المفضلة
اضافه موضوع

اليوم سوف نكمل مقالاتنا عن السيرة النبوية الشريفة وبالتحديد عن معجزة انشقاق القمر

قال النبي لعمه أبي طالب يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الامر حتى يظهره الله او اهلك فيه ما تركته وتلك كلمات قالها النبي صلى الله عليه وسلم ثم بكى لما قريش هددت عمه أبو طالب حتى يترك النبي محمد صلي الله عليه وسلم الدعوة للإسلام والا يقاطعوه ويفارقوه عن كل قبائل قريش.

لو تريد ان تعرف اكثر عن مفاوضات قريش مع ابي طالب لترك النبي صلى الله عليه وسلم دعوته وتكتشف بنفسك رد فعل النبي صلى الله عليه وسلم وموقف ابي طالب وشده الايذاء اللي تعرض له النبي من قريش والمعجزة التي سوف يأتي بها لهم يبقى اذا لتكمل معنا مقالتنا للنهاية.

معجزة انشقاق القمر

كانت قريش غير مؤمنة بنبوءة النبي محمد بن عبد الله وظلوا يماطلوا معه في امر دعوته للإسلام وكمان بدأوا يطلبوا منه معجزات مثل معجزات موسى وعيسى.

وبالفعل من المعجزات التي ايد الله بها نبيه محمد صلى الله عليه وسلم معجزه انشقاق القمر الى شقين.

ولان المعجزة شيء خارق للعادة وفوق

قدره البشر فعن ابن مسعود (بيْنَما نَحْنُ مع رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ بمِنًى إذَا انْفَلَقَ القَمَرُ فِلْقَتَيْنِ، فَكَانَتْ فِلْقَةٌ وَرَاءَ الجَبَلِ، وَفِلْقَةٌ دُونَهُ، فَقالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اشْهَدُوا.) المصدر : صحيح مسلم

ولكن  طبعا لم يصدقوا النبي صلي الله عليه وسلم واتهموه ان اللي شافوه ده سحر ونزل قول الله عز وجل في سورة {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ (1) وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ (2)}

ولان الدعوة في ذلك الوقت كانت دخلت مرحله الجهرية بدأ النبي صلى الله عليه وسلم يصطدم بقريش ويستهزئ بآلهتهم وفي مره من المرات قابل أبو جهل النبي صلى الله عليه وسلم وقال له والله يا محمد لتتركن سب الهتنا او لنسبن الهك الذي تعبد

فربنا عز وجل انزل في سورة الانعام قوله {وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ }

فاعرض النبي صلى الله عليه وسلم عن سب اصنامهم ومن هنا بدأت قريش تحاول انها تتفاوض مع النبي بشكل في ود وسلميه وده عن طريق عمه أبو طالب .

وبالرغم من بقاء أبو طالب على دين قريش الا انه تعهد انه يحمي محمد وذلك بسبب حبه الشديد له وموقف أبو طالب من اكبر علامات الاستفهام في التاريخ.

وقف أبو طالب الى جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم يشجعه بكل طاقته وقال له ما احب الينا معاونتك واقبلنا لنصيحتك واشد تصديقنا لحديثك وهؤلاء بنو ابيك مجتمعون وانما انا احدهم غير اني اسرعهم الى ما تحب اي اسرعهم الى نصرتك ومعاونته فامض لما امرت به.

فقريش أتت  لابي طالب تقول له على مدى استيائهم من أفعال سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وسبوا لألهتهم وانهم أتوا لابي طالب لأنه هو سيد بني هاشم لكن أبا طالب لم يحب ان يتناقش معهم وسمع كلامهم بدون ما يعلق عليه.

لكن بعدها اشتد استهزاء النبي صلى الله عليه وسلم من الاصنام ومدى ضلال عقول الناس اللي يعبدوها فرجعت قريش ثاني مرة لأبو طالب ولكن في تلك المرة كان كلامهم معه اكثر حدة وقالوا له انه يأمر محمد ان ينهي ما يحدث.

فذهب أبو طالب للنبي صلى الله عليه وسلم وحكى ليه عن ما قالته قريش وانهم هددوه بانهم سوف يعزلوه عن باقي قريش لو محمد صلي الله عليه وسلم لم يرجع عن دعوته.

فوقتها رد النبي صلى الله عليه وسلم عليه وقال له يا عم والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على ان اترك هذا الامر حتى يظهره الله او اهلك فيه ما تركته.

فبكى النبي صلى الله عليه وسلم فنادى عليه عمه وقال له اذهب يا ابن اخي فقل ما أحببت فوالله لا اسلمك لشيء ابدا .

وللمرة الثالثة ذهب رجال قريش لابي طالب ولكن تلك المرة دي كانت مميزة جدا وده طبعا بسبب طلبهم الغريب من ابي طالب وكان معهم عمارة بن الوليد بن المغيرة وكان من اقوى واجمل الشباب في قريش.

وقالوا لابي طالب هذا عماره ابن الوليد انهد فتي في قريش واجمله فخذه فلك عقله ونصره اتخذه ولدا فهو لك واسلم الينا ابن اخيك هذا الذي قد خالف دينك ودين ابائك وفرق جماعه قومك وسفه احلامهم فنقتله فإنما هو رجل برجل.

فقال والله لبئس ما تسومونني اتعطوني ابنكم اغذوه لكم واعطيكم ابني تقتلونه هذا والله ما لا يكون ابدا.

فقال المطعم بن عدي بن نوفل ابن عبد مناف بن قصي والله يا أبا طالب لقد انصفك قومك وجهدوا على التخلص مما تكره فما اراك تريد ان تقبل منهم شيئا.

فقال أبو طالب للمطعم والله ما انصفوني ولكنك قد أجمعت خذلاني ومظاهره القوم علي فحقب الامر وحميت الحرب وتنابذ القوم وبادي بعضهم بعضا.

تخبل عزيزي القارئ يعرضوا على ابي طالب انهم يعطوا له عمار بن الوليد بن المغيرة مقابل محمد ولكن رد أبو طالب كان الرفض القاطع فهو مستحيل يسلم لهم ابن اخوه الذي يحبه اكثر من أولاده فقريش لم تكف عن إيذاء النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك لم تؤمن رغم يقينهم ان محمد صلي الله عليه وسلم لا كاذب ولا شاعر ولا ساحر.

معجزة انشقاق القمر

لماذا لم تؤمن قريش بدعوة النبي ولا بمعجزة انشقاق القمر؟

لماذا لم يؤمن اهل مكة؟ هل لانهم لم يقتنعوا بالدعوة ولماذا حاربوا الدعوة ولم ينصروها مع ان الرسول صلى الله عليه وسلم منهم ومن داخلهم الانهم لم يدركوا الحق الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم؟

فقد كانت الرسالة واضحه جدا كما قال الله

الله عز وجل في كتابه الكريم {وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا ۚ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ (14)} القران كلام

معجز وهؤلاء هم اهل اللغة ويعرفون ان هذا الكلام ليس من كلام البشر ويعلمون ان محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله فعلا ولا يكذب فمن الأسباب اللي منعت قريش من الايمان مثلا أبو طالب منعه تمسكه بعدد قومه وخجله من قومه وانه كبيرهم ويخذلهم ويصدق محمد ابن أخيه.

اما عن باقي قريش فالقبيلة كانت عامل كبير في صدهم للدعوة فمكة فيها قبائل كثيرة بل في داخل قريش نفسها بطون كتيره فأبو جهل من بني مخزوم وكان يقول تنازعنا نحن وبنو عبد مناف الشرف اطعموا فأطعمنا حملوا فحملنا أعطوا فأعطينا

حتي اذا تحاذينا على الركب وكنا كفرسي رهان قالوا منا نبي يأتيه الوحي من السماء فمتى ندرك هذا والله لا نؤمن به ابدا ولا نصدقه.

ومنهم من منعه الخوف على السيادة والحكم في ارض مكة فالرسول صلى الله عليه وسلم يريد تحكيم الله عز وجل في أمور العبادة وهو صلى الله عليه وسلم ناقل عن رب العزة وسيسحب البساط من تحت اقدام الزعماء كابي سفيان وغيره.

إيذاء قريش للنبي صلي الله عليه وسلم

وهنا بدأت قريش في خطه القضاء على الدعوة الإسلامية وبدأت تؤذي النبي صلى الله عليه وسلم وطبعا اول شخص بدا في ذلك هو أبو جهل كالعادة.

وفي مره من المرات جمع أصحابه بدا في اعداد مكيده للنبي وهو يصلي جوار الكعبة وكان يريد ان يدوس على راس النبي او يغمرها في التراب فيروي ان أبا جهل قال هل يعفر محمد وجهه بين اظهركم فقيل نعم فقال واللات والعزي لئن رايته يفعل ذلك لاطأن على رقبته او لأعفرن وجهه في التراب.

فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي زعم ابو جهل ليطئ على رقته فما فجائه منه الا وهو ينقص على عقبيه ويتقي بيديه فقيل له مالك فقال ان بيني وبينه لخندق من نار وهولا واجنحه.

ونزل قول الله عز وجل في

سوره العلق {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَىٰ (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّىٰ (10) أَرَأَيْتَ إِن كَانَ عَلَى الْهُدَىٰ (11) أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَىٰ (12) أَرَأَيْتَ إِن كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ (13) أَلَمْ يَعْلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَىٰ (14) كَلَّا لَئِن لَّمْ يَنتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ (16) فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ (17) سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ (18) كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب ۩ (19)}

وطبعا الآية مقصود بها أبو جهل وشده العذاب الذي سوف يعذبه يوم القيامة بسبب افعاله مع النبي صلى الله عليه وسلم

ويحكي ابن مسعود عن اذى أبو جهل للنبي في مره من المرات وهو يصلي انهم وضعوا على رأسه القا ذرات وطبعا في ذلك الوقت هو شاف الواقعة لكن لم يكن يقدر يدفع الأذى عن النبي صلى الله عليه وسلم.

فتم اخبار فاطمة بنت النبي بالأذى الذي يتعرض له النبي وهو يصلي فذهبت فاطمه عند ابيها ودفعت عنه الأذى ولما انتهي النبي صلى الله عليه وسلم دعا عليهم.

ويذكر الامام النووي انهم خافوا دعوته فالنبي دعا وقال اللهم عليك بابي جهل بن هشام وعتبه بن ربيعه وشيبه بن ربيعه والوليد بن عقبه وامية بن خلف وعقبه بن ابي معيط.

والاذى اللي تعرض له النبي لم يكن مقتصر على العوام من قريش وبقية بطونها لا بل انه تعرض للأذى من اقرب الناس ليه واشهر شخص اذى النبي هو عمه أبو لهب وزوجته ام جميل.

فكان أبو لهب وزوجته يرموا القاذورات على باب النبي صلى الله عليه وسلم لانهم كانوا جيرانه وكانت زوجته تضع  الاشواك في طريق النبي صلى الله عليه وسلم لكي تؤذيه وكانت دايما تسب النبي بأبشع الالفاظ.

ولما نزل قول الله عز وجل في سورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ (1) مَا أَغْنَىٰ عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ (2) سَيَصْلَىٰ نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ (3) وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ (4) فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ (5)}

نزلت في ابي لهب وزوجته وذلك بسبب شده الايذاء اللي تعرض له النبي على أيديهم.

ولما نزلت سوره المسد امر أبو لهب أولاده الاثنين انهم يطلقوا بنات محمد رقيه وام كلثوم وذلك لكي ينتقم من النبي في بناته لان أولاد أبو لهب مثلما قلنا كانوا متزوجين من بنات النبي رقيه وام كلثوم ولكن لم يدخلوا بيهم مثلما حكينا في مقالتنا التي مضت عن سيرة النبي صلي الله عليه وسلم.

وكان من عادات العرب ان طلاق البنات قبل الدخول بها من الحاجات المسببة للخزي والعار فهم كانوا يتفننوا في إيذاء نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وطبعا روجوا بين القبائل ان لا احد يتزوج من بنات النبي محمد صلي الله عليه وسلم.

لكن العظيم في الامر ان امام كل الايذاء النفسي والمادي كان النبي كالجبل صامدا قويا لا يهاب البطش ولا يقعده كيد الكائدين فصلابته وثقته في الله عز وجل وفي دينه وتعظيمه لأمر الأمانة التي يحملها جعله لا يبالي بما يفعلون.

بل يزيده قوه ويدفعه للتمسك بالحق وبذلك نكون وصلنا لنهاية مقالتنا اليوم من السيرة النبوية الشريفة وفي المقالة القادمة سوف نكمل  سيره خاتم الأنبياء والمرسلين ونعرف كيف قريش سوف في مخططها للقضاء على الدعوة وعلى مستضعفي الإسلام سوف انتظر رايكم وأسالتكم في التعليقات.

 

تعليقات

لم يتم إضافة تعليقات لهذا المقال.

مقالات قد تهمك

مقالات موقع المنصة المعرفية

  • اخر المقالات في قصص دينية
  • اخر المقالات
  • الاكثر شيوعا ف قصص دينية
  • الاكثر شيوعا