابد لنا من قارعة! تلك هى الكلمه التى كان يرددها “سعد” في الاسبوعين الأخيرين قبل نفيه، لأنه كان يرى بحقٍّ أنَّ السكوت يتبعه سكوت، وأنَّ الحركة تتبعها حركة، ولم يكن جازماً بأن الثوره آتيه بعد القارعه التي كان يتصدى لها ويستبطئ وقوعها، لأن المعسكرات والقلاع والمطارات في مصر كانت تقع بالجيش، وتزدحم بالمداف والطائرات، والمصريون مجردون من كل سلاح حتى الهراوات والُمدَى وبنادق الصيد والخطب ممنوعة والصحف مراقبة، والذهاب والإياب بمرصد من الجواسيس والعيون، فإذا تعذرت الثوره على المصريين، فغير عجيب أن تتعذر، وغير لزام أن تثور أمة فى هذه القيود، وهى لا ترجو بالثوره العزلاء أن تغلب الغالبين المزودين بكل سلاح.

 

لم يكن جازماً بأن الثورة آتيه، ولكنه كان جازماً بأنها إذا أتت فلن يكون مجيئُها إلا بقارعه تشعل نيران الغضب فى الأمة الوادعه المتحفزه وفي وسعه هو أن يتصدى للقارعه الَمرجوَّة المرهوبه فلْيتصدَّ إذاً لها، ولْيعملْ ما في وسعه، وعلى التقدير بقيه التدبير.

 

ومضى يوماً ولم تأتِ القارعه فاستبطأها، وكان من عادته أن يخرج من مكتبه ليتمشى في الطرقه لحظة ثم يعود إليه، ففي مساء اليوم التالى لإرساله البرقيه إلى رئيس الوزاره لقى عضواً من أعضاء الوفد فى تلك الطرقه فقال له: إنَّ الجماعه لم يأتوا بعد، أتراهم لا يأتون؟ ثم قال : هذا ليس بنافع، إنهم إما أن يدَعونا نسافر أو يقبضوا علينا، وإلا فهم يتركوننا نموت فى مواضعنا”.

 

الثورة: 

 

سار نبأ الإعتقال بطيئاً متناقضاً فى اليوم (الأول)، لأن القياده العسكريه حظرت على الصحف نشره والتلميح إليه، فعلم به أعضاء الوفد وأصدقائه وموظفينه في يومه، وعلم به طلبه المدارس العليا فى اليوم التالي، لأنهم يجتمعون في أماكن متقاربة، وينتمى بعضهم إلى أعضاء الوفد وأصدقائه بصله القرابه أو المعرفه، وتسامعت به أحياء القاهره شيئاً فشيئاً، وانتقل منها إلى الأقاليم بمثل ذلك ببطيء وتناقض، فلم يسر إلى القطر كله إلا بعد يومين أو (ثلاثه) .

 

أضرب طلاب المدارس العليا فى صباح اليوم (العاشر) من شهر مارس عن تلقِّى الدروس، وخرجوا من مدارسهم في مظاهره كبيره طافت بدور المعتمدين السياسيين للاحتجاج على إعتقال الزعماء، وعلى كبت شعور الأمه وحرمانها من الحق فى إبداء مشيئتها، وهي تسمع كل يوم دعوة الأمم كافة إلى بيان حقها وتقرير مصيرها.

 

وأضرب عمال الترام بعد الظهر، ثم أضرب الحوذيه في اليوم (الحادى عشر )، وأصبحت الدكاكين مغلقه في معظم أنحاء المدينه إلا الدكاكين الأوروبيه، وتجددت المظاهرات من طلاب المدارس وطلاب الأزهر وطوائف شتى من الجمهور، فقابلها الجنود البريطانيون بإطلاق المدافع الرشاشة غير مفرقين بين كبير وصغير، ولا بين مشترك أو غير مشترك في المظاهره.

 

وكانت نقابه المحامين قد أعلنت الإضراب، فانقطع المحامين من المحاكم إلا من كان يوفدهم المجلس إليها لطلب تأجيل القضايا، واستثارت القسوه في قمع المظاهرات غضب الناس وحنقهم، فكثرت المظاهرات بدلاً من أن تقل، واشتدت قوتها بدلاً من أن تخمد، وطاش صواب الحراس العسكريين من جراء هذه المفاجأة، فأصبحوا لا يميزون بين جمع وجمع، ولا يطيقون النظر إلى حشد من الناس ففي يوم الجمعه (الرابع عشر) من شهر مارس أطلقت السيارات المدرعة نيرانها على حشد كبير بجوار المسجد الحسيني، فقتلت منهم بضع (عشرات) وجرحت خلقاً كثيرين، ولم يكونوا في مظاهره ولا قصدوا إلى التظاهر، ولكنهم كانوا خارجين من المسجد بعد آداء الصلاه، وضابط الفرقه يجهل كل شيء إلا أنهم قوم متجمعون، وعنده أمر صريح بإطلاق النار على كل قوم متجمعين وتعددت المظاهرات في مدن القطر، فقوبلت بمثل ما قوبلت به في القاهره، وسرت أخبار القتل وإطلاق النار إلى أنحاء الأقاليم، فانفجر كمين السخط الذى طال كظمه فى الصدور، وانفجرت الثوره في كل مكان.

 

سفر الوفد إلي باريس: 

 

جلس “سعد” وأصحابه (الثلاثة) في طريقهم إلى المنفي يتساءلون، وأول سؤال طبيعي يخطر لهم وهم مفارقون البلاد هو السؤال عما عسي أن يجري فيها بعد إقصاءهم عنها : هل تسمع بالخبر ؟ وهل تملك أسباب الثورة ؟ وهل تقوي القيادة العسكريه كظم النفوس طويلاً بعد هذه الضربه ؟ فأما “سعد” فكان رأيه أن الثورة عمل شاق على بلده أعزل مرهق بالأعباء مشحون بالجند والسلاح والأرصاد ولكنها إذا كانت واقعه فشعور الناس بالأختناق والتماسهم المنفس للجهر بألامهم المكبوته كافٍ لإنفجارها والاستيئاس فيها وقريب من هذا رأي “إسماعيل صدقي” إلى نزعة من شكوك الرجل الحديث، أما “حمد الباسل ” و”محمد محمود” فقد كان رأيهما الرأي الطبيعي لزعيم قبيله بدويه وصاحب عصبيه في الصعيد، فآخر شيء يطيب لزعيم القبيله أن يفكر فيه أن قبيلته لا تثور لأجله ولا تأخذ بثأره، كذلك صاحب العصبية في الصعيد، فاتفقا على ترجيح الثورة وإن لم يتفقا علي النتيجة.

 

المرجع/ 

سعد زغلول زعيم الثورة لعباس محمود العقاد 

 

——————————————————————————

((كل هذا في اطار مبادرة حكاوي لنشر الوعى الأثري و الترويج و دعم السياحة المصرية تحت اشراف فريق ديوان التاريخ))

 

#مبادرة_حكاوى

#الموسم_الخامس

#أصل_التاريخ_ديوان_التاريخ

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في التاريخ
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف التاريخ
  • الاكثر شيوعا