المفضلة
اضافه موضوع

 

قصة شجرة الدر .. الجارية التي أصبحت سلطانة لمصر

 

انتهت عملية الإنزال الكبير لأكثر من 80 ألف جندي صليبي باحتلال مدينة دمياط ،وبين  تلك الأحداث وقع خبر موت السلطان المصري كصاعقة علي زوجته، لكن زوجته التي كانت جارية سابقا ، أحاطت بالأخبار وتغطيتها بالسرية. فكانت تدير الأزمة خلف الستار ، مُنصِبة ذاتها لاحقا ملكة لمصر والشام

من هي ؟ وما القصة ورائها ؟

 

الحملة الصليبية السابعة

 

توفي البطل الأسطوري صلاح الدين وتصارع أبناؤه علي الحكم  ومن بين هذا الصراع خرج عمهم أبو بكر أيوب ووضع نهاية لذلك القتال والنزاع ، فنصب نفسه سلطانا فخلي الحكم في أبنائه وأحفاده ،

ضعفت الدولة الأيوبية بسبب تلك الصراعات مع مرور الزمن فتفرقت لمقاطعات وممالك منافسة. مبعثر.

في ذلك الوقت ، اشترى الأمير الصالح أيوب ، ابن سلطان الكامل ملك مصر ، جارية جديدة فائقة الجمال ربما كانت من أصل أرميني.
وقع الصالح أيوب لا في شباك جمالها فحسب بل استولت على قلبه بما امتلكته من ذكاء وإخلاص وفطنة،أنها هي  “شجرة الدر ” الذي أطلق سراحها فيما بعد وتزوجها وسنحكي لكم الان قصة شجرة الدر الحقيقية

 

ما هو اسم شجرة الدر الحقيقي ؟

اسم شجرة الدر الحقيقي هو عصمة الدين أم خليل

 

شجرة الدر

 

رافقته في محنته وشدائده قبل سعادته ورخائة ، فسجنت معه عندما كان مسجونًا في سجن الكرك لأكثر من سبعة أشهر مع ابنئهما الرضيع خليل الذي مات في سن مبكر قبل ان يتم الإفراج عنهم ، .وبعد ذلك الإفراج عاد الصالح أيوب  إلى القاهرة أعلن نفسه سلطان  على مصر علي يد أكابر الأمراء والمماليك عام 1240 الميلادي .

في عام 1249 الميلادي وبالتحديد في شهر أبريل ، وبينما الملك الصالح في الشام يتحارب مع بعض الممالك الأيوبية التي كانت خارجة عن طوعه، ، فقد تلقى أخبارًا سيئة مفادها أن الصليبين بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا يعسكرون في قبرصاستعدادًا لشن هجوم على مصر وغزوها، على الفور يعود الملك الصالح إلى مصر من أجل الاستعداد للدفاع عن مملكته.

عاد الرجل رأسًا إلى السواحل الشمالية لمصر تحديدًا إلى المنصورة، حيث تم حشد جيشه ووضع عدته وجنوده على أهبة الاستعداد في دمياط من أجل دحر أي إنزال بحري صليبي متوقع، لكن حدث ما لم يكن متوقعًا، حيث تقهقر الجنود الأيوبييين وتركوا دمياط لتقع في أيدي الفرنجة دون أية مقاومة.

 

شجرة الدر

 

في فورة تلك الأجواء والأخبار الغير سارة ، تفشى مرض خطير في أوصال الملك الصالح، المرض الذي أوصله إلى الموت، أدركت شجر الدر جيدًا حجم فداحة وتاثير وقوع خبر كهذا على معنويات جيشهم ، لذلك أحاطته بالسرية، وبالاتفاق مع قائد الجيش الأمير فخر الدين يوسف أخفته عن الجميع .

 

فخر الدين يوسف

 

قبل موت الملك الصالح واستشعارًا منه للخطر الوشيك الذي تمر به مملكته، ترك الملك الصالح مجموعة من أوراق فارغة تحمل توقيعه، وأوصى أن في حالة وفاته تقوم زوجته بإدارة المعارك واتخاذ القرارات ، وهو ما قد كان بالفعل، حيث أدارت شجر الدر سير المعارك بحنكة بالغة، كل هذا بسرية تامة و بدون علم أحد بموت السلطان.

لكن لا شيء يبق مخفيًا ، فقد وصل خبر موت الملك الصالح إلى الصليبيين الأمر الذي صقلوا أرواحهم وكانوا يعتزمون الذهاب إلى المنصورة ، ومن ثم إلى القاهرة، وبالفعل عبر الصليبيون بحر أشموم وفاجأوا معكسرا للجيش الأيوبي على أطراف المنصورة، وتمكنوا من قتل قائد الجيش فخر الدين يوسف.

فقدت شجرة الدر قائد جيشها، لكن ذلك لم يثنيها عن استدراك الموقف وإعادة تنظيم قوات جيشها مجددًا، فعينت المملوكي فارس الدين أقطاي قائدًا للجيش، ووافقت على خطة محكمة، تقضي باستدراج الفرنج إلى داخل المنصورة، حيث أستعد الجميع جنودًا وعواما إلى الحظة الحاسمة التي عندها يفتكون فيها بالجيش الصليبي.

ابتلع الصليبيين الطعم من جيش المسلمين، وظنوا أن المدينة قد خلت من سكانها وأنها وقعت ملك أيديهم من دون مقاومة كدمياط، فانطلقوا مندفعين قاصدين قصر الملك، لكن خرج عليهم الجنود والأهالي من كل حدب وصوب بالسيوف والمقاليع والحجارة، وقتلوا منهم عشرات الآلاف وولوهم مدبرين

 

لويس التاسع

 

في غضون ذلك ، أرسل توران شاه ، ابن ملك صالح ، شجار الدور لتوفيق والده إلى والده. ارتفعت روح جيش المسلمين وطاردوا كل معسكرات فرانكي حتى وصلوا واعتقل ملك فرنسا ليفي تسعة وسجن في منزل ابن لقمان اليوم.

في غضون ذلك ، وصل توران شاه ابن الملك الصالح إلى المنصورة ، والذي أرسلت في طلبه شجر الدر حتي يخلف والده في الحكم، ارتفعت معنويات الجيش المسلمين، وراحوا يتعقبون كل معسكرات الفرنج حتى أتوا عليهم، وأسر ملك فرنسا لويس التاسع وأودع حبيسا دار ابن لقمان التي لا تزال حتي اليوم  موجودة .

انتصر المسلمون وردوا كيد الأعداء وابتهج الجميع بأنباء هزيمة الحملة الصليبية السابعة وأسر لويس التاسع قائد الحملة و ملك فرنسا، ومع ذلك وبالرغم عن هذا الابتهاج فقد كان هناك أمور تحدث في خلفية المشهد، حيث طالب توران شاه من شجرة الدر بأموال أبيه واضطهدها، فاضطرها ذلك للهروب إلى القدس.

 

سجن ابن لقمان

 

لم يحمل الملك توران الشيء الجميل إلى شجارلدور ولم يحمله إلى الملاك الذين شاركوا في هذا النصر العظيم ، فحاول التخلي عنهم والتخلص منهم ، لكن الخطوة كانت قبله كما في خيمته. هاجمه وضربه بالسيف لكنه هرب إلى برج خشبي وأحرقه ليقتل ويغادر مكانه.

لكن لم يحمل توران شاه الجميل لشجرة الدر ولم يحمله للماليك الذين ساهموا في هذا النصر العظيم، فحاول استبعادهم والتخلي عنهم والتخلص منهم، لكن المماليك كانت حركتهم أسبق منه، فهجموا عليه في خيمته وضربوه بالسيوف لكنه هرب إلى برج خشبي فأحرقوه به، ليلقى مصرعه ويموت وليخلي مكانه.

وبعد هذه الحادثة وجد المماليك أنفسهم وقد أصبحوا في موقع السلطة، لكنهم في نفس الوقت لا يرغبوا في تصدر المشهد، لذلك لم يجدوا مفر من الاستعانه بحليفتهم السابقة شجرة الدر، حيث أرسلوا في طلبها ونصبوها سلطانة على مصر وتم نقش اسمها على العملات في سابقة نادرة لم تنلها الكثير من النساء حيث أصبحت أول سلطانة في تاريخ الأسلام .
عملة شجرة الدر
منذ اليوم الأول لشجرة الدر في الحكم باشرت جهودها في استئصال الوجود الصليبي من البلاد، حيث دخلت في مفاوضات انتهت إلى الإفراج عن لويس التاسع مقابل تسليمه دمياط ورحيله مع جنوده البلاد،فضلًا عن دفعه فدية كبيرة.لم يوجد أمام لويس أي خيار  إلا الإذعان فافتدى نفسه وبقية جنده بذلك الاتفاق وبتلك الفدية.
على الرغم من دورها المحوري في هذا النصر العظيم، فضلًا عما امتلكته من قدرة فائقة على إدارة الشؤون ، واجه وجودها في منصب السلطان معارضة قوية من الناس، لأنهم لم يعتادوا أبدًا أن يتولى أمرهم امرأة، فكتب الخليفة المستعصم إليها “إن كانت الرجال قد عدمت عندكم فأعلمونا حتى نسيّر إليكم رجلاً”.
تحت وطأة كل هذه الضغوط استسلمت شجرة الدر لرغبة الأغلبية وبعد ثمانين يومًا في الحكم تنازلت عن عرشها لصالح عز الدين أيبك الذي تزوجته ، ولقب نفسه بالملك المعز، وأصبح أول خلفاء الدولة المملوكية، حيث ساست شجرة الدر معه أمور البلاد وأجبرته على ترك زوجته وسيطرت عليه بشكل شبه تام.
شجرة الدر
لكن من ناحية أخرى ساعدت شجر الدرة زوجها أيبك في التخلص من أعتى أعدائه، أعني هنا فارس الدين أقطاي زعيم المماليك البحرية، والذي استمر في توسيع نفوذه وسيطرته على الإقطاعيات حتى مثل خطرًا جسيمًا على وحدة الدولة، فتنكر له سيف الدين قطز وقتله بأمر من السلطان أيبك وزوجته.
لن يبق أيبك ذلك الزوج التابع لزوجته للأبد ، فبمجرد أن تمرّس على السلطة وتخلص من أعدائه في الداخل والخارج، حتى بدأ في الخروج عن طوع شجرة الدر، واختار أقسى ما يمكن للمرأة مواجهته، حيث قرر الرجل الزواج من ابنة “بدر الدين لؤلؤ” ملك  الموصل.
لم تجد شجرة الدر نفسها إلا وهي مدبرة لمكيدة لزوجها عز الدين أيبك، حيث أظهرت له توددًا وتلطفًا، وأرسلت إليه تسترضيه حتى يجيء إليها، وانخدع أيبك بتلك المكيدة ووجد ذاته في القلعة ضمن مسكنها الخاص، حيث قضت عليه بمعاونة الخدم، ثم أعلنت في اليوم التالي خبر وفاته .
شكك أنصار أيبك و مماليكه لما زعمته شجرة الدر من كون أيبك مات فجأة، فاحتجوا وثاروا وضيقوا الخناق على الخدم حتى اعترفوا بما تم من مكيدة، قام المماليك باعتقال شجر الدر ونقلوها إلى البرج الأحمر الكائن بالقلعة، ثم أعلن المماليك نور الدين بن أيبك سلطانًا على البلاد.
لم تنس الزوجة الأولى للسلطان الراحل و أم نور الدين ما قامت به شجرة الدر من اجبار زوجها عن ترك زوجته والتفريق بينها وبينه ومنعه من زيارتها وقتله،لذلك أمرت خدمها بقتل شجر الدر، فقاموا بضربها بالقباقيب على رأسها حتى ماتت ثم ألقوا بها من أعلى سور القلعة ولم تدفن بعدها إلا بأيام، وهكذا كتبت النساء نهاية الأمور.

كيف ماتت شجرة الدر ؟

توفت شجرة الدر بعد رحلة طويلة مليئة بالتفاصيل المشرقة والأخرى المؤرقة، لكن لا يزال اسمها خالدًا حتى يومنا هذا ، ويتردد في كتب التاريخ كشخصية استثنائية غيرت مجراه وصنعت الكثير.
وهذه صورة مقبرة شجرة الدر
مدفن شجرة الدر

المصادر

بدر الدين العيني، عقائد الجمان في تاريخ أهل الزمان، تحقيق د. محمد محمد أمين، مركز تحقيق التراث، الهيئة المصرية للكتاب، القاهرة 1987.

قاسم عبده قاسم، عصر سلاطين المماليك – التاريخ السياسي والاجتماعي، عين للدراسات الإنسانية والاجتماعية، القاهرة 2007.

محيي الدين بن عبد الظاهر: الروض الزاهر في سيرة الملك الظاهر، تحقيق ونشر عبد العزيز الخويطر، الرياض 1976.

تحميل كتاب شجرة الدر ملكمة المسلمين وعصمة الدنيا والدين

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في التاريخ
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف التاريخ
  • الاكثر شيوعا